هل أصبحت المنافسة الآسيوية غائبة عن أنديتنا؟

الاستثمار في البطولات الآسيوية ما عاد يتفق مع طموح الكرة السعودية


هل أصبحت المنافسة الآسيوية غائبة عن أنديتنا؟

نواف العقيّل

في قلب العاصمة القطرية الدوحة، وخلف المباني السكنية، يظهر ملعب جاسم بن حمد الخاص بنادي السد الذي يعد أحد أنجح الأندية القطرية عبر التاريخ على المستويين المحلي والقاري. وفي ملعب تكمن على جوانبه محلات تجارية لتحقيق دخل مستدام للنادي الأنجح في قطر، وبملعب شبه ممتلئ بالجماهير القطرية والجماهير المقيمة في دولة قطر أيضًا، وصل الأهلي السعودي -الذي لا يعيش حالةً فنيةً متذبذبة- بنتائجه الرائعة، ليغادر من استاد جاسم بن حمد بالنقاط الثلاث.

قبل ذلك بنحو 24 ساعة، على استاد ثاني بن جاسم شمال مدينة الدوحة، تواجه الهلال السعودي أمام الغرافة القطري ليحقق فوزًا سهلًا، مع إراحة عدد كبير من نجوم الفريق بتدوير مستمر في البطولة الآسيوية.

بالنظر إلى العوامل المالية وعوامل البنية التحتية والطموح الرياضي ربما، تُعَد الأندية القطرية أقوى الأندية التي ستواجهها أنديتنا في مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة؛ البطولة التي من المفترض أن تكون نخبويةً بمعنى الكلمة وتصعِّـب كل شيء على أنديتنا.

منذ الشكل الجديد للمسابقة لعبت أنديتنا أمام الأندية القطرية في 17 مباراة، انتهت 14 مباراة بفوز الأندية السعودية مقابل فوز قطري وحيد فقط وتعادلين. وفي تلك المباريات سجلت أنديتنا 42 هدفًا واستقبلت 17 هدفًا، في اكتساح كبير لصالح أنديتنا في المواجهات المباشرة.

هذا الاكتساح انعكاسٌ لحقيقة البطولة التي أصبحت أسهل بكثير على أنديتنا من مباريات الدوري، حتى أصبح التدوير واللعب بأقل مجهود هو المعتاد من أنديتنا في الليالي الآسيوية التي تحولت إلى مباريات استعدادية أكثر من كونها تنافسية بالنسبة لفرقنا. مع الأخذ في الحسبان أن هناك ليالٍ مستثناة، ولكنها ليست النمط المستمر في البطولة.

إذا لم تستطع الأندية القطرية الوقوف أمام أنديتنا فماذا سنقول عن البقية؟ تخيل أنه من الموسم الماضي في دور الدوري وهو الدور الأول في البطولة، لعبت أنديتنا 36 مباراةً انتهت ثلاث مباريات -فقط- بالخسارة بالإضافة إلى خمس تعادلات، بالمقابل انتهت 28 مباراةً بالفوز بتسجيل 94 هدفًا مقابل 35 هدفًا استقبلتها شباكنا.

كل الأرقام تقول إن أنديتنا وصلت لمرحلة اكتساح لم تصل إليه أية دولة أخرى في القارة من الشرق أو الغرب، وهذا مؤشر خطِر يجعلنا نناقش أهمية المسابقات الخارجية لمستقبل الكرة السعودية.

"صحيفة الشرق الأوسط"
"صحيفة الشرق الأوسط"

لخَّص إنزاقي مدرب الهلال ما تفعله الأندية السعودية في البطولة

بعد التغلب على الغرافة القطري بنتيجة (2-1) صرّح مدرب الهلال إنزاقي تصريحًا اختصر كل شيء ولخَّص واقع أنديتنا في البطولة الآسيوية: «من أول مباراة في آسيا وأنا أدوّر اللاعبين.»

هذا الأمر لا يفعله إنزاقي وحده، بل جميع الأندية السعودية التي تشارك في البطولة. لهذا الأمر أسباب عدة من ضمنها أننا نلعب دورًا كاملًا مكونًا من 12 ناديًا، لتتأهل 8 أندية وتغادر أربع أندية -فقط- بعد أن يلعب كل نادٍ 8 مباريات. لك أن تتخيل أن نادي باختاكور الأوزبكي تأهل الموسم الماضي إلى دور الـ16 بتحقيق فوز واحد فقط في دور الدوري.

قد يعمل نظام الدوري بشكل رائع في أوربا، وربما الخطوة التي خطاها الاتحاد الآسيوي بتحويل دور المجموعات إلى دور الدوري، قرار مستعجل وبدون دراسة حقيقية لواقع القارة، كما فعلت قارتا إفريقيا وأمريكا الجنوبية اللتان لا تزالان تعملان بدور المجموعات في الدور الأول من بطولاتهما القارية.

هناك تفاوت واضح بالقدرات في قارة آسيا، ولا يمكن أن نقارن هذه القارة بالفوارق الموجودة بين الدول الأوربية. لذلك تقليد أي نظام أوربي في قارة آسيا قد لا ينجح أو لا يناسب واقع القارة التي تختلف بكل شيء عن قارة أوربا في الرياضة وغيرها.

"صحيفة الشرق الأوسط"
"صحيفة الشرق الأوسط"

ما المشكلة الحقيقية التي نواجهها في قارة آسيا الآن ؟

المشكلة التي نواجهها بكل صراحة وصدق أن دول القارة الآسيوية لا تقترب من الطموح الرياضي الجديد الذي تتبناه السعودية منذ عام 2023 والتحول التي تبحث عنه، بجعل الدوري السعودي أحد أكبر الدوريات على مستوى العالم.

هذا الاختلاف بالطموح جعل مستوى الاستثمارات بيننا وبين كل أندية القارة مختلفًا تمامًا في الفِرَق وجلْب النجوم، مما جعل دورينا يتفوق بمراحل على أندية القارة. ومن الصعب وضع حلول لهذا الإشكال إن لم تبادر الدول الأخرى برفع طموحها، والاستثمار بمقربة من استثمار المشروع الرياضي السعودي.

ليس الأمر على مستوى الفريق الأول فقط، بل أصبحنا نرسل لاعبينا الشباب والناشئين ولاعبي أكاديمياتنا للاحتكاك بقارة أوربا وليس بقارة آسيا؛ فمن الواضح أنَّ قارة أوربا هي النخبة في كرة القدم، والاحتكاك مع النخبة يصنع النخبة.

القارة الوحيدة التي تحاكي طموحاتنا وتقترب من تفكيرنا هي قارة أوربا؛ ومسابقتها «دوري أبطال أوربا» ستحل الكثير من مشاكل المشروع الرياضي السعودي وعيوبه. وهنا نطرح سؤالًا مهمًا: هل بمقدورنا صناعة دوري ضمن الدوريات الخمس الكبرى دون مواجهة الأندية النخبوية على مستوى العالم؟ 

الإجابة لا.

إذا كان هناك مشروع سري، أو مشروع يُعمَل عليه بالمكاتب حاليًا لكرة القدم السعودية، أتمنى أن يدور حول الانضمام بشكل أو بآخر إلى الأندية والدول النخبوية في كرة القدم. فالعمل أو الاستثمار في قارة آسيا مضيعة للوقت من وجهة نظري الشخصية.

ربما يكون كأس العالم للأندية هو الحل، الحل الذي سيغير توجه العالم والكرة السعودية إلى الأبد. ولكن بشرط أن يُقام بشكل شبه سنوي بدلًا من كل أربع سنوات؛ فالمدة طويلة جدًّا ولا تساعدنا في الاحتكاك مع النخبة بشكل متكرر.

"صحيفة الشرق الأوسط"
"صحيفة الشرق الأوسط"

يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إمكانية إقامة كأس العالم للأندية كل سنتين بعد النسخة المقبلة في عام 2029، وهذا الأمر إن حدث سيصب حتمًا لصالح الأندية السعودية رياضيًا، وستكون الكرة السعودية المستفيدة  الأولى.


البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر


  • 🎙️ حلقة جديدة من برنامج «حول الجولة»: نتحدث عن أبرز أحداث الأسبوع في الدوري السعودي، من انطلاقة كأس العالم للشباب إلى أداء الهلال تحت قيادة إنزاقي ولماذا يحتاج الصبر عليه كمشروع طويل الأمد، مع مقارنة مثيرة بينه وبين جيسوس. كما نحلّل عودة الاتحاد المدهشة، ومسؤولية دونيس عن النتائج الأخيرة، ونستعرض فوز النصر أمام الفيحاء وأهميته في سباق الصدارة.

  • 🎙️حلقة جديدة من  «بودكاست مرتدة»: الاتحاد يحقق عودة تاريخية تُشعل الدوري 🔥
    نناقش ما ينتظر كونسيساو مع الفريق وسبب استبدال فورتونيس، ثم نحلل انتفاضة النصر أمام الفيحاء وتجاوزه لعنة السقوط. كما نستعرض أداء الأندية المتوسطة مقارنة بالهلال وإنزاغي، وتألق ماركوس ليوناردو المستمر، ونسأل في الختام: هل حان وقت رحيل يايسله؟ ولماذا خيّبت الصفقات الجديدة الآمال؟


مصدر مطّلع
مصدر مطّلع
يومية منثمانيةثمانية

نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.

+20 متابع في آخر 7 أيام