نموذج عمل نادي الاتفاق السعودي
يعد الاتفاق النادي الأنجح في بيع اللاعبين السعوديين، غير أنَّ النموذج قد يواجه عدة مخاطر.



نموذج عمل نادي الاتفاق السعودي
يعد نادي الاتفاق السعودي أحد الأندية الأكثر نجاحًا في عملية بيع اللاعبين السعوديين في زمن الشركات. فمنذ انطلاق المشروع الرياضي السعودي صيف 2023 نجح النادي ببيع لاعبين سعوديين بمبالغ تتجاوز 200 مليون ريال سعودي، مع الرغبة بزيادة المبلغ مستقبلًا لخلق نموذج مستدام.
أي مطّلع على كرة القدم السعودية يعلم جيدًا أن العملية ليست سهلة. فالحفاظ على استقرار الفريق، وسط تغيير مستمر بالعناصر، مهمة صعبة. بعض الأندية نجحت فيها وأصبحت رائدةً في ذلك، وبعض الأندية بمجرد أن فعلت ذلك هبطت ولم تعد حتى اليوم إلى دوري روشن من جديد.
تحدثت مع مصدر مطّلع مسؤول في نادي الاتفاق حول طريقة عمل النادي خلف الكواليس، وسر قوة استقرار النادي على الرغم من التغييرات الكبيرة في كل فترة انتقالات يمر بها.
وتؤكد مصادر مطلعة الآتي:
لا يوجد مشاكل أو مديونيات مالية ضخمة على النادي، وهو في حالة مالية جيدة جدًّا للاستثمار.
نجح النادي خلال هذا الصيف بخفض العجز المالي من 117 مليون ريال حتى 38 مليون ريال، وذلك ببيع عقود اللاعبين السعوديين وإعارتهم، وتوقيع المخالصات المالية أيضًا.
يضخ النادي 24 مليون ريال سنويًّا على الفئات السنية.
بيع عقد ديميراي قراي فتَح للنادي 12 مليون دولار في ميزانية الصيف، استطاع خلالها جلب خمسة لاعبين.

قسم الكشافة والفئات السنية يكلف النادي 24.5 مليون ريال سنويًّا
يُعَد قسم الكشافة من الأقسام المهمة جدًّا في عمل نادي الاتفاق اليومي. إذ يركز بشكل هائل جدًّا على اللاعبين السعوديين من مواليد (2007 - 2011) للكشف عن أفضل اللاعبين ومحاولة التعاقد معهم وكسب خدماتهم قبل الأندية الأخرى.
وعند سؤال المصدر المطّلع عن أهمية قسم الكشافة أجاب: «الهدف الرئيس أن يعرف النادي إيراداته من رابطة دوري المحترفين وإيرادات وزارة الرياضة ومخصصات برنامج استقطاب نخبة اللاعبين. والإيراد الرابع الذي يعد في يد النادي ومن الممكن العمل عليه وتضخيمه هو إيرادات بيع العقود، إذ نبيع العقود من أجل تمويل النادي.»
ولكن لماذا قسم الكشافة مهم في عمل نادي الاتفاق؟ أجاب: «في حالة أي بيع مستقبلي للاعب في الفريق الأول يكون البديل المحلي جاهزًا لأخذ دوره. فكل لاعب محتمل أن يغادر نادي الاتفاق يضع مباشرة قسم الكشافة 4-5 بدلاء من داخل النادي أو من خارجه بالتنسيق مع الجهاز الفني، للحفاظ على استقرار الفريق دون إلحاق ضرر جسيم في حالة البيع.»
وفقًا لمستند حصلت عليه، فإن تكاليف الفئات السنية وقسم الكشافة السنوية على نادي الاتفاق تقدَّر بقيمة 24.5 مليون ريال سعودي. وهو مبلغ ضخم جدًّا لنادٍ لا يزال تحت مظلة وزارة الرياضة.
وعند سؤال المصدر عن هذا المبلغ أجاب: «هذا الضخ على الفئات السنية والكشافة مهم للحفاظ على مسار النادي، بالإضافة إلى سمعة أكاديمية الاتفاق التي تعد شيئًا أساسيًا لدينا، ونحاول الحفاظ عليها وتعزيزها من خلال هذه الاستثمارات السنوية.»
يملك نادي الاتفاق سبعة ملاعب مخصصة للفئات السنية. ويبدأ النادي في استقبال اللاعبين من تحت سن 8 سنوات، على عكس كثير من أنديتنا التي تبدأ من سن (8-12) سنة في فئاتها السنية. لكي تتخيل حجم العمل في الفئات السنية بنادي الاتفاق، فقد حصلتُ على الهيكل الخاص بفريق عمل الفئات السنية بالنادي من سن (10-14) سنة والذي يشمل 21 مدربًا فنيًا متخصصًا بالتقسيم الآتي:
المشرف العام
كشاف أول
مشرف تحليل الأداء الفردي
عدد الجهاز الفني بفريق المدارس «أربعة أشخاص»
عدد الجهاز الفني بفريق 11 سنة «أربعة أشخاص»
عدد الجهاز الفني بفريق 12 سنة «ثلاثة أشخاص»
عدد الجهاز الفني بفريق 13 سنة «ثلاثة أشخاص»
عدد الجهاز الفني بفريق 14 سنة «أربعة أشخاص»

استراتيجية النادي قبل انطلاق سوق الانتقالات للاعبي الفريق الأول
يقسّم نادي الاتفاق الفريق الأول إلى أربع فئات قبل انطلاق كل سوق انتقالات، ويتفاعل النادي بناءً على حركة السوق. وفقًا لمعلومات حصلت عليها، يقسّم النادي اللاعبين بالتصنيفات الأربعة الآتية:
الفئة الأولى: لاعبون غير متاحين للبيع إلا في حالة وصول عرض مالي ضخم وكبير جدًّا. ولا يقبل النادي نهائيًّا تخفيض السعر في عملية البيع.
الفئة الثانية: لاعبون من الممكن بيعهم مقابل مبلغ مالي مناسب، ويستطيع النادي تعويضهم من خلال الفئات السنية أو من خلال إعادة استثمار مبلغ البيع في السوق عبر شراء لاعبين من أندية أخرى، مع الاشتراط على أن يكون اللاعبون من الأندية الأخرى صغارًا بالسن؛ لمساعدة الفريق بالاستثمار فيهم ومساعدة الفريق فنيًا، وخلال سنة أو سنتين يستطيع الفريق بيعهم.
الفئة الثالثة: اللاعبون الذين يملكون مستقبلًا، ولكنهم بحاجة إلى مباريات أكثر من أجل التطور الفني والعودة للفريق، أو بيعه مباشرة بعد فترة الإعارة.
الفئة الرابعة: هم القلة؛ اللاعبون الذي يبحث النادي عن التخلص منهم لعدم نجاح الاستثمار بهم لأسباب عديدة، مثل: الإصابات، أو عدم التوفيق، وغيره من الأمور التي تحدث في عالم كرة القدم.

كيف يقنع نادي الاتفاق اللاعبين السعوديين بالانضمام إليهم دون غيرهم
إقناع اللاعبين السعوديين جزء رئيس من عملية التفاوض، وقد يكون الأهم لكسب خدمات أي لاعب يشهد تنافسًا بين أندية لا تقدم فوارق مالية شاسعة. ويملك الاتفاق شيئًا مقنعًا لا تقدمه أندية الشركات التي تقدم المال دون أي أمور أخرى قد تقنع اللاعب للانضمام إليها والفوز بخدماتها، مثل مختار علي الذي قرر الانضمام إلى نادي الاتفاق بدلًا من نادي القادسية.
وحول طريقة إقناع نادي الاتفاق للاعبين السعوديين بالانضمام للفريق، أجاب المصدر المطّلع: «من خلال وضع شرط جزائي لتسهيل خروج اللاعب، بناءً عليه يأتي اللاعب ويلعب في النادي 3-4 سنوات ويخرج بسهولة.»
يكمل: «نعطي اللاعب مساحةً للخروج بحيث لو أدى أداءً مميزًا وجلب مبلغًا ممتازًا للانتقال يفعَّل الشرط الجزائي وينتقل. الشرط الجزائي يمنحنا أفضليةً مع اللاعب السعودي فيقرر القدوم لنادي الاتفاق والحصول على دقائق لعب والمشاركة مع المنتخب السعودي.»
يختم: «في حال ورود عرض مالي مناسب للنادي واللاعب يرغب بالخروج، فالنادي الراغب بالشراء يفعِّل الخيار ويرحل اللاعب بكل سهولة دون تعقيدات، مع أهمية وصول عرض مالي مناسب بالنسبة للنادي. والشرط الجزائي هو المبلغ الذي يرضي جميع الأطراف.»
عمل الصيف الماضي لتجهيز الفريق
وضع نادي الاتفاق قبل بداية السوق أسماء اللاعبين الممكن بيعهم خلال السوق الصيفي دون تأثير على العمل الفني للفريق الأول. فقد انطلق العمل لسوق الانتقالات الصيفي منذ شهر رمضان الماضي وفق خطة عمل للنادي. وحسب معلوماتي قرر النادي مع المدرب سعد الشهري الاعتماد على العنصر الأجنبي هذا العام مع 3-4 لاعبين سعوديين غير قابلين للبيع. أما البقية فهم قابلون للبيع إذا وصلت العروض المناسبة.
قال المصدر المطّلع للنشرة: «كان هذا الصيف تحديًا كبيرًا، لدينا عجز 117 مليون ريال ونجحنا في خفض العجز إلى 38 مليون ريال ببيع عقود اللاعبين السعوديين وإعارتهم والمخالصات التي تمت.»
يكمل: «بيع عقد ديميراي قراي فتَح للنادي 12 مليون دولار استطعنا خلالها التعاقد مع خمسة لاعبين أجانب جدد وهم: موهاو نكوتا وأندري دودا وأحمد حسن كوكا وفرانشيسكو كالفو وماتيا قلوشفتش. ولم يكن بيع قراي بالسهل، فالتسويق صعب للاعب لم يسجل ولم يصنع، ولكن نجحنا في هذا الملف.»
لماذا التوقيع مع أحمد حسن كوكا؟
هذا السؤال هو السؤال الأكبر في الوسط الرياضي السعودي، وخاصةً الاتفاقي في سوق الاتفاق، وسط استغراب من اختيار اللاعب المصري أحمد حسن كوكا مع توفر خيارات عديدة خلال السوق. إلا أن نادي الاتفاق لديه وجهة نظر مختلفة في هذا الملف.
وقال المصدر المطّلع حول الاختيار: «قررنا التعاقد مع مهاجم بديل للمهاجم الأساسي موسى ديمبلي، وبسبب تضخم رواتب اللاعبين السعوديين في خط الهجوم كان القرار أن نجلب لاعبًا أجنبيًا يلعب هذا الدور لمدة موسم واحد براتب مقبول مقارنة بالمهاجمين السعوديين.»
يكمل: «راتب كوكا معقول بالمقارنة بالخيارات السعودية، بالإضافة إلى قابلية اللاعب ليصبح بديلًا للمهاجم موسى ديمبلي ويقاتل على مركزه.»

مخاطر نموذج نادي الاتفاق
النموذج الذي يعمل عليه نادي الاتفاق نموذج عالمي يطبق في عدد من الدول التي تمتلك نماذج عمل مختلفة في أنديتها. ولا شك أننا في المشروع الرياضي السعودي نريد تنوع نماذج العمل في الأندية، وما يحصل في الاتفاق صحي لكرة القدم السعودية في الصورة العامة.
غير أنَّ النموذج يواجه مخاطر عدّة، قد يكون أهمها الخوف من الانهيار السريع داخل أرضية الملعب، والذي قد يتسبب بالهبوط ثم انهيار كل إيرادات النادي وحدوث أضرار مالية تسهم في تراجع النادي للخلف خطوات عديدة.
ونشير هنا إلى عدم وجود ضامن للنادي من خلال جهة مالكة تستطيع أن تمول النادي في الظروف الصعبة، وربما تحافظ على بعض المكتسبات للحفاظ على أساس قوي للفريق في دوري يشهد تنافسيةً ترتفع موسمًا تلو الآخر، والخطر على الجميع سنويًا من هاجس الهبوط.
كذلك، يعتمد النموذج كثيرًا على السوق السعودي المحلي وعلى تدفق الأموال من خلاله. وهذا خطر سيجعل مصير نادي الاتفاق مرهون بتحرك السوق، على عكس النماذج المشابهة في أوربا التي تعتمد على أكثر من سوق أوربي في دول متعددة، مما يجعل استدامة عملية البيع منطقية بالنسبة لهم، بعكس نادي الاتفاق الذي يبذل جهودًا مضاعفةً لتحقيق استدامة من خلال السوق المحلي المتضخم حاليًا. وربما تستحدث أنظمة تحد من التضخم في أي لحظة ويتضرر الاتفاق من ذلك كثيرًا.
الأكيد أن الاتفاق لديه الآن أساس قوي. وهذا الأمر سيكون مساعدًا رئيسًا في تسريع نجاح النادي بوصول المالك الجديد المنتظر من عملية التخصيص، خاصة أن النادي بحاجة لمالك يضع خطة طويلة ومتوسطة للفريق الأول الذي يعمل على خطط قصيرة، موسمًا بموسم، بسبب الحاجة للتمويل من خلال الفريق.
لا يستطيع الاتفاق اليوم البناء على مكتسبات كل موسم، بل يحوِّل مكتسبات المواسم إلى إيرادات من أجل استدامة النادي على الجانب المالي. ومع تطبيق نظام الرابطة المالي الجديد من الموسم المقبل، ربما يكون لدى الاتفاق ميزة بسيطة على أندية وزارة الرياضة، ولكن لن يكون لديه أي ميزة مقابل أندية الشركات المقتدرة ماليًا في تمويل فرقها، والحفاظ على مكتسبات كل موسم والبناء عليها.
مالك للنادي، هو كل ما يحتاجه الاتفاق الآن للفكاك من قيده الحالي.

البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر

🎙️«الرقابة المالية: نهاية فوضى أم قيود مالية» من بودكاست «مانشيت»: تناقش الحلقة ظهور المسحل في لقاء غير موفق، قدَّم فيه إجابات مترددة وغير منطقية. وكيف نقيِّم أداء ناصر لارقيت، وهل كان له تأثير إيجابي في تطوير الفئات السنية؟ وعن المرحلة المختلفة التي سيمر بها دوري الروشن مع نظام الرقابة المالية الجديد.
⚽️ «شخصية رونالدو تنفجر في دقيقة» من برنامج «حول الجولة»: تنطلق الحلقة من تتويج المغرب بكأس العالم للشباب، ومنها إلى الحديث عن الجولة الخامسة، عن حيرة بنزيما في ركلات الجزاء، وظهور جانب جديدة من شخصية رونالدو في النصر، وعن تألق الهلال مع إنزاقي، والبداية الجديدة لنادي الشباب، والموسم المميز للخليج والخلود.
📺«أهالي المجمعة ينشؤون على حب الفيحاء» من «رحلة مباراة»: قبل مباراة الفيحاء والاتحاد، نعرف من أهل محافظة المجمعة سر ارتباط المحافظة كاملةً بناديها.

مذكرة تفاهم بين رابطة الدوري السعودي والذوق العام.
كيف تجني الأندية السعودية الأموال من منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي؟
سعود عبد الحميد يرفض العودة.
صافرة أجنبية تضبط كلاسيكو الاتحاد والهلال.
الهلال مهتم بضم لاعب وسط الخليج مراد هوساوي.
قبل الكلاسيكو.. بنزيما وبيرجوين جاهزان.
جائزة إفريقيا.. بونو وميندي في صراع الأفضل.


نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.