ليش الرجال أكثر إصابة بعمى الألوان

العالم الذي تراه طبيعيًّا وزاهيًا بالألوان، يراه غيرك رمادي وباهت اللون، والفرق الواضح بين اللونين الأحمر والأخضر يختفي، فيراهما البعض لونًا واحدًا!

في سياق من ثمانية

عند سماع «عمى الألوان» يتبادر إلى ذهني مباشرة مشهد باهت خالٍ من الحياة، لكني لم أفهم بالضبط كيف يرى المصاب حتى بدأت العمل على هذه الحلقة. ازداد فضولي حين سمعت قصة جزيرة سُمّيت بجزيرة عمى الألوان، يرى معظم سكانها العالم بدرجات الأبيض والأسود فقط!

ولفهم ما يعنيه عمى الألوان كان لا بد أولًا أن أفهم: كيف نرى الألوان أصلًا؟

توصّلت إلى أننا نعتمد على ما يُسمى بالخلايا المخروطية في أعيننا، وهي خلايا حسّاسة للضوء وتحديدًا للألوان الأساسية (الأحمر والأخضر والأزرق)، حيث ترسَل إشارات للدماغ ليفعل مثل ما يفعله الفنان حين يدمج الألوان الأساسية لينتج باقي الألوان.

تكمن مشكلة المصاب بعمى الألوان بوجود خلل في هذه الخلايا المخروطية، فإن تضررّت جميعها سيصاب بالحالة النادرة التي انتشرت لدى سكان جزيرة عمى الألوان. أما المشكلة الأكثر شيوعًا التي تصيب واحدًا من كل 12 رجلًا، هي وجود خلل في الخلية الحساسة للون الأحمر أو الأخضر مما يجعل التمييز بين اللونين صعبًا على المصاب.

هذه المشكلة استمرت بلا حل عملي حتى عام 2010، حين اكتشف عالم بالصدفة حلًّا في أثناء تطويره لنظارات مخصصة لحماية الجرّاحين من أشعة الليزر. جرب صديقه المصاب بعمى الألوان هذه النظارات، وفوجئ بتحسن قدرته على رؤية الألوان! كان ذلك الاكتشاف بوابة لابتكار نظارات تمكّن المصابين من رؤية نسخة مختلفة للعالم حولهم؛ نسخة نراها يوميًّا دون أن ندرك قيمتها.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.