المنتخب السعودي يعبر إلى المونديال للمرة السابعة

ماذا نريد من المنتخب السعودي؟ حل معاناة التصفيات


المنتخب السعودي يعبر إلى المونديال للمرة السابعة

نواف العقيّل

انتهى كل شيء: انتهت الضغوطات، انتهت الأزمة التي مررنا بها، انتهت فترة هي الأصعب في الآونة الأخيرة. 12 مباراةً لعبناها خلال سنة ونصف تقريبًا، سبع مدن، جدة والرياض وطوكيو وملبورن وجاكرتا وطوكيو وداليان، فترة شاركنا فيها بكأس الخليج والكأس الذهبية. ستجعلنا هذه الفترة أقوى في المستقبل، أقوى بالقرارات الشجاعة التي اتخذناها بتجديد هذا المنتخب وإعادة بنائه من جديد.

عندما عاد رينارد إلى تدريب المنتخب السعودي قال: «أنا أؤمن أن المنتخب السعودي بإمكانه التأهل لكأس العالم، وإلا لن أبقى يومًا واحدًا في البلاد.» بعد 18 مباراةً منذ عودته، حقق هيرفي رينارد التأهل الذي طال انتظاره، وقال في أول مؤتمر صحفي له بعد العودة: «المرحلة الحالية أصعب من المرحلة الماضية، ويجب أن نعمل معًا لتجاوزها.» 

لقد صدق رينارد معنا.

عمل رينارد على تجديد المنتخب السعودي منذ وصوله، وعمل على ذلك بشكل تدريجي حتى وصل اليوم إلى تشكيلة ربما هي الثابتة في كل استدعاء للمدرب؛ إلا في حالة الإصابات فقط. ما أعرفه اليوم من معلومات يخبر بأن راحة اللاعبين أصبحت أكثر في الفترة الأخيرة بعد وجود رينارد، كما ساعدهم أيضًا التغيّر الإداري الذي طال انتظاره في المنتخب السعودي خلال التصفيات.

أصبح الوضع داخليًّا أكثر هدوءًا، أكثر ترتيبًا، أكثر دعمًا نفسيًّا للاعبين الذين يشعرون بسعادة أكبر الآن خلال معسكرات المنتخب السعودي بعد ما عمله رينارد. كان تأهل اليوم من ملعب الجوهرة إنصافًا لرينارد الذي استلم منتخبًا ميتًا من مانشيني، ونجح في إعادته للحياة من جديد.

إن كان هناك نجم أو شخص واحد يستحق الشكر بعد هذا التأهل، هو رينارد الذي حرص على تأهل السعودية إلى المونديال من جديد. رينارد الآن على بعد مباريات بسيطة ليصبح أكثر مدرب في تاريخ كرة القدم السعودية إشرافًا على المباريات (لديه الآن 59 مباراة، أما الأول هو ناصر الجوهر مع 61 مباراة). سيصبح رينارد أيضًا أكثر المدربين تدريبًا للمنتخب السعودي بالمدة الزمنية (لديه الآن ثلاث سنوات و205 يوم عمل، والأول هو المدرب عبدالرحمن فوزي بثلاث سنوات و324 يوم عمل).

إن خُيِّرت منح شخص ما الثقة لكسر صيام الغياب عن البطولات، الذي دام لأكثر من 22 سنةً، سيكون هيرفي رينارد بلا شك. فقد جاء وغيّر مجرى الأحاديث وحقق أحلامًا وخيالاتٍ أشبه بالجنون عن سيناريوهات كنا نتحدث بها قبل أشهر بسيطة.

ماذا قال هيرفي رينارد بعد التأهل ؟

دخل هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي إلى قاعة المؤتمرات الصحفية مرتديًا قميص المنتخب السعودي الأخضر وهو سعيد جدًّا وسط تحية كبرى من وسائل الإعلام السعودية.

انطلق في حديثه وقال: «أود أن أبارك للجميع هذه الليلة، أبارك أولًا للجماهير الذين كانوا رائعين وكانوا خلف اللاعبين، تستحق الجماهير الحصول على جائزة رجل المباراة.» ‏يكمل: «وأود أن أهنئ إبراهيم الفريان الذي يجلس أمامي في كل مؤتمر صحفي، أبارك لوزير الرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم وجميع اللاعبين على هذا التأهل، لم يكن التأهل سهلًا ولكننا حققناه في النهاية.»

وعند حديثه حول لمن يهدي هذا التأهل قال رينارد: «بدايةً، أود أن أهنئ سعادة رئيس الاتحاد ياسر المسحل وأشكره لأنه رئيس رائع، وأهدي هذا الفوز لصاحب هدف التأهل هنا في كأس العالم 2018 فهد المولد.»

وعمّن يتحدث معه قبل المباريات الحاسمة قال رينارد: «يتحدث الشخص دائمًا لعائلته، وزوجتي كانت بالملعب. أشكرها وأشكر أولادي الأربعة الذين يدعمونني دائمًا حتى لو لم يكونوا بالملعب. شكرًا لكم أنتم أيها الإعلاميون الذين دعمتموني منذ عودتي. هناك من لديه وجهة نظر مختلفة حول عودتي ولكن أشكركم جميعًا على دعمي، كذلك أشكر اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية على عملهم المتواصل.» 

‏يكمل: «لم نكن فاعلين بمباراة اليوم، وعلينا التطور في المرحلة القادمة قبل كأس العالم.»

أنهى المنسق الإعلامي المؤتمر لترتفع أصوات الصحفيين -وأنا من ضمنهم- طالبين من رينارد شرح الأمر الذي أبلغنا أنه سيشرحه غدًا عن كون هذه المباراة أهم مباراة في حياته، ليجيب رينارد: «الأمر عاطفي؛ لأن والدتي توفيت وقالت لي في آخر مرة قابلتها في يناير الماضي "قد لا أكون موجودة في كأس العالم المقبلة، ولكن يجب أن تبقى موجودًا رفقة المنتخب السعودي".»

اختُتِم المؤتمر بتحية حارة جدًّا من وسائل الإعلام السعودية، كما ابتدأ المؤتمر بتحية حارة منهم أيضًا. 

كأس العرب المقبلة بداية الفوز بكأس آسيا 2027

أعتقد أننا إذا أردنا الفوز بكأس آسيا 2027 التي سنستضيفها في بلادنا، علينا أن نحقق لقبًا قبل ذلك، وهناك بطولتان سنلعبهما قبل هذا الهدف. لا شك أن الفوز بكأس أمم آسيا 2027 سيكون أولويةً وطنيةً كبرى، ولك أن تتخيل معدل الضغط الكبير لو دارت الحالة السلبية حول المنتخب السعودي.

تعيش المجموعة الحالية من اللاعبين حالةً جيدةً جدًّا وتطورًا مستمرًا في كل توقف دولي. كما أتوقع أن مع غياب اللاعبين المحترفين في المنتخبات الإفريقية، سنحظى بفرصة كبيرة لتحقيق كأس العرب 2025 الذي سيقام في دولة قطر. دور المجموعات في المتناول، ويجب أن ندخل البطولة بهدف الفوز بها والتدرج خلال مباريات دور المجموعات.

تحتاج كرة القدم السعودية إلى تحقيق شيء ما، فمن غير المقبول أن يتجاوز الغياب 22 سنةً دون تحقيق بطولات، وعلينا وضع حد لهذا الأمر. نبدأ بالبطولات الأقل لكي تأتي البطولة الأكبر وهي العودة إلى تحقيق كأس آسيا، البطولة التي كانت في يوم من الأيام صيدًا سهلًا للمنتخب السعودي بسبب تمرسنا بها.

سيعود الأخضر، يومًا ما لن ترى الحزن في المدرجات في النهائيات. سيتردد صدى «هذا الأخضر لا لعب جهزوا كاس الذهب»، «المنتخب السعودي بطلاً لقارة آسيا». يومًا ما سنفوز بكل شيء، سنستعيد المجد، يومًا ما ستعود القارة الصفراء لتخشى القميص الأخضر الأشهر. يومًا ما سنعود إلى عصرنا الذهبي، يومًا ما سيتوحّد الجميع خلف اللون الأخضر. وصدقوني هذا اليوم ليس ببعيد إن استطعنا أخذ الأمور مرحلةً بمرحلة، من الأصغر إلى الأكبر، وليس بالتكبر على بطولات العرب والخليج. لذلك الفوز بكأس العرب بداية رحلة الفوز بكأس آسيا 2027.

ماذا نريد من المنتخب السعودي ؟ حل معاناة التصفيات

هناك جوانب عدة في أسلوب لعب المنتخب السعودي نحتاج إلى تحسينها، أهمها وأكبر مشاكل الضعف التي يعانيها هو التغلب على التكتلات الدفاعية المنخفضة جدًّا؛ وهو الأسلوب الذي ستتخذه المنتخبات التي سنواجهها في قارة آسيا سلاحًا بدون شك.

تلعب غالبية المنتخبات في قارة آسيا أمام المنتخب السعودي بتشكيلة 5-4-1 بكتلة دفاعية عميقة، ما نحتاج إليه هو بناء هوية هجومية قوية وطريقة للضغط في ملعب الخصم. وما أظهرناه في مواجهة منتخب إندونيسيا والعراق خلال التوقف الدولي الحالي مبشر للمستقبل.

فقد لعب اللاعبون بشجاعة وحرية أكبر في الثلث الأخير من الملعب، وأعتقد أننا نملك فرصةً للتطور أكثر في هذا الجانب. الأسئلة التي نحتاج إلى إجاباتها للوصول إلى الشكل المطلوب هي: كيف نريد أن نلعب؟ كيف نريد أن نهاجم؟ هل نستطيع أن نهاجم بحرية أكبر؟، أعطتنا تلك المباراتان ركيزةً مهمةً للأمام ببروز صالح أبو الشامات، كما نستطيع مستقبلًا إضافة عناصر أخرى للهجوم.

التوقف الدولي المقبل هو الوقت المناسب لضخ دفعة جديدة من اللاعبين في المنتخب السعودي. يجب أن نناقش استدعاء محمد أبو الشامات بجدية، حل مختلف في الأظهرة، الأكيد أننا نفتقد المهاجم عبدالله رديف وحاجتنا لمشاركته أكثر أمرٌ مطلوب، وعليه أن يغادر الهلال في شهر يناير المقبل لفريق يضمن فيه اللعب بصفة أساسية. فكلما ازداد عدد اللاعبين الشباب ازدادت الحيوية والنشاط. لم نمنح مهند آل سعد فرصةً حتى الآن، وقد يكون التالي في التوقف الدولي المقبل، سريع وجريء وهادئ أمام المرمى.

ويبقى السؤال الأكبر في أسلوب اللعب، ماذا نريد من المنتخب السعودي؟

فتّيتة أو لعيبة ؟

عندما شاهدت التمريرات بين مصعب الجوير وصالح أبو الشامات من أعلى ملعب الجوهرة في منطقة الصحافة، دار سؤال في بالي: أنطلق عليهم اسم فتّيتة أو لعيبة؟ شخصيًّا أميل أكثر إلى اسم فتيتة.

فقد أعطى الثنائي شكلًا مختلفًا للثلث الهجومي الخاص بالمنتخب السعودي، بمهاراتهما وجرأتهما وتعبيرهما عن ذاتيهما بشجاعة، ودون خوف من اتخاذ القرارات الصعبة. وهذا ما نحتاج إليه أكثر في المنتخب السعودي؛ نحتاج إلى فتيتة أكبر.

عندما حصل منتخب العراق على المخالفة الأخيرة في آخر كرات المباراة، استحوذتني الثقة بقدرة نواف العقيدي بالتصدي للكرة. فقد أظهر نواف العقيدي خلال الموسم الماضي مع الفتح والموسم الحالي مع النصر صلابةً ذهنيةً عاليةً في الأوقات الصعبة، ولم يكن تصديه للكرة مفاجأة بالنسبة لي، يا لها من قفزة على يسار المرمى!

قدم عبدالله الخيبري أيضًا ليلةً عظيمة في خط الوسط من خلفه جهاد ذكري وحسان تمبكتي بثنائية هي الآن الأساس للمنتخب السعودي.

الأكيد والذي يجب أن نؤمن به، أن المنتخب السعودي قد تأهل إلى كأس العالم ولديه أساس قوي للمستقبل، وهذا هو الجزء المهم من عملية التجديد الحالية. مستقبل مشرق نتمنى أن نرى فيه مواهب فتيتة أكثر


البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر


  • 📺 حلقة جديدة من بودكاست «درجة أولى» بعنوان «هكذا يصنع التميّز في دوري يلو»: انطلاقة قوية للموسم تكشف تغيّر فكر الأندية تجاه المدربين، وبداية منافسة مشتعلة منذ الجولات الأولى، ورصد أداء اللاعبين المحليين الذين خطفوا الأضواء، مع مناقشة تزايد حالات الطرد وأسبابها، وتنوع أساليب اللعب الذي يميز الموسم الجديد.



مصدر مطّلع
مصدر مطّلع
يومية منثمانيةثمانية

نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.

+40 متابع في آخر 7 أيام