90 دقيقة تفصلنا عن التأهل السابع للمونديال
أرجوكم..جيلي لا يعرف إلا هذه الفرحة




90 دقيقة تفصلنا عن التأهل السابع للمونديال
عندما تظهر لك بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي الأغنية الشهيرة «مثّل بلادك ولك الشرف»، عليك أن تعرف أنك أصبحت على بعد أيام أو ساعات من ليلة كبرى للمنتخب السعودي. وهذا الصباح صباح تريد منه الكرة السعودية تحقيق العبور الثالث على التوالي والسابع في تاريخها من جدة.
إن حدث هذا التأهل فسيكون أول تأهل لكرة القدم السعودية تحت تصنيف «الواجب الوطني» بعد أن عرفنا التأهل في الست مرات السابقة «إنجازًا وطنيًّا». فقد رفعت كرة القدم السعودية طموحاتها عاليًا، لسقف لم نصل إليه نهائيًا في تاريخنا سابقًا، لسقف عالٍ جدًّا حول الإنجاز من التصفيات إلى النهائيات وعلينا أن ندرك ذلك.
في مواجهة منتخب العراق اليوم يدرك اللاعبون أهمية ذلك، وفي تدريبات الأخضر الأخيرة مساء أمس قبل المواجهة المرتقبة ارتسمت ملامح التفاؤل في الوجوه. الكل متفائل وكلهم يعرف ما نريد. ندخل بفرصتين كلتاهما بيد المنتخب السعودي: الفوز بأي نتيجة أو التعادل بأي نتيجة.
وفي المؤتمر الصحفي قال صالح الشهري مهاجم المنتخب السعودي عن اللعب بفرصتين: «ندخل المواجهة للانتصار فقط، ونحن عازمون على تحقيق النقاط كاملة. ولو أجبرتنا ظروف المباراة على الخروج بالتعادل فالأهم التأهل لكأس العالم». بهذه العقلية تُكسَب المباريات الكبرى.
لا أعذار، لا إصابات، لا غيابات مؤثرة، ووقت راحة أكبر، وملعب ممتلئ بالجماهير؛ ملعب حققنا التأهلين السابقين على أرضيته. كل شيء يقول إننا أمام ليلة لا يوجد لأحد فيها أي عذر لعدم تحقيق الواجب الوطني وإقفال هذه التصفيات المتعبة، والعبور إلى مونديال 2026.
على المستوى الشخصي حضرت التدريبات المفتوحة للمنتخب السعودي كلها والمباريات كلها خلال هذه التصفيات. وربما تكون هذه المباراة هي المباراة التي ندخلها بثقة وإيمان كبيرين بأننا نستطيع تحقيق الفوز، وهذا الشعور كان شبه غائب في الوضع العام للمنتخب السعودي، والذي تعود إليه الأجواء الإيجابية أخيرًا بعد طول انتظار، على أمل أن تستمر بتحقيق العبور إلى المونديال بعد رحلة معاناة طويلة بين الصعود والهبوط خلال هذه التصفيات.

بماذا صرح مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد ؟
كما تعودنا، في الأزمات وفي الأفراح وقبل المباريات الهادئة أو المباريات الحاسمة، يظهر هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي في المؤتمر الصحفي بكل هدوء، ويجيب بالطريقة المناسبة دون تردد أو تناقضات.
دخل إلى قاعة المؤتمرات وقال: «نحن على موعد بعد 24 ساعة، هذه المباراة مهمة لذلك لا بد أن نكون مستعدين ومنتبهين إلى هدفنا، وهو التأهل لكأس العالم.» وقال عن سبب عودته لتدريب الأخضر: «في البداية أعتقد أنني أجبت عن هذا السؤال مسبقًا، عندما رجعت رجعت بسبب الثقة باللاعبين ورئيس الاتحاد الرائع. كرة القدم مثل الحياة ليست سهلة، وغدًا مباراة مهمة وخطوة نحو التأهل لكأس العالم.»
وعن سبب الهدوء في معسكر الأخضر يقول: «نحن نعلم عن كرة القدم، وما عملناه سابقًا لا يعني شيئًا بدون النتيجة غدًا، ولن نتذكر مباراة إندونيسيا. مباراة الغد هي الأهم، وأنا محظوظ بالعمل مع لاعبين أصحاب خبرة مثل صالح وسالم وحسان الذين أتحدث معهم دائمًا للتركيز على الهدف والاستعداد بهدوء لمباراة الغد.»
وحول ما تعنيه مباراة الغد بالنسبة له بصفته الشخصية يجيب: «هذه المباراة أهم مباراة في تاريخي كمدرب، وسأشرح ذلك بعد المباراة.» قالها وهو متأثر، وبلا شك ستكون إجابته يوم الغد عن هذا السؤال -بمشيئة الله- أكثر ما ننتظره.
حول حديث مدرب العراق عن تحول الضغط على المنتخب السعودي قال رينارد ضاحكًا: «نحن نحب الضغوطات وهذه ضغوطات إيجابية بالنسبة لنا.»
أضاف: «نعلم مدى جودة المنتخب العراقي وأهمية المباراة. من هنا، من هذا الملعب، تأهلنا عام 2018 وفي كأس العالم 2022 تصدرنا المجموعة وفزنا في هذا الملعب. وغدًا لدينا لقاء كبير مع جماهيرنا لتكرار الفرحة.» وختم رينارد المؤتمر بالإجابة عن قلق الجماهير والإعلام السعودي حول الجانب الدفاعي حيث أجاب: «لا يجب عليهم الخوف أو القلق حول الجانب الدفاعي، سنكون جاهزين لمباراة الغد.»
مؤتمر هادئ كعادة رينارد منذ عودته لتدريب الأخضر.

ماذا قال مدرب منتخب العراق قراهام أرنولد ؟
ظهر قراهام أرنولد مدرب منتخب العراق بحالة غريبة جدًّا في مؤتمر صحفي تكررت فيه كلمة «الضغط» أكثر من 10 مرات. يضحك هنا ويكرر كلمة الضغط هناك، لم أشاهد في حياتي مؤتمرًا صحفيًّا قبل ليلة حاسمة بهذا الشكل.
استهل المؤتمر بقوله: «كل شيء رائع، كما ترون من التغطية الإعلامية ستكون مباراة مميزة جدًّا غدًّا، إنها مباراة أتطلع إليها بشدة.»
بدأ بالحديث عن الضغط وقال: «أعتقد أن الضغط على المنتخب السعودي سيكون أكبر، لديهم طريقان للتأهل -التعادل أو الفوز- وهم يفكرون بهما، أما نحن نفكر بالانتصار فقط.»
يكمل: «لقد ضمنّا اسمنا بالملحق العالمي، وفي مباراة الغد ستكون 90% من المدرجات للجماهير السعودية، والضغط كبير عليهم من الإعلام السعودي وحتى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".» وحول جاهزية أيمن حسين للمباراة يجيب أرنولد بسرعة: «نعم جاهز لمباراة الغد.»
يسأل الصحفي الهولندي، مراسل نادي أوتريخت الهولندي الذي يلعب في صفوفه زيدان إقبال، حول اللاعب بعد تسجيل الهدف المباراة الماضية، وأجاب أرنولد: «هو لاعب رائع ومميز، وعدد من اللاعبين لعبوا دقائق محدودة في مواجهة إندونيسيا لتحضيرهم لمواجهة السعودية.»
أكمل: «الوقت قصير بين المواجهتين وسنقرر غدًا من سيكون جاهزًا للمواجهة، ولدينا عمق كبير في التشكيلة؛ نستطيع أن نلعب بتشكيلتين مختلفتين في كل مباراة.»
وعن تصريح رينارد أن المباراة هي الأهم في مسيرته يقول أرنولد: «بالنسبة لي كل المباريات كبيرة ومهمة، أهمية مواجهة الغد أمرٌ يتعلق بلاعبي المنتخب الوطني العراقي لأهميتها المهنية بالنسبة لهم، رينارد كان في مهمة تدريب منتخب فرنسا للسيدات في كأس العالم، وإذا كانت هذه أهم مباراة في تاريخه فمعنى ذلك أنَّ الضغط عليه كبير.»
حول ما يقصده عن ضغط الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على المنتخب السعودي يجب أرنولد وهو يضحك: «الضغط على المنتخب السعودي من كل مكان.»
حول عدم فوزه سابقًا على المنتخب السعودي ختم أرنولد مؤتمره وقال: «في الخسارة الأخيرة هنا في جدة خسرت بسبب ضربة جزاء لم تكن صحيحة، وعندما تعادلنا مع المنتخب السعودي (0-0) في أستراليا كانت بالحظ.»
انطلق مؤتمر أرنولد بتصفيق حار من وسائل الإعلام العراقية حتى قال المدرب عند دخوله مباشرة: «هذه المرة الأولى التي تصفق لي بها وسائل الإعلام». وختم الإعلام العراقي أيضًا المؤتمر الصحفي بتحية حارة للمدرب أثناء خروجه من القاعة.

أرجوكم، جيلي لا يعرف إلا هذه الفرحة
عاش جيلي من مواليد أواخر التسعينيات مع المنتخب السعودي الألم دائمًا؛ خسائر قاسية ونهائيات انتهت جميعها بالخسارة. لم يشاهد جيلي المنتخب السعودي يرفع أي لقب، عاش جيلي ثلاث ليالي لا تُنسَى من المنتخب السعودي فقط ونريد أن نصنع ليلتنا الرابعة.
اثنتان من الليالي الثلاث كانت على هذا الملعب، داخل الجوهرة التي ارتبطت إلى الأبد في ذاكرة الشباب من جيلي، الذي سيحكي للأجيال القادمة كيف هو الملعب في أعيننا. تأهل مونديال 2018، وتأهل مونديال 2022، والفوز على الأرجنتين في مونديال 2022 هي الليالي الثلاث فقط التي فرحنا فيها، نريد ليلةً رابعةً تسجل في ذاكرتنا مع الأخضر.
سأتحدث عن الألم قبل أن ألجأ للفرح. أتذكر جيدًا ليلة استاد الملك فهد القاسية في تصفيات 2010، الليلة التي ودّعنا خلالها التصفيات أمام منتخب البحرين بهدف قاتل. كنت في المدرجات مع ثلاثة من أبناء العمومة، جالسين منذ الثالثة عصرًا على المقاعد. وفي تلك الأيام لا يوجد مقعد مرقَّم، والنظام فيها «من سبق لبق»، مياه شبه باردة وعصير برتقال «الربيع» و«فصفص» و«لوزين»، وعند المغرب لن تجد إلا المياه الحارة بعد انتهاء كل شيء.
كانت ليلةً قاسيةً ومتعبة، وكان الملعب ممتلئًا، هل تعلم لماذا؟ حب اللعبة. فقد تربينا على كرة القدم؛ لم يعرف جيلي الألعاب الأخرى إلا الكاراتيه ربما. حصص الرياضة في المدارس كرة قدم، كل النقاشات الرياضية تدور حول كرة القدم، اللعب في الحواري لكرة القدم. حب اللعبة هو الحافز الأول لجلوسنا في تلك البيئة الصعبة التي تغيرت -الحمدلله- للأفضل في الوقت الحالي، وبمراحل متقدمة.
أتذكر عودتنا بعد الخسارة. لم نشاهد منتخبنا في المونديال في حياتنا ونحن ندرك ذلك جيدًا. نتذكر مونديال 2006 وخسارة كأس آسيا 2007 جيدًا، لكننا لم نكن في الملعب، غادرنا بكل ألم ولم ندرك أننا لن نحصل على مكان في عام 2018 أيضًا. لم ندرك حينها أن كرة القدم السعودية ستغيب عن المونديال بطولتين متتاليتين في عز حبنا وشغفنا لكرة القدم. لذلك ارتبط الكثير من جيلي بالأندية تاركًا الأخضر وحيدًا.
شاهد جيلي المنتخب الأخضر في المونديال للمرة الأولى عام 2018، ويا له من ظهور مخجل، (5-0) أمام روسيا، ليلة سيئة ومحبطة، هل هذا ما حكاه لنا الآباء عن مونديال أمريكا؟ هل هذا هو الأخضر الذي نسمع عنه الكثير من القصص البطولية؟
نعم عشنا ليلةً لن تُنسَى في ملعب الجوهرة بالعبور الأول لجيلي في عام 2018 وهي الفرحة الأولى لنا كجيل أواخر التسعينيات بعد ألم المعاناة. ثم ليلة العبور إلى مونديال 2022 في الملعب ذاته وهي الذكرى الثانية التي لا تنسى لنا. ولا نريد أن نغادر اليوم من ملعب الجوهرة بذكريات 2010، بل نريد فرحةً ثالثةً من الملعب نفسه ليرسخ إلى الأبد أن ملعب الجوهرة هو الفرح لجيل أواخر التسعينيات.
كثير من اللاعبين من جيلي -مواليد أواخر التسعينيات- يدركون جيدًا الذكريات السيئة التي عشناها سويًّا منذ 2007 حتى أول فرحة في عام 2018. نريدها ثالثةً أرجوكم، فهذه فرحتنا الوحيدة مع الأخضر التي ننتظرها كل أربع سنوات.
.jpeg)
الليلة الأخيرة على ملعب الجوهرة في التصفيات ؟
ربما يكون الغد هو اليوم الأخير على المدى المتوسط في ملعب الجوهرة للمنتخب السعودي في التصفيات. ربما لا نعود إلى الملعب في التصفيات إلا في تصفيات مونديال 2038، وأعتقد أن هذا ما سيحدث.
في تصفيات مونديال 2030 المقبلة، أعتقد أن المنتخب السعودي سيلعب في الدمام على ملعب أرامكو، وفي الرياض على استاد الملك فهد الدولي بعد إعادة افتتاحه، وهذا أمر منطقي من وجهة نظري. بعد ذلك سيحصل المنتخب السعودي على ملعبه الخاص، سيكون استاد الملك سلمان هو الملعب الرسمي للمنتخب السعودي. نعم ربما نعود إلى الجوهرة في مباراة أو مباراتين، ولكن لن نلعب هناك تصفيات كاملة أو جزء كبير من مباريات التصفيات.
لن نشارك في تصفيات 2034 بسبب تأهلنا واستضافتنا للبطولة، فالتاريخ المنطقي القريب للعودة هنا في عام 2036 عندما تبدأ تصفيات مونديال 2038. فكيف سنختم ذكريات لن تنسى على ملعب الجوهرة غدًا؟ سنحكي للأجيال المقبلة كثيرًا عن ليالي الجوهرة والمنتخب السعودي -بمشيئة الله- بعد العبور الثالث من الملعب نفسه.
«خصمكم معذور لو ما يجاريكم صقورنا يا الخضر الله يقويكم .. فن وعزم وإصرار فيها الخصم يحتار .. اذكر الله وشوف وانسى الحذر والخوف ما يعرف الخوف من هذا فريقه .. جاكم الإعصار ما شيء يعيقه .. يا ناس الأخضر شاقني يا ناس دلوني عليه».
هذه ليست مجرد أغنية رياضية وطنية شهيرة، بل هي ملخَّص لمبادئ المنتخب السعودي عبر التاريخ، نريد أن نُظهِر هذه الكلمات كلها في هذه الليلة من المدرجات حتى أرضية الملعب، ليلة كبرى تنتظرنا.
موفقين يارب.

البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر

🎥 من قناة نادي الاتحاد: الكشف الرسمي عن الطقم الثالث بالنادي، ونظرة أولى على التصميم الجديد بالألوان الصفراء والسوداء. 💛

يستضيف الاتحاد السعودي الاجتماع الثالث للجنة التطوير في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
النصر يخسر تجربة الدرعية.
عودة سافيتش قبل الاتفاق تتضاءل.
منح المتأهل إلى كأس العالم 10.5 ملايين دولار .. من يكسبها المنتخب السعودي أم العراقي؟
كأس العرب تتحمل تكاليف 35 فردًا وتذاكر الطيران على الدرجة الاقتصادية .. والحوافز المالية لم تتحدد.
النصر يفاوض السفياني.. والكوكب ينتظر المليون.


نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.