أخضر الناشئين يرفع اللقب الخليجي قبل المونديال

هل هذا هو الجيل الذي انتظرته طويلًا كرة القدم السعودية؟


أخضر الناشئين يرفع اللقب الخليجي قبل المونديال

نواف العقيّل

حقق المنتخب السعودي للناشئين (17 سنة وأقل) لقب كأس الخليج بعد التغلب على منتخب الإمارات بنتيجة (2-0) في المباراة النهائية في البطولة المقامة في قطر.

ونجح الأخضر الشاب بحسم النهائي خلال الشوط الأول بالتقدم بثنائية سجل اللاعب عبدالعزيز الفواز هدفها الأول، ثم أضاف عبدالرحمن سفياني الهدف الثاني. ليحقق الأخضر اللقب بكل استحقاق في بطولة شهدت تألق هذا الجيل الشاب.

ويأتي تألق المنتخب السعودي للناشئين قبل نحو شهر من انطلاق كأس العالم للناشئين الذي تستضيفه دولة قطر أيضًا، في ظهور مرتقب لكرة القدم السعودية في البطولة التي سبق للأخضر أن رفع لقبها عام 1989. إلا أن منذ ذاك العام لم يسبق للكرة السعودية أن تأهلت لنهائيات المونديال. وبعد غياب 36 عامًا يعود الأخضر للظهور في المونديال بجيل شاب ربما يكون الركيزة الأساسية لمنتخب مونديال 2034 الذي ستستضيفه السعودية.

جيل موهوب متوقع منه الكثير 

يرى الكثير من المتتبعين لكرة القدم السعودية في الفئات السنية أن السعودية لم تملك جيلًا شبيهًا بالجيل الحالي الموجود في فئة الناشئين، والمتوقع بروزه بقوة خلال الأربع سنوات المقبلة، خاصةً على الجوانب الفنية والبدنية التي يظهر فيها اللاعبون بشكل فارق عن الأجيال السابقة القريبة أو البعيدة.

هذا الجيل من الأجيال التي انطلقت مع انطلاق المشروع السعودي لكرة القدم، واستفاد من البطولات مثل دوري المدارس ودوريات البراعم، التي كانت المنصة الرئيسة لانطلاق الكثير من لاعبي هذا الجيل للساحة الكروية. حتى أصبح ينظر إلى كثير منهم على أنهم مشروع المستقبل في الأندية التي تملك عقد اللاعب.

كما يمتاز الجيل الحاليّ بالتنوع؛ فهناك لاعبون من تأسيس الأكاديميات، ولاعبون من تأسيس «أكاديمية مهد الوطنية»، وهناك لاعبون من اكتشاف تجارب الأداء. وهذا التنوع يعطي شباب المنتخب ميزة قوية، خاصة أن اللاعبين قدموا من المعاناة ويريدون تحقيق النجاح في كرة القدم.

يعيش هذا الجيل يوميًا داخل الأندية والأكاديميات على حلم كأس العالم 2034، الذي أصبح الهاجس الأكبر في الفئات السنية، والكل يريد أن يضع بصمته في تلك القائمة التي يعمل على الوصول إليها الكثير من اللاعبين في الفئات السنية حاليًّا.

جميع لاعبي هذا المنتخب من مواليد 2008. واستفاد كثير منهم من دوري البراعم الذي انطلق من عمر 13 سنة عام 2020، ليمنح هذا الدوري فرصةً وأملًا ومسارًا لكثير من مواهب كرة القدم السعودية التي قد تخرج لنا أيضًا شبابًا متمكنًا. فقاعدة تأسيس اللاعبين السعوديين أصبحت أفضل من أي وقت سابق، والأكيد أن جودة اللاعب السعودي مستقبلًا أفضل. والأهم أن القدرة البدنية ستكون أيضًا أقوى من السابق، وهي أزمة كرة القدم السعودية عبر التاريخ.

أطفالنا اليوم جيل موهوب، علينا أن نمنحهم كل الدعم والصبر وأن لا نضغط عليهم، وأهم من ذلك أن نطورهم على الجانب النفسي والذهني والبدني ليكونوا مستعدين عندما يأتي دورهم غدًا في أنديتنا والمنتخب أولًا.

أخبرني ناصر لارقيت: سفياني سيلعب في تشكيلة مونديال 2034

قبل خمسة أشهر تقريبًا التقيت بالمدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم، ناصر لارقيت. وكعادتي في استغلال الفرص، طرحت عليه سؤالًا مباشرًا: «من هو اللاعب الذي تعتقد أن اسمه أساسي في مونديال 2034، أريد أسماءً؟ وأجاب ناصر لارقيت بثلاثة أسماء، من ضمنها عبدالرحمن سفياني. فقد حقق اليوم سفياني جائزة أفضل لاعب خليجي للناشئين وهداف البطولة، مناصفةً مع وليد النور.

لا عجب أن سفياني موهبة جيله، بل إنه اللاعب الاستثنائي من هذا الجيل، لاعب نادي النصر الذي تأسس في أكاديمية مهد، وقبل ذلك في دوري المدارس ونادي الكوكب. فهو يُظهِر فارِقًا واضحًا داخل أرضية الملعب عن كل لاعبي المنتخب السعودي.

هو لاعب مهاري، لديه بنية جسدية رائعة مقارنة بعمره، رشيق وسريع وحاسم. يملك مواصفات النجم؛ لكنه مطالب بالاستمرار بالتطور وعدم التوقف. لا يزال في بداية المشوار وعليه أن يضع مونديال 2034 هدفًا رئيسًا في مسيرته. سيكون عمره حينها 26 عامًا، في فتوة شبابه ونضجه الكروي، حينها ربما ستتغنى الجماهير باسم سفياني كثيرًا.

يا له من منظر، استاد الملك سلمان في افتتاح كأس العالم 2034، عندما تُقدَّم التشكيلة الأساسية، هل ستدخل ضمنها؟ ستسجَّل هذه التشكيلة في تاريخ كرة القدم السعودية إلى الأبد، ولن يستطيع إلا أحد عشر سعوديًا فقط الحضور على أرضية الملعب، ليلة مهيبة ويوم مليء باللحظات التي لا تنسى -بمشيئة الله-.

قصة نجاح لجولة استكشافية

ذهب وفد من أكاديمية مهد إلى قرابة 300 كيلومتر عن مكة المكرمة، في محافظة القنفذة تحديدًا، لاكتشاف مواهب تغذّي كرة القدم السعودية. وهناك اُكتشِفَ أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم السعودية، من الملاعب الترابية إلى مونديال الناشئين: وليد النور. 

وليد النور هو نجم المنتخب ومحترف أكاديمية مهد الذي يراهن عليه كثير من العاملين هناك. وقد حقق جائزة الهداف بالمناصفة مع زميله عبدالرحمن سفياني في بطولة الخليج. وأكد أنه لاعب قادم بقوة في مستقبل كرة القدم السعودية، وقد يصبح أملها القادم بسبب قدراته الفنية والبدنية وحضوره الذهني المميز. وكما نكرر للاعبين في منتخب الناشئين: «أنتم بحاجة إلى العمل وعدم التوقف عند هذه النقطة».

حصل وليد النور على فترة تجربة مع نادي تفينتي الهولندي، وهو أحد الأندية التي تجهز اللاعبين الشباب على مستوى كرة القدم الأوربية. وفي هذه البطولة لكأس الخليج لعب وليد النور أولى مبارياته الرسمية بقميص المنتخب السعودي، ونجح فيها بتسجيل هاتريك. اللاعب المولود عام 2008 يلعب لصالح أكاديمية مهد، وربما قريبًا نراه في نادٍ ما يبدأ رحلته الاحترافية، وسط توقعات كبيرة بأن يصبح مهاجم الأخضر في مونديال 2034.

هناك الكثير من اللاعبين الشباب المميزين في هذا الجيل، منهم من تميز بحراسة المرمى أو خط الدفاع أو الوسط أو الهجوم، يحتاج كلهم إلى اهتمام مستمر ودعم قوي لكي يتحول هذا الجيل إلى ركيزة أساسية في كرة القدم السعودية تغذي منتخب 2034. الأكيد أن اللاعب السعودي يملك الموهبة، ولا يمكن أن نختلف في ذلك، ولكن الانضباط والاستمرارية مشكلتان تواجهاننا دائمًا، وعلى هذا الجيل أن يتجنب أخطاء الأجيال السابقة.

حان الوقت لكسر غياب دام 36 عامًا عن مونديال الناشئين الذي كنا أبطالًا فيه، وقدمنا جيلًا تاريخيًّا عام 1989 صنع أمجاد الأخضر لعقد من الزمن. فهل هذا الجيل هو ما انتظرناه طويلًا في كرة القدم السعودية؟ الأيام ستجيب عن ذلك.


البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر


  • 🎙️ حلقة جديدة من «استديو الجماهير»: مواجهة نارية بين مشجعي النصر والاتحاد، صرخات فرح وغضب، وجدالات حماسية تحوّل الاستديو إلى ملعب ثانٍ يعكس جنون الكلاسيكو لحظة بلحظة.



مصدر مطّلع
مصدر مطّلع
يومية منثمانيةثمانية

نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.

+130 متابع في آخر 7 أيام
أخضر الناشئين يرفع اللقب الخليجي قبل المونديال - ثمانية