أعلنت شركة نادي الأهلي تعيين البرتغالي روي بيدرو باراز مديرًا رياضيًّا جديدًا للنادي ليصبح ثاني مدير رياضي يعيَّن في الشركة منذ الاستحواذ على الأهلي.

وسبق للبرتغالي الذي تجاوز خبرة العشرين عامًا في مجال كرة القدم، استلام المنصب ذاته مع نادي بنفيكا البرتغالي لمدة خمسة مواسم منذ العام 2021، أشرف فيها على تطوير شامل بما في ذلك إعادة هيكلة منظومة الكشّافين وإنشاء قسم متخصص لتحليل البيانات ودمجه بالعلوم الرياضية، إضافة إلى تطبيق برامج لانتقال اللاعبين من الفئات السنية إلى الفريق الأول.

يملك بيدرو باراز درجة الماجستير في القيادة الرياضية من جامعة لشبونة بتخصص «كرة القدم عالية الأداء». وحصل على ماجستير «إدارة أعمال في الإدارة الرياضية» من معهد كرويف في برشلونة. كما سبق لروي باراز العمل محللًا كرويًّا ومعلقًا رياضيًّا في البرتغال لأكثر من عشر سنوات، وقد ظهر في عدد من قنوات التلفزيون الرائدة مثل قناة «TVI» وقناة «TVI24».

وقد شارك أيضًا في تأليف ثلاثة كتب مثيرة، آخرها كتاب «السيد خيسوس» (Mister Jesus). ويروي الكتاب حياة البرتغالي خورخي خيسوس -المدرب الحالي لنادي النصر- ومسيرته المهنية والأسباب وراء نجاحه.

وصرحت شركة الأهلي في بيانها الرسمي، أن المدير الرياضي الجديد سيضع أسسًا قويةً لمستقبل ناجح يواكب تطلعات الشركة وجماهير النادي، ضمن خطة تهدف إلى بناء مشروع رياضي مستدام يعزز مكانة النادي محليًّا وقاريًّا وعالميًّا.

هل بيدرو باراز مدير رياضي مناسب ؟

قبل الإجابة عن ذلك، ولربط الأحداث، فقد سبق لروي بيدرو باراز إجراء مقابلة لتولي منصب المدير الرياضي لنادي نيوكاسل الإنقليزي المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي؛ لخلافة دان آشورث. وهذا مؤشر إلى وجود علاقة مباشرة بين المالك والمدير الرياضي، ومعرفة شخصية ببيدرو باراز، رغم أنَّ التعيين يأتي من أعضاء شركة نادي الأهلي وليس صندوق الاستثمارات العامة.

وسبق للمدير الرياضي باراز أيضًا الترشح لتولي المنصب ذاته في نادي يوفنتوس الإيطالي وعدد من الأندية الإنقليزية خلال السنوات الماضية، أبرزها تشيلسي وتوتنهام ونيوكاسل كما ذكرنا أعلاه. الحقيقة أنه أصبح المدير الرياضي في بنفيكا في عام 2022، ولكن عندما انضم إلى النادي عام 2021، عُيّن باراز مديرًا عامًا بعد فترة عمل دامت عشر سنوات في التلفزيون لشبكة «TVI» البرتغالية.

وربما عمل باراز سابقًا معلقًا رياضيًّا ومحللًا لكرة القدم على شاشة التلفزيون؛ لكنه يتمتع بتعليم جيد ويحمل شهادات في الاتصال الاجتماعي، ويحمل درجة الماجستير في الاتصال والقيادة، ودرجة الماجستير في إدارة الرياضة.

وساعد بيدرو باراز نادي بنفيكا على شراء مواهب غير معروفة نسبيًّا، قبل بيعها مقابل رسوم ضخمة. وتحت إشرافه، باع بنفيكا داروين نونيز إلى ليفربول مقابل 85 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى بيع إنزو فرنانديز إلى تشيلسي مقابل 107 مليون جنيه إسترليني.

وإجابة عن السؤال أعلاه، يجب أن نفهم أن مهنة المدير الرياضي مهنة حديثة وليست قديمة في صناعة كرة القدم. ففي زمن بدأت فيه الأندية تتجه إلى إدارة السوق بدلًا من المدربين أصبح دور المدير الرياضي بارزًا. وفي نادي مثل بنفيكا البرتغالي الذي يهتم كثيرًا بالاستدامة المالية والكشافة وتقديم معايير عالية، فإنَّ عمل بيدرو هناك كفيلٌ بأن يصبح مديرًا رياضيًّا مناسبًا لشركة الأهلي.

من الواضح أن بيدرو باراز مدير رياضي متخصص في سوق الانتقالات، وربما يعطينا هذا الأمر تصورًا لفهم المرحلة المقبلة للأهلي. فالنادي قد يقبل على تحول في تشكيل الفريق لتكوين فريق تنافسي عالٍ لكأس العالم 2029 بعدما ضمن المشاركة فيه. ولا شك أن وجود أسامة هوساوي -الذي تعيّن مساعدًا لروي- سيصنع فارقًا في انسجام المدير الرياضي الجديد مع البيئة الجديدة عليه. وهذه أكبر المخاطر التي تواجه روي، إذ لم يسبق له العمل خارج البرتغال.

هل تعيين مدير رياضي أجنبي قرار ناجح ؟

الإجابة صعبة جدًّا هنا؛ فهناك أكثر من مدير رياضي تعيّن منذ بداية المشروع الرياضي في صيف 2023، إلا أن قصة أكثرهم انتهت بالرحيل المبكر دون نجاح. بالنسبة إليّ، فإنَّ تعيين مدير رياضي سعودي هو النموذج الأنسب لتحقيق استدامة حقيقية، ولكن ذلك قد يحدث مستقبلًا بعد تأهيل القيادات السعودية في هذا القطاع.

يبقى السؤال الكبير: هل سيقرأ روي نقاط قوة النادي وضعفه سريعًا؟ وهل سيتعرف على آمال الجماهير ومخاوفهم؟ وهل سيتفهّم ما يحدث في حياة اللاعبين السعوديين بعيدًا عن كرة القدم؟

أعتقد أن مهنة المدير الرياضي تدور حول إدارة الإنسان، وهي إحدى الصفات المرتبطة بهذه المهنة. ربما نجد مسارًا يهتم بعلم الرياضة والتغذية والمكاسب الهامشية وكل أسلحة الإدارة الحديثة، مما يُنسَب إلى أندية النخبة في كثير من الأحيان. لكن أعظم أصول الأندية هو اللاعب؛ وفهم شخصية اللاعب السعودي شبه معدومة لدى المدراء الأجانب. لذلك من المفترض أن يكون هذا المنصب لكفاءات سعودية تُأهّل حاليًّا للمستقبل.

أصبح لدينا الآن في المشروع السعودي أهم ثلاث شخصيات في صناعة نادي بنفيكا: على الجانب التنفيذي لدينا في نادي الاتحاد الرئيس التنفيذي السابق لنادي بنفيكا دومينقوس سواريز، ورودريقو مقالهاش مدير أكاديمية بنفيكا السابق الذي أصبح مدير أكاديمية نادي نيوم، والآن روي بيدرو باراز المدير الرياضي السابق لبنفيكا في نادي الأهلي.

نجلب الخبرات، ونتمنى أن تجلب هذه الخبرات النتائج في مشروعنا الذي يعمل كثيرًا لتجهيز أنديتنا للمستقبل والحاضر.