مع بداية شهر أكتوبر، ننتقل إلى الأشهر الثلاث الأخيرة التي ستسمح لنادي الهلال بالتفاوض على تجديد عقود أهم ركائز الفريق خلال السنتين الماضيتين: الصربي سيرجي سافتش والبرتغالي روبن نيفيز، المتبقي على نهاية عقديهما مع النادي -حاليًّا- أقل من سنة.

يبدأ الضغط على الهلال الذي يحتاج إلى حسم كثير من العقود، أبرزها لهذا الثنائي. ووفقًا لما دار مع صحيفة الرياضية السعودية، أخبر وكيل أعمال اللاعب الصربي سيرجي سافتش: «لدى موكلي خمسة عروض أوربية على الطاولة.»

كما يخبر يانكوفتش وكيل أعمال سافتش: «هناك اهتمام كبير من أوربا لسيرجي، خمسة أندية كبرى تريده؛ لكننا في الوقت الحالي نركز على الهلال فقط للفوز بكل الألقاب الممكنة.»

وأضاف وكيل سافتش: «لا أريد التحدث عن أسماء الأندية التي ترغب في خدمات موكلي؛ لأن نادي الهلال أولويتي. بعد كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية نحتاج إلى موسم ثالث في الدوري السعودي. لدي علاقة ممتازة مع أشخاص من الهلال وأنا أحترمهم كثيرًا.» وعند سؤاله عن تقديم الهلال عرض تجديد عقد إلى موكله من عدمه، رد يانكوفتش: «لا أستطيع إجابة هذا السؤال».

سافتش مطلوب -بقوة- من العملاق الإيطالي يوفنتوس

تربط وسائل الإعلام الإيطالية الصربي سافتش -والذي لعب سابقًا في الكالتشيو الإيطالي- بنادي يوفنتوس. فنادي يوفنتوس يريد جلب لاعب خط الوسط بمجرد دخول سافتش الفترة الحرة في شهر يناير المقبل، التي تتيح للأندية كلها التفاوض مع اللاعب مباشرة لكسب خدماته.

ولا شك أن سيرجي سافتش، بعد موسمين ونصف في الدوري السعودي بقميص الهلال، وفي سن الثلاثين، يستطيع أن يلعب على أعلى مستويات كرة القدم ويظهر أفضل المهارات، خاصةً مع ما يملكه من قدرة بدنية هائلة.

وفي عالم سوق الانتقالات، يُعَد حديث وكيل أعمال اللاعب بهذا الشكل دليلًا قويًّا على وجود فرصة حقيقية لمغادرة موكله من النادي أو طريقة للضغط على ناديه لزيادة العرض المقدم مع ضمان عرض العمر. فالعقد الذي سيوقعه سافتش الآن هو آخر العروض الطويلة والمقنعة ماليًّا، إذ وفقًا لطبيعة كرة القدم: «كلما ازدت عمرًا حصلت على مبلغ أكبر، حتى تصل إلى الثلاثين يبدأ الأجر بالانخفاض وتقل مدة العقد.»

روبن نيفيز خيار مغرٍ

لا يتوقف الأمر على سيرجي سافتش في الهلال، بل إن اللاعب البرتغالي روبن نيفيز يشارك الصربي سافتش الأمور نفسها. يدخل لاعب خط الوسط البرتغالي الفترة الحرة قريبًا، وكما أكدت مصادر صحيفة التايمز البريطانية، فإن البرتغالي نيفيز  يحصل على اهتمام جدي من أندية موجودة في منتصف جدول الدوري الإنقليزي الممتاز، الدوري الأقوى في العالم.

عندما كان روبن نيفيز قائد نادي وولفرهامبتون أراد الجميع التوقيع معه، إلا أن قيمته المالية العالية كانت عائقًا كبيرًا لتحقيق ذلك، حتى ظهر الهلال في صيف 2023 ليقنع اللاعب البرتغالي، وأصبح ركيزةً رئيسةً في نجاحات الهلال في سنتين ونصف قضاها بالقميص الأزرق.

روبن نيفيز، بعمر الثمانية والعشرين عامًا، مطمع لأندية أوربا الكبرى والأندية الإنقليزية كلها، تحديدًا إذا أكد البرتغالي رحيله مجانًا. سيخلق نيفيز لنفسه سوقًا تنافسية؛ فالتوقيع مجانًا مع لاعب بجودة نيفيز سيكون بمثابة ضربة حظ رائعة للمدراء الرياضيين من يراقبون حالة اللاعب الحالية بدون شك.

ماذا قال إنزاقي في المؤتمر الصحفي عن روبن نيفيز وسيرجي سافتش ؟

وجهت سؤالي للمدرب إنزاقي في المؤتمر الصحفي، الذي أقيم بعد فوز الهلال بنتيجة 3-1 لصالح الهلال أمام الأخدود ضمن الجولة الثالثة من دوري روشن: «هل تعتقد أن مشكلة عقود نيفيز وسافتش تسببت في انخفاض مستوى الثنائي؟» وأجاب إنزاقي: «إنهما يقومان بعمل رائع.»

يكمل إنزاقي: «لدينا لاعبون تنتهي عقودهم قريبًا؛ لكن لدي مديرًا وناديًا خلفي يتقنان التعامل مع هذه الأمور بشكل ممتاز.» ويؤكد: «أنا معنيّ بالجانب الفني، أما فيما يخص هذه الأمور لدينا مدير رياضي ورئيس للنادي يقفان دائمًا معنا، ولذلك فإن هذه المسائل ستكون من اختصاصهما.»

إجابة متوقعة من المدرب. فمن الواضح أنَّ إنزاقي يريد للثنائي أن يستمرا مع الفريق، والقرار بيد اللاعبيْن بقبول التجديد والبقاء لسنوات قادمة في الدوري السعودي أو اختيار الرحيل، والعودة إلى الدوريات الأوربية خلال الصيف المقبل بدخولهما الفترة الحرة في يناير.

ومع تزايد الضغط على الهلال هذه الأيام، بدأ أثره يصل إلى أرض الملعب، حيث لوحظ تراجع الثنائي من ناحية المستوى وظهورهما بتركيز أقل. فأكثر اللعيبة خسارة للكرة أمام نادي الأخدود من لاعبي الهلال، هما: روبن نيفيز (بخسارة 25 كرة)، تلاه مباشرةً سيرجي سافتش (بخسارة 24 كرة). تمضي الأيام، وأمام المدير الرياضي المخفي لنادي الهلال مهام عدّة تحتاج للإنجاز، أهمها الحفاظ على ثنائي خط الوسط.

الدوري السعودي في مواجهة حاسمة مع نجوم صيف 2023

لا يتعلق الأمر بثنائية الهلال سيرجي سافتش وروبن نيفيز فقط، بل هناك الكثير من اللاعبين من سيدخلون الفترة الحرة بعد ثلاثة أشهر من الآن. ويبدو أن كرة القدم السعودية ستعيش أيامًا مفصلية في اتخاذ القرارات: هل نجدد عقود اللاعبين القادمين بصيف 2023 أصحاب الرواتب العالية جدًّا؟ أم نسمح لهم بالرحيل المجاني بعد إكمال عقودهم إلى نهاية الموسم؟

بعد تجديد عقد كريستيانو رونالدو، يبدو أن لاعب نادي الاتحاد كريم بنزيما مستبعد من قرار الرحيل؛ فتجديد عقد الفرنسي بنزيما واستمراره بالمشروع السعودي أمر شبه محسوم. وربما تتوقف المسألة على اختيار وقت مناسب، كما حدث مع كريستيانو رونالدو. لكن ماذا عن الباقي؟

في الاتحاد تنتهي عقود لاعبَي خط الوسط البرازيلي فابينيو والفرنسي كانتي بالإضافة إلى قلب الدفاع دانيلو بيريرا الصيف المقبل. وفي النصر ينتهي عقد السنغالي ساديو ماني والكرواتي بروزوفتش بنهاية الموسم. وكذلك في الأهلي ينتهي عقد المدافع التركي ديميرال ولاعب خط الوسط فرانك كيسيه والحارس إدوارد ميندي بنهاية الموسم الحالي. وفي الهلال سينتهي أيضًا عقد الحارس المغربي ياسين بونو وعقد المدافع السنغالي كوليبالي بنهاية الموسم.

لدينا عدد من نجوم صيف 2023 من ستنتهي عقودهم بنهاية الموسم: لاعب التعاون موسى بارو ولاعب الفيحاء ساكالا وثنائي الاتفاق الهولندي فينالدوم والاسكتلندي هندريك والكثير من نجوم صيف 2023 الموجودين بالدوري السعودي. هناك 126 لاعب سعودي وأجنبي من أصل 503 لاعبًا مسجلًا، ستنتهي عقودهم الصيف المقبل.

أعتقد أننا الآن في مفترق طرق، وستشكل الأشهر الحالية مستقبل الدوري السعودي لمدة 3-4 سنوات: هل حان الوقت للتخلي عن النجوم أصحاب الأجور الباهظة القادمين في صيف 2023 وجلب نجوم جدد بأجور معقولة، مع رفع جودة الدوري بالمجمل؟ أو نقرر الاستمرار على من نملك من أسماء لامعة، في محاولة للحفاظ على مكتسباتنا والتعزيز عليها في كل فترة انتقالات، كما حدث في العامين السابقين؟

الصعوبة الحقيقية التي تواجه الأندية الكبرى تحديدًا هي عدم وجود مدير رياضي ورئيس تنفيذي مستقرين، باستثناء نادي الاتحاد. والحقيقة أن القرار الذي سيتخَذ من الأندية في هذا الملف ليس بالسهل؛ فعمر اللاعبين يزداد، ومتطلبات الدوري أصبحت أعلى بدنيًّا. فهل يستطيع نجوم صيف 2023 تقديم أنفسهم بشكل أقوى داخل الملعب من الناحية البدنية أم لا؟

 بالنسبة لي شخصيًّا أظن الوقت قد حان لخفض الرواتب وخلق سوق صيفي ضخم في العام 2026 لرفع جودة اللاعبين، وتعزيز الأندية عمليًّا أكثر من السابق.