عدد خاص: جلست وبكيت مع ميللر ونين 😪📚

زائد: هل سينقرض أدب الرسائل؟ 💌

كلما مررتُ بباب منزلي وصندوق بريده، اجتاحني حنين إلى زمن الرسائل الشخصية التي حَملَتْ أظرفتها خطوطًا أعرفها من النظرة الأولى، كأنها تناديني باسمي وحدي. أفتحها بشغف في ركن هادئ من البيت، بعيدًا عن صخب الآخرين، وأغرق في حروفٍ كُتبت بعفوية صادقة أو بتكلّف جميل، حين يستعين كاتبها بكتب الرسائل الصفراء التي كنا نقتنيها من الأرصفة. أقرؤها مرة، ثم أعود إليها مرات، أحتفظ بها مطويةً بين دفاتري أو في علبة صغيرة أخفيها بعناية، كنزٌ لا يعرف سرّه سواي.

أما البطاقات البريدية، فحملت مساحاتها الضيقة لحظات من العفوية والمرح، وغالبًا ما كنت أضحك من الأخطاء الإملائية التي تسلّلتْ إليها على عجل، أو من الحروف الكبيرة التي حاول بها المرسل ملء الفراغ بسرعة. حملت تلك البطاقات رغم بساطتها الشعور نفسه؛ أن ثمة من تذكّرني وأراد أن يشاركني سفره.

واليوم، حين أفتح بريدي ولا أجد سوى الفواتير والإعلانات، أشعر بغصّة خفيفة. لقد غابت تلك الرسائل التي كانت تمنحني يقينًا بوجود صلة إنسانية حقيقية. ومع أن الهواتف والرسائل الإلكترونية لا تنقطع، ما زلت أحنّ إلى الأوراق التي كانت تحتفظ برائحة المرسل، وبأثرٍ من يده. لذلك، لا أزال أعود إلى كنزي أتلمس ورقه وأعيد القراءة، فهي شهادات على زمن غاب عنا في زحمة التقنية، زمن كانت فيه الكلمة تُخط لتبقى.. على الأقل ذكرى تجنبنا النسيان.

وهذا العدد احتفاء بهذه الذكرى.

إيمان العزوزي


هل ترغب بإكمال القراءة؟

آسفين على المقاطعة، هذا العدد من نشرة إلخ حصريّ للمشتركين في ثمانية.
لتكمل قراءته وتستفيد من كل المزايا الحصريّة... اشترك في ثمانية، أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.
اشترك الآن
القراءةالكتب
نشرة إلخ
نشرة إلخ
أسبوعية، الأربعاء منثمانيةثمانية

سواء كنت صديقًا للكتب أو كنت ممن لا يشتريها إلا من معارض الكتاب، هذه النشرة ستجدد شغفك بالقراءة وترافقك في رحلتها. تصلك كلّ أربعاء بمراجعات كتب، توصيات، اقتباسات... إلخ.

+50 متابع في آخر 7 أيام