هل نعيش على الهامش عندما تطول البطالة؟
زائد: كم هاء تحتاج هههههه؟

ما رأيك بترند صور البولارويد مع الذكاء الاصطناعي؟
الترند ليس بقوة اكتساح ترند صور جيبلي بالتأكيد، ولسبب ما، لا أجد له وجودًا قويًّا إلا في فيسبوك 🤷🏻♀️. لكن نقطتين تلفتان الانتباه: أولًا، قدرة الذكاء الاصطناعي على استنساخ الصور البشرية قد تحسنت إلى حد كبير. أما النقطة الثانية، فهي نقطة تتعلق أكثر بالتاريخ قرأتها في مقال لمصور فرنسي فوتوغرافي.
إذ اسأل نفسك: ما الاختلاف الجذري الذي نشأ عن ظهور صور البولارويد للمرة الأولى؟
للمرة الأولى، ما عاد من حاجة إلى تحميض الصور. الصورة تخرج لحظتها من الكاميرا دون انتظار، ودون وجود وسيط. إقصاء الوسيط منح عملية التصوير خصوصية، وهذه الخصوصية صنعت صورًا ولحظات عائلية رائعة؛ لكنها أيضًا أسهمت في زيادة غير مسبوقة في الصور المخلة. فالخوف من الوسيط ما عاد موجودًا.
طبعًا المفارقة الساخرة واضحة هنا: ترند البولارويد - بوجود الذكاء الاصطناعي وسيطًا - كسر الخصوصية التي لطالما ارتبطت بهذه النوع من التصوير؛ بل قد تجد صورتك في بولارويد أحدهم وأنت تحضنه. 🙃
في عددنا اليوم، تشاركنا رزان الزيادي التجربة التي تعيشها بعدما طال أمد بحثها عن عمل بعد التخرج. وفي «شباك منور» نتساءل عن هههه ولماذا لا تكون ضحكةً حقيقية إلا بالهاء الرابعة. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن السعادة المفرطة، وكيف تقنع نفسك بالاعتناء بنفسك. ❤️
إيمان أسعد

هل نعيش على الهامش عندما تطول البطالة؟
قبل عدة أيام، وصلتني رسالة من صديقة قديمة انقطعت أخبارنا بسبب مشاغل الحياة. كان آخر حديث بيننا قبل سنتين، بعد أول شهر من تخرجي من الجامعة وبداية رحلتي في البحث عن عمل، فيما كانت هي في آخر سنةٍ لها من دراستها الجامعية. سألتني بعد هذا الانقطاع الطويل سؤالًا بسيطًا: «وش تسوين هذي الأيام؟»، لكنني احمررتُ خجلًا منه، وأحسست بحرارة تتصاعد في جسدي، لأني لم أستطع أن أقول لها إني ما زلت في رحلة البحث عن عمل حتى اليوم.
منذ ذلك الحين، ظل هذا السؤال يطرق ذهني: ماذا أفعل في يومي؟ وأدركتُ بأني لا أملكُ روتينًا فعليًّا غير التقديم على وظائف جديدة. فأنا أبدأ أيامي لا أعرف ما يجب أن أفعله، أعيش في دائرة مفرغة تستنزف طاقتي يوميًّا دون أن أملك القدرة على كسرها.
البطالة ليست فراغًا عابرًا، وأعلم أني لست الوحيدة التي تعيش هذه التجربة، لكن أخطر ما سببته لي هو كراهية الذات. فمنذ عام تقريبًا، بدأت أنظر إلى نفسي بطريقة مختلفة، كأني فقدت جزءًا من احترامي لها. لا أقول إني أكره نفسي تمامًا، فأنا ما زلت أحاول حتى الآن، على عكس آخرين استسلموا للأمر الواقع، وهذا في حد ذاته سببٌ كافٍ يجعلني أحتفظ بحبّي لنفسي. لكن لوم الذات والشعور بالعار هما أول ما يداهم الباحث عن عمل، ومن هنا تبدأ رحلة محاربة هذه المشاعر، التي أعتقد أنها أصعب من البطالة نفسها.
هذه المشاعر تختلف من شخصٍ لآخر، إذ أعرف أشخاصًا يهربون إلى العزلة، وأشخاصًا يحاولون تحويل هذا الفراغ المؤلم إلى دافعٍ جديد. فالبعض يشعر بالذنب تجاه نفسه، والبعض الآخر يشعر بالذنب تجاه المجتمع لأنه يعتقد أنه مجرد رقم زائد في العالم. اختلاف المشاعر يعني اختلاف التجارب والمحاولات، لكن تظل المعاناة النفسية التي نعيشها القاسم المشترك بيننا.
بما أني عاطلة عن العمل، أملك هدفين حاليًا: الأول إيجاد وظيفة، والثاني البقاء ضمن إيقاع الحياة الذي يعيشه الجميع. على سبيل المثال، لم يتغير روتين نومي منذ يوم تخرجي، فما زلت أستيقظ صباحًا مستعدة لأي مكالمة وظيفية، أو فقط لأشعر أني أفعل شيئًا. كما أني أقرأ وأكتب وأصمم، وأقضي وقتًا خارج البيت وأشاهد أفلامًا ومسلسلات، أو أتعلم مهارات ولغات جديدة. لكن رغم كل هذه المحاولات، ما زلت أشعر أني أعيش حياة بديلة، نسخة صامتة من الحياة الحقيقية، حياة زائفة صنعتها لكي أتأقلم مع الوضع.
هذا الثقل النفسي الذي يرافق البطالة كان أحد المواضيع التي لفتت انتباهي في بودكاست «البطالة الرشيقة: نحو تطبيع حديثنا عن الفترات التي نعاني فيها من البطالة» (Agile Unemployment: Normalizing the Way We Talk About Being Out of Work) الذي تقدمه سابينا سُلات. في إحدى الحلقات، تحدثت سُلات عن اليأس الذي يتبع عدم تلقي أي عروض وظيفية رغم التقديم المستمر، وكيف يمكن تحويل هذا اليأس إلى دافع معنوي لتغيير طريقة البحث عن عمل.
كما أكّدتْ أن سوق العمل أصعب مما نعتقد، وأن المشكلة ليست دائمًا فينا، وأن لوم الذات على ظروف خارجة عن سيطرتنا قد يضاعف معاناتنا، ويقربنا من الاستسلام. ونصحت بأن نذكّر أنفسنا دائمًا بالمهارات التي نملكها، والإنجازات التي تجعلنا فخورين، حتى لو كانت شخصية وخاصة، وأن نضعها نصب أعيننا لنفهم أن نجاحنا لا يقتصر على الوظيفة، حتى لو كانت مهمة وضرورية بالفعل.
لذلك، ربما نحتاج إلى أن نعيد تعريفنا للنجاح، فهو لا يُقاس بالوظيفة فقط، بل بأن نكون محاطين بالعائلة والأصدقاء الذين نشاركهم الحياة، وأن نحافظ على صحتنا لنعيش بطمأنينة، وأن نملأ أيامنا بالمعنى عن طريق ممارسة هواياتنا المحببة واستخدام مهاراتنا الفريدة. فالنجاح الحقيقي هو أن نحيا بتوازن، أن نملك وقتًا لأنفسنا ولمن نحب، وأن ننظر إلى الوظيفة كأداة مهمة، دون أن نجعلها المقياس الوحيد للنجاح.
هذا كله يعيدنا إلى الحقيقة الأهم: هذه المشاعر كلها من خجل وشعور بالعبء واليأس، وأي مشاعر سلبية أخرى، هي أمر طبيعي جدًا، وليست علامة ضعف ولا حتى مشاعر صائبة بالضرورة. معايشة هذه المشاعر والشعور بها ومحاولة تغييرها دليل على أنك ما زلت في الميدان، وبأن التغيير قادم، لكن الاستسلام والتوقف هما الخسارة الحقيقية.
قد لا نملك أن نحدد متى يحين دورنا في الوظيفة، لكننا نملك أن نملأ فترة الانتظار بما يجعلنا أشد ثباتًا وأكثر تألقًا حتى تأتي اللحظة.

كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸
الفلوس تطير، هذا طبعها.
لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.
وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.
الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.


قرأت في مكان ما، ولا أذكر أين، أنَّ المعجم أقرب إلى الكائن الحيّ منه إلى الجماد، إذ على خلاف الكتب، لا يتجمَّد المعجم عند حدٍّ معين، دومًا يتمدد مع تمددنا نحن البشر، وسيكف عن التمدد مع فنائنا عن الأرض. تذكرت هذه الفكرة وأنا أقرأ كتاب «تمارين معجمية» للكاتب والمترجم علي المجنوني، تحديدًا نص «الهاء الرابعة في هههه»: ✍️
«الهاء الرابعة في هههه هي ما يجعل من عنقود هذه الأحرف ضحكة، أو ما ينوب عن ضحكة على الأقل. عدد أقل من الهاءات قد يكون أي شيء سوى ضحكة، إذ الهاء الثالثة متشككة والثانية هازئة والأولى هاء لا أقل ولا أكثر. عدد أكثر من الهاءات هو تحصيل حاصل، بل هو فائض لغوي. الهاء الرابعة في هههه مثل الحاء في الحب ومثل الباء في الحب. من دون الهاء الرابعة في هههه لا توجد ضحكة مكتوبة، ومن دونها لا ندلِّي بيننا عناقيد الضحك.
لست أبدًا ممن يكتب الضحكة، ودومًا أستعين بالإيموجي 😂. ولكي أكون صادقة معك، لا أظن أني سأبدأ بكتابتها، لكن سأقدِّر الضحكة المكتوبة وأحترمها بعدما كانت تستفزني، وأتساءل عن الإنسان الأول الذي قرر أن يكتب الضحكة بعنقودٍ من أربع هاءات»
إعداد 🧶
إيمان أسعد

«السعادة المفرطة كالحزن تمامًا، تضيق بها النفس إن لم نشارك بها أحدًا.» سعود السنعوسي
يوم سألوا الشاعر، «ما الأفضل، شعرك أم طبخك؟»
إذا كنت تتبع ترند جيل زد في تعديل الملابس المستعملة وإطالة عمرها بدل الشراء، هذا القسم من نشرة (Shop Rat) البريدية يفيدك.
كيف تقنع نفسك بالاعتناء بنفسك؟
صباحو يا حلوين.

الحلقة المفرغة من البطالة الخفيّة.
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على وظيفتك؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.