البيت بين الإيجار والشراء
حسبنا الفرق بين التملّك والاستئجار على مدى 25 سنة، ووصلنا إلى رقم يساعدك على قراءة الصورة كاملة


أكيد مرّ عليك أحد يتساءل هذا السؤال: «هل أشتري بيت وأرتاح؟ ولا أستأجر وأترك السيولة بيدي؟» سؤال بسيط في شكله لكنه معقّد جدًّا في تفاصيله، خصوصًا عندنا؛ لأن فكرة «بيت العمر» تسيطر على قرارات كثير من الناس، وكأنه قرار أبدي… لا رجعة فيه.
لكن لو جرّبنا نغيّر زاوية نظرنا وسألنا: كم فعلًا يكلّفك تملّك بيت بمليون ريال على مدى خمس وعشرين سنة؟ وهل الاستئجار خيار أرخص؟ أو حتى أذكى؟
في هذه الحلقة، يحسب «بيت آل جادي» الأرقام ويفككها، ويكشف عن فارق كبير في الكلفة بين التملك والاستئجار. ثم يغوص بعدها في تأثير التضخم، ودور القروض في تثبيت التكاليف، والتشريعات العقارية التي تؤجل قرار التملك. ويطرح أيضًا سؤالًا جريئًا: هل الاستثمار في الأسهم ممكن يكون طريقك إلى «بيت العمر»
حلقة غنية، تساعدك على التفكير بهدوء في قرار يوصف عادة بأنه «مصيري».

شقة بأربعة جنيه؟ ليست نكتة.. بل قانون! 🏚️💸

في قلب القاهرة، لا تزال هناك شقق سكنية بإيجار شهري أقل من ثمن ساندويتش فول؛ إذ قد تبلغ هذه الإيجارات خمسة جنيهات أو أربعة، أو حتى جنيهًا ونصف! وهذا نتيجة لقوانين بدأتها مصر في الأربعينيّات، تحديدًا خلال الحرب العالمية الثانية.
ففي ذلك الوقت، أصدرت الحكومة قانونًا استثنائيًّا لتثبيت الإيجارات؛ حمايةً للمستأجرين من جشع المُلّاك في ظل أزمة عالمية. ثم ما لبث أن جُدّد هذا القانون وعُدّل، إلى أن وصلنا إلى قانون 136 لسنة 1981، الذي نصّ على التوريث التلقائي للعقود ومنع الإخلاء، حتى لو مرّت سبعون سنة على العقد الأصلي.
والنتيجة؟ مبانٍ عريقة متهالكة، وملاك يملكون العقار لكنهم لا يستطيعون الاستفادة منه، في حين يتمكن مستأجرون في مناطق مثل المعادي والزمالك، بإيجار لا يتجاوز عشرة جنيهات في الشهر فقط، من توريث العقد لأحفادهم… وبالقانون!
لكن في 2024، أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمًا بعدم دستورية تثبيت القيمة الإيجارية، وتبعه قانون جديد في عام 2025 (رقم 164)، شرع في تحرير العقود تدريجيًّا، ففرّق بين المناطق، وحدّد حدًا أدنى للإيجار يبدأ من 250 جنيهًا مع زيادات سنوية، تمهيدًا لتحرير كامل للعقود خلال سنوات.

«برق» محفظة تقنيّة ماليّة💸
الخدمات، البطاقات، والمنتجات ما عليها أي رسوم.
والكاش باك، على الحوالات الدولية وتحويل رواتب العمالة، وبطاقة فيزا ومدى!
محفظة .. تعطيك ما تأخذ منك!

الحل من «بيت العمر» إلى «بيوت العمر» 🏠
من محمد ✍🏼
يتعامل كثير من الناس في السعودية مع قرار تملّك البيت بوصفه قرارًا مصيريًّا لا يُتخذ إلا مرة واحدة في العمر؛ ولذلك لا بد أن يكون كاملًا ومثاليًّا ومحققًا لكل الأحلام، فنسمّيه «بيت العمر». لكن، ما الذي يحدث فعليًّا بسبب هذا التصور؟
الواقع أن كثيرين يستمرون في دفع الإيجارات لسنوات طويلة، فقط لأنهم لم يعثروا بعد على «البيت المثالي». إذ ينتظرون اجتماع كل الشروط: حي راقٍ وتصميم فاخر ومساحة كبيرة وسعر مناسب. ونتيجة لذلك، تضيع منهم سنوات كانت فرصة للاستقرار، وتوفير المال، بل وربما استثماره.
ويعيش كثير من الناس على أمل «بيت العمر» ويتغافلون عن فكرة «البيت المرحلي». إذ غالبًا ما يُشترى البيت في السعودية مرة واحدة فقط، بينما في كثير من الدول يشتري الشخص بيته الأول في أواخر العشرينات من عمره، ثم يغيّره في الثلاثينات، ثم ينتقل إلى بيت ثالث في الأربعينات أو بعدها، أي إن متوسط عدد البيوت التي يشتريها الفرد في حياته يصل إلى ثلاثة. أما عندنا، فلا يفكر كثيرون في الشراء إلا في منتصف الأربعينات أو بعدها، وبعد أن يكبر أبناؤهم. فيبني أحدهم فيلا ضخمة بست أو سبع غرف، لا يسكنها إلا هو وزوجته.
ويظهر الأثر المالي المباشر في أرقام الإيجارات المدفوعة، فلو جمعنا هذه المبالغ لعشر أو خمس عشرة سنة، لوجدنا أنها تصل إلى نحو 500 أو 700 ألف ريال. وهو مبلغ كان من الممكن أن يكون دفعة أولى، أو حتى نصف قيمة بيت.
واللافت أن الحوافز الحكومية، مثل الدعم السكني أو الإعفاء الضريبي، تدفع الناس أكثر نحو فكرة «بيت العمر»، لأنها مرتبطة بالمرة الأولى، لا بـ«البيت الوحيد». وكأننا نقول: اختَر صح… فليست أمامك سوى محاولة واحدة!
وهكذا أصبحت قرارات الشراء عندنا عاطفية، ومُعقّدة، ومؤجلة بحجّة «ما بعد جهزنا»، في حين أن من حولنا يتعاملون مع السكن بوصفه تجربة تتطور مع الوقت.

كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭
مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨
موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!
هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗
التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.