عدد خاص: كتب تساعدك على فهم معاناة الأمومة 🤱🏻
زائد: لا ضرر أن تكرهي الأمومة! 😥


غالبًا ما تُصوَّر الأمومة على أنها تجربة من السعادة المطلقة، ورمز للاكتمال والإنجاز الشخصي، إلا أن هذا التصور يُغفِل حقيقةً أكثر تعقيدًا، وهي الصعوبات النفسية والعاطفية التي قد ترافق قدوم الطفل. ومن بين هذه الصعوبات: اكتئاب ما بعد الولادة. ويعد حالةً شائعة، يظهر من خلال أعراض محيرة مثل الحزن العميق، والشعور بالعجز، وصعوبة إقامة علاقة مباشرة مع المولود الجديد. ولا يُعد هذا الاضطراب دليلًا على ضعف، بل على العكس، فهو يُبرِز ضرورة الاعتراف بالأمومة بوصفها تجربةً إنسانيةً متعددة الأبعاد، تجمع بين الفرح والضعف النفسي.
وقد انعكست هذه الثنائية بالفعل في الأدب. ففي رواية «مدام بوفاري» لقوستاف فلوبير، لا تشعر «إيما»، بعد ولادة ابنتها «بيرث»، بالدفء العاطفي المُتوَّقع تجاه طفلتها، بل تنتابها مشاعر اللامبالاة وحتى النفور، وأول ما رأتها «أشاحت بوجهها عنها»، وهي مشاعر تشبه أعراض اكتئاب ما بعد الولادة كما نعرفه اليوم. ومن خلال هذا التصوير، يُسلِّط فلوبير الضوء على التباين بين النموذج المثالي الذي تفرضه المجتمعات للأمومة، والواقع النفسي للمرأة التي تعاني في صمت، مقدِّمًا بذلك صورةً دقيقةً ومعقّدة للأمومة بكل تناقضاتها.
هذا العدد عن الأمومة، تلك التي لا تتطلّب الكمال ولا تدعو إلى التقديس، بل الصدق. حين تكون الأم على طبيعتها، تنشأ علاقةٌ متوازنة بينها وبين أبنائها ومحيطها ونفسها. فقط كوني أنتِ، فهذا يكفي.
إيمان العزوزي
هل ترغب بإكمال القراءة؟


سواء كنت صديقًا للكتب أو كنت ممن لا يشتريها إلا من معارض الكتاب، هذه النشرة ستجدد شغفك بالقراءة وترافقك في رحلتها. تصلك كلّ أربعاء بمراجعات كتب، توصيات، اقتباسات... إلخ.