هل تضعف بطارية السيارات الكهربائية

يتحدث كثير من الناس في هذه الأيام عن السيارات الكهربائية، وتبدو مُحاطة بكثير من آمالهم يتحدثون عن طاقتها النظيفة وصداقتها للبيئة ودورها في تقليل الانبعاثات على كوكبنا، وصيانتها الغير معقدة، ومزايا القيادة الذاتية المغرية جدًا، لكن كل مايُقال عنها لا يمثل قصتها الكاملة. 

عندما طُرحت السيارات الكهربائية في أحد اجتماعات سياق وخلال محاولات العصف الذهني، بدت لنا البطاريات كجانب مهم لانعرفه بالشكل الكافي، مع أنه يمثل العمود الفقري للسيارة الكهربائية. فلماذا لا يتحدث عنه أحد!. 

رغم أن البطارية تشغل معظم الأجهزة التي نتعامل معها كل يوم، بما فيها جوالاتنا، والتي نلاحظ غالبًا تدهور وخراب بطاريتها بعد مدة من الزمن، فكيف يحدث هذا؟ وهل سيتكرر الأمر ذاته في بطاريات السيارة الكهربائية، طالما أن كلتيهما تعملان بنفس المبادئ بالضبط؟ وتشتركان في اعتمادهما على «الليثيوم». 

البحث وراء هذا السؤال قادني إلى الفصل الأمتع وهو تفكيك المفاهيم العلمية التي تقوم عليها البطاريات، ومبادئ هذه الصناعة الكيميائية المذهلة التي تكمن في تهيئة قطبين ليحدث بينهما تفاعل بالأكسدة والاختزال، وفي الآلية التي تنتنقل فيها «ذرات الليثيوم» بينهما أثناء توليدها للطاقة الكهربائية التي تشغل الجهاز. 

عند فهمي لهذه العملية، أصبحت في كل مرة أشحن فيها بطارية الجوال أفكر في أني أعرف اليوم مالذي يحدث حقًا داخل جوالي، وأين تذهب الإلكترونات. وهذه واحدة من اللحظات الرائعة التي يعيشها منتج سياق. 

مما أثار اهتمامي أيضًا خلال البحث، هو الحلول التقنية التي طورتها شركات السيارات لإطالة عمر البطارية، وفي حين أننا لم نكتشف بعد الحد الأقصى للعمر الافتراضي لبطاريات سيارات الكهرباء، إلا أن عدة دراسات تشير إلى أن بطارية «ليثيوم فوسفات الحديد» قد تدوم لخمسة عشر إلى عشرين عامًا!. 

أعتقد أن استمرار الوتيرة المتسارعة في تبني هذه الحلول سيغير شكل شوارعنا حتمًا، فمن يدري قد تصبح أول سيارة كهربائية تقتنيها هي سيارتك لعقود قادمة، وهذا مدهش جدًا. 

وبعد، أيًا كان رأيك حيال السيارات الكهربائية، أزعم أنك ستجد مايهمك في هذه السياقة.