الصداقة الثلاثية: خلل أم مرونة؟
زائد: هل تثق بالذكاء الاصطناعي في قرار ترقيتك؟

هل سترتاح إلى وجود قرار ترقيتك في يد الذكاء الاصطناعي؟
كشفت منصة (Resume Builder) في دراسة جديدة عن تصاعد اعتماد المدراء وفرق الموارد البشرية على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الترقية والعلاوة والإقالة، من باب إراحة الضمير، وأيضًا من باب توفير الوقت والجهد (لأن في نهاية المطاف هذه هي الحكمة من وجود الذكاء الاصطناعي، أليس كذلك؟ 🤷🏻♀️).
لكن مثلما الواسطة والتحيزات هي الداء الذي تخشاه لدى مديرك البشري، فالهلوسة ونقص المدخلات هي الداء الذي يجب أن تخشاه لدى الذكاء الاصطناعي الذي سيقرر مصيرك المهني نيابةً عن مديرك. لأنَّ الدراسة كشفت أن نسبة من المدراء لا تراجع الذكاء الاصطناعي في قراراته، وتنفذها دون تمحيص!
وهذا مثال على الذكاء الاصطناعي الذي لا يحل المشكلة الأساسية بقدر ما أنه يبقي عليها لأسباب جديدة. 🤦🏻♀️
في عددنا اليوم، يبحث محمود عصام في نمط «الصداقة الثلاثية» وهل الصديق الثالث مُهمَل دومًا في هذه العلاقة؟ وفي «شباك منور» تتأمل شهد راشد المراحل التجريبية في أعمال الرسام الألماني باول كلي. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس عن نعمة الأصدقاء القدامى، وتعريف الغمزة والتلويحة واللمحة والالتفاتة.❤️
إيمان أسعد

الصداقة الثلاثية: خلل أم مرونة؟
في أثناء تصفحي اليومي لتطبيق تك توك، صادفتُ مقطعًا للمصمم السعودي فهد بن عبد العزيز، تناول فيه وصف المشاعر السلبية المرتبطة بالصداقة، من خلال تصميمات شديدة الذكاء. تنوّعت الموضوعات التي طرحها فهد، من إفشاء الأسرار، والعتاب المتكرر، ولعب دور الضحية. إلا أن أكثر ما أثار الجدل في التعليقات -البالغة نحو 8 آلاف تعليق- طرحُه فكرة «الصداقة الثلاثية»؛ إذ رآها بعض المتابعين تجربةً مؤلمة، بينما لم يجد فيها آخرون أي جانب سلبي.
حاولت أن أسترجع ما إذا كنت قد عانيتُ فكرةَ الصداقة الثلاثية من قبل؛ خصوصًا أنني أعيش أنماطًا مختلفة من الصداقات. وقادني التفكير إلى سنوات الطفولة، حين كنت أجلس على مقعد دراسي يتَّسع لثلاثة. لم تكن معاناة حقيقية، لكنني حتمًا مررت بمرحلة: من منهما الأقرب إليّ؟ وهل أنا قريب منهما بالقدر نفسه؟ والعجيب أنَّ حين عاودتني تلك الذكرى، تذكَّرت مواقف طفولية متضاربة، تمامًا مثل التعليقات، بعضها مؤلم، والآخر سعيد!
تخيّلوا أنفسكم في سيارة: شخصان يجلسان في المقاعد الأمامية، بينما الثالث عالق في الخلف، يحدِّق من النافذة كأنه مجرّد «كومبارس» منسي! هكذا يُحدِث العدد الفردي خللًا في التوازن، كما توضِّح المستشارة النفسية باربي أتكينسون؛ إذ نميل بطبيعتنا إلى البحث عن التوازن في العلاقات. ويظهر هذا الميل بوضوح في الصداقات الثلاثية، حيث يصعب أن تنساب التفاعلات بين الأطراف الثلاثة بالتساوي. ولتحقيق هذا التوازن، قد يُترَك أحدهم في موقع الطرف المُهمَّش فيشعر بأنه مُستبعَد دون قصد.
يؤدي اختلال توازن القوى في الصداقة الثلاثية أيضًا إلى مشاعر من الغيرة أو التنافس، حين يشعر أحدهم بالحاجة إلى إثبات مكانته، أو أن يكون هو الأقرب أو الأكثر تأثيرًا في المجموعة. لكن، هل يعني هذا أن الصداقة الثلاثية محكوم عليها دومًا بالفشل؟
ليس بالضرورة. وفقًا لأخصائية العلاج الأسري، كيرستن تريتبار، يمكن أن تدوم الصداقات الثلاثية فترةً أطول من الصداقات الثنائية، لأن وجود طرف ثالث يمنح العلاقة مرونةً عاطفية أكبر. فعندما يقترب اثنان من بعضهما بدرجة شديدة، قد يصبح وجود الثالث مساحةً للتنفُّس. وإذا ابتعد أحدهم، يظل هناك رابط داخلي يشدُّه للعودة. وعند حدوث خلاف بين اثنين، غالبًا ما يلعب الثالث دورًا مهدِّئًا، أو يبادر بتصرُّف يساعد على إعادة التوازن وجمع الأطراف من جديد.
كذلك، يساعد سماع الأصوات الثلاثة على منع ديناميكية «الاقتران الثنائي» المزعجة، التي يمكن أن تُخرِج الصداقة عن مسارها.
ولا مانع من أن يتكوّن هذا الثلاثي من ثلاث ثنائيات منفصلة، كما توضّح الطبيبة النفسية جوي برادفورد، حيث يشكِّل كل عضوٍ علاقة مستقلة مع كلٍّ من الطرفين الآخرين. هكذا، في غياب أحد الأطراف، يمكن للاثنين الآخرين التفاعل بسهولة، دون شعورٍ بالحرج أو التكلّف. وإلا، فقد تنهار تلك الصداقة سريعًا، وتتحوّل إلى علاقة زائفة وغير متوازنة.
عبَّر فهد عن سلبية الصداقة الثلاثية من خلال تصميم بسيط: آلة تحميص خبز تتَّسع لشريحتين فقط، بينما تُترَك الشريحة الثالثة مُهمَلة خارجها، وهنا مربط الفرس. ففي الصداقات السليمة، يتقاسم الجميع الاهتمام والدعم والمرح، دون أن يشعر أحدهم أنه زائد عن الحاجة. لا فارق هنا إن كانت تلك الصداقة ثلاثية أم ثنائية، ففي النهاية، أكثر ما نخشاه في الصداقة بأنواعها ما عبّر عنه الكاتب بلال علاء: «ألا أكون مرةً أخرى، وإلى الأبد، الطرف الأكثر حماسة».

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


أكثر ما أحبه في الفن بأنواعه هو حرية التجريب وشجاعة الإنسان في الخروج عن قيود الآخرين وتوقعاتهم، ليخلق عملًا يعبّر عن رؤاه المتفردة للعالم وأفكاره ومشاعره الخاصة، بعيدًا عن المسارات المعبّدة مسبقًا. 👩🏻🎨
ولد الفنان الألماني باول كْلي عام 1879. كان والده معلم موسيقا ألمانيًّا ووالدته مطربة سويسرية، فعلماه العزف منذ سن السابعة، حتى إنه دعي للعزف عضوًا استثنائيًّا في جمعية الموسيقا في سن الحادية عشرة. ورغم موهبته ورغبة والديه في أن يصبح موسيقيًّا، قرر التوجه إلى الفنون البصرية، حيث قال: «لم أجد أن الإبداع الموسيقي أمر جذاب بالنظر إلى التدهور في تاريخ الإنجاز الموسيقي». ولوحظت موهبته الفنية حين بدأ الرسم في سن السادسة عشرة. 🎻🖌️
بعد التحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ، صارع للإيمان بموهبته؛ فقد ظن أنه لن ينجح في الرسم، مما دفعه إلى السفر إلى إيطاليا بعد تخرجه ليبدأ رحلة اكتشافه للألوان ويطور علاقته بها، خاصة أن بداياته كانت مجرد سكيتشات ورسوم بالأسود والأبيض بأسلوب ساخر وموحش. وفي أسفاره الكثيرة زار تونس، وتُعدّ تلك الزيارة مرحلة انتقالية وتحولًا جذريًّا في فهمه وأعماله، حيث قال: «اللون استحوذ عليّ، لم أعد أطارد اللون، لقد تملكني إلى الأبد، اللون وأنا صرنا واحدًا. أنا رسام». 🖼️
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، جُنّد كْلي لصيانة الطائرات، ولم يتوقف عن الرسم حتى في أثناء الحرب. وبعد انتهائها وبدايات صعود النازية، فُصل من عمله ولوحق من قبل الجستابو. وتوفي لإصابته بمرض تصلب الجلد، الذي صعّب عليه الرسم، لكنه ترك قرابة عشرة آلاف عمل فني خلفه. وبعد ستة أيام من وفاته، وافقت الحكومة السويسرية على طلبه للحصول على الجنسية. 🇨🇭☢️
عند تأمل مسيرة الفنان ومراحل حياته، نلاحظ تحولات تجريبية واضحة في أسلوبه الفني، وعدم تقيده بمدرسة أو مادّة بعينها، حيث تحول من الرسم بالأسود والأبيض والطابع الساخر القاتم، إلى الرمزية التعبيرية وبدايات استخدام الألوان. فدمج بين الرموز الشخصية والأسطورية، ثم دخل مرحلة التحول اللوني بعد عودته من تونس وتأثره بالألوان والضوء والتجريدية أكثر. وفي أواخر حياته، تبنى الرمزية الطفولية التعبيرية، مع ميل إلى التبسيط الشديد واعتماد الرموز البدائية. 🖋️🎨
اختياري للفنان كْلي جاء من ملاحظتي لغرائبية أعماله؛ فكل مجموعة من أعماله، في مراحلها المتباينة، كأنها تكشف عن شخصية جديدة وتخلٍّ تام عن النسخة القديمة. ويمكن لمن يدقق أن يلاحظ تشابهات وعناصر ونمطًا يتنقل بين اللوحات؛ فالسوداوية التهكمية في بداياته لا تشبه الألوان المرحة في مراحل أخرى، إلا أنه يحافظ على الروح الغريبة والطابع الباعث على التوجس حتى مع توظيفه لأكثر الألوان انتعاشًا. فهو يمنحنا منظرًا من مدينة زارها، وعن شعور يحسه، ويرسم بورتريهًا لنفسه أو لآخر، فيمنحنا أكثر من مجرد لوحة، بل مشاعر متضاربة وتفاصيل كثيفة وتساؤلات لا تنتهي. 🔍🪄
لوحة «Hammamet with Its Mosque» التي استخدم فيها ألوانًا مائيّة باستيلية خفيفة وتجريدًا للعناصر إلى أقصى حد، تعكس خفة في الأسلوب ونظرة مختلفة بعيدة عن المُباشَرة، وتأثر بفن النسيج التقليدي في تونس، الذي انعكس في أرضية المنظر. أما لوحة «Rough-Cut Head» فتُظهر تأثرًا بالتكعيبية وتركيزًا على الألوان الباهتة بتدرجات رمادية، تشي بشعور الكائن المضلع المنزوي على ذاته. وأما لوحة «Kinder Und Hund» بألوانها الساطعة الحارة وأسلوب الفنان في رسم ملامح الأطفال، فتعكس نظرة غير مقيدة تجاه كل شيء وأي أحد، حتى الأطفال، فملامحهم ممتعضة وكأنهم ينظرون إلى الفنان بتعجب. 👦🏻🪡
لوحة «Fish Magic» هي المفضلة بالنسبة لي. رسمها على قماش أسود، مما أضاف إلى غموض العمل وغرابته. وأدهشني تنوع العناصر وتداخلها والطابع الخيالي السحري السائد، حيث دمج ثلاثة عوالم في اللوحة، وتداخلت مع فصل بسيط بينها؛ فتجد السماء والفضاء، والقاع وكائناته، والأرض بأزهارها وبشرها المتخيلين، تشير كلها إلى عالم متفرد ذي لمحة طفولية، وكأنه عالم يتمنى الفنان التواجد فيه. أما الساعة التي تشير إلى التاسعة فهي لفتة تميز أسلوبه، حيث عُرف عنه رسم عناصر لا تنتمي إلى العمل عند رؤيته للمرة الأولى. ويُقال إنها رمزية للوعي البشري بالزمن وسط تداخل العوالم وفوضوية الكائنات. يشعرني العمل بشيء من الفرح، مع توجس ورغبة في تأمل ما اعتدت رؤيته من منظور جديد. 🎏 🕰️
🧶إعداد
شهد راشد

«من نعم الأصدقاء القدامى أنَّ بوسعك أن تكون غبيًّا برفقتهم.» رالف والدو إميرسون
عبدالله ناصر يكتب عن الغمزة والتلويح واللمحة والالتفاتة.
نشرة (The Installer) توصي بتجربة (Dia): المتصفح الذكي من (Arc).
ليه التيس الجبلي عبر النهر؟
أمممم...لذيذة!

لماذا أصبحت الصداقة معضلة؟
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على وظيفتك؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.