كيف يصنع الدوري أجمل ذكرياتنا؟ ⚽️

زائد: هل تعيش حياتك تحت تأثير «بقعة الضوء»؟

هل تعيش تحت تأثير «بقعة الضوء»؟ 🔦🌚

مثل أغلبنا، قد تعيش حياتك محاولًا إبهار الناس، بينما في الواقع، أغلب من تحاول التأثير فيهم مشغولون بإبهار أناسٍ آخرين (وأنت لست ضمن الأناس الآخرين).

يطلق آدم قرانت على هذه الحالة «تأثير بقعة الضوء»، حيث نبالغ إلى حدٍّ كبير في تقدير مدى انشغال الناس بنا، فنظن أنهم يسلطون الضوء علينا، بينما في الواقع نحن خارج بقعة الضوء تمامًا.

حتى لا تتضايق، انظر إلى الوضع من الزاوية المقابلة: ثمة أيضًا من يسعى إلى إبهارك لكنه خارج بقعة الضوء في تفكيرك. 🫥

لهذا ينصحك قرانت بأن تستمد ثقتك في نفسك من رضاك عن نفسك، لا من رضا الناس عليك. (يعني خلِّك مركِّز في بقعة ضوئك واترك عنك ملاحقة بقع ضوء الآخرين).😌 

في عدد اليوم، يسترجع أنس الرتوعي ذكريات مشاهدته الدوري السعودي في عصر الأريل. وفي «شباك منوِّر» نطلُّ مع شهد راشد على سيرة فنانة لا تقل إبداعًا عن بيكاسو لكنها لم تنل ربع شهرته. ونودعك في «لمحات من الويب» مع طريقة تحذف فيها نفسك من الإنترنت، ومع هالجوّ اللي بدُّه أيس تي. 🤨🍹

إيمان أسعد


Imran Creative
Imran Creative

كيف يصنع الدوري أجمل ذكرياتنا؟ ⚽️

أنس الرتوعي

جلست تحت التلفاز لأقوم بتحريك الهوائي المسؤول عن بث مباريات الدوري عبر البث الأرضي، أو كما كنا نسميه آنذاك «الأريل» قبل أن نعرف القنوات الفضائية. وعلى مدى تسعين دقيقة، تصبح مهمتي مراقبة حركة الهوائي، وموازنتها مع اتجاه الهواء، حتى تبقى صورة فريقي صافية قدر الإمكان. بالنسبة إلى عائلتي الجالسة خلفي تتابع المباراة، دوري هذا لا يقل أهميةً عن دور محمد نور في الوسط أو يوسف الثنيان في الأطراف. فبدوني، لما كان بوسعهم التشجيع والاستمتاع بأي هدف أو تمريرة. 

كنت أنا «رجل البث» الذي يربطهم بالملعب، ولو من زاوية مغبَّشة.

إن متابعة المباريات وتشجيع فريق معين والارتباط به عاطفيًا، والسعي الدائم لمواكبته في كل الظروف، يخلق علاقة وجدانية عميقة معه. وعند فوز هذا الفريق في مباراة حاسمة أو خسارته في نهائي كبير، فإن الأثر النفسي يكون بالغًا، وتُخزَّن تلك اللحظات في الذاكرة بوضوح لارتباطها القوي بالمشاعر. وفي هذا السياق، تقول الدكتورة إليزابيث فيليبس، أستاذة علم النفس بجامعة هارفارد: «العاطفة تعمل كقلم تظليل، تبرز جوانب محددة من التجربة وتجعلها أكثر رسوخًا في الذاكرة.»

لا شك أن متابعة كرة القدم تسهم في بناء علاقات اجتماعية جديدة وتفتح لنا أبواب النقاش والحوار مع الزملاء والأصدقاء وحتى أفراد العائلة. فهي ليست مجرد رياضة، بل وسيلة للتواصل والانتماء. وفي كثير من الأحيان، نمر بتجارب صعبة في حياتنا اليومية، فنلجأ إلى لحظات الانتصار التي نشعر أنها تمثلنا وتعوِّضنا عن الإخفاقات والضغوط. فحين لا تسير الأمور كما نتمنى، قد يُمثِّل فوز نادينا لحظة فرح نادرة تمنحنا شعورًا بالانتصار وتدفعنا للاستمرار.

في هذا اليوم، تعود إلى ذهني أيام محددة من سنوات الدراسة في المدرسة والجامعة، ليس لأنها ارتبطت بإنجاز أكاديمي شخصي أو موقف دراسي معين، بل لأنها تزامنت مع لحظات انتصار حققها فريقي. لا يمكنني نسيان يوم فوز الاتحاد بكأس آسيا في عام 2004، ولا اليوم التالي لانتصار مانشستر يونايتد الساحق على روما بسبعة أهداف في دوري أبطال أوربا. تلك اللحظات ما زالت حاضرة في ذاكرتي بوضوح، أسترجعها بسعادة وكأنها وقعت بالأمس.

والواقع أن هذه الذكريات أصبحت جزءًا من تكويني العاطفي والذهني، أستند إليها دون وعي في الأوقات الصعبة. فكم من الذكريات الجميلة قد لا تخصّنا في الأصل، لكنها تصبح لنا حين نختار أن ننتمي، أن نُشجِّع، وأن نحب بصدق.

تبقت أسابيع قليلة على انطلاق عرض الدوري السعودي عبر منصة ثمانية، وصحيح أنني لم أعد بحاجة إلى تحريك «الأريل» للحصول على صورة واضحة لمتابعة فريقي، لكنني اليوم أبحث عن تجربة مختلفة... تجربة أكثر امتلاءً وثراءً بالمشاعر. مع هذه المنصة الجديدة، لعلّي أتمكن من صناعة ذكريات أعمق، أتحكم في تفاصيلها بشكل أكبر، وأعيشها بكثافة تجعلها أشد وضوحًا في ذاكرتي، وربما... أكثر سعادة مما مضى.


عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.

توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎

سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


دائمًا ما رُبط الفن والإبداع بالمعاناة، وبينما يتصنع البعض معاناته ويختلق صراعاته ليتسنى له الاستلهام منها، يولَد البعض محمّلًا بمعاناة شخصية تستمر حتى يودّع الدنيا، ومع ذلك لا يتركها كما جاءها، مثل فنانة اليوم. 👩🏻‍🎨

  • ولدت الفنانة الإسبانية ماريا بلانشارد عام 1881. ومنذ لحظة ولادتها رافقتها الأمراض، فقد عانت من تشوهات شديدة في عمودها الفقري، وخلل في وركها سبّب لها آلامًا وعرجًا طيلة حياتها. وتعرضت منذ طفولتها للتنمر في مدرستها ومن محيطها، ولقبوها بالساحرة. فما كان من والدها إلا أن دفعها إلى الفن لتعالج وحدتها وآلامها النفسية والعاطفية، وربما لتناسي آلامها الجسدية. 🥲 🖍️

  • ولدت الفنانة في العام نفسه الذي ولد فيه بيكاسو، وتشاركت معه التكعيبية أسلوبًا لفنّها، لكنها لم تنل ولو ربع شهرته. فالقوالب الاجتماعية والجندرية، وحتى مسار كل منهما فنيًّا، لم يعطها مجالًا للسطوع. سافرت إلى مدريد وباريس، وربحت منحًا من الدولة لدراسة الفن، وشاركت معمل الرسم مع دييقو ريفيرا، وصادقت العديد من فناني عصرها. إلا أن التنمر والتهميش لاحقاها حتى بعد وفاتها بمرض السل في سن الواحدة والخمسين. فقد قال عنها أحد النقاد: «كامرأة، هي فاشلة» وقال آخر: «لم تضحِ بفنها لأجل أنوثتها، لأنها كانت بإعاقة وبلا جمال»!! 😡🎨

  • كانت بدايات بلانشارد كغيرها تجريبية مع أسلوب تقليدي ميّزته الألوان وكثافة العناصر والتفاصيل التي لم تتخل عنها حتى بعد تبنيها للتكعيبية. وتكعيبية بلانشارد لا تشبه فناني عصرها، بل تتفوق عليهم بالحميمية العاطفية. فبينما يرسم التكعيبيون مواضيع جامدة بحدة وألوان قاتمة باهتة ويركزون على التشكيل والعنصر، تميل بلانشارد إلى مواضيع مهمشة كالحياة اليومية والتجارب النسائية وتعكس دفئًا واضحًا في استخدام الألوان والزخرفات ورسم الملامح والبيئات حتى تكاد لا تلاحظ تكعيبيتها، فهي جزء من العمل وليست أساسه. ولم تحاول إثبات انتمائها للمدرسة، بل تبنيها ضمن نسقها وحفاظها على عاطفيتها الإنسانية. 🖼️ 👩🏻‍🍼 

  • أشهر أعمال بلانشارد على الإطلاق لوحة بعنوان «Girl at Her First Communion »، بأسلوب التكعيبية التعبيرية التي تولي للعاطفة اهتمامًا كبيرًا. تُصوّر فيها فتاة تنتقل من طفولتها إلى مرحلة الأنوثة في احتفال ديني تقليدي. ونلمح القلق على وجه الفتاة رغم الطابع الاحتفالي للعمل، فهي لا تعلم ما الذي ينتظرها في عالم الكبار. وتستخدم ألوانًا داكنة تعكس هذا القلق في المكان. أما عمل «L'enfant au ballon» فقد أشاد به بيكاسو، وفيه تتمسك الفنانة بالتكعيبية التي تظهر أكثر في زي الطفل وطيّاته، وتفاصيل المكان، وحتى ملامحه. ورغم لعبه ببالون أحمر، لا يمكننا إلا أن نشعر بشيء من الحزن أثناء تأمل اللوحة، وأظن الرمادي له الفضل في ذلك. 🎈🎉

  • جربت الفنانة دمج الكولاج بالتكعيبية في بعض أعمالها، وأظنها كانت تحاول عدم تقييد نفسها بأسلوب واحد. أما عمل «Seated Woman» فيُظهر قمة التكعيبية في فن بلانشارد؛ إذ ترسم فيه امرأة جالسة بتركيبية تكاد تكون كولاجًا، ولكنها ليست كذلك. وترسم تفاصيل لافتة مثل الزخرفات في رداء المرأة. وبرغم تفكيكها للعناصر وإعادة تركيبها بهندسيّة محسوبة، لا أدري كيف تمكنت من إيصال شعور بالغموض والهدوء، وربما السرحان، في ملامح المرأة المصنوعة من مثلثات ومربعات. ويتفق عمل «Woman with Guitar » مع السابق في تكعيبيته، لكن تتسق ألوان العمل هنا بالتدرجات الخضراء، مع وضوح أكثر للمرأة، ولكننا لا ندري هل هي سعيدة بعزفها للجيتار أم أنها منغمسة في الغناء.🎸 ✂️

  • في كثير من مراحل حياة الفنانة نجدها تميل إلى التعبيرية، حتى مع وصولها إلى قمة التكعيبية الجامدة، تتمسك بالعواطف وتعكسها في لوحاتها، مثل لوحة «Woman with a Fan»، حيث نجد تعابير ملامح شخصياتها تتسلل من بين الخطوط الحادة. وأشعرني أول انطباع لهذا العمل أنها ترسم من منظور مرآة متكسّرة؛ فبالكاد نتعرف على وجه المرأة، بل نرى مروحتها ساطعة الصفرة أولًا، ثم فستانها الأحمر. في حين نغفل عن المرأة التي ترتديه، كأنها تشير إلى ما يلفت الناس عادة. 🪭🪞

  • عملي المفضل للفنانة يميل إلى التعبيرية بوضوح، ويحمل عنوان «Jeune Assis À Table Face À Une Tasse». وهو من آخر أعمالها قبيل وفاتها. تشعرني أول نظرة إلى العمل بالتشكك؛ فلا شيء واضح إلا الشخص الجالس في مقهى وربما مطعم، متأملًا أو متململًا، أمامه كوب أو كأس، لا شيء أكيد ولا تظهر ملامحه، إلا أنك تلمس عزلته وربما حزنه، انعكاسًا لحزن بلانشارد التي كانت تعاني الاكتئاب والسل والوحدة وتكافح الحزن إثر وفاة أحد أصدقائها. ألوان اللوحة هادئة حالكة، تصف شعور الجالس وتعكسه. ورغم جلوسه في مكان عام، لا نرى حوله أحدًا، وكأن عالمه فارغ إلا منه. يُسلّط الضوء على وجهه ولا نراه، كأنه يستسلم لنا ويمنحنا فرصة رؤية وجهه، ولكنه يحرمنا قراءة معالمه. ☕️😔

🧶إعداد

شهد راشد



نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام