ظاهرة نولان
هل يستحق نولان كل هذا الزخم؟

كريستوفر نولان مخرج «ظاهرة»، اكتسب زخمًا جماهيريًّا كبيرًا، وحقيقة هو مخرج لا تستطيع «عدم احترام عمله». على عكس ويس أندرسون، فهو مخرج -بالنسبة لي- لا أستطيع احترام عمله. 😂 ومع هذا، فنولان -في نظري- لديه عيوب واضحة جدًا، أحدها هو التعقيد المبالغ فيه في بعض أفلامه.
فحينما شاهدت فِلم «إنترستلر» (Interstellar) لم يعجبني؛ لوجود كثير من التعقيدات والمبالغات فيه. لكن حين شاهدته مرة أخرى بعد عدّة سنوات، أعجبني قليلًا، لأني شاهدت القصة من زاوية علاقة أب وابنته. وهذا التبسيط جعل الفِلم ممتعًا أكثر بالنسبة لي.
ولكن لأن نولان يحب المبالغة في التعقيدات والمظاهر المركبة، فقد لا يتضح لك هذا الجمال في القصة من البداية. والأفلام في رأيي هي قصص بسيطة؛ جمالها في بساطتها.
أما «تِنت» (Tenet) فهو مثال واضح على أن التعقيدات قد تظهر بصورة سيئة إذا تطرف نولان في أسلوبه. في الحقيقة، «تِنت» فِلم لا تستطيع إعادته ولا تقبله بأي طريقة؛ إذ هو تجسيد للتعقيد المبالغ فيه لدى نولان.
نايف العصيمي


يُعرض اليوم الخميس في صالات السينما السعودية فِلم «MEGAN 2.0»، من إخراج جيرارد جونستون. وتدور أحداث الفِلم في إطار من الرعب والخيال العلمي، حيث تعود الدمية الذكية «ميقان» بنسخة مطوّرة أكثر ذكاءً وخطورة، لتواجه تحديات جديدة تكشف حدود الذكاء الاصطناعي ومخاطره.
أعلنت نيويورك تايمز إطلاق تصويت مفتوح لاختيار أفضل عشرة أفلام في القرن الواحد والعشرين.
أصدرت شركة «مارفل» الإعلان التشويقي الجديد لفِلم «The Fantastic Four»، المقرر طرحه في صالات السينما يوم 25 يوليو المقبل.
كشف براد بيت أن فِلم «The Adventures of Cliff Booth» سيكون بمثابة حلقة مستقلة تستكمل حياة شخصية «كليف بوث» التي قدّمها في فِلم «Once Upon a Time in Hollywood»، وليس جزءًا ثانيًا للفِلم. وأوضح أن النص من كتابة كوينتن تارانتينو، لكنه لم يرغب في إخراجه في هذه المرحلة، فتولى المهمة بدلًا منه المخرج ديفيد فينشر.
عبد العزيز خالد



«Dream Is Collapsing» (02:23)


يروي فِلم «Inception» الصادر عام 2010 قصة «دومينيك كوب»، المتخصص في التسلل إلى أحلام الآخرين لاستخراج معلومات سرية. يُكلّف «دومينيك» بمهمة زرع فكرة في عقل رجل يُدعى «روبرت فيشر»، لإقناعه بتفكيك شركة والده بعد وفاته. فيجمع «دومينيك» فريقًا من المختصين لتنفيذ المهمة، التي يتطلب نجاحها الدخول في عدة طبقات من الأحلام داخل عقل «فيشر». وفي أثناء تنفيذ الخطة، تظهر اضطرابات ناتجة عن ذكريات «كوب» الخاصة، وتحديدًا المتعلقة بزوجته الراحلة، ما يهدد المهمة ويعقّد تسلسل الأحلام.
لا يدور الفِلم فقط حول الخيالات والأحلام، بل يناقش مفهوم الواقع، والندم، والعلاقة المعقّدة بين الوعي واللاوعي. ويتحرّك سرده ضمن طبقات متعددة من الحُلم، حيث يختلّ الزمن، وتفقد الشخصيات إحساسها بما هو حقيقي. في هذا السياق، تلعب الموسيقا التصويرية دورًا رئيسًا في خلق الإحساس بالتوتر وتغيّر الزمن، وتُساهم بقوة في خلق هوية سمعية مميزة للفِلم.
بناء الأصوات جزء من فكرة الحُلم
ألّف الموسيقا التصويرية هانز زيمر، الذي بدأ العمل على المشروع قبل بدء التصوير، مستندًا فقط إلى السيناريو. تعاون زيمر تعاونًا وثيقًا مع نولان لتصميم طبقات صوتية تُحاكي بنية الحُلم في الفِلم. واستوحى جزءًا من البنية الإيقاعية من أغنية «Non, je ne regrette rien» لإديث بياف، التي تُستخدم داخل الفِلم منبّهًا زمنيًّا لانتقال الحالمين بين الطبقات.
أبطأ زيمر الأغنية وقطعها وحوّلها إلى أصوات إلكترونية ونحاسية ثقيلة لتُستخدم في مشاهد التحوّل الزمني، أبرزها صوت الـ«!BWONG»، الذي أصبح لاحقًا مؤثّرًا شائعًا في العديد من الإعلانات والأفلام الدعائية. استخدم زيمر أيضًا مزيجًا من البيانو والوتريات المنخفضة والنفخ النحاسي، بالإضافة إلى القيتار الكهربائي، الذي عزفه جوني مار من فرقة «The Smiths». وسُجِّلت المقطوعات في استوديوهات «Air Lyndhurst» في لندن، باستخدام أوركسترا كاملة.
أبرز مقطوعات الفِلم
مقطوعة «Time»
تظهر في نهاية الفِلم، وتُعد من أكثر مقطوعات زيمر شهرة. تبدأ بنغمات بيانو بسيطة تتكرر بإيقاع بطيء، وتُضاف إليها الوتريات تدريجيًّا حتى تصل إلى ذروة درامية. تُستخدم للتعبير عن مرور الزمن، والفقد، والانفصال عن الواقع.
مقطوعة «Dream Is Collapsing»
خُصصت هذه المقطوعة لمشاهد الانهيار داخل الحُلم. وتعتمد على وتريات مشدودة وإيقاع متصاعد، مع طبقات نحاسية تُعزّز الشعور بالخطر والتفكك، للإشارة إلى أن النظام داخل الحلم بدأ يتهاوى.
مقطوعة «Mombasa»
تُرافق هذه المقطوعة مشهد المطاردة في مدينة ممباسا. بإيقاع سريع، وقيتار كهربائي نابض، مع تأثيرات إلكترونية تُضيف توترًا حادًّا. تعكس المقطوعة القلق والحركة المستمرة في عالم غير مستقر.
عبد العزيز خالد

.gif)
اليوم نقول «أكشن» في هذا المشهد من فِلم «The Dark Knight» الصادر عام 2008.
تدور قصة الفِلم حول تصاعد الصراع في مدينة «قوثام» بين «باتمان» وخصمه الفوضوي «الجوكر». يحاول «باتمان» بمساعدة المفوض «جيمس جوردون» والمدعي العام «هارفي دينت» تفكيك الجريمة المنظمة وإعادة الثقة بالقانون، لكن «الجوكر» يظهر ليقلب موازين العدالة، متحديًا النظام ومُجبِرًا الجميع على اختبارات أخلاقية قاسية، تغيّر ملامح المدينة وتُربك موقع البطل نفسه.
يأتي هذا المشهد بعد أن سلّم «الجوكر» نفسه للشرطة، لكنه لا يدخل السجن مهزومًا، بل يكون اعتقاله جزءًا من خطته. داخل الزنزانة، يظهر «الجوكر» جالسًا مع أحد عناصر الشرطة، ويبدأ استفزازه للشرطي بكلام مبطّن يدفعه في النهاية إلى فقدان أعصابه، فينقضّ الشرطي عليه. وبطريقة ما، يأخذ «الجوكر» الشرطي رهينة.
بالتزامن مع ذلك، يتبيّن أن أحد أتباع «الجوكر» المعتقلين يحمل في داخله هاتفًا مزروعًا؛ يتّضح لاحقًا أنه قنبلة. يطلب «الجوكر» هاتفًا من الشرطة مقابل تسليم الرهينة، ليتمكّن «الجوكر» من تفجير القنبلة عن بُعد مسببًا فوضى في مركز الشرطة، فيتضرر جميع من في المبنى، عدا «الجوكر»، الذي يستغل اللحظة للفرار.
الحدث متقن من حيث الإيقاع والتمثيل والصعيد البصري، ويجسّد في مشاهده فلسفة «الجوكر» في قلب النظام على نفسه، لكنه يترك خلفه عدّة تساؤلات:
من غير المفهوم أن يُوضع شرطي بمفرده داخل زنزانة مع أخطر سجين في المدينة، أو أن تمر قنبلة مزروعة في جسد سجين من دون أن ترصدها أي وسيلة أمنية. كأن النظام الأمني بكامله كان مهيّأ بطريقة تسهّل نجاح الجوكر. وهذا ما أضعف البناء الواقعي للفِلم، مع أن التأثير الدرامي للمشهد كان قويًّا.
أُفسِّر هذه الثغرات بأنها تضحيات درامية لصالح تعزيز تأثير الفوضى التي يمثلّها «الجوكر»، وهذا الحدث واحد من عدّة أحداث في الفِلم تركتني مع شعور بأن نولان قدّم الإثارة على حساب التماسك.
عبد العزيز خالد

فقرة حصريّة
اشترك الآن


تُعرف أفلام كريستوفر نولان بوجود الزمن محورًا أساسيًّا فيها، ويعبّر نولان نفسه عن وجود علاقة غريبة بالزمن في كل أعماله. فهو لا يهتم فقط بالزمن بوصفه ترتيبًا للأحداث، بل بكيفية إدراكنا له. ويشرح هذا الهوس بقوله: «لأني عشت في الزمن طوال حياتي.» بالنسبة لنولان، الزمن جزء من تجربتنا اليومية، والسينما في رأيه أداة لنقل هذا الإحساس، وجعلنا نعيش اللحظة كما يشعر بها أبطال القصة.
وفي هذا السياق نستهلّ فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن المُخرج كريستوفر نولان:
نشأ نولان متنقّلًا بين لندن وشيكاقو، وتكوّن وعيه بين ثقافتين؛ جعلته كمن يعيش بين زمنين. وهي فكرة تحوّلت إلى جوهر معظم أعماله، إذ يُرجع البعض هوسه بالزمن إلى هذا الشعور المبكر بعدم الاستقرار والانتماء المزدوج.
لم يدرس نولان السينما أكاديميًّا، بل التحق بجامعة لندن لدراسة الأدب الإنقليزي، وكان يقضي وقته في الجامعة في نادي السينما؛ يصوّر أفلامًا قصيرة بكاميرات (16mm)، ويطوّر مهاراته في الإخراج والكتابة. وقد بدأت أولى خطواته الاحترافية من هذا النادي بفِلم «Following» الصادر عام 1998، الذي صوّره خلال عطلات نهاية الأسبوع بميزانية لم تتجاوز ستة آلاف باوند، بمساعدة أصدقائه وعائلته. وقد عُرض الفِلم في مهرجانات سينمائية دولية، ما لفت حينها الأنظار إلى موهبته.
بدأت ثقة المنتجين بنولان تتزايد مع ظهور موهبته الفريدة في أفلامه الأولى: «Following» و«Memento»، التي أظهرت قدرته على سرد قصص معقدة بطريقة مبتكرة. وفتح هذا النجاح المبكر الأبواب له للعمل مع استوديوهات أكبر منذ بدايته؛ بفضل تمكّنه من الجمع بين الرؤية الفنية المتفردة والقدرة على جذب جماهير واسعة.
كما أن تحكمه الكامل في تفاصيل العمل والتزامه بالواقعية الفنّية، بالإضافة إلى تعاونه المستمر مع فريق موثوق وثابت من الكتّاب والممثلين والموسيقيين، قد ساهم في تعزيز مكانته بوصفه مخرجًا يوازن بين الإبداع الفني والنجاح التجاري.
يلتزم نولان بنظام صارم في مواقع التصوير؛ إذ يمنع استخدام الهواتف المحمولة، ويُفضّل تصوير المشاهد بترتيبها الزمني قدر الإمكان؛ حتى تتطوّر الشخصيات طبيعيًّا أثناء التصوير. ويُشاع أنه لا يجلس على كرسي المخرج، التزامًا بالجدية والانضباط الذاتي.
يُعرف عن نولان عزوفه عن استخدام الوسائل الحديثة في العمل؛ لا بريد إلكتروني، ولا هاتف ذكي، وقد يكتب نصوصه يدويًّا أو إلكترونيًّا على أجهزة قديمة ويسلّمها مطبوعة للممثلين. ولا يستخدم الألوان في النصوص، ولا يفضّل التعامل مع النسخ الرقمية.
يصوّر نولان أفلامه على شريط فِلم خام باستخدام كاميرات (IMAX)، ويستخدم مباني وسيارات حقيقية في مشاهد الأكشن، ويرفض الاستعانة بالكمبيوتر، ويتجنّب الشاشات الخضراء والمؤثرات البصرية إلّا عند الضرورة. ففي فِلم «Tenet» مثلًا، قرر نولان شراء طائرة بوينق 747 وتحطيمها فعليًّا بدلًا من اللجوء إلى المؤثرات البصرية، وصوّر مشاهد الانفجارات في الفِلم أمام الكاميرا مباشرة من دون (CGI).
عبد العزيز خالد


مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.