«الكوميديا الرومانسية» أفلام ما تقدر تكرهها
زائد: علاقة شكسبير بكوميديا «المراهقين».


شخصيًّا، لا أتجنّب مشاهدة أي فِلم، مهما كان تصنيفه. وأومن أن كل فِلم يستحق أن يُشاهد، أو أن «يُعاش».
لكن أفلام «الكوميديا الرومانسية» (Romcoms) كانت استثناءً. ليس لأنها سيئة، بل لأني أراها مثل «شخص يسعى لإرضاء الجميع». لم أتقبل فكرة أنها صُنعت لأُحبّها، وأتعلّق بشخصياتها، وأضحك على مفارقاتها. وأكره حقيقة أن هذا ما يحدث فعلًا في أغلب الأحيان.
مع الوقت، أدركت أن هذا «الإلحاح» جزء مهم منها؛ فهي لا تدّعي العمق، ولا تكتشف شيئًا جديدًا، لكنّها تمنحك شعورًا بالراحة بعوالم بسيطة وحبكات يمكنك التنبؤ بنهاياتها.
عبد العزيز خالد

يُعرض اليوم الخميس في صالات السينما السعودية فِلم «Karate Kid: Legends»، من بطولة جاكي شان وبين وانق. يحكي الفِلم قصة «لي فونق»، مراهق يتعلم الكونق فو والكاراتيه من «السيد هان» (جاكي شان)، لمواجهة تحديات بطولة كبرى للفنون القتالية.
حصد جَعفر بناهي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والسبعين، عن فِلمه «It Was Just An Accident».
أعلنت شركتا مارفل ووارنر براذرز عن تحديد موعد إصدار مشترك لفلمي «Avengers: Doomsday» و«Dune: Messiah» في 18 ديسمبر، 2026.
أُصدر الإعلان التشويقي الأول لفِلم «Zootopia 2»، تمهيدًا لطرحه في صالات السينما في 26 نوفمبر.
أُعلن عن طرح فِلم «Sinners» رقميًّا يوم 3 يونيو.
عبد العزيز خالد



.«Dancing Queen» (04:04)


ينقلنا فِلم الكوميديا الرومانسية «!Mamma Mia» الصادر عام 2008، إلى جزيرة يونانية مشمسة، حيث تتقاطع مسارات الحب واكتشاف الذات في أجواء تحتفي بالحياة والمشاعر.
تدور قصة الفِلم حول «صوفي»، شابة تستعد للزواج، تعيش مع والدتها «دونا» التي ربّتها بمفردها. قبل الزفاف، تعثر «صوفي» على مذكّرات والدتها وتكتشف أن هناك ثلاثة رجال محتملين قد يكون أحدهم والدها، فترسل إليهم دعوات دون علم والدتها، آملة أن تتعرّف على والدها الحقيقي ليُرافقها في مراسم الزواج.
اعتمد الفِلم في إيصال هذه المشاعر على موسيقا تستند إلى أغاني فرقة «ABBA» السويدية، التي نجحت في عكس حالات الشخصيات الداخلية.
إعادة بناء الموسيقا سينمائيًّا
أشرف على الموسيقا عضو الفرقة بيني أندرسون، بمشاركة المنتج التنفيذي بيورن أولفايوس. وعملا معًا على إعادة تقديم أغاني «ABBA» بما يتناسب مع السياق الدرامي، مع لمسات محلية من الفن اليوناني، في محاولة لجعل الموسيقا جزءًا من نسيج البيئة التي تدور فيها الأحداث.
لم يكن التوزيع الموسيقي نقلًا مباشرًا لأغاني «ABBA»، بل خضع لمعالجة توازن بين الحفاظ على طابعها الأصلي وتكييفها مع الإطار السينمائي. جَرت إعادة توزيع الآلات الموسيقية بما يخدم مشاهد الفِلم المتنوعة، مثل الاستعراضات الجماعية أو اللحظات الحميمية. فبرز استخدام الكورال في المشاهد الراقصة، في حين استُخدمت الآلات الوترية والبيانو في المقاطع العاطفية.
لجأت هندسة الصوت إلى تقنيات مزجٍ متعددة الطبقات؛ لضمان توازن صوتي بين الأداء البشري والآلات التقليدية، ما أتاح انتقالًا سلسًا بين الأداء المباشر والتسجيل، دون أن تفقد المشاهد طبيعتها.
نجاح تجاوز السينما
نجحت الموسيقا في تجاوز إطار الفِلم؛ إذ صدر ألبوم موسيقي للفِلم يضم ثماني عشرة أغنية. وحاز الألبوم على ترشيح لجائزة «قرامي» عن فئة أفضل ألبوم موسيقا تصويرية. وأعاد تقديم أغاني «ABBA» من السبعينيّات والثمانينيّات لجمهور جديد.
أبرز الأغاني في الفِلم
أغنية «Dancing Queen»:
تؤديها «دونا» (ميريل ستريب) برفقة صديقتيها «روزي» و«تانيا»، وتُعدّ من أكثر مشاهد الفِلم حيوية. تعكس الأغنية روح الانطلاق والشعور بالتحرر، وتُوظّف إيقاعات راقصة تخلق لحظة تواصل بين الشخصيات والمشاهد.
أغنية «Mamma Mia»:
تعبّر الأغنية عن حيرة «دونا» في مواجهة ماضيها العاطفي، بعدما تكتشف وصول الرجال الثلاثة الذين قد يكون أحدهم والد ابنتها. ويُبرز المشهد قوة الأغنية في كونها وسيلة سردية؛ إذ تُكشف من خلالها صراعات «دونا» وتوتّرها دون حوار مباشر.
أغنية «The Winner Takes It All»:
أغنية درامية تؤديها ستريب أيضًا في أحد أكثر مشاهد الفِلم تأثيرًا. تعبّر الأغنية عن مرارة الخسارة وتقبّل الفقد، وتُبرِز الأداء الصوتي والتمثيلي لستريب، في مشهد لخّص التجربة العاطفية لشخصيتها «دونا».
عبد العزيز خالد

.gif)
اليوم نقول «أكشن» مع هذا المشهد الأيقوني من فِلم «Notting Hill» الصادر عام 1999، من إخراج روجر ميشيل، وبطولة جوليا روبرتس وهيو قرانت.
يروي الفِلم قصة حب تنشأ بين «آنا سكوت»، الممثلة العالمية التي تعيش تحت أضواء الشهرة وضغوطها، و«ويليام ثاكر»، الرجل البسيط الذي يدير مكتبة صغيرة في حي نوتينق هيل. تبدأ علاقتهما بلقاء عفوي في متجر الكتب، يتبعه حادث طريف حين يسكب «ويليام» عصيرًا على «آنا»، ما يقود إلى سلسلة من اللقاءات تكشف عن التحديات التي يواجهانها بسبب الفجوة الكبيرة بين عالميهما.
في هذا المشهد، تعود «آنا» إلى متجر الكتب بعد انقطاعها الطويل عن «ويليام»؛ بسبب تسريب صور شخصية تجمعهما إلى الصُحف. لكنها تعود هذه المرة بإرادتها، حاملةً اعتذارًا صادقًا واعترافًا بالخطأ، مصحوبًا برغبة حقيقية في استعادة العلاقة.
يرفض «ويليام» طلبها رغم مشاعره الواضحة، ويرد بتحفّظ، مؤكدًا أن هنالك مشكلة تكمن في واقع حياتيهما المتناقضتين؛ إذ بينما تعيش «آنا» في بيفرلي هيلز ويعرفها العالم أجمع، يظل هو مجرد رجل من نوتينق هيل، بالكاد تتذكره والدته.
يحاول «ويليام» بحديثه أن يثبت أن التفاوت الكبير بين عالميهما جعل العلاقة صعبة في السابق، وسيجعلها مستحيلة الآن. ثم تقول «آنا» في نهاية الحوار: «أنا أيضًا مجرد فتاة، تقف أمام فتى، تطلب منه أن يحبها.»
لا تحاول «آنا» التوسّل أو الدفاع، بل تضع قلبها أمامه دون شروط أو تكلّف. لكن يظل «ويليام» صامتًا، ومشلول القرار، فيما تكتفي «آنا» بابتسامة خافتة تخفي خيبتها، ثم تغادر المتجر بهدوء.
تنبع قوة هذا المشهد من بساطته وصدقه؛ ففيه تتجرد «آنا» من كل مظاهر الشهرة وتخاطب «ويليام» من موقع ضعف. وبينما يمثّل «ويليام» الإنسان العادي المرتبك من فكرة التورط في علاقة مع نجمة عالمية، تحاول «آنا» كسر تلك الفجوة بإظهار أن ما تريده لا علاقة له بالمكانة أو الشهرة، بل بالشعور الصادق.
نقلت جوليا روبرتس مشاعر «آنا» المعقّدة ببراعة طوال الفِلم، وخاصة في هذا المشهد. مع أنها صَرّحت بعدم ارتياحها في أثناء أدائها؛ لأنها كانت تؤدي دور ممثلة مشهورة، وهو ما جعلها تشعر وكأنها «تلعب دور نفسها». ولم تكن الجملة الأيقونية «أنا أيضًا مجرد فتاة...» محببة لدى جوليا، ووصفتها لاحقًا بأنها بدت «ساذجة».
حقق الفِلم نجاحًا نقديًّا وجماهيريًّا، ورُشّح لعدة جوائز، من بينها ثلاثة ترشيحات لـ«قولدن قلوب»: عن أفضل فِلم موسيقي أو كوميدي، وعن أفضل ممثل لهيو قرانت، وعن أفضل ممثلة لجوليا روبرتس.
عبد العزيز خالد

فقرة حصريّة
اشترك الآن


قبل أن تُصبح «بريدجيت جونز» أحد أشهر الشخصيات في «الكوميديا الرومانسية» (Romcoms) كانت مجرّد عمود ساخر تكتبه الصحفية هيلين فيلدينق في صحيفة «The Independent» في منتصف التسعينيّات. كتبت فيلدينق هذه الأعمدة بأسلوب يوميات خياليّة لامرأة ثلاثينية تُدعى «بريدجيت»، تتناول فيها تحديات الحياة اليومية -مثل عدد السجائر المدخنة والسعرات الحرارية المستهلكة- بأسلوب ساخر.
لم تتوقع فيلدينق أن تحظى هذه الأعمدة بشعبية كبيرة، لكنها سرعان ما لاقت رواجًا واسعًا بين القرّاء، فجمعت فيلدينق نصوصها في رواية نُشرت عام 1996، عن «بريدجيت جونز». وعندما علمت شركة الإنتاج «Working Title Films» بتحويل الأعمدة إلى كتاب، سارعت إلى شراء حقوق الرواية، مؤمنةً بأن شخصية «بريدجيت» وقصتها تستحق أن تُعرض على الشاشة الكبيرة.
وبهذه المعلومة نستهلّ فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن فِلم «Bridget Jones’s Diary» الصادر عام 2001:
وفقًا للمخرجة شارون ماقواير، بدأ مشروع «Bridget Jones’s Diary» فِلمًا مستقلًّا، لكنه تحول إلى مشروع تجاري كبير بعد انضمام هيو قرانت وكولين فيرث إلى فريق العمل.
تحضيرًا للدور، زادت رينيه زيلويقر وزنها قرابة أحد عشر كيلوقرامًا، وعملت في دار نشر بريطانية لمدة شهر تحت اسم مستعار ولهجة مصطنعة. ومن أجل أن تبدو لهجتها الإنقليزية طبيعية، واصلت رينيه التحدّث بها في موقع التصوير حتى خلف الكواليس.
تسبّب اختيار الممثلة رينيه لدور «بريدجيت جونز» في جدل أوليّ كبير، حيث شعر العديد من محبي الكتاب بالغضب؛ لأن «بريدجيت» شخصية «بريطانية جدًا» على أن تلعب دورها ممثلة أمريكية.
كانت رينيه زيلويقر في الثانية والثلاثين من عمرها وقت تصوير الفِلم، تمامًا مثل شخصية «بريدجيت» في الرواية.
مُخرجة الفِلم شارون ماقواير هي الإلهام الحقيقي لشخصية «شازا» في الرواية. وهي صديقة مُقرّبة للكاتبة هيلين فيلدينق.
استوحى «Bridget Jones's Diary» الكثير من عالم «Pride and Prejudice» لجين أوستن، مثل إنعكاس «مارك دارسي» (كولين فيرث) لشخصية «السيد دارسي»، و «دانيال كليفر» (هيو قرانت) لشخصية «ويكهام»، ومسمى مكان عمل «بريدجيت» «Pemberley Press» الذي يشير إلى مزرعة بمبرلي.
عبد العزيز خالد


مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.