«مارفل» تُذهلك حتى لو ما كنت مقتنع بفنّها.

زائد: لقاء مع صنّاع فلم فخر السويدي.

مرّ فِلم «فخر السويدي» بمراحل مختلفة؛ إذ بدأ مسلسلًا، ثم تحوّل إلى فِلم لاحقًا.

استضفنا في هذا اللقاء منتج الفِلم ومخرجه أسامة صالح، وبطل الفِلم فهد المطيري. وتحدثنا عن بدايات الفكرة وتحديات الفِلم وكواليسه.

أتمنى أن يكون لقاءً ممتعًا.

نايف العصيمي


تصميم : أحمد عيد
تصميم : أحمد عيد

بدأ رئيس استديوهات «مارفل» كيفن فيق مسيرته في صناعة الأفلام مساعدًا للإنتاج، وسرعان ما لفت الأنظار بسبب شغفه بشخصيات «مارفل» وقصصها. وفتح له شغفه الباب للانضمام إلى استوديوهات «مارفل» في عام 2000؛ فعمل مشرفًا إبداعيًّا على أفلامها، ثم ترقى ليصبح رئيسًا للاستوديوهات في عام 2007.

بعد تعيينه رئيسًا، جاءته فكرة إعادة صياغة أفلام «مارفل»، مستلهمًا الطريقة التي كانت تُروى بها بعض القصص في مجلات «مارفل» المصوّرة؛ حيث كانت تتقاطع قصص الشخصيات وتتشابك في عالم واحد. ورأى فيق أن هذه الطريقة يمكن أن تتحوّل إلى السينما؛ فقرر إنشاء سلسلة أفلام مترابطة من «مارفل»، تشترك في العالم نفسه وشخصياته.

وفي عام 2008، أُطلق هذا المشروع عبر فِلم «Iron Man». وظهر «نِك فيوري» في نهاية الفِلم ليتحدث عن «مبادرة المنتقمين» (The Avengers Initiative) ويمهّد الطريق لربط أفلام «مارفل» المستقبلية في عالم واحد.

وبهذه القصة نستهلّ فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن عالم «مارفل» السينمائي:

  • واجه فيق في البداية تحديات مالية وإبداعية، خاصة في ظل بيع حقوق بعض الشخصيات لشركات أخرى. فكان الاعتماد في بداية السلسلة على ربط قصص شخصيات لا تزال تمتلكها «مارفل» مثل «ثور» و«كابتن أمريكا».

  • يعود سبب بيع «مارفل» حقوق شخصياتها مثل «سبايدرمان» و«إكس - مين» لشركات أخرى إلى أن الشركة كانت تواجه خطر الإفلاس في التسعينيات.

  • يُعدّ فِلم «Avengers: Endgame» الصادر عام 2019 الأنجح على الإطلاق في السلسلة؛ إذ تجاوزت إيراداته 2.7 مليار دولار عالميًا، متفوقًا على «Avatar» في قائمة أعلى الأفلام إيرادًا في التاريخ.

  • واجه فِلم «Eternals» الصادر عام 2021 انتقادات واسعة؛ حيث عدّه النقاد مبالغًا في الجدية، ومفتقدًا للهوية المميزة لعالم «مارفل». وحصل على أدنى تقييم في تاريخ السلسلة.

  • كان فِلم «Black Panther» الصادر عام 2018 أول فِلم بطل خارق من «مارفل» يترشح لجائزة الأوسكار عن أفضل فِلم.

  • عمل أكثر من ثلاثين مخرجًا على أفلام «مارفل»، ويُعدّ الأخوان روسو الأكثر مشاركة؛ بإخراجهما لأربعة من أنجح وأهم أفلام السلسلة.

  • بعد نجاح «Iron Man» في 2008، استحوذت ديزني على «مارفل» مقابل أربعة مليارات دولار، فوفرت دعمًا ماليًّا ضخمًا لتوسيع هذا العالم السينمائي. ومهّد هذا الاستحواذ لإطلاق منصة «Disney+» عام 2019، التي استضافت مسلسلات «مارفل» مثل «WandaVision».

  • استمر ظهور المشهد الأخير بعد شارة نهاية أفلام «مارفل» منذ تجربة «Iron Man»؛ بهدف التشويق للأفلام القادمة أو ربط القصص، واعتاد المشاهدون الجلوس في الصالات لمشاهدة هذه المشاهد. كان أبرزها ظهور شخصية «ثانوس» في فِلم «The Avengers» الصادر عام 2012.

  • غيّر عالم «مارفل» مفهوم «السلسلة السينمائية» من تتابع أفلام إلى بناء عالم متكامل تتقاطع فيه الشخصيات والأحداث، وألهم استوديوهات أخرى محاولةَ تقليده، مثل عالم «دي سي» و«كون الوحوش» التابع لـ«Universal».

  • أثار نجاح سلسلة «مارفل» جدلًا واسعًا حول قيمتها الفنية؛ إذ يرى بعض المخرجين أنها لا ترقى لأن تُعدّ أعمالًا سينمائية بحق. فقد وصفها مارتن سكورسيزي بأنها أقرب إلى «الملاهي» منها إلى السينما؛ كونها تفتقر إلى العمق الدرامي. بينما ذهب فرانسيس فورد كوبولا إلى أبعد من ذلك، واصفًا إياها بـ«المقيتة»، في انتقاد مباشر لهيمنة الاستوديوهات الكبرى على المشهد السينمائي.

  • تُعدّ سلسلة أفلام «مارفل» أنجح السلاسل في تاريخ السينما، بتحقيقها إيرادات تتجاوز الـ31 مليار دولار عالميًّا.


فِلم Captain America: Civil War
فِلم Captain America: Civil War

عند بلوغ عالم «مارفل» ذروته في «Avengers: Infinity War» الصادر عام 2018، اتخذت الموسيقا مسارًا مختلفًا، بعيدًا عن الحماسة والانتصار، وأكثر قربًا من مشاعر الفقد والخسارة. ولم تَعُد وسيلة لتمجيد الأبطال، بل أصبحت انعكاسًا لانكساراتهم وخوفهم من الهزيمة القادمة.

علاقة الفِلم بموسيقاه

صدر «Avengers: Infinity War» بوصفه أحد أكثر أجزاء عالم «مارفل» ترقّبًا، جامعًا عددًا كبيرًا من الشخصيات في مواجهة كبرى ضد «ثانوس» الذي لا يُهزم. وعلى عكس التقاليد المتوقعة في أفلام الأبطال الخارقين، ينتهي هذا الجزء بخسارة صريحة.

انعكس هذا الانقلاب في السرد على الموسيقا التي اختارت طريقة لا توحي بالأمل؛ فلم تكن هناك مقطوعات احتفالية أو تصاعد بطولي، بل ألحان خافتة ومتوترة.

الملحّن نفسه بأسلوب مغاير

عاد آلان سلفستري، الملحن لفِلم «The Avengers»، في هذا الجزء بأسلوب مختلف تمامًا؛ مركّزًا على البُعد النفسي أكثر من الحماسي. وأعاد كتابة ثيمة «Avengers» الشهيرة، لكنه استخدمها في لحظات نادرة، ومنحها طابعًا دراميًّا بدلًا من البطولي.

موسيقا الفِلم مبنية على جمل لحنية بطيئة وممتدة، وتعزفها آلات وتريّة منخفضة مثل التشيلو، ومدعومة بنفخ نحاسي ثقيل يخلق شعورًا دائمًا بالثقل والتهديد. 

لا تسعى الموسيقا إلى تضخيم الحدث، بل إلى تشريحه نفسيًّا. اعتمد سلفستري أيضًا على الصمت والفواصل الطويلة، قبل أن يعود بالتوتر فجأة في لحظة ذروة.

سُجّلت الموسيقا التصويرية للفِلم في استوديوهات «آبي رود» الشهيرة بلندن، وبمشاركة أوركسترا مكوّنة من نحو خمسة وتسعين عازفًا.

أبرز المقطوعات

تُقدّم هذه المقطوعة التهديد منذ البداية، بضربات وترية متصاعدة ونفخ نحاسي كثيف يعطيان إيحاءً بالخطر الفوري، ويؤسسان لثقل موسيقي يرافق كامل العمل.

تأتي هذه المقطوعة في لحظة المواجهة بين «ثانوس» و«قامورا»، وتتميّز بلحن حزين وبناء بطيء. تُستخدم فيها أوتار عالية وبيانو خافت. وتعكس المقطوعة صراع «ثانوس» بين العاطفة والقرار القاسي.

تُعزف هذه المقطوعة في اللحظات الأخيرة من الفِلم، بعد الخسارة الكبرى. لحنها هادئ وبسيط، ويعتمد على البيانو والكمان، ويخلق إحساسًا بالفراغ والذهول. تعكس المقطوعة صدمة العالم بعد أن توقف كل شيء فجأة.


 فِلم (2021) «Spider-Man: No Way Home»
فِلم (2021) «Spider-Man: No Way Home»

اليوم نقول «أكشن» في هذا المشهد من فِلم «Spider-Man: No Way Home» الصادر عام 2021.

تبدأ قصة الفِلم مباشرة بعد أحداث جزء «Far From Home»، حين تُكشف هوية «بيتر باركر» ويدخل في دوامة من الفوضى الإعلامية والقانونية.

في محاولة لإصلاح الوضع، يطلب «بيتر» من «دكتور سترينج» تعويذة تُنسي العالم هويته، لكن تفشل التعويذة جزئيًّا وتتسبّب في فتح بوابة متعددة الأكوان، وتجلب البوابة أعداء «سبايدرمان» من أفلام سابقة مثل «دوك أوك» و«إلكترو» و«قرين قوبلن».

في هذا المشهد، يظهر «قرين قوبلن» في هيئة «نورمان أوزبورن» وعدد من الأبطال في شقة، في أثناء محاولة «بيتر» إعادة الأعداء إلى عوالمهم. تبدو الأجواء مستقرة، والنية نقيّة، لكن يشعر «بيتر» فجأة بشيء غريب، فيتبع حدسه عبر الغرفة بين الشخصيات، إلى أن يصل المشهد إلى «أوزبورن»، لكنّه ليس «أوزبورن»، لقد عاد «القوبلن».

ينفجر الصراع مباشرة، ويتحوّل المشهد إلى فوضى عنيفة بمعركة جسدية بين «بيتر» و«قوبلن»، تتنقل من غرفة إلى أخرى، ومن طابق إلى آخر، حيث يُسحق بيتر ويُضرب بقوة.

في سياق عالم «مارفل»، لا يمر هذا المشهد مرور الكرام؛ فهو اللحظة التي ينكسر فيها «بيتر»، ويتحول من فتى يتعلّم من أخطائه، إلى رجل يحمل على عاتقه وزن الموت والندم والغضب. حين يدرك أن القوة لا تُقاس دومًا بالمواجهة، بل أحيانًا بالقدرة على التراجع حين يكون الغضب هو الدافع.

يرتبط المشهد بثلاثية سام رايمي من خلال عودة «قرين قوبلن» من «Spider-Man» الصادر عام 2002، مع تصميم قتالي مقصود يعكس الوحشية والدراما المميزة لأفلام رايمي.

فسابقًا، لم يكن بالإمكان ربط الثلاثية بعالم «مارفل» السينمائي (MCU) بسبب حقوق الملكية؛ حيث كانت سوني تملك «سبايدرمان»، وتدير ديزني استديوهات «مارفل»، ما منع دمج الشخصيات بسبب الاتفاقيات القانونية. ‏أصبح التعاون ممكنًا بعد صفقة بين سوني و«مارفل» لظهور بعض الشخصيات في أفلام عالم «مارفل».

كان ظهور الشخصيات في «No Way Home» بطريقة تدعم فكرة الأكوان المتعددة؛ إذ يتمحور جوهر الفِلم حول اجتماع ثلاث نسخ من «سبايدرمان»، وتمثّل كل واحدة منها مرحلة مختلفة من نضجه، ويجسّد هذا المشهد لحظة ولادة جديدة للبطل.


فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن

  • يُعرض اليوم الخميس في صالات السينما السعودية فِلم «فخر السويدي»، من إخراج أسامة صالح وهشام فتحي وعبدالله بامجبور، ومن بطولة فهد المطيري وفيصل الأحمري ويزيد الموسى وسعيد القحطاني. في ثانوية السويدي الأهلية، يتخذ قائد المدرسة «شاهين دبكة» قرارًا جريئًا ومتهورًا بإنشاء الفصل الشرعي الحديث؛ بهدف جعله مشروعًا شخصيًّا مستقلًا، بعيدًا عن النهج التقليدي الذي كانت تسير عليه المدرسة سابقًا.

  • كما يُعرض في اليوم نفسه فِلم «The Legend of Ochi»، من إخراج أيزايا ساكسون، وبطولة هيلينا زينقل وويليم دافو. في قرية معزولة بجزيرة كارباثيا، تنطلق الفتاة «يوري» في رحلة بعد اكتشافها كائنًا صغيرًا يُدعى «أوتشي»، تسعى لإعادته إلى موطنه.

  • أصدرت «Netflix» العرض الدعائي الأول للموسم الأخير من مسلسل «Squid Game»، ومن المقرر عرضه على المنصة يوم 27 يونيو.

  • جُدّد مسلسل «The Studio» لموسم ثاني على «Apple TV+».

  • أُصدر إعلان تشويقي أوليّ للجزء الأخير من سلسلة أفلام «The Conjuring»، بعنوان «THE CONJURING: LAST RITES». ومن المقرر عرض الفِلم في صالات السينما في 5 سبتمبر.

النشرةالسينمائيةأفلامفلم إسعافسينما
النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
أسبوعية، الخميس منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+40 متابع في آخر 7 أيام