أسعار الطيران

عالم الطيران من أكثر الأشياء اللي لمّا تعرف كواليسها تتفاجأ.


عالم الطيران من أكثر الأشياء اللي لمّا تعرف كواليسها تتفاجأ، من بداية تصنيعها إلى تشغيلها.

وأكيد جاتك تساؤلات كثيرة، بعيدًا عن مشاهدة وثائقيات الكوارث الجوية، مثل: كيف تُشغّل الطيارات؟ وليه بعض الممارسات في شركات الطيران تعتبرها الناس مُجحفة، خصوصًا في الأسعار؟ يعني ممكن تركب طيارة، وأنت واللي جنبك، كل واحد دافع مبلغ مختلف تمامًا! طيب ليش؟ وش السبب الحقيقي وراء هذا الفرق

حلقة اليوم، تجاوب عن هذه الأسئلة، وتغوص معك في كواليس عالم الطيران؛ من التشغيل إلى فهم اقتصاديات الطيران، وحتى القرارات اللي تصير وراء الكواليس.

وكالعادة، مع الثنائي الرهيب محمد آل جابر وهادي فقيهي، اللي دائمًا يبهروك، حتى لو كنت طيار..👨‍✈️


عالم الطيران يتغيّر جذريًّا


ارتفع عدد الركاب من 1.8 مليار في عام 2020 إلى 4.96 مليار في عام 2024. ما يعني أن الطيران لم يَعُد إلى موقعه السابق، بل تجاوز المرحلة التي كان فيها؛ إذ إن الزيادة بمقدار 400 مليون راكب عن عام 2019، لم تكن رقمًا سطحيًّا. 

ويُعزى هذا النمو إلى المسافرين غير التقليديين. كما يعدّ نتيجة لتوسع شريحة المستخدمين وتغيّر سلوك المستهلك اليوم.

الزبدة 🧈

مع أن الإيرادات في 2024 وصلت إلى 996 مليار دولار، ظلّ صافي الربح 30.5 مليار فقط؛ ما يعني هامش ربح بنحو 3.1% وهو رقم قليل مقارنة بحجم السوق، ويكشف لنا أن الطيران يعمل تحت ضغط عالٍ: أسعار تشغيل وصيانة، ومنافسة، وتوقعات جمهور متطلِّب.

ومع ذلك، لم ينهَر القطاع، بل استطاع إعادة ترتيب وضعه وخلْق نموذج ذكي ومرن بعد الجائحة.


فاصل ⏸️

«برق» محفظة تقنيّة ماليّة💸

الخدمات، البطاقات، والمنتجات ما عليها أي رسوم.

والكاش باك، على الحوالات الدولية وتحويل رواتب العمالة، وبطاقة فيزا ومدى!

محفظة .. تعطيك ما تأخذ منك!


في عام 1952، وفي لحظة قد لا يُدرك ثقلها كثير من أبناء الجيل الجديد، سُجّلت إحدى أهم المحطات في تاريخ الطيران المدني السعودي، حين هبطت أول طائرة مدنية في مطار رفحاء؛ طائرة أمريكية من طراز «داكوتا دي سي».

المذهل في القصة لا يقتصر على خط الرحلة، بل الطراز ذاته له دلالة؛ فطائرة الداكوتا ليست غريبة عن ذاكرة السعودية؛ إذ كانت أول طائرة دخلت أجواء الجزيرة العربية بشكل رسمي. وهي هدية من نوعٍ خاص، أهداها الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت للملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعد لقائهما الشهير في قناة السويس عام 1945. 

لم تكن تلك اللحظة دبلوماسية فقط، بل اقتصادية وتقنية بامتياز، امتدّ تأثيرها ليشكّل نواة الناقل الوطني: الخطوط الجوية السعودية.

أُعجب الملك المؤسس بتلك الطائرة إلى الحد الذي دفعه لشراء سبع طائرات إضافية من النوع نفسه، ومنها انطلق أول سرب سعودي للطيران، يربط بين أطراف السعودية من أقصاها إلى أقصاها.


كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭

مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨

موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!

هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗

التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


أسعار الطيران / تصميم: أحمد عيد
أسعار الطيران / تصميم: أحمد عيد

كيف وصلنا إلى مرحلة أن تكره الدولُ السيّاح؟ 🚫✈️

في زمن صارت فيه التذكرة أرخص من وجبة في مطعم راقٍ، انتقلت المدن السياحية من استقبال الزوّار إلى مقاومتهم.

فما بين شعارات مثل: «السياح، ارحلوا» وفرض ضرائب دخول جديدة، يظهر سؤال بسيط: هل تُفسد كثرة الزوّار المدينة؟ وهل يمكن أن يصبح المسافر عبئًا بدل أن يكون ضيفًا؟

كسر التوازن

شهدت السنوات الأخيرة انفجارًا في أعداد السياح، خاصة في المدن الأوربية المعروفة بجمالها التاريخي وسحرها الثقافي. 

والسبب الرئيس؟ الطيران الاقتصادي؛ فالرحلات الرخيصة صارت تتيح لأي شخص حجز تذكرة والطيران إلى وجهة سياحية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكأن السفر صار نشاطًا عابرًا، مثل الذهاب إلى مول أو مطعم جديد. 

والنتيجة؟ مدن مثل برشلونة وفلورنسا وميكونوس؛ كانت تعيش على إيقاع محلي هادئ، ثم أصبحت فجأة تعاني من تدفق بشري غير مسبوق.

في برشلونة، بدأ السكان الأصليون يتوجهون إلى أطراف المدينة بحثًا عن هدوء اختفى. وتشير البيانات أن برشلونة تستقبل يوميًّا نحو 170 ألف زائر، وهو رقم يفوق عدد سكان أحياء كاملة. 

اختنق النقل العام، وتراجعت خدمات المدارس، وبدأت الهوية المعمارية تفقد رونقها.

تغير سلوك المستهلك


غيّر الطيران الرخيص مفهوم السفر، وأصبح السائح يتنقل بين المدن وكأنما يتنقل بين أقسام متجر. وتحوّلت الرحلات القصيرة، أو ما يُعرف بـ(City Breaks) من تجربة ثقافية إلى استهلاك سريع للمكان.

في مدينة البندقية بإيطاليا -التي تستقبل أكثر من 30 مليون زائر سنويًّا- بدأ السكان يشعرون بأنهم ممثلون في مشهد لا ينتهي؛ فزحمة القنوات وتلوّث المياه من السفن السياحية والضغط على البنية التحتية، جعلت المدينة أشبه بمتحف مزدحم أكثر من كونها مكانًا للعيش.

أمّا جزر البليار، فاستقبلت 14.4 مليون زائر في عام 2023 فقط، وهذا يعادل نحو 13 ضعف عدد سكانها الأصليين. وقد سبّب هذا التدفق أزمة سكن حقيقية؛ إذ تشير التقديرات أن أكثر من نصف الوحدات المؤجَّرة في بعض مناطقها أصبحت مخصصة للسياح.

رد المدن

جاءت الردود متفاوتة، لكنها تسير في اتجاه واحد: خلاص!

قررت برشلونة توقيف منح التراخيص لتأجير الشقق السياحية، وأغلقت بناء الفنادق الجديدة في مناطقها التاريخية. 

وفرضت البندقية رسوم دخول على الزوّار اليوميين، تبدأ من 5 يورو وتصل إلى 10 يورو في ذروة الموسم؛ بهدف تقليص الأعداد في أوقات الذروة.

السياحة بين الاقتصاد والهوية

من جهة، تُعدّ السياحة موردًا اقتصاديًّا مهمًا؛ إذ تجني المدن منها الضرائب، وتنمو المحلات، وتتوسع الوظائف. فالسياحة تُمثّل في جزر البليار وحدها نحو 45% من الناتج المحلي.

لكن في الجهة المقابلة، تأتي هذه العوائد على حساب أمور كثيرة، مثل فقدان السيطرة على سوق العقارات وتآكل الخدمات.

الزبدة 🧈

شكّل الطيران الاقتصادي أو الرخيص تكلفة إضافية على كثير من المدن المكتظّة بالسياح. وفي كثير من الحالات، بدأت المدينة تتشكّل لتناسب الزائر لا المقيم؛ شوارع تُرمّم من أجل الصورة، لا من أجل العابرين اليوميين، وفعاليات تُقام للتصوير، لا للمشاركة المجتمعية.

ببطء، صار المقيم غريبًا في مدينته، ومضطرًا للتكيّف مع إيقاع لا يشبهه. ومن هنا ظهر مصطلح «السياحة المفرطة» (Overtourism) ليعبّر عن هذه الظاهرة.


العلاقات بين شركات الطيران في السعودية ✈️🇸🇦

عند الحديث عن الطيران في السعودية، يتبادر إلى الأذهان سريعًا اسم «الخطوط السعودية» بوصفها الناقل الوطني وإحدى أقدم شركات الطيران في المنطقة.

ومع نمو السوق خلال العقد الأخير، ظهرت أسماء جديدة مثل طيران أديل وطيران ناس والرياض للطيران. لكن خلف هذه الأسماء، هناك حقائق لا يعرفها كثير من الناس، تكشف عن علاقات وتفاصيل أبعد مما يبدو على السطح.

لنأخذ مثالًا: طيران أديل. يظن البعض أنها شركة منفصلة تقدم رحلات بأسعار منخفضة للتنافس في السوق، لكن الواقع أنها مملوكة بالكامل للخطوط السعودية، وتُعدّ الذراع الاقتصادي لها.  

بمعنى آخر، حينما تسافر عبر طيران أديل، فأنت لا تزال ضمن منظومة الخطوط السعودية، لكن بخدمات وتكلفة أقل وفق نموذج تشغيل اقتصادي. وهذه المعلومة قد تكون جديدة لكثير من الركاب في السعودية.

أمّا طيران ناس -التي انطلقت في عام 2007 بوصفها أول طيران اقتصادي في السعودية- فقد تبدو للوهلة الأولى شركة خاصة بالكامل، إلا أن ملكية الشركة تضم طرفًا استثماريًّا مؤثّرًا، وهو الأمير الوليد بن طلال، من خلال شركة المملكة القابضة التي تمتلك 37.1% من أسهمها.

ومن المستجدات التي لم تُسلّط عليها الأضواء كثيرًا، إعلان طيران ناس عن طرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام في السوق السعودية الرئيسة. يشمل الاكتتاب 51.3 مليون سهم، ويبدأ في 28 مايو 2025، وينتهي في 1 يونيو، على أن يُخصص في 3 يونيو، ويُرد الفائض في 5 يونيو. 

تشير هذه الخطوة إلى أن الشركة تتجه نحو مرحلة جديدة؛ تتحوّل فيها من شركة طيران اقتصادي إلى كيان استثماري مفتوح له طموحات إقليمية وعالمية.


الحمد لله، بدأ أهل يوتيوب يعرفون عن جادي... خلاص حبّينا الصوت والصورة في آل جادي رسميًّا. 😎

بودكاست جادي
بودكاست جادي
أسبوعية، الأربعاء منثمانيةثمانية

كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.

+20 متابع في آخر 7 أيام