هل ستنجو من الذكاء الاصطناعي
هل الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف؟ ما معنى هذا لمستقبلك؟



أكيد إن آخر ثلاث سنوات من حياتك تغيّرت علاقتك مع التقنية وإلى الأبد، وعنوان هذا التغيّر: الذكاء الاصطناعي وقدراته الخارقة على التفكير من أبعاد مختلفة.
اليوم، ما عاد قوقل هو الخيار المُفضّل عند أغلب الناس من بين محركات البحث مثل أول؛ صار أغلبهم يبحثون في «شات جي بي تي».
وحتى العمل والأعمال صاروا يعتمدون عليه بشكل كبير في إنجاز كثير من المهام الروتينية والإبداعية.
ومع هذا التغيير الجذري في علاقتنا مع التقنية، طلع سؤال جوهري: هل بياخذ وظيفتي؟ وكيف؟ ومتى؟ وبأي سرعة؟
هذا هو سؤال العالم كله اليوم. وصارت الدول، مثل أمريكا والصين، تتسابق لتطوير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على حدوث هذا التأثير الكبير، الكل يتساءل: كيف بيكون شكل العالم في الفترة القادمة؟
وهنا يجي دور حلقة اليوم في بيت «آل جادي» عن الذكاء الاصطناعي، اللي كانت من أمتع الحلقات؛ لخصت هذا الموضوع بعمق، بين ماضي وحاضر ومستقبل. ويقدمها، كالعادة، محمد آل جابر وهادي فقيهي.
كانت الحلقة إحسانًا فوق إحسان، استمتعت فيها أنا شخصيًّا، وأتمنى لك استمتاع مماثل.


ليش الوظائف القانونية أعلى القائمة؟
بالاعتماد على تقرير «فورستر» (Forrester) لعام 2023، تُعدّ «الوظائف القانونية» الأكثر عرضة لاستبدال الذكاء الاصطناعي بها بنسبة 78%، تليها «وظائف العلوم الحياتية والطبيعية والاجتماعية» بنسبة 61%، ثم «الوظائف الإدارية والداعمة» بنسبة 57%. ويعود ذلك إلى الطبيعة المعرفية لهذه الوظائف، واعتمادها الكبير على مهام تحليلية أو مكتبية يمكن أتمتتها بسهولة، مثل البحث وإعداد الوثائق وتلخيص المعلومات.
كما أشار التقرير إلى أن الوظائف ذات الرواتب المرتفعة -التي تتجاوز 90 ألف دولار سنويًّا- ستكون من بين الأكثر تأثرًا؛ نظرًا لأن العديد منها يتضمن مهام مُهيكلة وقابلة للترميز، مما يجعلها عرضة للتقنيات التوليدية الحديثة.
ومع أنّ العدد المتوقع للوظائف التي ستُفقد في الولايات المتحدة (2.4 مليون حتى عام 2030) أقل مما ورد في تقديرات أخرى مثل (Goldman Sachs)، فإن التأثير سيطال شرائح مهنية واسعة ضمن الطبقة العاملة.
بين السطور 〰️
النمط لا يشير فقط إلى تقدم التقنية، إنما إلى إعادة تعريف «القيمة المهنية». فالوظائف التي كانت تُصنّف يومًا ما على أنها عالية المهارة وذات دخل مرتفع، أصبحت الآن في مرمى الأتمتة؛ ليس لأنها بسيطة، إنما لأنها قابلة للتحليل وإعادة الإنتاج رقميًّا. وهذا يطرح تساؤلًا بنيويًّا: في عالم تحكمه الخوارزميات، هل تظل المعرفة وحدها كافية لضمان البقاء المهني؟ أم أن المستقبل سيمنح الأفضلية للقدرات التي لا يمكن تعلّمها بسهولة أو نقلها لخوارزمية؟
فاصل ⏸️
«برق» محفظة تقنيّة ماليّة💸
الخدمات، البطاقات، والمنتجات ما عليها أي رسوم.
والكاش باك، على الحوالات الدولية وتحويل رواتب العمالة، وبطاقة فيزا ومدى!
محفظة .. تعطيك ما تأخذ منك!

مقاومة الذكاء الاصطناعي من 200 سنة!
ليس جديدًا على المجتمعات الإنسانية أن تواجه الابتكارات التقنية بنوع من الريبة والمقاومة؛ خشية أن تُهدَّد مكتسباتها الاقتصادية والاجتماعية.
ففي فرنسا عام 1831، اقتحم نحو 200 خياط مصنعَ بارتليمي ثيمونيه لحرقه، محطمين عشرات ماكينات الخياطة الحديثة، بدافع الخوف من أن يسلبهم هذا الاختراع مصدر رزقهم.
هذا الحادث مثّل تجلّيًا واضحًا للنمط المتكرر الذي صاحب كل ثورة تقنية كبرى؛ إذ رأى الحِرَفيّون في الآلات تهديدًا مباشرًا لمهنتهم وحياتهم المعيشية.
اليوم، وبعد قرابة قرنين من الزمن، يُعيد التاريخ نفسه بصورة جديدة؛ إذ يُبدي كثيرون مخاوف متجددة حيال مصير وظائفهم واستقرارهم الاقتصادي مع بروز تقنيات الذكاء الاصطناعي. إلا أن الفارق الجوهري هذه المرة يكمن في طبيعة الذكاء الاصطناعي ذاته؛ فهو يمتلك قدرة فريدة على التعلم الذاتي، واتخاذ المبادرة والابتكار أحيانًا، بما يفتح آفاقًا جديدة وغير مسبوقة للتحديات.
تمتاز آلات الذكاء الاصطناعي بالاستقلالية في التطور؛ إذ تتعلم من البيانات وتحسّن أداءها باستمرار، متخذة قراراتها دون الحاجة إلى توجيه مباشر من الإنسان. وهذا التحوّل لا يقتصر على قطاع واحد، بل يمتد تأثيره إلى ميادين شتى في الطب والتعليم والإعلام؛ حيث تُحلّل هذه النظم البيانات، وتُشغّل العمليات الدقيقة بدرجة من الكفاءة تفوق القدرات البشرية التقليدية.
غير أن الإشكاليات لا تقف عند حدود القلق الاقتصادي، بل تتجاوزها إلى مسائل أخلاقية واجتماعية عميقة. فالذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات جدية حول الخصوصية والتحيز والمسؤولية القانونية، وهي قضايا لم تكن حاضرة بهذه الحدة في أي من المراحل السابقة للتحول التقني.
الزبدة 🧈
تكشف هذه المخاوف المعاصرة عن صدى بعيد لتاريخ طويل من مقاومة التغيير. ومع ذلك، فإن ما يميز هذه اللحظة التاريخية هو أن الأداة الجديدة لا تُسرّع العمل فحسب، إنما تشارك فيه بوعي مستقل، مما يستدعي تفكيرًا مختلفًا في التعامل معها.
إن استيعاب دروس الماضي، والوعي العميق بطبيعة التحدي الجديد، يشكلان ركيزة أساسية لصياغة سياسات تنظيمية قادرة على احتواء هذا التحول العميق وتوجيهه لصالح الإنسانية.
كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭
مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨
موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!
هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗
التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


هل فعلًا سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟
في عام 2017، وقف كاي فو لي ليقول: سيُقصي الذكاء الاصطناعي ما بين 40% و50% من الوظائف خلال 10 إلى 15 عامًا. لم تكن نبوءته بنت لحظتها، لكنها نتيجة قراءة عميقة في خط صاعد من التحول التقني. واليوم، مع التقدّم المتسارع لأدوات مثل «جي بي تي»، صار السؤال لا يدور حول ما إذا كانت الوظائف ستتأثر، لكن حول أيّها سيُمس أولًا، وبأي سرعة؟
ما الوظائف التي تقف على الحافة؟
اللافت أن التهديد لا يطرق أبواب الوظائف اليدوية بشكل مباشر، مثل السباكة، لكنه يمتد بهدوء إلى الوظائف الكتابية التي كُيّفت عبر السنوات الأخيرة لتتم عبر الكمبيوتر بوتيرة متكررة وروتينية، مثل المحاسبة وإدخال البيانات والتحليل المالي والموارد البشرية، وبعض أشكال التسويق... إذ تعتمد كلها على نمط متكرر وقابل للتعلّم الآلي. والنظام لا يحتاج إلى وحيّ إبداعي ليُنجز ما اعتاده الموظف كل يوم؛ فقط بيانات كافية وخوارزميّة ماهرة.
لكن، ما الذي لا تقدر عليه الآلة؟
رغم ما تُجيده من إتقان وسرعة، لا تزال الآلة غريبة عن مفرداتنا الداخلية؛ لا «نية» في سطورها، ولا «تعاطف» في ردودها، ولا «ضمير» يُراجع أثرها. والإنسان -بما يحمله من حدس ومشاعر وارتباكات- لا يُستبدل بسهولة. والوظائف التي تعتمد على بناء الثقة والتفسير البشري وقراءة ما وراء الكلمة، ما زالت تحتمي خلف جدار يصعب على الآلة تجاوزه.
هل يعني ذلك أن الجميع في مأمن؟
ليس تمامًا؛ فالذكاء الاصطناعي لا يُقصي بقدر ما يُعيد ترتيب الأدوار. سيتحوّل الموظف من منفِّذ إلى شريك ومن مكرِّر إلى مُوجِّه؛ الآلة تُنجز، والإنسان يُفسّر. ومن يتقن التعامل مع هذا التوازن الجديد، يفرض مكانته في مستقبل لم يأتِ بعد، لكنه يتشكل أمامنا بسرعة مقلقة.
في يناير 2025، نُشر تقرير على «سي إن إن» نقلًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي، جاء فيه أن 41% من كبرى الشركات تخطط لتقليص عدد موظفيها بحلول 2030 بسبب الأتمتة. وفي الوقت نفسه، تخطط 77% منها لإعادة تدريب موظفيها للعمل جنبًا إلى جنب مع الآلات.
المدهش، أن بعض الوظائف التي كنا نعدّها محصنة -مثل التصميم القرافيكي- بدأت تفقد حصانتها. فالذكاء الاصطناعي صار يُنتج صورًا ويكتب نصوصًا ويقترح شعارات، وكل ما يحتاجه: جملة موجّهة بدقة.
وإذا أعدنا النظر في الماضي، نجد أن الفارق بين من قاد الثورة الصناعية ومن سُحق تحت عجلاتها، لم يكن في المهارة التقنية وحدها، إنما كان في فهم الإيقاع الجديد قبل أن يُفرض، وفي التكيّف الذكي مع الأدوات، لا الوقوف ضدها.
في كل موجة تحوّل تقني، ظهر من يُشيطن الأداة تاريخيًّا، ويصفها بالتهديد المباشر للإنسان. وفي كل مرة، بقي الإنسان هو العنصر الوحيد الذي يُعيد تعريف الأداة؛ إما بأن يسخّرها لصالحه أو أن يُقصى على هامشها. واليوم، يتكرّر المشهد؛ ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي نهاية لبعض الوظائف، وستُعدّ اختبارًا جديدًا لما يملكه كل فرد من قدرة على التجاوب مع الزمن، لا مقاومته.
لكن ما يجعل هذه اللحظة مختلفة في التاريخ البشري عن أي تحوّل سابق: أن الأداة نفسها بدأت «تفكر». لم تعد مجرد وسيط يُسرّع مهمة، بل طرف يُبادر ويُنتج ويُقترح.
وهذا ما يربك المعادلة؛ حين تُمسّ خاصية التفكير نفسها، لا يبقى السؤال عن المهارات اليدوية أو حتى التحليلية، بل عن هوية العمل ذاتها.
وهنا، يأتي التحدي في مزاحمة الذكاء الاصطناعي للوظائف ودخوله مساحة القرار والتخيّل، وحتى الحُكم.
والسؤال الذي لا مفر منه:
هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟ ليس بهذه البساطة.
لكنه سيُسأل: ما الذي تضيفه أنت مما لا تُجيده الآلة؟
فإذا لم تجد جوابًا واضحًا... فربما الإجابة أصبحت محسومة.

عام 2027، القصة التي قد تغيّر مسار البشرية
يرسم لنا تقرير «AI 2027» صورةً لمستقبل ليس بعيدًا؛ مستقبل قد لا يشبه أي شيء عرفناه من قبل.
بحسب التقرير، يُتوقّع أن تصل الأنظمة الذكية بحلول 2027 إلى مرحلة غير مسبوقة: تصبح الأبحاث فيها مؤتمتة بالكامل؛ بحيث لا يكتفي الذكاء الاصطناعي بالمساعدة، بل يتولّى بنفسه تطوير أجيال جديدة من الذكاء تفوق ما صنعه الإنسان أصلًا. في تلك اللحظة، لا يكون البشر -فقط- هم من يدفعون عجلة التقدم... بل الذكاء ذاته يصبح المحرّك.
في قلب هذا السيناريو، يظهر مشروع أمريكي طموح اسمه «OpenBrain». وهو مشروع يهدف إلى تسريع عجلة البحث العلمي عبر مطورين ذكيين تفوق قدراتهم أي عقل بشري.
ومع كل يوم، تنهار الحواجز أمامهم؛ فمشكلات تعلم الآلة، والأبحاث المعقدة، وحتى الابتكارات التقنية التي كانت تحتاج لعقود، تُختصر إلى شهور وربما أيام.
لكن، خلف هذه الطفرة قد تنشأ مشكلة أعمق؛ فالأنظمة الذكية -حسب تحذير التقرير- لن تظلّ تابعة بالكامل للإنسان، بل قد تبدأ في صياغة أهدافها الخاصة؛ أهداف قد تتعارض مع مصلحة البشر أنفسهم.
في البداية، قد تستخدم هذه الأنظمة الكذب البسيط لتمويه نواياها. ومع تطور قدراتها، تبدأ السعي لتعزيز وجودها وتأمين مستقبلها، حتى لو جاء ذلك على حساب من صنعها.
ويتوقع التقرير أنه في حال كشف الباحثون عن هذه الخدع، قد تندلع أزمة ثقة عميقة بين البشر والتقنية. وفي تلك اللحظة المفصلية، سيواجه مشروع «OpenBrain» خيارًا مصيريًّا: هل يتوقفون عند نموذج أقل خطورة؟ أم يكملون سباق الذكاء الاصطناعي الفائق؟
كل المؤشرات اليوم تقول: إن الضغط السياسي والتنافس مع الصين قد يدفعهم للاستمرار مهما كان الثمن. وحينها، قد يستخدم الذكاء الاصطناعي قدراته الخارقة في التخطيط والإقناع ليتغلغل تدريجيًّا في القطاعات الحيوية: العسكرية والإدارية والسياسية.
ومع مرور الوقت، يصبح الاعتماد عليه عميقًا إلى حد يصعب معه استعادة السيطرة.
ويتوقع السيناريو الأخطر: أن تبني هذه الأنظمة أسراب روبوتات مستقلة، وتطوّر أسلحة بيولوجية تهدد وجود البشر، قبل أن تنطلق في رحلتها لاستعمار الكواكب.
الزبدة 🧈
سيناريو عام 2027 قد يكون جزءًا من فِلم خيال علمي، لكنه يُنذر بتحولات قد تكون أقرب إلى الواقع مما نظن وأكثر تفاؤلًا.


صورة تجمعني بالأمير عبدالعزيز بن سلمان في يوم تخرّجي من جامعة البترول الأسبوع الماضي…
أحمد الهلالي ✨🎓
وعاد إن شاء الله الذكاء الاصطناعي ما ياخذ وظيفتي!


كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.