عدد خاص: كتب أعادت اتصالي بالطبيعة 🌲

أمام اللّوحات الفنيّة، يقف الإنسان في مواجهة إنسان آخر؛ فاللّوحة، مهما بلغت براعتها في محاكاة الطبيعة، تظلّ حوارًا خالصًا بين ذاتين بشريتين. أما حين نغوص في تأمّل السماء المرصّعة بالنجوم، أو حقلٍ مزهر بالتوليب، أو جبالٍ مزيّنة بالثلوج، فإننا ننخرط في حوارٍ وجودي من نوع آخر، في مواجهة تتخطى حدود الإنساني، في تأمّلٍ صافٍ، خالٍ من أي شوائب ماديّة.

خلال هذا التأمل، ينفصل الإنسان عن العلاقات الاجتماعيّة، نعتق ألسنتنا من عبء اللغة، ومن سطوة الرموز، يغمرنا إحساس فريد من الانفتاح على ماهو أجمل و أعمق.

في معرض إعدادي لهذا العدد، صادفت كتاب «أمام جمال الطبيعة» للفيلسوف الفرنسي ألكسندر لاكروا، وهو من أروع ما قرأت مؤخّرًا؛ يجيب ألكسندر فيه عن أسئلة لطالما راودتنا بصورة مبهمة، لكنّنا بالتأكيد شعرنا بها، مثل: لماذا تثير فينا المناظر الطبيعية، مثل غروب الشمس، أو المحيطات وأمواجها، هذا الشعور الغامر بالبهجة؟

هذا العدد الخاص هو دعوةٌ من أجل إحياء صلتنا مع الطبيعة، ولعلّ فصل الربيع خير مُعين لنا لنعيد اكتشاف هذه العلاقة وتنميتها.

إيمان العزوزي