العدد 100: أفلام تحكي قصص صناعة الأفلام!

زائد: الإخراج السينمائي مو بس كاميرا وزاوية تصوير!

تصميم: أحمد عيد
تصميم: أحمد عيد

Mank» (2020)»
Mank» (2020)»

  • يُعرض اليوم الخميس في صالات السينما السعودية فِلم «Sinners»، من إخراج رايان كوقلر. يتتبع الفِلم قصة شقيقين توأمين يعودان إلى بلدتهما الصغيرة بعد سنوات من الابتعاد، على أمل بدء حياة جديدة، بعيدًا عن ماضيهما المضطرب. لكن عودتهما تكشف عن شر أعظم كان في انتظارهما.

  •  كما يُعرض في اليوم نفسه فِلم «The Monkey»، من إخراج أوز بركنز، والفِلم مقتبس عن قصة قصيرة لستيفن كينق. تدور أحداث الفِلم حول شقيقين يكتشفان دمية قرد قديمة تسبّبت بحدوث سلسلة من الوفيات الغامضة، ويجدان نفسيهما في مواجهة ماضيهما المظلم حين تعود الدمية إلى الظهور من جديد.

  • طرح إعلان تشويقي أولي لفِلم «Eddington»، من إخراج آري آستر، وبطولة بيدرو باسكال وإيما ستون وأوستن باتلر وخواكين فينيكس. من المقرر عرض الفِلم في صالات السينما بتاريخ 18 يوليو.

  • يجري حاليًّا العمل على جزء ثالث من فِلم «Beetlejuice».

  • الكشف عن أول مقطع من فِلم «Thunderbolts»، والمقرر عرضه في صالات السينما في 2 مايو.

  • تستعد جوائز الأوسكار لإدراج فئة جديدة لأوّل مرة في تاريخها تتعلق بأفضل مُنفّذ للمشاهد الخطرة، ابتداءً من الدورة المئة في عام 2027.

  • استهلّ الموسم الثاني من مسلسل «The Last of Us» انطلاقته بـ5.3 مليون مشاهد. 


Love Theme (02:49)

في عام 1988، أخرج جوزيبي تورناتوري فِلم «Cinema Paradiso»، وكان الفِلم بمثابة رسالة حب عاطفية للمكان الذي شكّل طفولته، ولتلك القاعة، نافذته الأولى على العالم. أراد من خلال فِلمه أن يجسّد تأثير السينما في الفرد والذاكرة، وأن يروي حكاية مفعمة بالحنين والفقد والبدايات.

ومن بين جميع عناصر الفِلم، كانت الموسيقا التصويرية إحدى أقوى الوسائل التي استخدمها تورناتوري لإيصال هذا الشعور، وحوّلت المشاهد إلى لحظات مشبعة بالعاطفة، لتعكس بدقة الإحساس الذي أراد المخرج إيصاله.

توقيع مزدوج

كانت الموسيقا التصويرية ثمرة تعاون بين الموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني وابنه أندريا موريكوني. 

جلب إنيو -المعروف بأعماله في الأفلام الغربية الإيطالية- خبرته الطويلة في تأليف الموسيقا التصويرية، بينما ساهم أندريا بإضفاء لمسته الحديثة، ما أعطى موسيقا الفِلم طابعًا مختلفًا.

ألحان أعادت تشكيل الذاكرة

تعتمد الموسيقا في فِلم «Cinema Paradiso» على ألحان أصلية ألّفها إنيو موريكوني مع ابنه. وعلى الرغم من تنوع المقطوعات وتعدّد استخداماتها داخل الفِلم، برزت بعض الألحان أكثر من غيرها، لدورها المحوري في تشكيل المزاج العاطفي، وتعميق تجربة الفِلم. منها:

تُعد هذه المقطوعة (Main Theme) المدخل العاطفي الأبرز لعالم الفِلم، إذ تظهر في المشاهد التي يسترجع فيها «سالفاتوري» ذكريات طفولته، وعلاقته بمشغّل السينما «ألفريدو». تعتمد هذه المقطوعة على الكمان والبيانو، لتمنح الإحساس بالتوق والحنين. يعكس هذا التكوين الموسيقي فكرة الزمن الذي مضى، واللحظات التي لن تُستعاد، كما يحدّد نغمة الفِلم القائمة على التأمل العاطفي.

من تأليف أندريا موريكوني، ظهرت هذه المقطوعة في المشاهد التي يستحضر فيها البطل قصة حبه القديم. وتنسج فيها الجملة اللحنية المتكرّرة حالة تعكس الحب الذي لم يكتمل. يتناوب فيها أيضًا الكمان والبيانو على قيادة اللحن.

تظهر هذه المقطوعة في المشاهد التي تجمع الصبي «توتو» بمعلمه وصديقه «ألفريدو»، وتحمل طابعًا دافئًا يعكس العلاقة الإنسانية الناشئة بين الاثنين. وتوازي نغمتها الحميمية طبيعة العلاقة نفسها؛ علاقة صادقة تُبنى على المحبة والتوجيه، وتُصبح حجر الأساس في رحلة البطل نحو النضج.

التكريم المستحق

حازت الموسيقا التصويرية للفِلم على إشادة واسعة من الجمهور، وساهمت في ترسيخ مكانة «Cinema Paradiso» في تاريخ السينما. ونُظر إلى موسيقا إنيو موريكوني بوصفها عنصرًا أساسيًّا في بناء التأثير العاطفي للفِلم.

في عام 2007، كُرِّم إنيو موريكوني بجائزة الأوسكار الفخرية تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة، ولإسهاماته في تطوير الموسيقا التصويرية التي أثّرت في أجيال من صُنّاع الأفلام والجمهور حول العالم.


Once Upon a Time in Hollywood» (2019 / Giphy»
Once Upon a Time in Hollywood» (2019 / Giphy»

اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «Once Upon a Time in Hollywood» الصادر عام 2019.

يحكي الفِلم قصة «ريك دالتون»، ممثل تلفازي يعاني من تراجع شهرته في هوليوود نهاية الستينيات، وصديقه المخلص، الممثل البديل له «كليف بوث». وفي أثناء مواجهة الثنائي لتحديات الصناعة المتغيرة، تتقاطع حياتهما مع الممثلة «شارون تيت» وأحداث عصابة «مانسون» الشهيرة.

في هذا المشهد، يقود «كليف بوث» (براد بيت) سيارته بتهوّر عبر شوارع لوس أنجلوس متجهًا إلى بيته. المشهد بسيط في ظاهره، لكنه مشغول بتفاصيل دقيقة تعكس ولع كوينتن تارنتينو بتاريخ السينما، وثقافة حقبة السبعينيات، المسمّاة بـ«الحقبة الذهبية لهوليوود».

يُعيد المشهد إحياء لوس أنجلوس عام 1969، بروحها ومعالمها: لوحات الإعلانات القديمة، السيارات الكلاسيكية، لافتات النيون، موسيقا السول، سينما السيارات، وبعض المحلات الشهيرة مثل «Pussycat Theatre»؛ وهي سينما «للبالغين فقط» عمل فيها تارنتينو في شبابه، وقد أعاد بناءها خصّيصًا لهذا المشهد.

تخلق كل هذه العناصر شعورًا قويًّا بأننا نعيش لحظة من الماضي، وكأن تارنتينو يأخذنا في «رحلة عبر الزمن» برفقة «كليف بوث».

لا تخلو قيادة «كليف» من الدلالات الدرامية؛ فهي تعكس شخصية متهوّرة وواثقة، فلا يتردّد في تجاوز السرعة أو المناورة بين السيارات بدمٍ بارد، ما يُظهر طبيعته الجريئة والمغامِرة المتسقة مع نوعية عمله في تأدية المشاهد الخطِرة.

نرى أيضًا في المشهد أن «كليف» رجل يعيش على الهامش، يسكن مقطورة خلف سينما سيارات، بعيدًا عن بريق هوليوود ونجومها، يعيش راضيًا بحياة بسيطة هادئة رغم عمله الخطِر. ومن خلال هذا التفصيل، يرسم الفِلم خطًّا واضحًا بين نجومية الشاشة عبر حياة «ريك دالتون»، وحياة من يقف خلف الكواليس عبر حياة «كليف بوث».

استثمر تارنتينو التفاصيل الصغيرة في المشهد لخلق إحساس واضح بالزمان والمكان والحنين، وأتاحت حركةُ الكاميرا المتناغمة مع السيارة ملاحظةَ بعض العناصر على مهل؛ مثل الأضواء المنعكسة على سطح السيارة، وضجيج المدينة الليلي اللذين كانا أجزاءً أساسية من نغمة المشهد وهويته.

من العناصر اللافتة في المشهد استخدام الموسيقا في لحظة تُعرف باسم (Needle Drop)، أي توظيف أغنية ليست مؤلَّفة للفِلم ضمن السياق الدرامي، لتضيف بُعدًا عاطفيًّا وتاريخيًّا للمشهد. يُعرف تارنتينو بإتقانه هذا الأسلوب، إذ نادرًا ما يستخدم ملحّنين لأفلامه، ويعتمد على ذائقته الشخصية في الموسيقا، ويُحسن اختيار الأغنية المناسبة في اللحظة المناسبة، لتصبح جزءًا لا يُنسى من تجربة المشاهدة.

كما يتضمّن المشهد مقطعًا موسيقيًّا آخر عند مرور «كليف» بسينما السيارات القريبة من منزله، بعنوان «Funky Fanfare»؛ وهي مقطوعة اشتُهرت باستخدامها في مقدّمات العروض السينمائية خلال الستينيات والسبعينيات، واستعان بها تارنتينو سابقًا في مقدّمات بعض أفلامه مثل «Kill Bill» و«Death Proof». لم يكتفِ تارنتينو باستحضار الحقبة بصريًّا، بل سمعيًّا أيضًا، ليكتمل الإيهام الزمني، ويصبح أكثر إقناعًا.

يحتفي المشهد -والفِلم بأكمله- بزمنٍ قد مضى، ويستعرض ملامح من الثقافة الشعبية مثل الإعلانات الإذاعية، وملصقات الأفلام، ونهاية العصر الذهبي لهوليوود. 

الفِلم أشبه برسالة حب من تارنتينو لتلك الفترة، ولهذا الفن.



(2025) «The Studio»
(2025) «The Studio»

عشان تشوف مارتن سكورسيزي وهو يبكي بسبب قرار رئيس الاستوديو، لازم تشوف مسلسل «ذ ستوديو».

في هذا المسلسل، تشوف جوانب مهمة من صناعة الأفلام من الداخل: قصة موظف في استوديو ينتج الأفلام، وتجيه فرصة يصير رئيس هذا الاستوديو. هذا الشخص يعشق الأفلام ويفهم قيمتها، لكن مشكلته أنه جبان؛ جبان في اتخاذ القرار، وما كان يتجرّأ يواجه قرارات أحد الملّاك اللي همّه الوحيد تحقيق أرباح من الأفلام، بغض النظر عن قيمتها الفنية.

سيث روقن، في هذا المسلسل الكوميدي «الواقعي»، ينتقد هوليوود من الداخل، ويفهّمك السبب وراء إنتاج الكثير من الأفلام رغم رداءتها، وفي المقابل، تموت الكثير من المشاريع الفنية العظيمة.

يُقال إن صناعة الترفيه جميلة من الخارج؛ في الأفلام اللي تطلع للناس ويستمتعون بها، لكنها من الداخل متعفّنة، مليئة بالانتهازية والاستغلال، وحتى تحطيم الأحلام… مثل ما تحطم حلم مارتن وقعد يبكي.

«ذ ستوديو» مسلسل ممتع لا يفوتك.


فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن

(2004) «The Aviator»
(2004) «The Aviator»

قبل أن يصل مشروع «The Aviator» إلى يد المخرج مارتن سكورسيزي، دار صراع طويل في الكواليس لإنتاج فِلم يحكي سيرة المُنتج هاورد هيوز. ففي الثمانينيات، خطّط وارن بيتي لصنع عمل يحكي القصة، وخاض جون مالكوفيتش وراسل سميث محاولةً لروايتها في التسعينيات، وفشلت محاولة بريان دي بالما بسبب ميزانية ضخمة بلغت 80 مليون دولار. وفي مطلع الألفية، استعد ميلوش فورمان لإخراج نسخة من بطولة إدوارد نورتون، لكنها فشلت أيضًا، وتبعها مشروع جاد آخر بتعاون بين جيم كاري وكريستوفر نولان، لكنه لم يُنفّذ. فكان الفائز في السباق مارتن سكورسيزي، واعترف نولان لاحقًا بأن خيبة أمله كبيرة، لدرجة أنه لم يستطِع مشاهدة الفِلم حتى اليوم.

وبهذه المعلومة نستهلّ فقرة  «دريت ولّا ما دريت؟» عن فِلم السيرة الذاتية «The Aviator»، الصادر عام 2004:

  • كان من المفترض أن يُخرج مايكل مان هذا الفِلم، لكنه اختار التراجع بعد إخراجه فِلمين متتاليين عن شخصيات حقيقية: «The Insider» الصادر عام 1999، و«Ali» الصادر عام 2001، ففضّل أن يكتفي بدور المنتج، وسلّم السيناريو إلى مارتن سكورسيزي.

  • في مقابلة مع «New York Times» عام 2020، صرّح سكورسيزي أنّه فكّر جديًّا باعتزال الإخراج بسبب الضغوط الكبيرة والمعارك الإنتاجية التي خاضها مع هارفي واينستين أثناء العمل على الفِلم؛ حيث أنفق سكورسيزي نصف مليون دولار من أمواله لتغطية النفقات الزائدة بعد انسحاب شركتي «Miramix» و«Warner Brothers» من تمويل الفِلم.

  • في مقابلة أُجريت عام 2021، كشفت أنجلينا جولي رفضها المشاركة في الفِلم بسبب ارتباط المُنتِج هارفي واينستين به، مؤكدة أنها قررت عدم التعامل معه مجدّدًا بعد تجربتها في فِلم «Playing by Heart» الصادر عام 1998.

  • يُعد هذا الفِلم الوحيد الحاصل على تصنيف (PG-13) من بين الأعمال التي تعاون فيها سكورسيزي مع ديكابريو.

  • استغرق تصوير الفِلم واحدًا وتسعين يومًا. جاء هذا التأخّر نتيجة حرائق الغابات المندلعة في جنوب كاليفورنيا، إذ ألحقت أضرارًا بعدد من مواقع التصوير.

  • صرّحت كيت بلانشيت أنها عندما ظهرت في المرة الأولى في موقع التصوير، فوجئت بسكورسيزي وهو يرتدي جهاز تنفس؛ فقد أراد تصوير مشاهد تحاكي واقع الثلاثينيات والأربعينيات باستخدام دخان سجائر حقيقي، رغم معاناته مع الربو.

  • صمّم سكورسيزي كل فترة زمنية في الفِلم لتشبه الطابع اللوني لأفلام تلك المرحلة. فكلما تقدّمت الأحداث نضجت الألوان أكثر، ما يعكس تطوّر الشخصية والزمن.

  • قضى ليوناردو ديكابريو يومًا مع جين راسل -ممثلة اكتشف موهبتها هاورد هيوز- ليستمع إلى ذكرياتها عن هيوز، وذلك ضمن الاستعداد لدوره. أخبرته أن هيوز كان هادئًا وعنيدًا في الوقت ذاته، ولطالما شقّ طريقه بقوة لتحقيق أهدافه.

  • ومن ضمن تحضيراته للدور أيضًا، قضى ديكابريو وقتًا مع مريض بالوسواس القهري قدّم له ملاحظات مهمة حول الحالة، منها تكرار الجمل قهريًّا، وهو ما ظهر جليًّا في مشهد تكرار طلب هيوز لرؤية «مخططات هرقل».

  • طلب سكورسيزي من كيت بلانشيت مشاهدة أول خمسة عشر فِلمًا لكاثرين هيبورن كي تتمكن من دراسة أسلوبها في الحركة والتصرف والكلام.

  • في مشهد شهادة هيوز أمام مجلس الشيوخ والنوّاب الأمريكي، تظهر ومضات سريعة من الكاميرات. في إحدى الومضات، تومض صورة تشبه الهيكل العظمي مرسومة فوق جسده، وكأنها تلمح إلى تآكله النفسي.

الأفلامالموسيقا
النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
أسبوعية، الخميس منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+40 متابع في آخر 7 أيام