مقاطعة تجارية بين ترمب والعالم
وش علاقة كمبوديا بتعرفة ترمب؟ وكيف أمريكا تدفع اليوم ثمن تفوقها؟



التعرفة الجمركية، العنوان المتصدر هذه الفترة.
بدأ ترامب يغير علاقة أمريكا ببقية الدول، وبطريقة صدامية مع كل العالم، حتى الدول اللي ما تعرف غير البطاريق ما سلِمَت، وحط عليها تعرفة جمركية.
هذه القصة من السطح، لكن وراء السطور حكاية أخرى، توضّح أن أمريكا من زمان متجهة بهذا الاتجاه، وكل اللي نشوفه اليوم هو نتيجة للشيء المحتوم من فترة طويلة.
ومن هنا، في بيت آل جادي، وفي هذه الحلقة، مع محمد آل جابر وهادي فقيهي، نقدم التحليل الشامل للموضوع، وأقدر أقولك بعدها: الموضوع وصل… وزيادة.


ترامب حسب الرياضيات غلط ❌
في واحدة من أغرب اللحظات في السياسة الاقتصادية الحديثة، تبيّن أن قرارات ترامب في فرض الرسوم الجمركية على دول العالم كانت مبنية على خطأ رياضي. لكن هذا الخطأ لم يكن بسيطًا في نتائجه. فريق ترمب قد حَسِب المعادلة التي تحدّد نسبة الجمارك، ومن ضمن الحسابات وضعوا رقمًا خاطئًا (0.25 بدل 1).
والنتيجة؟ صارت الرسوم أكثر بأربعة أضعاف من المفروض.
تخيّل: كمبوديا، وهي دولة صغيرة لا تضر أمريكا بشيء، تلقى نفسها فجأة تحت جمارك تقارب 50% مع أن الرقم العادل لا يتجاوز 14%
فاصل ⏸️
«برق» محفظة تقنيّة ماليّة💸
الخدمات، البطاقات، والمنتجات ما عليها أي رسوم.
والكاش باك، على الحوالات الدولية وتحويل رواتب العمالة، وبطاقة فيزا ومدى!
محفظة .. تعطيك ما تأخذ منك!

كيف بدأت التعرفة الجمركية؟
منذ فجر التاريخ، والتعاريف الجمركية أكثر من مجرد رسوم تُفرض على البضائع. وكانت إحدى الأدوات الفعّالة التي استخدمتها الدول لصياغة المشهد الاقتصادي والسياسي. في العصور القديمة، شكّلت التعاريف مصدرًا مباشرًا لرفد خزائن الممالك، وتُفرض على السلع الوافدة إلى الأسواق بهدف حماية الموارد وتعزيز القوة المالية. مع تطور الزمن، أخذت دورًا دفاعيًّا في حماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية.
ومع انطلاق الثورة الصناعية، تصاعد تعقيد المشهد التجاري، واعتمدت الدول على التعاريف الجمركية لضمان بقاء مصانعها واستمرار قدرتها التنافسية. تحوّلت هذه الأداة إلى سلاح اقتصادي في معركة بين مؤيدي الحماية التجارية وأنصار الانفتاح الاقتصادي، وبدأت ملامح هذه المواجهة تنعكس على العلاقات الدولية والأسواق العالمية.
في ثلاثينيات القرن الماضي، ومع تفاقم أزمة الكساد العظيم، سارعت الدول إلى رفع التعاريف بدرجات غير مسبوقة، رغبةً في حماية اقتصاداتها المحلية. هذه الخطوة قادت إلى نتائج عكسية، حيث تقلّصت حركة التجارة، وتدهورت العلاقات الاقتصادية.
من هذا السياق، ظهرت اتفاقية «القات» عام 1947، ضمن الجهود الدولية لتقليل الحواجز التجارية وفتح آفاق التعاون.
كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭
مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨
موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!
هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗
التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


أمريكا تدفع اليوم ثمن تفوقها!! 💸 🇺🇸
منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة في ذروة مجدها الصناعي. قوة تُنتج الاقتصاد العالمي، وتصدّره، وتتحكم بمساره. وكانت الصناعة تمثّل ما يقارب 28% من ناتجها المحلي آنذاك. لكن المفارقة أن هذا التفوق، الذي بدا في لحظته مصدر قوة مطلقة، تحوّل مع مرور الزمن إلى عبءٍ يتكشّف شيئًا فشيئًا. فبعد الحرب العالمية الثانية، قرّرت أمريكا تشكيل النظام الاقتصادي العالمي الجديد؛ فَتحَت أسواقها للدول، ووفّرت المظلّة الأمنية لحلفائها، وربطت الدولار بالذهب، وحوّلته لاحقًا إلى العملة المحورية في النظام العالمي.
هذا القرار منحها ما يُعرف بـ «الامتياز المفرط»؛ امتياز جعل كل دول العالم تحتاج الدولار، مما مكّن أمريكا من الإنفاق دون سقف، وطباعة العملة دون الخوف من الانهيار.
من هنا وُلد الخلل الاقتصادي الذي تنعكس آثاره اليوم 💸 ⚖️
مع صعود الدولار، ارتفعت تكلفة التصنيع المحلي. فلم تعُد الشركات ترى جدوى البقاء داخل أمريكا، فاتجهت إلى دول، مثل الصين وفيتنام، حيث الكلفة أقل والعوائد أعلى.
وهكذا، كلما تعزّز التفوق المالي، تآكلت القاعدة الصناعية. قد يبدو هذا المسار أمريكيًّا خالصًا، لكنه في الحقيقة يتكرّر بصورٍ مختلفة في أماكن أخرى. فحين يتجاوز الطموح حدوده، يتشوّه الاقتصاد بصورته الكبيرة... وتتشوّه معه المعادلة.
تجربة اليابان مرآةٌ موازية
بعد الحرب، اندفعت اليابان بقوة نحو الإنتاجية؛ بَنَت نهضتها على أساس العمل والانضباط، وأصبحت رمزًا للجودة والدقة في الصناعة. لكن هذا السباق المتسارع ترك وراءه آثارًا اجتماعية عميقة – وهذه هي الكلفة التي دفعها اليابانيون. نشأ جيل ربط قيمته الشخصية بمقدار ما يُنتج، وغابت المساحة للمشاعر والروابط الاجتماعية والتوازن الإنساني.
واليوم، تُعد اليابان من أكثر الدول التي تواجه أزمة تتمثل في العزلة والاكتئاب والانكماش الحاد في تعداد السكان، رغم أنها من أنجح الاقتصادات في التاريخ الحديث.
أمريكا ليست استثناءً
بنت الولايات المتحدة نظامًا ماليًّا ضخمًا، لكنها غضّت الطرف عن قاعدتها الصناعية، وتجاهلت ما يحدث في الداخل.
ولعلّ أفضل ما يفسر هذا الطموح الجامح لأمريكا حينها، حلقة «نهاية العولمة» من بودكاست جادي، التي ناقشنا فيها كيف سعت أمريكا إلى تشبيك العالم في شبكة اقتصادية واحدة، في محاولة لترسيخ موقعها بصفتها قوّةً مهيمنة.
الزبدة 🧈
اللافت في التجربة الأمريكية هو الإيمان العميق بأن التفوق قابل للتكرار دون إعادة ضبط القواعد.
ما حصل كان نتيجةً حتميةً لنموذج بُني على فكرة: النفوذ المالي قادر على تعويض الإنتاج الحقيقي.
حين تصبح عملتُك العملةَ العالمية، وتفتح سوقك للجميع، وتُغلق مصانعك بذريعة أن العالم كله ينتج لك لأنك تملك السيطرة، سيفوتك أنك لم تعد تملك أدواتها.
الاقتصاد الأمريكي لم يتقلّص على مستوى الأرقام، لكنه تغيّر وظيفيًّا؛ تحوّل من «صانع» إلى «منسق مالي». وهنا تحاول أمريكا العودة إلى دور الـ«صانع»، ولعل ترمب مجرد مسرِّع لعودة أمريكا إلى هذا الاتجاه.

هل كانت التعرفة الجمركية سببًا في اندلاع الحروب العالمية؟ 🪖🧾
في قلب الجدل حول الحروب العالمية، تبرز «التعرفة الجمركية» واحدةً من أكثر عوامل الانقسام في التحليل التاريخي. ذات مرة، صرّح رئيس الوزراء الياباني، ياسوهيرو ناكاسوني، أن السبب الجذري للحرب العالمية الثانية يعود إلى «الأسوار العالية من الرسوم الجمركية» التي أقامتها الدول لحماية صناعاتها. هذه السياسة خلقت تكتلات اقتصادية، وأشعلت شرارة البطالة، ودفعت نحو الانكماش، ما أدى تدريجيًّا إلى التصعيد... ثم الحرب.
ما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل تمثّل فعلًا الرسوم الجمركية شرارةَ الحرب الأولى؟
يشير المؤرخ البريطاني ونستون تشرشل في كتابه «العاصفة اللائحة في الأفق» (The Gathering Storm)، أن الكساد العظيم (1929 - 1931) قد دفع دول العالم إلى سياسات حمائية مشدّدة، من ضمنها فرض تعريفات جمركية عالية على البضائع اليابانية.
وقد تشاركت الصين والولايات المتحدة، وهما من أكبر أسواق اليابان، في هذه السياسات. ووجدت اليابان نفسها محاصرة اقتصاديًّا وهي بأمس الحاجة إلى تصدير منتجاتها لتتمكن من شراء المواد الخام... فاختارت التوسّع العسكري حلًّا، وكانت الصينُ الهدفَ الأول.
لكن تحليلًا أعمق يُظهر أن الحكاية أكثر تعقيدًا من مجرد «جمارك تؤدي إلى حروب»، حيث يؤكد الاقتصادي جون لورنس أن الحماية كانت مجرد عَرَضٍ من أعراض الأزمة الاقتصادية، وليست السبب الرئيس لها. أما الأزمة الحقيقية فقد بدأت مع الانهيار الاقتصادي الكبير، الذي أضعف الحكومات المدنية في اليابان وألمانيا، ومهّد الطريق أمام الأنظمة العسكرية.

وضع آل جادي في يوتيوب. 😅
تشوفون نرجع صوت؟ 👀



كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.