فنّ العمارة الإسلامية في مساجدنا 🕌
جولة في مساجد الرياض بين العمارة الإسلامية والنجدية التقليدية.


جامع الملك خالد
يؤم المصلين الشيخ: خالد الجليل.
أحد جوامع حي أم الحمام.
افتُتح عام 1988.
يتسع لقرابة 3,800 مُصلي و1,600 مصلية، و1,200 مصلي في الساحات الخارجية..
أول ما تقبل على المسجد بتستقبلك ساحاته الواسعة، وبياض أرضيته وجدرانه وشراحته من برا، اللي تساهم فيها الحديقة التابعة للجامع.
عمارة الجامع تقليدية بأفضل شكل ممكن، يكسوه البياض من الخارج والداخل، وشبابيكه مصنوعة من زجاج معشّق بألوان ساطعة متداخلة (في إشارة لفن التعشيق الإسلامي)، مع بوابة مزخرفة زخرفة إسلامية. والأقواس سِمة من سمات الجامع، سواء بواباته أو شبابيكه.

أخذ إتمام بناء المسجد ما يقارب السنتين، وحصلت له ترميمات عديدة وأكثر من توسعة.
يغلب عليه من الداخل الهدوء البصري، بسجّاد تقليدي أحمر، وجدران وقباب بيضاء خالية من الزخرفات، مع إضاءة مخفيّة هادئة تريّح المصلين، خاصةً لما تنير الأقواس الكبيرة، المتصلة على امتداد جدران المسجد وأركانه.
جامع الشيخ محمد عبدالله إبراهيم الماجد
يؤم المصلين الشيخ: عبدالرحمن الماجد.
أحد جوامع حي الملقا.
افتُتح عام 2022.
يتسع لقرابة 1,600 مصلي.

لحظة وصولك بتلمح النخيل مُوزّعة توزيع استراتيجي حوالين الجامع، ثم يظهر قائم أمامك كأنه جزيرة. هذا الجامع معاكس لتقليدية جامع الملك خالد -رحمه الله- من الناحية المعمارية، لأنه مصمّم بأسلوب يجمع بين الحداثة والعمارة الإسلامية. من الخارج بتلاحظ امتداد الزجاج، اللي أتصور أنه بالنهار يخلي المسجد كله يضيء بنور الشمس، وبالليل يكون هادي أكثر مع أنوار الشارع اللي توصله من بعيد. ومن النقاط المميزة معماريًّا، أن النوافذ الزجاجية تقتصر على الجانبين، وليس على جدار القبلة، لتساعد المصلين على الخشوع وعدم اللهو بالخارج.
إذا دخلت بتحس بانقطاعك عن العالم من أول لحظة، مع ارتفاع السقف وألوان الجدران البيضاء، والسجاد السماوي. ويخلو المسجد من الزخرفة الإسلامية المعروفة، لكنه يستلهم من الخط الكوفي الكثير، وهذا يضفي على حداثته لمسة غير معتادة.

يؤم المصلين الشيخ: سعود الأحمد.
أحد جوامع حي العارض.
افتُتح عام 2023.
يتسع لقرابة 3 آلاف مصلي
تصميم المهندس: فارس الفارس.

يتميز الجامع بتصميم حديث، يجمع بين الطابع المعاصر واللمسات الإسلامية.
كل تفصيلة في المكان محسوبة بعناية، بداية من الرواق الخارجي المُحاط بالشجر، ومرورًا بالأقواس الداخلية، ووصولًا إلى الأنوار اللي تغمر الفراغ وتغيّر أجواءه طول اليوم.
المكعب الزجاجي الخارجي مُحاط برواق أبيض يلتف حول المسجد، هذا الرواق جزء من التجربة اللي تربط شعورك بين الداخل والخارج، ويُهيّئ المصلّي قبل دخوله، ويعطيه شعور الاستعداد للصلاة.
عادة الناس تعرف الأقواس من العمارة الإسلامية، لكنها هنا لافتة، لأنها ما جات بشكل تقليدي. الأقواس بهذا الجامع طالعة من وحدة صغيرة تتكرّر وتتجمّع، وكل تكرار يخلق تكوين جديد يسيطر على حواسك وتقعد تتأمله، وتدرك أنه مو مجرد تكرار اعتباطي، لكنها تفاصيل هندسية مدروسة، تنظّم المكان وتعطيه طابع روحاني.


أما الأسطح المستخدمة في الجامع، فالزجاج الكبير يعكس منظر السماء، ويُدخل نور الشمس بشكل هادئ، ويعطيك إحساس بأن المكان يتغير ويتجدّد مع الجو الخارجي والنور والظلام. أما جدار الرخام الموجود في جهة القبلة، فهو لوحده يشكّل نقطة تركيز أساسية؛ ألواحه الكبيرة فيها أعراق واضحة، تتدرّج بين الرمادي والبيج، مع لمسات من النحاس الخفيف، وتعكس النور بهدوء، دون أي لمعان مزعج. كل عناصر الجامع تخلق توازن وانسجام بصري يكمّل بعضه.
فاز الجامع بجائزة أمانة الرياض للإبداع المعماري والعمراني لعام 2023.
يؤم المصلين الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ
أحد جوامع حي الديرة.
عمره يتجاوز القرن والنصف، وبُني في فترة حكم الإمام تركي بن عبدالله، بين العامين 1824 - 1834.
يتسع لقرابة 17 ألف مصلي.
تصميم المهندس: راسم بدران.
جامع الإمام تركي بن عبدالله، أو ما يُعرف بـ«الجامع الكبير»، غني عن التعريف، لكننا هنا بنتكلم عن عمارته وتميّزها. كان هدف الإمام من بناء الجامع بالقرب من قصر الحكم، وتشييد جسر يربط بين القصر والجامع، هو خلق مساحة اجتماعية وعلمية رحبة. وهالشيء واضح من المرافق التابعة للجامع، مثل المكتبة النسائية والمكتبة الرجالية.
ساهم في بناء هذا الجامع أشخاص من مختلف مدن السعودية، ومن دول عربية وخليجية كذلك.
مساحاته الخارجية واسعة، وتحيط النخيل فيه من كل اتجاه. وأنت تمشي تلفّك الممرات من يمين ويسار بتصميم «الفرجات» النجدية، المعروفة بشكل مثلثات متساوية الأضلاع، والأعمدة المزخرفة. وتداخل درجات اللون البني والأبيض يعطينا شعور المبنى التاريخي المتصل بالأرض اللي استوحى منها تفاصيله.

استُخدم الطين والحجارة في في بناء كل أعمدة الجامع، أما السقوف بُنيت من جذوع النخل. ثم بعد تطويره غُطّيت الجدران بحجر مُستخرج من منطقة الرياض. واللافت أن تصميمه العام يحاكي المساجد بالعمارة الإسلامية في الدول العربية، ولكن مناراته مصمّمة بالأسلوب النجدي التقليدي. السقوف المزيّنة بمرابيع الخشب لفتة نجدية أنيقة، تعطي المكان اتساق جميل بين العمارة الإسلامية والمحلية.
وفاز الجامع بجائزة «أغا خان» العالمية للعمارة عام 1995

يؤم المصلين الشيخ: عبدالله اليحيى
أحد جوامع حي الشفا، افتتح عام 2023.
يتسع لقرابة 640 مصلي.
تصميم المهندس: فهد علي القفاري

ما يشبه أي مسجد ذكرناه، لأنه بعيد عن أسلوب العمارة الإسلامية، لكنه قريب من العمارة التقليدية النجدية.
من بعيد بتلمح المسطّحات الخضراء حول مبنى حجري بتصميم مختلف، وإذا وصلت للممر المؤدي للمسجد بتلاحظ بير مع أكثر من زير تشرب منه الماء البارد في كل الفصول.
بناء المسجد مصمم ليكون صديق للبيئة، بحجارة متراصّة فوق بعضها بأسلوب طبيعي، كأنه بيت نجدي أو عربي تقليدي، مع لمسات خشبية، مثل أعمدة الممرّات اللي تربطها حبال بنية.
إضاءات المسجد في الليل جميلة، وتضيف روحانية، لأنك بتلقى سُرُج تنوّر المسجد وممرّاته الخارجية.


داخل المسجد مشابه لخارجه، فالحجر مستمر داخل دون تشطيب، وحتى محراب الإمام حجري وخالي من الزخرفة، مع قباب مبطّنة بالخشب، ونوافذ صغيرة محاطة بخشب غامق، مطابق للأبواب المزخرفة زخرفة نجدية، بلون واحد غير مشتّت، لكن محتفظ بجماله. والإضاءة داخل المسجد هادية ومخفية مع كم سراج موزّع على الأعمدة.




تحس أنّك تعرف الرياض؟ سواءً كنت ساكن فيها، أو مختّمها، أو جديد فيها، هذه النشرة لك. قبل نهاية الأسبوع، نرسل لك تجارب وتوصيات وجديد الرياض وأماكنها المعروفة، والأهم، السريّة.