مسلسلات تختمها في يوم واحد 📺📆

زائد: لقطة واحدة.. ست دقائق من التوتر

مسلسلات اليوم الواحد / تصميم :أحمد عيد
مسلسلات اليوم الواحد / تصميم :أحمد عيد

«Mare of Easttown»
«Mare of Easttown»

 مسلسل «True Detective»
مسلسل «True Detective»

اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من حلقة «Who Goes There» من مسلسل «True Detective»، أحد أبرز الأعمال التلفزيونية التي قدمت تحقيقًا عميقًا في النفس البشرية ضمن قالب الجريمة والغموض.

يدور الموسم الأول من المسلسل عن محققَيّ شرطة من ولاية لويزيانا، «راست كول» (ماثيو ماكونهي) و«مارتن هارت» (وودي هارلسون)، عندما كانا يحقّقان في جريمة قتل «طقوسية» لامرأة تُدعى «دورا لانج» عام 1995. يتوازى التحقيق مع خطٍّ زمني آخر في 2012، حيث يُستجوَب كلاهما بعد ظهور جريمة مشابهة، ما يكشف التغيرات التي طرأت على حياتهما منذ تلك القضية.

في هذا المشهد، يدخل «راست» إلى منزلٍ يعود إلى مجموعة من تجار المخدرات السود المسلحين ممن يسيطرون على الحي بأكمله.

يتخفّى «راست» تحت اسم «كراش» وسط عصابة «الصليبيين الحديديين»، وهي مجموعة من راكبي الدراجات الناريّة التي تنشط في تهريب المخدرات والجرائم العنيفة. والهدف من السطو هو سرقة كمية من مخدرات عصابة الأخرى.

تبدأ العملية بإظهار أفراد العصابة أنفسهم كشرطة لإرهاب من في المنزل، لكن الأمور تخرج عن السيطرة، لتتحول المواجهة إلى معركة شرسة. وسط الفوضى وإطلاق النار، يستخدم «راست» قائدَ العصابة «جنجر» درعًا بشريًّا، ويناور عبر الأزقة، متجنبًا الطلقات والقتالات العشوائية، ليصل إلى النقطة المتفق عليها مع «مارتي» الذي ينتظره بسيارة للهروب.

تميَّز المشهد بالطريقة التي صُوِّر بها: لقطة مستمرّة مدتها ست دقائق دون أي قطع ظاهر، تغمسك في الحدث. وتتبُّع الكاميرا لـ«راست» وهو يتنقل داخل المنزل وخارجه يخلق تجربة بصرية أشبه بمحاكاة الواقع. واستخدام الكاميرا المحمولة يُشعرك وكأنك وسط المعركة، يحدوك الخطر والفوضى في المكان. ولم تُستخدم الموسيقا التصويرية أبدًا، ولكن حضرت بدلًا منها أصوات الطلقات والصراخ. يعكس هذا الخيار الإخراجي أسلوب المخرج كاري فوكوناجا في جعل العنف والفوضى يبدوان طبيعيين، بدلاً من مشهد أكشن مصمم بطريقة تقليدية.

إلى جانب إبهار المشهد إخراجيًّا، فهو يحمل أهمية كبيرة في سياق القصة. ففي هذه اللحظة، لا يؤدي «راست» دور المحقق الرسمي، بل يتخذ منهجًا غير قانوني للوصول إلى الحقيقة. فتحقيقه في جريمة «دورا لانج» قاده إلى الاشتباه في «ريجي ليدو»، وهو صانع ميثامفيتامين على صلة بطائفة غامضة يعتقد أنها وراء الجريمة.

وللوصول إلى «ليدو»، يحتاج «راست» إلى التسلل داخل الشبكة الإجرامية التي تربطه، وهنا يأتي دور عصابة «الصليبيين الحديديين». وبفضل خبرته السابقة في عمله شرطيًّا متخفّيًا، يستخدم «راست» هويته القديمة -«كراش»- لإقناع «جنجر»، أحد أفراد العصابة، بأنه لا يزال في هذا العالم. ولإثبات جدارته وكسب ثقته، يوافق على مساعدتهم في تنفيذ عملية السطو، متوقعًا أن هذا سيقوده إلى «ريجي ليدو». لكن، كما يحدث في كثير من الأحيان، لا تسير الخطة كما هو متوقّع، ويتحول الأمر إلى فوضى دموية.

يعكس هذا المشهد طبيعة «راست» بكونه شرطيًّا غير تقليدي، وعلى استعداد لكسر القوانين والقيام بأفعال خطرة للوصول إلى هدفه، وهو ما يضعه على النقيض من «مارتي»، الذي ظلّ عالقًا بين دور الشرطي الملتزم، ومحافظًا على حياة أكثر استقرارًا. قد لا يكون «مارتي» مرتاحًا لأساليب «راست»، لكنه في النهاية يدعمه، ما يظهر العلاقة المعقّدة بينهما التي يملؤها الشك، إلا أنها أيضًا قائمة على الاعتماد المتبادل.

حظي الموسم الأول من «True Detective» بإشادة نقدية واسعة، حيث فاز بعدة جوائز، ونال كل من ماكونهي وهارلسون ترشيحات لجائزتيّ الإيمي والقولدن قلوب في 2014 و2015 عن أدائهما المميز في المسلسل.


مسلسل «Adolescence»
مسلسل «Adolescence»

قد تظن للوهلة الأولى أنَّ مسلسل «Adolescence» القصير ينتمي إلى مسلسلات الجرائم في نتفلكس الطافحة باستعراض الجانب الإجرامي المقزز في النفس البشرية. هذه الخلطة أثبتت نجاحها جماهيريًّا، لا سيما في تصنيف مسلسلات السفاحين والجرائم الحقيقية، إلى حد ارتأت منصة «شاشا» السباحة في تيارها، وإكرام المشاهدين بنسخة كويتية من هذه الفئة بمسلسلها الرمضاني القصير «وحوش»، عن أبشع الجرائم الحقيقية التي وقعت في الكويت، بحثًا عن المشاهدات العالية. 

إن كنت ممن ينجذبون إلى مشاهدة هذه الأعمال، لن تجد في هذا المسلسل ما يجذبك إليه. بل حتى إن كنت ممن يستمتعون بمشاهدة مسلسل «Law and Order» بتشعباته ومواسمه التي لا عد ولا حصر لها، أيضًا لن تجد في هذا المسلسل ما يجذبك إليه. 

المسلسل من أربع حلقات، حول فتى في سن الثالثة عشر «جيمي» يُتَّهم بقتل طالبة تكبره بعامين، وزميلة له في المدرسة. كل حلقة تنطلق من محاولة البحث عن أجوبة لأسئلة، تأخذ هذه الأسئلة ظاهر التحقيق في الجريمة وملابساتها، لكنها في الواقع محاولة للبحث عن إجابة للسؤال: من المسؤول؟

كل حلقة تسلط الضوء على مفصل محدد في القضية: الحلقة الأولى بعنوان «اليوم الأول» توثّق عملية الاعتقال. الحلقة الثانية بعنوان «اليوم الثالث» توثّق التحقيق مع زملاء «جيمي» ومعلميه في المدرسة. والحلقة الثالثة بعنوان «بعد سبعة أشهر» توثّق الجلسة الأخيرة بين الطبيبة النفسية و«جيمي» لتقديم التقييم النفسي للقاضي. والحلقة الرابعة بعنوان «بعد ثلاثة عشر شهرًا» توثّق أحداث يوم عيد ميلاد «إيدي ميلر» -والد «جيمي»- ومحاولة العائلة الاحتفال.

كل حلقة من تلك الحلقات جرى تصويرها بلقطة واحدة!

بمعنى أنَّ الكاميرا لم تتوقف عن التصوير ولو للحظة طيلة الحلقة. هذا لا يعني أنَّ الشخصيات قضت الحلقة في مكان محدود يسهل السيطرة عليه، كما الحال على خشبة المسرح، بل رافقت الكاميرا الشخصيات في تنقلها بين المواقع، وفي تنقلها أيضًا بين الشخصيات متى افترقت طرقها. 

يقنعك هذا الأسلوب بأنك تختبر ما تختبره الشخصيات لحظةً بلحظة، وفي المدى الزمني نفسه للأحداث، إلى حد تتردد فيه بإيقاف العرض لأي سبب. طبعًا نجاح هذا الأسلوب يتطلب من الممثلين خبرةً عالية في التمكن من الحوار وانسيابية الحركة وحفظ السيناريو، وهنا تأتي الموهبة المسرحية لدى الممثلين البريطانيين، إذ يعتاد ممثلوها الأداء على مدى طويل دون مقاطعة ودون شبكة أمان إعادة التصوير، مع الحضور الكامل في الشخصية. كذلك، اعتمدوا على الارتجال في بعض المواقع، مما أضفى واقعيةً على الأداء، لا سيما لدى أوين كوبر الذي أدَّى دور «جيمي» في أول دور تمثيلي يؤديه. 

الممثل ستيفن قراهام، الذي يؤدي دور «إيدي ميلر»، هو أحد صناع المسلسل وأيضًا أحد الكاتبيْن الرئيسين للسيناريو، وقدَّم هو الآخر أداءً استثنائيًا للأب المصدوم دون الوقوع في فخ المبالغة في الانفعال ودراما «الزعيق» المزعجة. 

في غضون أسبوع من عرضه، نال «Adolescence» تقييمات عالية، آخرها تحقيقه علامة 98% على مقياس «روتن توماتوز». ومتى شاهدت المسلسل، ستصادفك مقاطع كثيرة في إنستقرام وتك توك لمقابلات مع طاقم المسلسل وتحليلات لمشاهده، وهذه متعة إضافية إلى تجربة المشاهدة التي حرصنا ألا نحرمك منها بذكر تفاصيل أكثر تحرق عليك أحداثها. 



فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن

مسلسل «Band of Brothers»
مسلسل «Band of Brothers»

استعدادًا لتجسيد معاناة الجنود في ساحات القتال في الحرب العالمية الثانية، خضع طاقم مسلسل «Band of Brothers» لمعسكرٍ تدريبيٍّ صارم دام عشرة أيام. صُمّم هذا المعسكر ليحاكي الظروف القاسية التي عاشها الجنود الحقيقيّون. لم يكن الأمر مجرد تدريبٍ على التمثيل، بل اختبارًا حقيقيًّا للتحمّل والانضباط، حيث يبدأ التدريب يوميًّا في الخامسة صباحًا، مهما تكن حالة الطقس، ويستمرّ لحوالي ست عشرة ساعة متواصلة. يبدأ البرنامج بالتمارين الرياضية الشاقة، ثم يتبعها الجري لمسافة تصل إلى خمسة أميال، ومن ثم التدريبات التكتيكية التي شملت التعامل مع الأسلحة وتقنيات القفز بالمظلّات.

خلال هذه الفترة، فُرضت قواعد صارمة للحفاظ على الواقعية، إذ كان على الممثلين البقاء في شخصيّاتهم طوال الوقت، حتى في أوقات الراحة. لم يُسمح لهم استخدام أسمائهم الحقيقية، بل كان عليهم مناداة بعضهم بأسماء شخصياتهم ورتبهم العسكرية، وطُلب منهم أيضًا التخلّي عن لكناتهم الطبيعية، خاصّةً الممثلين البريطانيين، وتعلم التحدث بلكنة أمريكية تناسب شخصياتهم. ولم يُستثنَ من هذه القواعد سوى الضبّاط، الذين خضعوا للمستوى نفسه القسوة التي عاناها المجنّدون على يد هيئة التدريب.

أثمر هذا الجهد الهائل من التزام صُنّاع العمل عن واحد من أنجحِ المسلسلات القصيرة في التاريخ، ولا يزال يُصنف واحدًا من أعظم الأعمال الدرامية التي تناولت موضوع الحرب العالمية الثانية بواقعية مذهلة.

وبهذه المعلومة نستهلّ فقرة دريت ولّا ما دريت عن مسلسل «Band of Brothers»، الصادر عام 2001.

  • لم تخلُ فترة التدريب من الحوادث، إذ تعرّض الممثل نيل ماكدونو لإصابة في وجهه بعد انطلاق رصاصة من سلاحه. تلوّث الجرح بعدها، مما استدعى نقله إلى المستشفى. ولتجنب لفت انتباه الصحافة، قدّم نفسه هناك باسم شخصيته «باك كومبتون»، وظلّ مرتديًا زيه العسكري طوال وقت مكوثه في المستشفى، وعاد إلى المعسكر في اليوم التالي في الثالثة صباحًا، أي في الوقت المناسب لاستئناف التدريبات.

  • لم يكن المسلسل مجرد تجربة شاقة جسديًّا على الممثلين، بل كان أيضًا نقطة انطلاق بارزة في مسيرتهم المهنية. فقد شهد المسلسل ظهور أسماء بارزة، مثل توم هاردي ومايكل فاسبندر وجيمس مكافوي وداميان لويس وسيمون بيج ودومينيك كوبر.

  • لم يعتمد اختيار الممثلين على مهاراتهم التمثيلية فقط، بل كان تشابههم مع الجنود الحقيقيين الذين جسّدوا أدوارهم معيارًا أساسيًّا في عملية الاختيار.

  • حرص صُنّاع العمل على أقصى درجات الدقة التاريخية، سواء في الأزياء أو المعدات. فجميع الأزياء المستخدمة، التي بلغ عددها 1,200 قطعة، كانت ملابس عتيقة أصلية. كما أُعيد بناء أربع دبابات من حقبة الحرب العالمية الثانية باستخدام هياكل دبابات (T-34) السوفيتية وناقلات جنود بريطانية.

  • لتصوير مشاهد الغابات، صُمّمت مجموعة خاصة تحاكي غابة بوا جاك في باستون داخل مستودع طائرات، مستخدمين أشجارًا حقيقية، و250 شجرة صُنعت خصّيصًا للمسلسل.

  • أثناء العمل على المسلسل، عرض ستيفن سبيليرق وتوم هانكس جميع نصوص الحلقات على عددٍ من الجنود الناجين من فرقة «إيزي» لضمان مصداقيتها.

  • كان يوم التصوير الواحد يتطلّب ما يصل إلى 14,000 طلقة ذخيرة، ما أضفى على المشاهد القتالية واقعية أكبر.

  • في أحد المشاهد التي تصوِّر دخول الجنود إلى أيندهوفن واستقبالهم من المقاومين الهولنديين، طلب المخرج من الممثلين الهولنديين التحدث بإنقليزية «مكسورة»، بعدما لاحظ أنهم يتحدثونها بطلاقة أكثر مما ينبغي لشخصياتهم.

  • ادّعى الممثل مارك رايان-جوردن أنه التقى برجل من الطاقم يتقاضى 200 جنيه إسترليني يوميًّا، مقابل لفّ السجائر بطريقة تحاكي زمن الفِلم، لتظهر في المشاهد مع الجنود

الأفلامالموسيقا
النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
أسبوعية، الخميس منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+50 متابع في آخر 7 أيام