كيف عرفوا أماكن العالم دون خرائط

كيف رُسمت هذه الخرائط دون وجود الأقمار الاصطناعية؟ وهل هي خرائط صحيحة؟

لطالما كنت أرى الخرائط بذلك المفهوم الطفولي الذي اعتدت أن ارسمه في مادة الجغرافيا بدفتري الصغير، الذي عزّز، ولفترة طويلة من عمري، بأن الخرائط هي صورة العالم الكبرى. الصورة بعيدة المنال، التي لاتحمل في طياتها سوى حدود تقسيم الدول والقارات بشكلها الأصم المجرد.
لكن ومنذ بداية عملي على هذه السياقة، توسّع مدى إدراكي بعالم الخرائط، و أحببته بنحوٍ لا يُصدّق. والأهم، تعزّزت لديّ، بعد فترة من الانغماس، أن الخرائط هي أكبر وأهم الوثائق التاريخية التي وثّقت تطورات العصور والبشر، ونقلت مدى إدراكهم.

ففي رحلة بحثي هذه وجدت عددًا من الخرائط القديمة، بعضها كانت تعبر عن المناطق المجاورة بأنها «أراضٍ مجهولة»، وبعضها الآخر، وبسبب انعدام معرفة واضعيها بالمناطق المجاورة، كانوا يلجؤون إلى رسم الوحوش والمخلوقات الغريبة التي لا تتسم بالواقعية.

ومع مرور الزمن، وتطور طرق الترحال والعلوم واكتشاف العالم، اكتملت خريطة العالم الكبرى، التي كانت رغم اكتمالها، خاطئة في تمثيل مساحة بعض الدول بسبب «مقياس مركاتور»! المقياس الذي عُمّم على كافة دول العالم. 

في هذه السياقة حاولت أن أسرد قصة بحثي، بدايةً من خيال البشر البدائي، ووصولًا إلى نظرية خريطة العالم الخاطئة. وكانت بمثابة متعة التعلّم داخل حصة الجغرافيا بعد سنين من النضج.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.