مزهّب الطراقي: الحفاوة والكرم في جفيفاء حائل

فلان هذا الفلم هم أبناء عثمان المرشد، أبو فهد الذي اشتهر بكرمه وحفاوته بالبعيد والقريب والصغير قبل الكبير.

«ذكر الحيا والطيبين يبين» الحيا يعني المطر، ذكره وذكر مكانه والطيبين من الناس ينتشر ويشتهر. 

في عام 1443 هـ (2022) كانت زيارتي الأولى لعائلة عثمان بن مرشد المفيد التميمي، حفيد مزهب الطراقي: عثمان بن دواس. في تلك الزيارة حملت كاميرا سوني صغيرة بحجم كف اليد، ورغبتي بتصوير «المضيف» — المكان المفتوح بابه دائمًا وقهوته حاضره وناره مشبوبة بطقوسه وناسه. تكررت بعدها الزيارة، بكاميرا وبدون، بمعدات أكبر وأكثر جودة، الوجوه تغيّرت وكبرت، اختلفت أشياء كثيرة، لكن أكثر ما لفت انتباهي اختلافه هي العادية. 

تعيش قرية جفيفاء عادية الكرم، فمشهد الضيف والضيافة عادية، القهوة الحاضرة عادية، النار المشبوبة عادية، الباب المفتوح طوال السنة عادي وعادة وعاديّة. 

هذا الفلم من أكثر الأفلام ارتباطًا بنا، إذ أكثر ما يميزنا عاديتنا. رغبت لو استمرّيت بتصويره سنين أكثر لتوثيق الأجيال من عائلة عثمان رحمة الله عليه، لكن أعتقد أن المراد تحقق والغاية كذلك؛ عادية الكرم من جيل إلى جيل لا خوف عليها، «من ورَّث ما مات» ولو أني ما التقيت بأبو فهد، فأثر هذا الرجل بيّن، تشهد له تربية الأبناء، والرجال قريبهم وبعيدهم، يشهد له سواد النار على الجدار الأصفر، والباب المشرَّع ومعاميل القهوة. هذا الفلم في ذكرى الكرماء وذكر عثمان بن مرشد التميمي. 

— ثامر السنيدي 4 رمضان 1446.

فلان
فلان
منثمانيةثمانية

وثائقيات «فلان» عن الإنسان المحلي وارتباطاته بالعالم من حوله.