مسلسل «مو» واستعادة ذاكرة الأجداد المسلوبة👵🏻
زائد: الصندل الذي خسر معركته القانونية.



إذا أردت وضع معيار تقييم لعملك أو منتجك، فالأفضل اختيار تقييم الإبهامين (👍🏻👎🏻) بدل تقييم النجوم الخمسة.
لماذا؟
تقول الدراسة العلمية بعنوان (Two-point rating system cuts out racial bias)، أنَّ كلما قلَّت خيارات التقييم، ضاق هامش إظهار التحيُّز العرقي والتحيُّز الجندري أو أي نوع آخر من التحيُّزات المسبقة. فمثلًا، قد يكون العمل ممتازًا، لكن لأنك تشخصن التقييم، ستعطي العمل 3 نجوم من خمسة ولن تشعر بالذنب لأنك تظن أنك أنصفت العمل الممتاز بمنحه ثلاث نجوم، وفي الوقت نفسه عبَّرت عن تحيزك ضد الشخص والجهة بسلبك نجمتين من التقييم.
لكن مع تقييم الإبهامين، تركيزك سيكون على تقييم العمل لا الأشخاص، ولن يسعك التقييم بـ👎🏻 بضميرٍ مرتاح إذا كان العمل ممتازًا لكنك مشخصنها حبتين. 😏

مسلسل «مو» واستعادة ذاكرة الأجداد المسلوبة
عرضت نتفليكس الشهر الماضي الجزء الثاني من مسلسل «مو» (Mo) الذي يحكي قصة شاب من أصول فلسطينية ولد في الكويت، وبعد غزوها هاجر أبواه في طفولته إلى أمريكا. دارت أحداث الجزء الأول حول محاولة العائلة كسب حق اللجوء في أمريكا بعد أكثر من عشرين سنة قضتها بين جلسات المحاكم للحصول على أوراق رسميّة؛ وكانت وفاة والد «مو» سببًا في إطالة عمر قضيتها.
في الجزء الثاني؛ وبعد تجاوز عديد من العقبات؛ يستطيع «مو» وعائلته أن يحصلوا على حق اللجوء، وبالتالي بعض الأوراق الثبوتية ووثيقة سفر أمريكية. في اللحظة التي تتسلم فيها والدة «مو» الأوراق تقرر السفر مع أخيه إلى فلسطين -التي لم يرها «مو» ولا أخوه قط- لزيارة إخوتها. وينجح «مو» بعد جهد في السفر معهما رغم تعثر أوراقه.
يمنح حق اللجوء في أمريكا والوثائق التابعة «مو» وعائلته كثيرًا من الفرص التي انتظروها عمرًا طويلا، أولها حق العمل، لكنهم استعملوا هذه الوثائق قبل أي شيء لذلك السفر. والحقيقة أني أفهم تمامًا هذا الاندفاع إلى العودة إلى أرض عرفها «مو» في بعض الحكايات فقط، وهو ما حرك كثيرًا من المشاعر داخلي؛ أنا التي ما رأت أمي فلسطين ولا عرفتُها إلا ببعض القصص، وأحمل حلمًا مخبَّأً عن يوم أستبدل فيه بوثائق سفري جوازًا يمكِّنني من العودة إلى رؤية تلك الأرض.
يصل «مو» إلى مطار الأرض المحتلة ويعجز عن تذكّر اسم جده الأكبر عند سؤال ضابطة الجوازات، ليتكشَّف حجم انقطاعه عن معرفة ماضيه وأجداده، ووعيه مرة بعد أخرى بهذا الانقطاع. لكن يَظهر لاحقا بحثه عن قصص أسلافه وخطواتهم في مشاهد عديدة، من ذلك صلاته بمسجد القرية متتبعًا مواقع صلاة أبيه وجده، ليخبره أحد سكان القرية أن أباه هو من ركب أجهزة الصوت في المسجد.
يستمر «مو» بتتبع آثار أجداده في مفتاح للبيت القديم أو جواز سفر جده قبل الاحتلال الإسرائيلي، أو صورة في حفل زفاف جدَّيه، إلى أن يعثر على كاميرا فيديو قديمة فيها مشاهد عديدة لوالده لتكون كنزه المفقود. ورغم كثير من منغصات الحياة في قرى الضفة من المستوطنين وتبعات الاحتلال، يظهر «مو» لأول مرة راضيًا مطمئنًا بين أشجار الزيتون في حقل عائلته.
يستثير التَّفكّرَ ذلك الباعثُ وراء ترك بريق الحاضر والمستقبل المتمثل في أمريكا، والعودة إلى الماضي والجذور بكل ما في العودة من غموض ومنغصات. ولكن المثير أكثر أن حالة «مو» ليست فردية، وحلمي بالعودة إلى أرض ما رأيتها ليس حلمًا فرديًّا أيضًا.
فكثير من الفلسطينيين حولي -ممن منعوا من حق العودة- يخبئون هذا الحلم. الأمر الذي دفعني للتأمل في أسباب تلك الرغبة، خصوصًا بعد قراءتي تجارب عديدة لأشخاص من أصول مختلفة ولدوا في أمريكا، وعادوا بعد عمر طويل إلى أرض أجدادهم بحثًا عن الهوية. قرأت تلك التجارب في مقال بعنوان «عودة الأحفاد» (Return of the descendants). ولكن ما أثار اهتمامي حقًّا، وأجاب عن بعض تساؤلاتي القديمة المتجددة، مقالٌ في نيويورك تايمز بعنوان «القصة التي تربطنا» (The Stories That Bind Us).
يبحث المقال في الأصل عن إشكالية تفكك الأُسر، وما يمكن أن يفعله الآباء لمواجهة هذا التفكك، ولتقوية أواصر العائلة وجمع أفرادها. وكانت نتيجة بحثه مثيرة وبسيطة أيضًا؛ فوفقًا للمقال، يرى الدكتور مارشال ديوك -عالم النفس في جامعة إيموري- أن تطوير الأبوين سرديةً عائليةً قوية من أهم ما يمكن أن يقدماه للأسرة وللأطفال. وتشاركه في ذلك زوجته الطبيبة النفسية؛ إذ تضيف أنه من الملاحظ ميل الأشخاص الذين يعرفون عائلاتهم عن قرب إلى مواجهة التحديات بشكل أفضل.
انطلق الدكتور ديوك مع زميله من هذه الفرضية لتطوير مقياس «هل تعلم؟» لاختبار معرفة الأطفال بعائلاتهم، وفيه أسئلة مثل: هل تعرف أين نشأ جداك؟ هل تعرف مرضًا أصاب عائلتك؟ وغيرها من الأسئلة لملاحظة أثر المعرفة بالعائلة على الأطفال. وقد وضّحت هذه التجربة أنه كلما زادت معرفة الأطفال بعائلاتهم زادت ثقتهم بأنفسهم وبعائلاتهم وزاد شعورهم بالسيطرة على حياتهم، وأصبحوا أكثر صمودًا من غيرهم في مواجهة التحديات والصعوبات، وأقدر على إدارة القلق.
بالرجوع إلى «مو» وأمثاله، تتعلق العودة إلى الوطن بالبحث عن الهوية وغيرها من مكونات النفس، ولكنها في الوقت ذاته عودةٌ للبحث عن سردية العائلة ومحاولة الارتباط بها. ويصعب في الغربة بناء هذه السردية بشكل مترابط. فأنا لا أظن أن السردية العائلية القوية تكفيها قصةُ العائلة النواة، خاصة بغياب أحد الوالدين؛ إذ لم يسمع «مو» قصص والده من والدته فقط، بل من أهل القرية ومن خاله أيضًا.
في الوقت نفسه، قدمت لي نتائج البحث التي ذُكرت في المقال تفسيرًا عن ملاحظة كانت تثير تساؤلات فيّ وفي من حولي من الفلسطينيين الذين منعوا حق العودة. فدائمًا ما كنت أشعر أننا أكثر قلقًا من غيرنا، وأشد جزعًا أمام مصاعب الحياة، كأننا اقتتنا على الخوف، مقارنة بغيرنا -حتى الفلسطينيين الذي يمكنهم العودة. وأعتقد أنه دون الوطن والعائلة الممتدة يصعب على الإنسان امتلاكَ سردية عائلية متماسكة وقوية تساعده على مواجهة الحياة.
لذا مهما كان مزعجًا لك إصرار والديك على قضاء عطلة في «الديرة»، تذكر أن حكايتك تبدأ من هناك وتمتد إلى أولادك، وهذه الحكاية هي درعك في مواجهة الحياة.
خبر وأكثر🔍📰

القضاء يحكم بأن الصندل ليس فنًّا!
ادَّعت شركة بيركنستوك الألمانية لصناعة الصنادل أن صنادلها أعمال فنية تطبيقية وبالتالي محمية بحقوق التأليف والنشر بموجب القانون الألماني. هذه الصفة تمنح تصميماتها حماية أقوى وأطول أمدًا تحت مظلة حقوق الملكية الفكرية. 🩴🖼️
رفعت بيركنستوك القضية بعدما صنَّعت شركات منافسة صنادل شبيهة بصنادلها، كذلك سعت بيركنستوك للحصول على أمر قضائي ضد هؤلاء المنافسين الذين يبيعون صنادل «مقلدة»، مُطالبةً بوقف الإنتاج وتدمير المخزون الحالي. 🛍️😡
مرَّت قضية بيركنستوك عبر عدة محاكم. في البداية، اتفقت محكمة إقليمية في كولونيا مع بيركنستوك، واعترفت بالصنادل بصفتها أعمال فنية تطبيقية. لكن المحكمة الإقليمية العليا نقضت القرار، إذ عجزت عن إيجاد أي جمالية فنية أو إنجازًا فنيًّا فريدًا في الصندل الضخم ذي الرباط العريض. وأيدت محكمة العدل الاتحادية الحكم ضد بيركنستوك. وحكمت بأن الصنادل لا تستوفي معايير الأعمال الفنية التطبيقية المحمية بحقوق التأليف والنشر. 🚫👨🏻🎨
ارتكز قرار محكمة العدل على مبدأ أن تصميم المنتج لا يمكن أن يكون محميًّا بحقوق التأليف والنشر إذا كان شكله مدفوعًا في المقام الأول «بمتطلبات تقنية أو قواعد أو قيود أخرى». بمعنى آخر، إذا كان التصميم وظيفيًا ويلبي احتياجات عملية بدلاً من التعبير الفني، فإنه لا يمكن حمايته بصفته فنًّا. كما أكدت المحكمة على ضرورة أن يُظهِر التصميم «إبداعًا فرديًّا» لكي يتأهل للحماية بموجب حقوق التأليف والنشر كعمل فني تطبيقي. 👨🏻⚖️🦶🏻
يضع الحكم سابقةً مفادها أن عناصر التصميم الوظيفية، حتى لو كانت ذات مظهر جمالي، من غير المرجح أن تُعَد أعمالاً فنية تطبيقية محمية ما لم تُظهِر درجة كبيرة من التعبير الفني الفردي تتجاوز الوظائف الأساسية. وسيكون لهذا الحكم تداعيات على الشركات الأخرى التي تسعى إلى حماية تصاميم منتجاتها من خلال قانون حقوق التأليف والنشر. 🫠⚖️
ربما لو صمَّمت بيركنستوك صنادلها على نسق شبيه بصنادل توت عنخ آمون المكتشفة حديثًا، لنالت فرصة أعلى في تصنيف صنادلها فنًّا. 🤴🏻💁🏻♂️
المصدر🌍
لمحات من الويب
«المتشائم هو من يشكو من الضجّة حين تطرق الفرصة بابه.» أوسكار وايلد
إن كنت تقف على شفا فترة تغيير وانتقال، نشاركك تدوينة «أن تحمل بيتك معك» من مدونة «قصاصات» للكاتبة هيفاء القحطاني.
كيف تعمل مشهد أنمي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؟
كيف تفوقت مسرحية «ليلى والذيب» من بطولة الأختين هدى حسين وسحر حسين على أفلام ديزني؟
طلعت لك سمكة نهاية العالم؟
خلينا نشم هوا.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
المقدمة التي تعلق في الأذهان٫ كيف تؤثر مقدمات المسلسلات على تجربة المشاهد؟
مسلسل «الصفقة» الكويتي، نساء رياديات يقتحمن عالم البورصة الكويتية في عزّها، ويتمردن على «العقلية الذكورية».


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.