لماذا لاعبو كرة القدم أذكى مما نتوقع⚽️
زائد: المنزل كمرآة للشفاء.



هل أنت غاضب ممن يستخدم خاصية إخفاء قراءة رسالة الواتساب؟
مرَّت عليّ تغريدات كثيرة في «إكس» تنتقد هذه الفعلة الشنيعة برأيهم، من باب (عطني علامتيْ الصح الزرقاوين حتى أعرف أنك قرأتها!!!).
أولًا، بالتأكيد المرسَل إليه قرأها! اسأل نفسك٬ هل إذا وصلتك رسالة واتساب ستنتظر ساعةً كاملة، يومًا كاملًا، حتى تقرأها؟
إخفاء خاصية القراءة هي رسالة اعتذار مبطنة، مهذَّبة قدر المستطاع، بأنَّ الرد لن يكون فوريًّا. وحتى نكون صادقين، قد ينسى المرسَل إليه ولا يرد. الأمر ليس شخصيًّا، هو فحسب طبيعة الزمن الذي نعيش فيه، المختلف عن طبيعة التلفون الأرضي حيث احتمال التواصل مع الشخص المعنيّ في مكتبه وبيته أعلى مما هي عليه الآن. 🤷🏻♂️☎️

لماذا لاعبو كرة القدم أذكى مما نتوقع⚽️
لعبت كرة القدم في طفولتي في أحد أندية الهواة. وكانت تُسمَّى الفرق في مرحلة الناشئين وفقًا لسنة ميلاد اللاعبين، لذا كان من المفترض أن أنتمي إلى فريق 87. إلا أن فريقنا تحديدًا كان يُسمَّى بفريق كاريمبو! كان كاريمبو مهاجم الفريق، وقد حصل على هذا الاسم لشدة شبهه باللاعب الفرنسي كريستيان كاريمبو، إلا أنه كان أسرع من كاريمبو الحقيقي، بل أسرع من معظم لاعبي كرة القدم الذين رأيتهم طوال حياتي.
لم أحترف كرة القدم، لكنني آمنت أن كاريمبو حتمًا سيكون لاعبًا فذًّا نظرًا لقدراته البدنية التي لا تخطئها عين، وهذا ما لم يحدث أبدًا. ظل كاريمبو لغزًا كبيرًا لم أفهمه، حتى قرأت تصريحًا للمدرب الفذ يوهان كرويف جعلني أفكر في قصة كاريمبو بشكل مختلف تمامًا.
يقول كرويف في تعريفه للسرعة في كرة القدم «كثيرًا ما يجري الخلط بين السرعة والبصيرة، فإذا بدأت في الركض قبل الآخرين، فستبدو وكأنك أسرع منهم». هذا هو بيت القصيد بالفعل، يعتقد الكثيرون أن القدرات البدنية، مثل السرعة والقوة، هي أساس نجاح لاعبي الكرة، بينما في الواقع لا يكتفي أبدًا لاعبو النخبة بقدراتهم البدنية، بل يعتمدون بشكل كبير على قدراتهم الذهنية.
بمعنى أدق، لا يحتاج لاعب الكرة أن يكون أسرع من أقرانه بقدر ما يحتاج إلى إدراك معطيات اللعب من حوله. وحينئذ سيبدأ بالركض أولًا، ولن يلحقه أحدٌ من منافسيه حتى لو كان أسرع منه.
أجرت عدة جامعات، على رأسها جامعتا أوكسفورد وبولونيا، دراسة حديثة حلَّلت فيها 204 لاعبًا ينتمون إلى أفضل فرق البرازيل والسويد من أصل 328 مشاركًا في الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى أن نخبة لاعبي كرة القدم يتمتعون بقدرات معرفية استثنائية، ومهارات متطورة فيما يتعلق بالتخطيط والذاكرة واتخاذ القرار. وهي القدرات التي تساعدهم على التنبؤ بالسلوكيات الضرورية للعب كرة القدم، والسبب الأساسي في تسجيل الأهداف وأداء التمريرات الحاسمة والمراوغات الناجحة.
يؤمن يواخيم لوف، المدير الفني الألماني المتوَّج بكأس العالم 2014، بضرورة تنمية القدرات الذهنية لدى لاعبي كرة القدم. فمثلما يفكر لاعب الشطرنج في خطواته العشرين المستقبلية، يجب على لاعب كرة القدم اتباع النهج ذاته. ويعلِّق الطبيب الرياضي مايكل لوبيرت بأن اللاعبين في احتياج إلى تطوير قدراتهم الذهنية والإدراكية لتحسين أدائهم داخل الملعب، هذا لأن النتائج الجيدة تتحقق في المقام الأول على يد اللاعبين الذين لديهم فهم أسرع للموقف.
يتفق محمد صابر، الشريك المؤسس لشركة «بيك» لتطوير اللاعبين التي تتعامل مع عدد من لاعبي الدوري السعودي والدوري المصري، حول أهمية تطوير القدرات الذهنية للاعبي كرة القدم. ويؤكد أن هذا التطوير يعتمد بشكل أساسي على تطوير الجوانب الإدراكية فيما يتعلق بشقين أساسيين. أولهما تواصل اللاعب مع عناصر البيئة المحيطة، وثانيهما سرعة اتخاذه للقرار. حيث يجري تدريب اللاعب على فهم أنماط حركة زملائه في الفريق وكذلك الخصوم، مما يساعده على اتخاذ قرارات صحيحة في توقيت مثالي.
يشرح صابر الأمر بأن معظم قرارات لاعب كرة القدم داخل الملعب قرارات تنبثق من اللاوعي. فإذا اتخذ اللاعب قرارًا بوعي كامل، فهذا معناه أنه سيتخذ قرارًا متأخرًا، لأن حينها سيزن اللاعب صحة القرار أولًا، وهو ما لا تسمح به وتيرة كرة القدم السريعة. لهذا يحتاج اللاعب إلى قرار بديهي صحيح، وهو ما يحدث من خلال استرجاع التجارب المخزنة في ذاكرته المتعلقة بقرارات مماثلة، ولكن ما هي تلك التجارب؟ هي إما تجارب حقيقية كللت بالنجاح، أو تجارب درسها اللاعب وفهمها جيدًا بفضل قدراته الذهنية المتطورة.
تطورت كرة القدم وأصبحت أسرع وأشدَّ حِدَّةً خلال السنوات الأخيرة، وقد خلق هذا قناعة لدى الكثيرين بأن لاعبي كرة القدم هم أشخاص متفوقون بدنيًا مع قدرات ذهنية منخفضة وغير ضرورية داخل ملعب كرة القدم. غير أنَّ في الحقيقة كلما زادت سرعة الكرة، احتاجت إلى لاعبين يتمتعون بقدرات ذهنية أكبر للتصرف بشكل صحيح في ظل وتيرة سريعة ومواقف معقدة. لهذا وبدون شك فإن لاعبي النخبة حول العالم، على عكس الاعتقاد الشائع، هم الأذكى بين أقرانهم من البشر.
أؤمن بذلك تمامًا. فلو كانت قدرات اللاعبين تنحصر في الجانب البدني فقط، لكان مهاجم فريق الطفولة، صديقي كاريمبو، لاعبًا في ريال مدريد على أقل تقدير!
شبَّاك منوِّر 🖼️

عند بدء الإنسان رحلته للعلاج بعد تشخيصه بمرض ما، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، غالبًا ما يحاول اتخاذ الطريق المتعارف عليه في التداوي. في الفلم القصير «باليمبسيت» (Palimpsest) يأخذ الأمر منحى أقلَّ تقليديةً، عندما تلجأ سيدة تعاني القلق والإرهاق إلى بيتر، أخصائيٌّ في مجال غريب، لمساعدتها.👨🏻⚕️
يسمي بيتر نفسه «House tuner»، حيث يتجاهل الأساليب النفسية المعتادة لمعالجة الاكتئاب والأرق وحتى المشكلات الزوجية، وذلك بذهابه إلى منزل المريض وتفحّصه. فيتجوَّل في الغرف والمطبخ، يشغّل الأجهزة ويستلقي على السرير، بحثًا عن مصدر الخلل. 🔍🏚️
طوال الفلم تستنكر التصرفات التي تبدو تافهة وغير مرتبطة بحقيقة المشكلة، لكنها تذكيرٌ باليأس الذي يعانيه الإنسان عند محاولته التشافي وبحثه عن أي حل. فهل تُجدي كل الطرق التي نسعى إليها؟ أم أنه تحسن وهمي «Placebo»؟ 💊😔
بعد مضي دقائق، تكاد تقتنع بصحة هذه الطريقة. إذ أنَّ المنزل مكان الراحة، والفاصل الحقيقي بين وجودنا والعالم، فلابد أن يكون متسقًا ومتآلفًا معنا ومع ما يمنحنا السكينة. ليس بصريًا وشعوريًا فحسب مثلما يركز عليه مفهوم «الفنق شوي» (Feng Shui) الصيني، بل يتجاوز عمل بيتر ذلك إلى المستوى السماعي، حتى يكون المنزل باعثًا للطمأنينة في كل جوانبه.🏡🔕
هذا الفلم القصير يفتح لنا نافذة نتجاهلها. فكل ما حولنا له تأثيرٌ مباشر وغير مباشر على سلامنا وراحتنا، حتى تلك الأشياء والأحداث التي اعتقدنا اعتيادنا لها أو مقدرتنا على التعامل معها. الانتباهُ إلى محيطك بتفاصيله عزاء، تذكيرٌ بأن الخلل قد يكون خارجيًا، وأن السيطرة على منزلك ممكنة إلى حد ما، حتى إن كنت تعجز عن التحكم بما يحدث خارجه.🪟🌎
🧶 إعداد
شهد الراشد
لمحات من الويب
«العقل الإبداعي العظيم يفكّر بلا حدود مثلما يفكّر الفنان، ويكدح في عمله مثلما يكدح المحاسب.» كال نيوبرت
هبّة فلاتر إنستقرام تعود إلى القرن التاسع عشر.
الفيل يمشي على رؤوس أصابعه.
إن كنت تسأل نفسك «لماذا أكتب في مدونتي إن لن يقرأني أحد؟»، فهذه التدوينة من مدونة فؤاد الفرحان تجيبك.
أنا أنقذ حالي لحالي!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
صحيح أن متعة حضور المباريات أو مشاهدتها مع الآخرين لا تضاهى، ولكنها اليوم خيارٌ من بين خيارات أخرى ولم تعد فرضًا.
تطمئننا كرة القدم بأنه لا تزال هناك فرصة للتمرد على أرقام الذكاء الاصطناعي.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.