كيف ستكون الدرعية مدينة مهيأة للمشي

كيف تغيرت مدننا، وأصبحت غير قابلة للمشي؟ وهل ستعود مدننا مهيأة للمشي؟

في سياق من ثمانية

لطالما تأملتُ -بصفتي محبة للمشي- الفرق بين نمط حياتي في الرياض وخلال السفر. ففي باريس مثلًا كان المشي الخيار الطبيعي للوصول إلى أيّ وجهة، بعكس ما أعيشه يوميًّا في الرياض، حيث تصبح السيارة خيار التنقل الوحيد، الأمر الذي تقبّلته مسلِّمة، ولم أتساءل عن أسبابه حتى بدأت بالعمل على هذه الحلقة.

قادني هذا التساؤل إلى رحلة تاريخية في حياة البشر، حيث كان المشي جزءًا أساسيًّا من حياتهم اليومية، قبل أن يغيّر اختراع السيارات تخطيط المدن بشكل جذري، لتنقسم إلى نوعين: مدن مصممة للسيارات، مثل معظم مدن السعودية وأمريكا، ومدن مصممة للإنسان وتعطي الأولوية للمشاة مثل باريس.

وكون غالبية المدن في العالم تندرج تحت النوع الأول، ظهرت العديد من التحديات مثل الازدحام وتلوث الهواء. من هنا بدأتْ بعض المدن تبتكر حلولًا مختلفة لمعالجة هذه المشكلات؛ فبرشلونة مثلًا ابتكرت ما يُسمى بالـ«سوبربلوك»، وهي مناطق سكنية خالية من السيارات ومهيّأة للمشاة، وأما الدرعية فيُعاد تخطيطها بشكلٍ يُعيد الأولوية للإنسان، حيث ستكون ثلث مساحتها خالية من السيارات، ومخصصة للمشاة، ولعلنا خلال بضع سنين سنعود إلى نمط حياة عاشوه في الماضي، كانت أقصى تنقلاتهم اليومية لا تستغرق سوى دقائق من المشي.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.