ليش العالم يدفع 2 تريليون دولار على الدفاع
ما أهم مساهمات الإنفاق العسكري في الاقتصاد؟ وكم يُفترض أن ننفق عليه؟
ليش العالم يدفع 2 تريليون دولار على الدفاع
الحلقة متاحة حاليًّا لمشتركي ثمانية فقط، تحب تسمعها الآن؟
يملك العالم ترسانة أسلحة كافية لتدمير كوكب الأرض عدة مرات، ورغم ذلك، يُصرف سنويًّا أكثر من 2 تريليون دولار على الدفاع والتسلح.
فلماذا يستمر هذا السباق؟ وما أثر هذا الإنفاق على النمو الاقتصادي والتقدم التقني والعلمي؟ وكيف أدت أبحاث الدفاع والتسلّح إلى خروج معظم التقنيات التي يعمل من خلالها هاتفك الذكي؟
دعوة للمساعدة 👋
ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟
هذا الاستبيان القصير موجّه لك.
يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.
أمريكا بعشر دول 🇺🇸
1️⃣ بلغت ميزانيتها 857.9 مليار دولار في 2023، وهو ما يعادل ميزانية أكبر عشر دول مجتمعة.
الإنفاق الضخم مرتبط بموقعها، من جهة أنها قوة عالمية، لضمان تفوقها على الصين وروسيا.
2️⃣ الصين 🇨🇳
تنفق 224 مليار دولار.
تركز على تطوير حاملات الطائرات والطائرات العسكرية بما يتماشى مع نموها الاقتصادي.
3️⃣ روسيا 🇷🇺
إنفاقها وصل إلى 84 مليار دولار.
والحرب مع أوكرانيا زادت إنفاقها العسكري بنسبة 10% رغم أنه يستهلك 17% من ميزانيتها.
4️⃣ الهند 🇮🇳
تنفق 73.8 مليار دولار بسبب الصراعات الحدودية مع الصين وباكستان.
5️⃣ السعودية 🇸🇦
تنفق حوالي 75 مليار دولار سنويًّا.
〰️ بين السطور
يتضح أن الإنفاق العسكري ليس مجرد أرقام تُذكر، بل مؤشر قوي على أولويات الدول وتوجهاتها المستقبلية. أمريكا، رغم ديونها الضخمة وتحدياتها الاقتصادية الداخلية، ما تزال تجد في تفوقها العسكري المفتاح للحفاظ على مكانتها بوصفها قوةً عالمية.
فاصل ⏸️
لم تبدأ الصناعات العسكرية فجأة؛ فقد كانت موجودة، لكنها تطورت مع الوقت وأصبحت جزءًا مهمًّا من الاقتصاد والسياسة. ومن الأمور اللافتة بهذا الصدد، خطاب الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في يوم توديع منصبه، في 17 يناير 1961، إذ حذّر الأمريكيين مما سمّاه «المجمّع الصناعي العسكري». وما يعنيه -ببساطة- هو العلاقة بين الحكومة والشركات العسكرية الكبيرة، مثل بوينق ولوكهيد مارتن، والأشخاص داخل هذا المجال من مسؤولين حكوميين ومشرعين.
أين كانت شكوك أيزنهاور
كان يرى أن هذه الشبكة تتحكم في قرارات مصيرية – مثل السباق النووي.
القصة واضحة: فالشركات تكسب عقودًا مليارية، والمشرّعون يدعمون مشاريع هذه الشركات لجلب المصانع إلى مناطقهم، والجيش يحتاج هذا الدعم لتطوير أسلحته. فصار الوضع مثل «مثلث حديدي»، لا ينفصل؛ فالكل يستفيد من الآخر.
على سبيل المثال، في أمريكا تحوّل الإنتاج العسكري بأكمله بعد الحرب العالمية الثانية إلى الشركات الخاصة، بعكس فرنسا التي ظلّت الحكومة تدير مسألة التصنيع بنفسها. وهناك أمثلة مشهورة، مثل مجمع الطيران في جنوب كاليفورنيا، أو صناعة السفن الضخمة في كوريا الجنوبية.
💸 الهدر الكبير
أحيانًا تصبح الشركات العسكرية الخاصة في أمريكا هي متخذ القرار؛ مثل الموافقة على تمويل مشاريع عسكرية قديمة لا يحتاجها الجيش أصلًا، والهدف الوحيد هو المحافظة على الوظائف والمجتمعات التي تعتمد على هذه المصانع.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة عام 1991، كان من المتوقع أن يخفّ هذا الإنفاق، لكن ما حدث هو عودة القوى العالمية مثل أمريكا وروسيا إلى الدورة نفسها بسبب أحداث الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. وصار الموضوع أكبر من مجرد تصنيع أسلحة؛ بل تحوّل إلى قوة سياسية واقتصادية ضخمة.
حتى لو كانت منشأتك صغيرة.. مسؤولياتك وهمومك كبيرة!
منصة تأمين المنشآت من التعاونية 💎
تفهم احتياجك تجمع لك التأمين الصحي، وتأمين المركبات، والتأمين العام اللي يحمي أصول منشأتك
مع خصومات على الباقات، وإمكانية تخصيصها حسب احتياجك، يعني منصة تشيل عنك الليلة
كم وصلت السعودية في توطين القطاع العسكري؟ 🪖🇸🇦
قبل سنوات، كان الاعتماد الكامل على الاستيراد العسكري بمثابة حقيقة ثابتة في السعودية. كل المعدات والأنظمة الدفاعية تقريبًا كانت تأتي من الخارج، وكانت وزارة الدفاع السعودية تعتمد على الشركات الأجنبية في كل شيء، من الصيانة إلى التصنيع. لكن اليوم، تغيّر المشهد تمامًا، فما كان مجرد «حلم» صار واقعًا ملموسًا يراه الجميع.
رحلة الخمس أضعاف: من 4% إلى 20%
🎯 هدف الرؤية توطينُ الإنفاق العسكري بما يتجاوز 50%.
النتائج الآن :
1️⃣ توطين الإنفاق العسكري بلغ 19.35% في 2024 (بعدما كان 4% فقط في 2018).
2️⃣ المحتوى المحلي في الشركات المساهمة في القطاع العسكري وصل إلى 38% في 2024.
✴️ ماذا يعني الوصول إلى 38% في 2024؟
1️⃣ 5 مليارات ريال، هي مساهمة القطاع المحلي في الناتج المحلي السعودي.
2️⃣ توقيع عقود بقيمة 13 مليار ريال لشركات محلية سعودية.
3️⃣ نمو اتفاقيات التصنيع المحلي لتصل قيمتها إلى 1.6 مليار ريال.
الزبدة 🧈
ما يحدث اليوم في قطاع التوطين العسكري السعودي ليس مجرد أرقام تُسجّل على الورق، بل انعكاس لتحول استراتيجي، يغيّر معادلة القوة والاستقلالية.
عندما تُحقق دولة نسبة توطين تقدّر بـ20% خلال سنوات قصيرة، فهي لا تبني اقتصادًا فقط، بل تُعيد صياغة مستقبلها الاستراتيجي.
أي دولة تعيد بناء تموضعها الاستراتيجي، تتخذ قرارًا عميقًا يرسم توازن القوى في المنطقة. والسعودية بقدرتها على التصنيع المحلّي لمعداتها العسكرية، تُحقق استقلالية غير مسبوقة تجمع بين السيادة والقوة والاستدامة.
فاصل ⏸️
كيف غيّرت الصناعات العسكرية حياتنا اليومية؟
لمّا نسمع عن «الصناعات العسكرية»، فأول ما يطرأ على بالنا هو الأسلحة والحروب والجيوش. لكنك لو تدقّق قليلًا، ستكتشف أن هذا المجال كان وراء اختراعات غيرت حياتنا اليومية، رغم أنها بدأت على خطوط الإنتاج العسكري.
كيف؟ لنرجع إلى بعض القصص التي توضّح الصورة.
✨ 🍽️ من «الرادار» إلى الميكروويف: اختراع بالصدفة
خلال الحرب العالمية الثانية، كان العلماء في أمريكا وبريطانيا يبحثون عن طرق أفضل لاكتشاف الطائرات المعادية باستخدام الرادار. لاحظ أحد المهندسين -بيرسي سبنسر- شيئًا غريبًا أثناء اشتغاله على جهاز الرادار: قطعة الشوكولاتة التي في جيبه بدأت تذوب فجأة. بعد فترة، اكتشف أن الموجات الكهرومغناطيسية التي يرسلها الرادار كانت السبب. ومن هنا، بدأ بتطوير فكرة جديدة تمامًا: فرن الميكروويف.
وهذا يعني، من دون التجارب العسكرية، كان من الممكن للحياة اليومية أن تظل دون جهاز يسخّن غداءنا في دقيقتين.
✨🌐 الإنترنت: فكرة عسكرية تحولت لعالم جديد
لو رجعنا إلى الستينيات، كانت وزارة الدفاع الأمريكية تبحث عن طريقة تتمكن من خلالها بربط أجهزة الكمبيوتر لتبقى متصلة ببعضها، حتى لو حدثت ضربة نووية تقطع شبكة الاتصالات.
والنتيجة مشروع اسمه «ARPANET»، الذي كان البذرة الأولى للإنترنت الذي نعرفه اليوم. ربما في وقتها لم يتوقع أحد أن هذه التقنية العسكرية ستتحول إلى عالم كامل يربطنا ببعضنا، وينقل لك الأخبار، ويجعلك تقرأ هذه النشرة!
🛰️📍 نظام تحديد المواقع «GPS»: من ساحات القتال إلى جيبك
في السبعينيات، طوّر الجيش الأمريكي نظامًا متقدمًا يستطيع تحديد مواقع القوات بدقة في أي مكان بالعالم. والهدف وقتها كان عسكريًّا بحتًا: لتوجيه ضربات دقيقة ولحماية القوات. لكن بعد فترة، سمحت الحكومة باستخدام التقنية للعامة، وصار «GPS» جزءًا من حياتنا؛ من خرائط قوقل التي توصلنا لأقرب مقهى، إلى أوبر وكريم الذي نطلبه بضغطة زر.
✨🩺 العلاج الإشعاعي: الاستخدام المسالم للتقنيات النووية
التقنيات النووية التي ظهرت خلال الحرب الباردة كانت، بلا شك، مرعبة للعالم. لكن العلماء ما وقفوا عند الجانب الحربي؛ فالتقنيات نفسها التي طُوّرت للدمار النووي، استُخدمت في تطوير العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان. الشيء الذي كان بهدف القتل تحوّل إلى أمل في الحياة لملايين البشر حول العالم.
هذه المرة الأولى اللي أنسى فيها أصور الكواليس 🙂
#المرة_الجاية
كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.