أيش قصة البحر الذي تحوّل إلى صحراء
هل من الممكن أن تنفد مياه البحر بسبب التحلية؟
أحد الديباجات المعتادة في التعبير عن الحب أو التعبير عن والمشاعر اللانهائية هو وصفها بالبحر؛ كنايةً عن كونه المصدر اللانهائي بهذا الكون. فللوهلة الأولى يبدو طرح سؤال: «هل مياه البحر والمحيطات قابلة للنفاد؟» طفوليًّا أو تأمليًّا بدرجة كبيرة، إلا أننا في هذه السياقة حاولنا تتبّع هذا السؤال العام بنظرة أكثر تخصصية ودقة، عن طريق البحث والتواصل مع مختصين في علوم البحار والمحيطات، لتفسير استدامة البحر، في ظل الإنتاج الضخم للمياه المحلاة، سواء من بحار العالم أجمع أو بحار السعودية.
وما جعلني أعيد التفكير حول استحالة نفاد ماء البحر، هي تلك الحادثة التي تُعدّ من أهم الحوادث على مستوى العالم، التي تكوّنت بسبب عدة تدخلات بشرية في غضون 50 سنة، حيث تعرّض واحد من أهم البحار، بحر آرال، لانحسارٍ كبير يقارب الـ90% من مساحته، وتبدّل إلى صحراء جافة!
خلاصة استنتاج استدامة البحار والمحيطات بالعالم يمكن الإجابة عنه بـتفسير العملية الطبيعية التي تحدث بشكل دائم للبحار، أو ما يُسمى بدورة حياة المياه التي تتم على ثلاث مراحل:
تعرّض البحار إلى الشمس أو الحرارة.
تبخر البحار والمحيطات وتكوّن السحب الماطرة.
عودة المياه مجددًا إلى البحار والمحيطات.
وفي ظل هذه المحطات الثلاث، وكما يظهر لنا أطلس الخرائط، فإن الكوكب الأرضي، وبطريقة موزونة، يتصل ببعضه في جميع بحاره ومحيطاته و تكتلاته المائية، لضمان الاستدامة اللانهائية للمياه.
نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.