ليش ما نستمطر طوال السنة
لم لا نعمل الاستمطار طوال السنة؟ وكيف يحدث الاستمطار أصلًا؟
من سنتين، أو أكثر، كان يشغل بالي سياق عن الاستمطار، وكانت العوائق تتمثل في قصور الإجابات حول هذا الموضوع. وأحيل هذا القصور على حداثة التجربة ربما، وعدم الوضوح الكافي للنتائج.
فكرة الاستمطار تشوبها الكثير من المفاهيم المغلوطة؛ فأول ما يطرأ على بال الشخص عن الاستمطار أن هذه العملية تجلب المطر من السحاب فورًا، وهنا تكمن أهمية هذه السياقة؛ لتوضيح آليتها الحقيقية والصحيحة.
وقبل هذا، لنفهم كيف يحدث المطر بالأساس، فكلنا نعرف مصدر السحاب الناتج من تبخر البحار، وهذا يكوّن لنا سحابة محدّدة تدعى السحابة الركامية. وفي هذه السحابة كمية من قطرات الماء وبخار ماء، وهذان العنصران مهمان في فهم الاستمطار.
فعلى الجهة السفلى من السحابة تقلع طائرة مزوّدة بأيوديد الفضة وكلوريد الصوديوم، أو كما أحب أن أسميها بـ«المادة المستمطرة». وبعد وصول الطائرة للسحابة، تطلق هذه المادة حتى تحوّل بخار الماء إلى قطرات ماء، مما يزيد من المحتوى المائي في السحابة. هذا التحوّل يتم بعملية كيميائية من خلال المادة المستمطرة.
هذه العملية يجريها الطيار في عدة مناطق مختلفة من السحابة، وبعد ساعة تقريبًا ينتهي منها، وينتج عنها زيادة المحتوى المائي في السحابة، مما يرفع نسبة نزول المطر. هذا ما يحدث في الاستمطار؛ فنحن لا نُنزل المطر عمدًا من السحابة، بل نكتفي بزيادة نسبة المحتوى المائي.
تواجه هذه العملية تحديات بسيطة، وهي أننا لا نعرف بالتحديد إن كان المطر الهاطل نتيجة الاستمطار بسبب نقص مستشعرات المطر المنتشرة في مدينة ما، وأذكر الرياض مثالًا لأنها مترامية الأطراف، فمن الممكن أن يهطل المطر في شمالها، وجنوبها يظل ناشفًا تمامًا بلا مطر.
في هذه السياقة نشرح عملية الاستمطار بمحتوى بصري ممتع وواضح. وأرجو أن تكون مرجعًا لكل شخص يرغب بفهم هذه العملية، وإن تساءل ما إذا كان المطر الهاطل نتيجة المطر الطبيعي أو الاستمطار.
نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.