صندوق النقد الدولي
نتحدث عن صحة الانتقادات حول المؤسسات التي تقدم التمويل الدولي، وأبرز تجاربها، وأثر الاقتراض على الدول.
صندوق النقد الدولي
الحلقة متاحة حاليًّا لمشتركي ثمانية فقط، تحب تسمعها الآن؟
لما تسمع عن المؤسسات الدولية الكبيرة مثل: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة، تضيع بين المسميات الكبيرة، وتنسى أصلًا وش دور كل وحدة منهم، ووش أهميتهم، وهل كلهم سوا؟
يزيد هذا الضياع لما نسمع التقارير في الإعلام، وهذا الشعور يمتد أكثر لما تسمع بعض المختصين يضيعون بين هذه المؤسسات، ولا يعرفون معناها ودورها في العالم.
وهنا يجي دور حلقة اليوم، ومع ضيفنا الرهيب عبدالله الناصر، الذي يعمل في صندوق النقد الدولي. يجاوبنا الضيف على أهم الأسئلة عن هذه المؤسسات الدولية الكبيرة، وخصوصًا صندوق النقد الدولي، ويشرح دورها من سياق الأسئلة الاقتصادية التي تشبهنا وتهمنا مع هادي فقيهي ومحمد آل جابر.
أتمنى فعلًا أن الحلقة تجاوب لك على هذه المسميات الأفلاطونية، وتعرف دورها وأهميتها وتاريخها مثل ما فهمتها أنا.
الزبدة 🧈
🛟 صندوق النقد الدولي: يعطي المشورة، ويحلّ المشاكل الطارئة للدول.
🏗️ البنك الدولي: يساعد على بناء مستقبل أفضل للدول النامية.
🏦 🌍 كواليس بناء المنظمات الدولية
بعد الحرب العالمية الثانية، أدرك العالم الحاجة لإنشاء منظومات دولية تحمي السلم وتعيد بناء النظام العالمي. كان تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، في سان فرانسيسكو، خطوة أساسية لتعزيز السلام والتعاون الدولي، مستلهمة الدروس من تجربة عصبة الأمم الفاشلة، مع التركيز على منع النزاعات، وضمان حقوق الإنسان.
في الجانب الاقتصادي، جاء مؤتمر بريتون وودز عام 1944، لتأسيس كلٍّ من: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقد صُمّم الصندوق لتحقيق استقرار العملات، ولتمويل الدول المتعثرة بشروط إصلاحية. بينما ركّز البنك على إعادة إعمار الدول المتضررة، ودعم مشاريع التنمية.
🎤🏫 كواليس مؤتمر بريتون وودز
كانت الدول الحاضرة في المؤتمر تعاني من خلافات كبيرة فيما بينها.
مثلًا، كانت الولايات المتحدة مصرّة على أن تكون الصين رابع أكبر دولة من حيث الحصص في المؤسسات المالية العالمية، رغم عدم وجود أي سبب اقتصادي يدعم هذا الطلب. هذا الموضوع سبّب جدلًا ونقاشات طويلة فيما بين الدول.
أما الدول الأوربية، فكانت لديها شكوك كبيرة تجاه الولايات المتحدة، وكانت تعتقد أن الأمريكيين يحاولون تضعيفها عبر القروض الحربية. لأن أمريكا كانت تطالبهم بردّ ديون ضخمة بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي كان يضغط عليهم.
من جهة ثانية، كانت الدول النامية التي حضرت المؤتمر تشعر بعدم وجود الاهتمام الكافي بتطويرها، أو بدعم مشاريعها الاقتصادية. فقد كان كل التركيز منصبًّا على إعادة إعمار أوربا بعد الحرب، بينما شعرت الدول النامية بتجاهل مصالحها. كل هذه التوترات والخلافات بين الدول كانت جزءًا من الأجواء المعقدة والمشحونة التي أحاطت بالمؤتمر قبل أن يتوصلوا للاتفاق.
وزير الخزانة الأمريكي هنري مورقنثاو يفتتح مؤتمر بريتون وودز النقدي الدولي في فندق ماونت واشنطن في نيو هامبشاير، في الأول من يوليو عام 1944.
حتى لو كانت منشأتك صغيرة.. مسؤولياتك وهمومك كبيرة!
منصة تأمين المنشآت من التعاونية 💎
تفهم احتياجك تجمع لك التأمين الصحي، وتأمين المركبات،
والتأمين العام اللي يحمي أصول منشآتك،
مع خصومات على الباقات، وإمكانية تخصيصها حسب احتياجك، يعني منصة #تشيل_عنك_الليلة
🕊️📉 كيف منع صندوق النقد الدولي من قيام حرب عالمية ثالثة؟
يُقال أن أصل الحروب هو المصالح الاقتصادية المختلفة. وهنا وبعد الحرب العالمية الثانية، واجه العالم خطر رجوع النزاعات الدولية بسبب الأزمات الاقتصادية التي تسبب توترات سياسية. لذا، قرّرت الدول الكبرى إنشاء صندوق النقد الدولي ليكون أداة تعززُ الاستقرار الاقتصادي العالمي، وتحمي الدول من الأزمات، وتقلل احتمالية نشوب حروب جديدة.
الصندوق لا يركز تركيزًا أساسيًّا على السياسة، لكنه يشتغل على أساس ما يحرّك السياسة، وهو الاقتصاد. لذلك، هذه التجمعات الاقتصادية تقلّل احتمال النزاعات. والسؤال هنا: كيف؟
أهداف الصندوق:
دور الصندوق في تعزيز الاستقرار
من بداية عمل صندوق النقد الدولي كان يشتغل على تقديم قروض للدول التي تواجه أزمات اقتصادية حادة. مثلًا، وقتما تواجه دولة مشكلة ديون ضخمة، أو تكون معرضة لانهيار عملتها، فإن الصندوق يتدخل ويقدم تمويلًا مشروطًا بإصلاحات اقتصادية. وهذا من شأنه أن يمنع انهيارات اقتصادية كبيرة، ويدعم استقرار الدول. الاستقرار الداخلي غالبًا ينعكس إيجابيًّا على العلاقات الدولية، ويقلّل فرص التوترات بين الدول.
التعاون الدولي وسيلةً للسلام
واحدة من أهم أفكار الصندوق هي تعزيز التعاون بين الدول، خاصة في التجارة. فالدول التي يحدث بينها تبادل تجاري قوي تقل احتمالية دخولها في نزاعات عسكرية.
بعد الحرب العالمية الثانية، شجّع الصندوقُ الدولَ على تبني سياسات اقتصادية منفتحة، ما أدى إلى زيادة الاعتماد الاقتصادي بين الدول، وهذا ما قلّل الرغبة أو الحاجة للدخول في صراعات كبيرة، وجعل كل دولة تفكّر ألف مرة قبل بدء الحرب.
صندوق النقد الدولي: أداة أمريكية للتحكم في العالم؟ 🌍🇺🇸
النظرة المنتشرة
ينظر الكثيرون إلى صندوق النقد الدولي على أنه أداة أمريكية، خاصة وأن مقر الصندوق في واشنطن، وتمتلك أمريكا أكبر حصة تصويت بين أعضائه (17%). كل هذا يجعل تأثيرها واضحًا في اتخاذ القرارات، خصوصًا وأن أيّ قرار كبير يحتاج موافقة 85% من الأصوات، مما يعني أن أمريكا تملك «حق الفيتو» فعليًّا. هذا الواقع عزّز فكرة أن الصندوق يخدم المصالح الأمريكية، سواء بتقديم قروض مشروطة تدعم سياسات تتماشى مع مصالحها، أو بالضغط على الدول لتبني سياسات اقتصادية تخدم النظام المالي الغربي.
الجانب الإيجابي 🌞
رغم هذه النظرة، ينبغي ملاحظة أن الصندوق ساعد كثيرًا من الدول على تجنب انهيارات اقتصادية كارثية. فالدول الفقيرة أو النامية التي كانت مهمشة من النظام الاقتصادي العالمي، صار عندها فرصة للوصول إلى دعم مالي، ومشاركة -ولو على نحوٍ محدود- في اتخاذ القرارات الدولية. وهذا ساعد بعض الدول لتبني نفسها اقتصاديًّا، وتدخل إلى النظام العالمي، رغم أن طريق التحديات الذي يواجه اقتصاداتها كبير.
هل هو النظام الأفضل؟
بالتأكيد أن النموذج الحالي، الذي يعتمد على مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي ليس مثاليًّا، خصوصًا في ظل هيمنة الدول الكبرى عليه، لكنه يُعدّ أفضل خيار متوفر حاليًّا في العلاقات الدولية. ومن دون هذه المنظمات، يمكن أن يصبح النظام الاقتصادي العالمي أكثر تعقيدًا، ولا يكون للدول الصغيرة صوت.
الزبدة 🧈
صندوق النقد الدولي مثل أي مؤسسة عالمية كبيرة، فهو يعكس موازين القوى التي تتحكم في العالم.
قدم الصندوق حلًّا بعيدًا عن استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية: من خلال تقديم قروض مشروطة للدول المتعثرة، وخلق تحالفات اقتصادية تمنع الصراعات. الدول اليوم، بعد اعتمادها على التجارة المتبادلة، باتت تفكر مرتين قبل الدخول في حرب، لأنها تعرف أن تدمير اقتصاد أيّ دولة أخرى، يعني تدمير مصالحها. لهذا السبب، فالمؤسسات الدولية، مثل الصندوق، ساهمت بنحوٍ غير مباشر في منع حرب عالمية ثالثة عبر تشبيك العالم مع بعضه.
السعودية وقصتها مع صندوق النقد الدولي 🇸🇦🏫
في عام 1981، واجه صندوق النقد الدولي أزمة موارد، حيث كانت موارده الاعتيادية شبه مستنفدة بسبب التزاماته تجاه الدول التي تعاني من مشاكل في ميزان المدفوعات. مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية، أصبح الصندوق بحاجة ماسة إلى قروض إضافية لضمان استمرارية عملياته.
ماذا حصل ؟
حصل اتفاق تاريخي بين السعودية وصندوق النقد الدولي، حيث زادت فيه السعودية حصتها التي كانت تبلغ حينها 1,040 مليون لتوصلها إلى 2,100 مليون وحدة حقوق سحب خاصة «SDR». ورفعت نسبتها من 1.74% إلى 3.5%. هذه الخطوة كانت لدعم موارد الصندوق واستمرار عملياته وسط تحديات اقتصادية عالمية.
اللافت أن السعودية ما اكتفت بزيادة الحصة فقط، بل وافقت على إقراض الصندوق 4 مليارات وحدة للسنة الأولى، مع التزام بـ4 مليارات ثانية للسنة التي بعدها. هذه القروض كانت ضرورية لتغطية احتياجات الصندوق الذي كان يعاني من نقص الموارد وقتها.
الغريب أكثر، أن الاتفاق جاء بوقت حساس، لما كانت موارد الصندوق الاعتيادية شبه منتهية، وقد لعبت السعودية دورًا حيويًّا بدعم الدول التي تواجه مشاكل في ميزان المدفوعات. زيادة الحصة لم تكن مجرد دعم مالي، بل أكدت على تصاعد الدور الاقتصادي العالمي للسعودية.
شمل الاتفاق التزام يمتد إلى 6 سنوات، بحيث يستطيع الصندوق أن يسحب من القرض بإشعار مسبق. والسعودية كانت مستعدة بالاستمرار في الدعم حسب ظروفها الاقتصادية.
هل تعلم أن هناك صندوق النقد العربي 🏫؟
صندوق النقد العربي مؤسسة مالية عربية إقليمية تأسست عام 1976، وبدأت نشاطها عام 1977. يضم الصندوق في عضويته اثنتين وعشرين دولة عربية، وهي: الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والجزائر وجيبوتي والسعودية والسودان وسوريا والصومال والعراق وعُمان وفلسطين وقطر والقُمر المتحدة والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن.
رؤية ورسالة الصندوق
الرؤية: أن يكون الصندوق الشريك الأقرب للدول العربيّة في تفاعلها مع التطورات لتعزيز الاستقرار والتطوير الاقتصادي والمالي والنقدي.
الرسالة: إرساء مقومات التكامل الاقتصادي العربي، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في جميع الدول الأعضاء.
أهداف الصندوق
يسعى الصندوق إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تشمل:
تصحيح الاختلالات في موازين مدفوعات الدول الأعضاء.
إزالة القيود على المدفوعات الجارية بين الدول الأعضاء.
دعم الاستقرار النقدي والمالي وتعزيز السياسات الاقتصادية والتنموية.
لماذا مصر متصدّرة؟
في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، مثل تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، وخروج حوالي 22 مليار دولار من مصر بسبب الأزمة، وصلت ديون مصر لصندوق النقد الدولي للسنة المالية 2023 - 2024 إلى 29 مليار دولار. الشيء الجيد أن مصر بالفعل سددت 14.5 مليار دولار من هذه الديون، أي نصف المبلغ تقريبًا، لكن ما زال عليهم تسديد 14.5 مليار دولار أخرى قبل يونيو 2024. ومع ذلك فهذا يُعدّ إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى التحديات التي تواجهها مصر، خصوصاً مع توجيه 70% من هذه الديون إلى المشروعات التنموية، مثل مبادرة «حياة كريمة»، التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية.
✨ سلفي لضيف آل جادي: عبدالله الناصر، أول ضيف من خارج الشرقية 🫡
كلّ أربعاء يقدم محمد آل جابر وهادي فقيهي تحليلات وإجابات مبسطة للأسئلة الاقتصادية المحيرة، ومع كل حلقة تصلك رسالة بريدية بمصادر ومعلومات ووجهات نظر مختلفة لم يتسع لها وقت الحلقة.