ليش تتضاعف خطورة المعطرات والبخور في السعودية
لم تعدّ معطرات الجو والبخور خطيرة؟ وما آثارها؟ ولماذا تتضاعف خطورتها في السعودية؟
الرابط المشترك بين بيتي ومقر عملي والمقهى الذي أزوره يوميًّا هي رائحة المكان. فمعطرات الجو التي كانت تمثّل «رائحة الفنادق» أصبحنا نستنشقها في معظم الأماكن العامة.
لم تشكّل لي رائحة المعطرات مشكلة من قبل، باستثناء أنني أنزعج قليلًا حينما تستمر بالضخ لساعات طويلة، لكن هذا لم يكن رأي الجميع، فكثير ممن حولي تزعجهم الرائحة. ظننت بالبداية أنها مبالغة، حتى بدأت ألاحظ انتشار كثير من مقاطع الأطباء التي تحذّر من ضررها. تساءلت حينها عمّ إذا كانت فعلًا خطرة، وفي حال كان ذلك صحيحًا... لمَ نستنشقها في كل مكان؟
توصّلت إلى أن ضررها يعود لمكوناتها الكيميائية، التي غالبًا ما توجد في كثير من المنتجات التي نستهلكها يوميًّا. لكن الحد فاصل بين معطرات الجو والعطور هي مسألة «التعرّض اللاإرادي». فأنت حين تستخدم عطرك، قد تكتفي ببضع بخات، لكن استنشاق معطر الجو لساعات لا تحصيها، وبجرعة لا تعرفها، فهذا مما يضرك دون أن تشعر.
يتفاقم ضرر المعطرات والبخور لدى فئة كبيرة من سكان السعودية، وهم مرضى الربو والحساسية. ولا يقتصر الضرر عليهم فحسب، فقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أن 25% من الأشخاص الذين لا يملكون تاريخًا مرضيًّا في الحساسية بدؤوا يعانون من أعراضها بسبب التعرض المستمر للمواد العطرية.
كانت النتيجة صادمة بالنسبة لي، حيث أن الدراسة طُبّقت على عينة من مستخدمي الشموع العطرية الذين يتعرّضون لها وهم مدركون لذلك، وفي أوقاتٍ محددة، فكيف ستكون نتيجة تعرّضنا اللاإرادي المستمر للمعطرات، وفي كل مكان؟
نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.