هل تكون عودة ترمب لحظة مفصليّة في تاريخ العملات الرقميّة؟
ستظل العملات الرقمية أحد أكثر الأصول خطورة، وقد يشكل هذا تهديدًا كبيرًا لقيمتها.
هل تكون عودة ترمب لحظة مفصليّة في تاريخ العملات الرقميّة؟
القصة باختصار:
مع انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، بدأت موجة صعود متسارع للعملات الرقميّة، وعلى رأسها العملة الأشهر «بتكوين»، لتحقق ارتفاعًا تجاوز 30% في غضون أسبوعين، ووصلت إلى رقم تاريخي جديد يتجاوز 93 ألف دولار. كما حققت عملات الميم «meme coin» ارتفاعًا هائلًا، وعلى رأسها «DOGE» المدعومة من إيلون مسك، حيث بلغت نسبة ارتفاعها أكثر من 150%.
المهم هنا:
هذا الصعود السريع بعد انتخاب ترمب له مبررات متعددة بحسب رأي المحللين، يتلخص معظمها في توقّع المستثمرين أن الحكومة الجديدة تؤمن بالعملات الرقميّة أكثر من سابقتها. فدونالد ترامب طوال فترة حملته، أطلق عدة وعود بشأن العملات الرقميّة، من ضمنها وعده بجعل الولايات المتحدة عاصمة العالم للعملات الرقميّة، ووعوده بإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين.
هذا الصعود التاريخي يعيد إلى الساحة ملايين المبشّرين بالعملات الرقميّة، المؤكدين أنها مستقبل الأصول والتعاملات الماليّة. ولكن كما يقول المثل «ليس كل ما يلمع ذهبًا»، فتاريخ العملات الرقميّة يُظهر نمطًا واضحًا من التذبذب، أشبه بدورات الصعود والهبوط.
فبعد أن تجاوز سعر بتكوين 1200 دولار في 2013، انهار إلى ما دون مستويات 200 دولار في 2015، ليعاود الصعود بموجة جديدة في 2017، ويتجاوز 20 ألف دولار قبل أن ينهار من جديد ويمحو نصف قيمتها تقريبًا في 2019. لتبدأ بعدها الموجة الأكبر في 2021 التي قفزت بسعر بتكوين لتتجاوز 65 ألف دولار، قبل أن تعود لمستويات 18 ألف دولار في 2022. ورغم توقعات أنصارها بأن الصعود هذه المرة مختلف بسبب ارتباطها بالإدارة الأمريكية الجديدة، فلا شيء يمنع أسعار بتكوين -وباقي العملات تباعًا- من الانهيار من جديد.
موجات صعود بتكوين لا تؤثر في أسعارها فقط، بل تؤثر تأثيرًا كبيرًا على أداء منصات التداول، كمنصة «coinbase» التي هبط سهمها مع هبوط أسعار بتكوين إلى أكثر من 80% بين نوفمبر 2021 ويوليو 2022، وعادت للنمو البطيء قبل أن يتضاعف سهمها بين سبتمبر - نوفمبر من هذا العام.
أما في منطقتنا العربيّة، فما زال لدى المشرّعين تخوّف واضح من التشريع للعملات الرقميّة لأسباب متعددة، أبرزها صعوبة مراقبتها ماليًّا. بناءً على ذلك ساهم هذا التحفّظ في ابتعاد المستثمرين وروّاد الأعمال عن تطوير منصات محليّة لتداول العملات الرقميّة، إلّا أن شركتين كانتا استثناء من هذه القاعدة، وهي «BitOasis» التي حصلت على ترخيصها في الإمارات. وشركة رين المرخّصة من بنك البحرين المركزي.
تأسست «BitOasis» في 2016، وجمعت استثمارات بقيمة 40 مليون دولار، قبل أن تستحوذ عليها المنصّة الهنديّة «CoinDCX» منتصف هذا العام، في صفقة لم تعلن قيمتها. ووفقًا للشركة، وصل إجمالي قيمة التعاملات عبر المنصّة إلى 6 مليار دولار، 50% منها كانت خلال الـ18 شهرًا الأخيرة، رغم مواجهتها لتحديات تنظيمية في 2023، نتج عنها إيقاف جزئي لترخيصها يمنعها من تسجيل عملاء جدد، وقد استمر الإيقاف أقل من عام قبل أن تعود إلى الممارسة الطبيعية لأعمالها.
أمّا رين، التي تأسست هي الأخرى عام 2016 عبر أربعة مؤسسين، من ضمنهم رائد الأعمال السعودي عبدالله المعيقل، فحصلت على ترخيص البيئة التجريبية من البنك المركزي البحريني في 2016. وتمكّنت من جمع جولات تمويلية تتجاوز 120 مليون دولار من صناديق إقليمية وعالميّة، إضافة لـ«coinbase» التي تعد من أكبر منصات تداول العملات الرقميّة عالميًّا، وتجاوز تقييمها في جولتها الأخيرة 500 مليون دولار، وقد تخارج فيها المعيقل من أغلب حصته، ليحقق عائدًا يتجاوز 50 ضعفًا منذ الجولة الأولى.
هذا العائد الكبير قد لا يعبّر عن وضع الشركة الحالي بالضرورة. فبعد ارتفاع تقييمها من 30 مليون دولار في 2020 إلى نصف مليار دولار في أقل من سنة، واجهت الشركة أزمة ماليّة في 2022 تزامنت مع هبوط أسعار العملات الرقميّة، أجبرتها على التخلّي عن أكثر من نصف موظفيها. وفي 2024 أعلنت عن اختراق المنصّة والتزامها بتعويض المتضررين، ويُقدّر حجم خسائرها بسبب الاختراق بأكثر من 14.8 مليون دولار.
بشكل عام:
في ظل غياب التشريعات التي تنظّم بدقّة سوق العملات الرقميّة وتداولها، ستظل العملات الرقمية أحد أكثر الأصول خطورة، وقد يشكل هذا تهديدًا كبيرًا لقيمتها، ومن ثم وجودها من أساسه. أما إن وفّى ترمب بوعوده، فقد نشهد عصرًا جديدًا للعملات الرقميّة حول العالم، وجيلًا جديدًا من الأثرياء الذين سيذكّرونا كل يوم بهذه الفرصة الضائعة.
خفض صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصته في شركة «نينتندو» إلى 6.3%، كما أعلن عن بيع 2% من رأس مال «stc» بقيمة 3.86 مليار ريال، عبر بناء سجل أوامر مسرّع، مع الحفاظ على ملكية استراتيجية بنسبة 62%. تأتي هذه الخطوات ضمن استراتيجية الصندوق لإعادة تدوير رأس المال والاستثمار في قطاعات جديدة محليًّا ودوليًّا. 💰
أعلنت مجموعة «MBC» عن ارتفاع أرباحها بنسبة 378% خلال التسعة الأشهر الأولى من 2024، لتبلغ 250.5 مليون ريال، مع نمو في الإيرادات بنسبة 11.6% لتصل إلى 2.9 مليار ريال. وجاء هذا الأداء مدفوعًا بنمو قوي لمنصة «شاهد»، التي سجلت زيادة بنسبة 98.9% في إيراداتها. 🤑
استحوذت شركة «Giftee» منصة الهدايا اليابانية، على حصة قدرها 91% من منصة «YOUGotaGift» الإماراتية المتخصصة في بطاقات الهدايا الرقمية، ولم يُعلن عن قيمة الصفقة رسميًا. ووفقًا لتقرير في أغسطس 2024، تبلغ قيمة الصفقة حوالي 26.6 مليون دولار. 🛍️
بينما استحوذت مجموعة «G42» على كامل حصص عبدالله أبو الشيخ، مؤسس «Astra Tech» المالكة لتطبيق «Botim»، كما أنه تنحى عن منصبه. يُذكر أن «Botim» الذي طورته الشركة الأمريكية «Algento»، أُطلق في الإمارات عام 2017، وكان واحدًا من بين تطبيقين مرخصين فقط لإجراء المكالمات عبر الإنترنت. ومن ثم استحوذت عليها «Astra Tech» في يناير 2023، بعد جولة تمويلية قيمتها 500 مليون دولار. 🔥
وعلى الجانب الآخر، أوقفت الهيئة العامة للنقل ثلاث تطبيقات نقل ركاب وتوصيل طلبات بسبب عملهم دون تراخيص، ولمخالفة بعض الأنظمة. شملت التطبيقات اثنين للنقل وواحد للتوصيل. 🫣
فقرة حصريّة
اشترك الآن
بعض المبشّرين بالعملات الرقميّة يرون أن «بتكوين» يجب أن تكون هي العملة العالميّة الجديدة بدلًا من الدولار، ومن ضمنهم ضيف آخر حلقات بودكاست فنجان سيف الدين عمّوص، مؤلّف كتاب «معيار البتكوين» الذي تُرجم إلى سبع وثلاثين لغة. الحلقة متاحة الآن للمشتركين فقط، وستتاح للعامّة الأسبوع القادم. 🌚
سلوك المستهلكين في صرف قروشهم هو هاجس التُجار، وهاجسي بعد. ومع دخول خدمة «اشتر الآن وادفع لاحقًا» اختلفت اللعبة. بلومبيرق شرحت كل أبعاد القصة في 7 دقائق بس. 💸
عندك توصية رهيّبة؟ شاركها مع مجتمع القروش لإثراء الأعداد القادمة.
إن لم تكن قرشًا، انضمّ لنشرة القروش. نشرة تصلك صباح كلّ اثنين لتغوص بك في عالم الشركات التقنية ودهاليز الاستثمار الجريء، مع تحليلات دقيقة تساعدك في فهم تحدّيات السوق.