الحل الذي أنهى معاناة نقص فيتامين د
ما قصة النقص الشديد في معدلات فيتامين د؟ وما الحل الذي ينهي معاناتنا معه؟
نعيش في السعودية أجواء مشمسة ومشرقة طوال السنة، ومع هذا نسمع دائمًا أن لدينا معدلات نقص عالية في «فيتامين د»، والمعروف بأنه «فيتامين الشمس»، فلماذا يعاني معظم السعوديين من نقصه إذن؟
في بداية الرحلة البحثية لهذه الحلقة من سياق: حاولت أن أفهم «الفيتامينات» عمومًا، وكعادة المراحل الأولية من البحث فهي دائمًا ما تقودك إلى التركيز على زاوية لم تكن في حساباتك للوهلة الأولى.
قادتني الرحلة لفهم أوسع لهذا الفيتامين الغامض الذي هو حديث الساحة منذ سنوات، نسمع عنه في كل مكان إلا أننا لا نعرف سوى القليل عنه.
والأهم أننا لا نلاحظ كيف تغيّر نمط حياتنا للحد الذي جعل هذا الفيتامين قريبًا وبعيدًا منّا في آنٍ واحد. فرؤيتنا للشمس كل يوم، وتعرضنا لأشعتها، مع توافر مصادر «فيتامين د» في الطعام من حولنا، وفي كل مكان، لم يعد كافيًا!
وهو الأمر الذي يفسّر أسباب نقص هذا الفيتامين لدينا.
فالفيتامين يأتي من أحد طريقين: إما من أشعة الشمس، فعندما يتعرض جلدنا للأشعة فوق البنفسجية، التي تمرُّ عبر الطبقة الأولى من الجلد، تُحفَّز الخلايا لبدء تصنيع «فيتامين د»، لكن أشعة الشمس لم تعد تمدنا بهذا التأثير، لأننا عادة ما نتجنب الشمس الحارة، ولا نطيق التعرض لها.
أما الطريق الثاني: فيأتي عبر أكلنا، وبالأخص «السمك»، الذي لا يعدّ طبقًا أساسيًّا على موائد طعامنا المحلية وفي محصلتنا الغذائية.
وأخيرًا ظهر المصدر الثالث الذي أنهى معاناتنا مع نقص «فيتامين د»، وهو المكملات الغذائية.
كان الجزء الأمتع من الرحلة هو تتبع المراحل التي تمرُّ بها حبة مكمل «فيتامين د» داخل أجسامنا، وصولاً إلى اللحظة التي تكون فيها فعّالة، وقادرة على القيام بوظيفتها الرئيسة وهي: زيادة امتصاص الكالسيوم في الدم، الذي نعرف أهميته لعظامنا.
خمنت بداية أن هذا التأثير على العظام، سيحدث بطريقة مباشرة ومتوقعة، لكن رحلة «فيتامين د» ومحطاته كانت أكثر تعقيدًا وتشويقًا مما توقعت.
فتناولنا للمكملات ما هو إلا شارة البداية، ليتولى بعدها الكبد المهمة، فيقوم بتجهيز الفيتامين وتهيئته، ومن ثمّ إرساله إلى الكلى التي نصل فيها للحظة الحاسمة، عند تدخل أنزيم «alpha1-hydroxylase»، الذي يعمل على تنشيط الفيتامين، ليصبح قادرًا على زيادة الكالسيوم.
هذه الرحلة غيّرت الكثير من معلوماتي السابقة حول «فيتامين د»، وأزعم أنها حتمًا تهمنا جميعًا، طالما أن النقص منتشر بيننا لهذا الحد.
نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.