هل ينجح رهان ثمانية على محتواها؟

تراهن ثمانية على تحوّلها التقني لدعم استمراريتها في قطاعٍ الأصل فيه صعوبة النمو والتوسّع.

إطلاق اشتراك ثمانية / تصميم: أحمد عيد
إطلاق اشتراك ثمانية / تصميم: أحمد عيد

هل ينجح رهان ثمانية على محتواها؟

القصّة باختصار:

أطلقت ثمانية هذا الأسبوع خدمة الاشتراكات المدفوعة لمنتجاتها، التي تعتمد على نموذج «Freemium»، الذي يتيح الوصول المجاني لمحتوى ثمانية ومكتبتها الرقميّة، ويوفر للمشتركين مزايا تتضمن الوصول المبكر للمحتوى، ومحتوى حصري للمشتركين. وهي خطوة لمّحت لها ثمانية لسنوات. 

المهم هنا:

تراهن ثمانية على تحوّلها التقني لدعم استمراريتها في قطاعٍ الأصل فيه صعوبة النمو والتوسّع. فبداية هذا العام أطلقت تطبيق راديو ثمانية، الذي يقدم تجربة مختلفة لسماع أي بودكاست في العالم، وتجاوز عدد مستخدميه 500 ألف مستخدم خلال عدّة أشهر.

وخطوتها الأخيرة في إطلاق نموذج الاشتراكات هي محاولة لتنويع مصادر الدخل ولتقليل الاعتماد على المعلنين، ولتتمكن من تقديم محتوى متخصص قد لا يجذب ملايين المشاهدات بالضرورة. وبالتالي لا يعد مغريًا للمعلن. وتركّز على صناعة محتوى مناسب لمشتركيها قبل أي شيء آخر.

بشكل عام: 

نموذج الاشتراك مقابل المحتوى هو نموذج شائع حول العالم، فإضافة لمنصات البث مثل نتفلكس، تعتمد معظم المنصات الإعلاميّة على الاشتراكات إضافة للإعلانات. فصحيفة نيويورك تايمز على سبيل المثال تملك أكثر من 10 مليون مشترك، وتشكّل الاشتراكات 70% من دخلها، مقارنة بـ23% من الإعلانات. ولكن كل هذه المنصات تعتمد نموذج المكتبة المغلقة بالكامل، فيصبح الوصول للمحتوى حصريًّا فقط للمشتركين.

أما ثمانية، فتعوّل على إقناع متابعيها بالاشتراك للوصول لمحتوى إضافي حصري، دون إغلاق المكتبة بالكامل، وهو ما يقلل من جاذبية هذا الاشتراك للمستخدمين، ولكنه في الوقت ذاته يحافظ على وصولها الضخم وتأثيرها العالي. ونجاح نموذج المكتبة المفتوحة إن حصل فهو استثناء للأصل.

عربيًّا، يجادل كثيرون بأن الثقافة العربية في استهلاك المحتوى لا تشجّع على الدفع. والكثير من تجارب الدفع مقابل المحتوى ماتت في مهدها، أو لا تزال تعاني بصمت. ولكن في المقابل، توجد تجارب عربيّة ناجحة مثل منصّة شاهد وتطبيق أنغامي. تقدم شاهد على سبيل المثال نموذجًا هجينًا بين الاثنين، حيث توفر جزءًا من مكتبتها بشكل مجاني بإعلانات. والجزء الأكبر والأهم -مثل مباريات الدوري السعودي، والإنتاجات الأصليّة- باشتراك مدفوع.

ووفقًا لنشرة إصدار مجموعة «mbc» وصل عدد مستخدمي خدمة المشاهدة عبر الإعلانات إلى 16 مليون مستخدم، والمشتركين باشتراك مدفوع إلى 3.5 مليون مستخدم. وقد ساهم حصولها على حقوق بث الدوري السعودي في مضاعفة هذا الرقم بمعدّل 3.5X. ولا تزال المنصّة بعيدة عن الربحيّة، حيث تتوقع مجموعة «mbc» وصول منصتها للربحيّة خلال خمس سنوات.

لكنّ حالة المقارنة الأقرب لنموذج ثمانية هي أنغامي، فالاثنان يعملان في سوق مفتوحة، بمعنى أن المحتوى متاح على كل المنصات. تعتمد أنغامي على ميزة إزالة الإعلانات كدافع رئيس للاشتراك، وتستخدم أنواعًا متعددة من الإعلانات تجعل التجربة تعيسة لغير المشترك، وبالتالي تدفعه للاشتراك، الذي يضمن لها بقاءه فاعلًا حتى «يحلّل فلوسه». ووصل عدد المشتركين في أنغامي إلى 1.5 مليون مشترك. 

في المقابل، ضاعفت ثمانية الرهان على نقطة قوتها الأساسيّة، وهي المحتوى الذي تنتجه، فكان المحتوى هو الميزة الرئيسة للاشتراك. ولكن حتّى هذا النموذج قد يواجه تحديات، فسبوتفاي التي استحوذت على شركة إنتاج البودكاست «Gimlet» بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار، لتوفّر محتواها بشكل حصري على تطبيقاتها، اضطرت لاحقًا لدمج الشركة مع إحدى شركاتها الأخرى، وإيقاف معظم إنتاجاتها.

وبعد أن دفعت 100 مليون دولار للحصول على الحقوق الحصريّة لبودكاست جو روقان، أعلنت عند تجديد الاتفاقيّة أن البودكاست لن يكون حصريًّا على تطبيقها، وسيتاح للجميع. ولكنّ الفرق الرئيس هنا أن أساس عمل ثمانية هو المحتوى، بعكس سبوتفاي، وهذا يعني أنها لن تضطر لدفع مئات الملايين لبناء مكتبتها الحصريّة كما فعلت سبوتفاي.

وللإنصاف، فثمانية صنعت سوق البودكاست العربي، رغم التشكيك في مستقبلها واستمراريتها في البداية. وأطلقت راديو ثمانية الذي حكم عليه كثيرون بالفشل في أيامه الأولى، ونجح رغم ذلك في جذب مئات الآلاف من المستخدمين في فترة قصيرة. فهل ينجح رهان ثمانية على محتواها هذه المرّة؟


فاصل ⏸️


  • «نعناع» تستحوذ على «رصيد» المتخصصة في حلول البطاقات الرقمية، دون الكشف عن قيمة الصفقة. تهدف «نعناع»عبر الصفقة إلى زيادة خيارات البطاقات الرقمية  المتاحة على  تطبيقها. تأسست «نعناع» في عام 2016 من خلال أحمد الصمعاني وسامي الحلوة وعبدالمجيد الصيخان (الشريك المؤسس لتمارا)، وهو العام نفسه الذي تأسست فيه «رصيد».👀

  • أعلن البنك المركزي السعودي «ساما» عن ترخيصه شركة «بوابة تسهيل للتمويل» لمزاولة نشاط التمويل الاستهلاكي المصغر عبر التقنية المالية. وبهذا الترخيص، يرتفع عدد الشركات المرخصة لهذا النشاط إلى 6 شركات، فيما يصل إجمالي شركات التمويل المرخصة في السعودية إلى 61. 🔥

  • صندوق الاستثمارات العامة يقلص حصته في أمازون بنسبة 80%، حيث يمتلك الآن أقل من 350 ألف سهمًا، بعدما كانت تتجاوز في يونيو 1.5 مليون سهمًا. وتراجعت قيمة الحصة إلى 66 مليون دولار، مقارنة بـ296 مليون دولار سابقًا. كما تخارج صندوق الاستثمارات العامة من خيار شراء أسهم أمازون. 📉

  • تغلق منصة التقنية العقارية السعودية «ايجاري» جولة بذرة (Seed) بقيمة 55 مليون ريال بقيادة (Partners for Growth) و(BECO Capital)، وبمشاركة صندوق (anb seed) التابع للبنك العربي. تأسست «ايجاري» في عام 2022 وتقدم خدمة «استأجر الآن وادفع لاحقًا» في 17 مدينة في السعودية. 🚀

  • استحوذت «تفاعل» على منصة «جولة»، الشهيرة بمحتواها عن الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة. ومن خلال هذا الاستحواذ، تخطط «تفاعل» المتخصصة في الاتصال التسويقي والعلاقات العامة إلى دمج موارد موقع «جولة» ضمن استراتيجيتها في إنشاء المحتوى الرقمي لمختلف المجالات. ويأتي هذا الاستحواذ بعد سلسلة من الاستثمارات والاستحواذات لمنصات صناعة المحتوى أحدثها: «ترجمات»، و«اكتبلي». 💰

  • عقدت «الأهلي المالية» شراكة مع منصة التداول الرقمية العالمية «إنترأكتيف بروكرز» لتمكين المستثمرين الدوليين في السوق السعودية. حيث تُعَد «الأهلي المالية» أول وسيط عالمي يؤدي هذا الدور، مما يتيح للعملاء الدوليين الأفراد فرصة الاستثمار في الأسهم السعودية والعديد من المنتجات المالية الأخرى.🤑


أفضل وسيلة لشرح مصطلح «Freemium» هي هذه الفقرة. 🏃🏻‍♂️
فالنشرة متاحة مجانًا، لكن الوصول لهذه الفقرة متاح للمشتركين فقط.

فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن


  • كيف وصلت «Spotify» إلى 500 مليون مستخدم نشط شهريًّا، من بينهم 200 مليون مستخدم باشتراك مدفوع؟ وكيف تمكنت من الهيمنة على سوق البودكاست بحصة سوقية تفوق «Apple Podcasts»، حيث بلغت حصتها السوقية 33.7% مقارنة بـ 27.6% لأبل؟ استمع لهذه الحلقة مع الرئيس التنفيذي لمنصة «Spotify»، لاكتشاف الخلطة السرية لهذه الأرقام. CC: أبو مالح 🏃🏻

  • في عالم مزدحم بالتطبيقات الرقمية والاشتراكات المدفوعة، كيف تبني نموذج اشتراكات فعّال لنشاطك؟ يشرح كتاب «The Automatic Customer» لجون واريلو كيفية تغيير طريقة تفكيرك وتركيزك، من بيع المنتجات للعملاء إلى بناء نموذج عمل يعتمد على المبيعات المتكررة! 🏟️

  • طيب، وبعد تطبيق نموذج عمل الاشتراكات في نشاطك، كيف تقيّم مستوى أدائه؟ هذه المقالة بتساعدك للتعرّف على «معايير معدل الانسحاب الشهري»، وتأثيرها على استدامة عملك. فمن خلالها ستتمكن من تقييم أداء نموذج الاشتراك الخاص بك ومقارنته مع أداء السوق. كما ستتمكن من اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين الإيرادات وتقليل تأثير الانسحاب قبل فوات الآوان. 💸

نشرة القروش
نشرة القروش
أسبوعية، الاثنين منثمانيةثمانية

إن لم تكن قرشًا، انضمّ لنشرة القروش. نشرة تصلك صباح كلّ اثنين لتغوص بك في عالم الشركات التقنية ودهاليز الاستثمار الجريء، مع تحليلات دقيقة تساعدك في فهم تحدّيات السوق.

+350 متابع في آخر 7 أيام