هل تكون التقنية الماليّة طوق النجاة لساري؟

أعلنت «ساري» عن إطلاق منتج «الماليّة المضمّنة»، الذي يمثل خطوة جديدة في رحلتها إلى رقمنة قطاع الجملة التقليدي.

«ساري» وتقديم الخدمات المالية / تصميم: أحمد عيد
«ساري» وتقديم الخدمات المالية / تصميم: أحمد عيد

هل تكون التقنية الماليّة طوق النجاة لساري؟

القصّة باختصار: أعلنت «ساري» عن إطلاق منتج «الماليّة المضمّنة»، الذي يمثل خطوة جديدة في رحلتها إلى رقمنة قطاع الجملة التقليدي. كما وقَّعت اتفاقية مع البنك الأول لتقديم منتج «التمويل المضمّن»، إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم مع عدة شركات تقنية ماليّة لتسهيل المدفوعات الرقمية ونقاط البيع لعملائها التجار.

مفهوم الماليّة المضمّنة، يعني ببساطة، توفير الخدمات الماليّة للعميل في مؤسسات غير مالية، بدلًا من التواصل مع مؤسسة ماليّة للحصول على هذه الخدمة.

فوفقًا لما أُعلِن عنه، سيتمكن عملاء ساري من طلب التمويل وخدمات المدفوعات، وغيرها من الخدمات، من منصتها مباشرة، دون الحاجة إلى التواصل مع مقدم الخدمة الرئيس. ويسهِّل هذا النموذج رقمنة العمليات المالية للعملاء، كما يقدم للجهات الماليّة بيانات إضافية تساعد على تقييم الشركة بشكل أفضل.

المهم هنا: دخول ساري لتقديم الخدمات الماليّة -بهذا النموذج- يساعدها على تقديم الخدمة بسهولة، دون حاجة للحصول على ترخيص لكل منتج. ويساهم في زيادة هامش ربحها -الذي يُعدّ ضئيلًا- مقارنة بقطاعات أخرى. ويساعدها في الوصول للربحيّة. فاستراتيجية ساري كانت تعتمد على النمو إلى حجم ضخم، يجعل من هوامش القطاع التي لا تتجاوز 5% مجزية ومربحة. وهو ما يُعرف بـ«اقتصاديات الحجم».

لكن يكمن التحدي في الوصول إلى هذا الحجم، وهو ما يؤرّق ساري ومؤسسيها اليوم، لأنها بحاجة للفوز بهذا الرهان للاستمرار والوصول للربحية.

جمعت ساري 112 مليون دولار، عبر ثلاث جولات استثمارية، لتكون أحد أكثر الشركات تمويلًا في المنطقة. ولكن التمويل ليس المشكلة الوحيدة، فالقطاع في السعودية يعاني من التستر التجاري، وسيطرة الفكر التقليدي لدى كل أطراف العلاقة، سواءً من البائعين (المورّدين وتجار الجملة) أو العملاء (تجار التجزئة). مما اضطرها للتحوُّل -بشكل جزئي- إلى نموذج المبيعات التقليدي، بعيدًا عن منصتها الرقمية، على أمل أن تنجح في رقمنة هذه العمليات بشكل تدريجي، وتنجح في إقناع كل الأطراف بجدوى منصتها الرقميّة. وعلى ما يبدو لا تزال هذه المشكلة قائمة.

إحدى محاولات ساري الوصول إلى حجم ضخم جاءت من خلال توسّعها في السوق المصري عبر استحواذها على «مورّد»، الشركة المصرية التي تعمل في القطاع نفسه، وضمّها إلى عمليات ساري. والمحاولة الأخرى جاءت من خلال استثمارها في «جونقو» للتوسُّع في باكستان.

بشكل عام: رهان ساري على قدرتها على إعادة تعريف سوق الجملة لا يزال تحديًا ضخمًا، حتى مع أرقامها الحاليّة، التي تجاوزت 1.6 مليار ريال هذا العام، وخطتها للوصول إلى مبيعات بقيمة 4 مليار ريال بنهاية العام. إذ يمثّل حصة صغيرة من السوق الذي يتجاوز حجمه 60 مليار دولار. 

وينطبق المثل القائل: «جود السوق ولا جود البضاعة» على الشركة بشكل كبير. فالتحدي ليس في بناء المنتج، ولا في إدارة العمليات، بل في السوق ذاته، وفي قدرتها على إقناع لاعبيه التقليديين بالحل الرقمي الذي تقدّمه.


فاصل ⏸️


  • شكل جديد للتخارج في السعودية: هيئة السوق المالية السعودية تسمح بإدراج شركات «SPAC» في السوق الموازية «نمو»، ضمن استراتيجيتها لعام 2024-2026. هذه الخطوة تُسهّل على الشركات الناشئة الوصول إلى التمويل، وإلى الأسواق العامة، دون الحاجة إلى الطرح العام بالطريقة المعتادة، عبر الاكتتاب أو الإدراج المباشر. 🪂

  • «ديلفري هيرو» تحضّر لإدراج «طلبات»: نشرت ديلفري هيرو العرض التقديمي لطلبات، الذي يتضمّن نظرة عامة لعملياتها. وفقًا للتقرير: تملك الشركة أكثر من ستة ملايين مستخدم نشط في ثماني دول. ووصل إجمالي قيمة عملياتها التجارية (GMV)، في 2023، إلى 6.1 مليار دولار. ما يعني أن طلبات تشكل 55% من إجمالي دخل «ديلفري هيرو» في المنطقة، وتتقاسم هنقرستيشن وانستاشوب النسبة المتبقية. 🛵

  • باع بنك مشراق الإماراتي 65% من حصته التي يملكها في شركة المدفوعات التابعة له «Neopay»، بتقييم 385 مليون دولار. الشركة أطلقت عملياتها عام 2022، واستطاعت تحقيق صافي دخل بلغ 69 مليون دولار، وأكثر من 400 ألف عمليّة في الإمارات. 🇦🇪

  • تمكنت شركة حلول المدفوعات الرقمية المصرية «Paymob»، أن تجمع 22 مليون دولار، لتضيفها على جولتها الاستثمارية «ب»، المعلنة في مايو 2022. ليصل إجمالي حجم الجولة إلى 72 مليون دولار. وشارك في الجولة العديد من الصناديق الاستثمارية، من أبرزها «Paypal ventures». تعمل الشركة في مصر والإمارات والسعودية، وقد حصلت على ترخيص «PSP» من البنك المركزي العماني، لتكون أول شركة أجنبية تحصل على هذا الترخيص. 🇪🇬

  • تدشين تعاون بين سدايا وبين مايكروسوفت و«IBM»: وذلك لتعزيز الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، عبر إتاحة نموذج «علّام» العربي على منصة «Azure»، ومع «IBM» على منصة «Watsonx». وحقّق النموذج المركز الأول في اختبارات «MMLU»، لقدراته المتقدمة في فهم المحتوى العربي. كما أعلنت سدايا عن شراكة مع إنفيديا، لتوسيع قدرات «علّام»، ولدعم المطورين. وذلك بالتزامن مع وضع خطط لإنشاء مركز بيانات ضخم، لتعزيز الحوسبة الفائقة في السعودية. 🚀


«القابلية للدفاع»

Defensibility

في حال كانت شركتك ناجحة -أو في طريقها لذلك- فثمة احتمالية كبيرة بأن تُستنسَخ منتجاتها أو خدماتها أو نموذج عملها. وفي حال لم تتمكن من تمييز نفسك عن المنافسين –بمعنى أدق: أن تدافع عن نفسك– فستضطر إلى أن تتنافس معهم بالأسعار. 

وهنا النقطة التي تغفل عنها الكثير من الشركات الريادية:

التنافس على السعر نادرًا ما يكون الخيار المثالي للتغلب على منافسيك.

سابقًا، كانت توجد عدة طرق لتحقيق القابلية للدفاع، مثل الوصول الحصري للمواد الخام، أو اختيار موقع جغرافي مميز. ولكن مع التحول الرقمي، كل هذه الأمور تلاشت بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، شفافية المعلومات أصبحت عالية، والحدود الجغرافية انخفضت أهميتها، وصار سهلًا على عميلك الانتقال بسلاسة إلى منافسك.

السؤال: كيف تبني قابلية الدفاع لشركتك؟


  • مؤسس «سناب شات»، وبعد 13 سنة من التأسيس، تكلم بإيجاز عن كيفية تمكُّن الشركة من تعزيز نموها بعد فترة من التراجع، وكيف تمكنوا من بناء مجتمع قوي من 850 مليون مستخدم، مع عرض لاستراتيجياتهم المستقبلية في الإعلانات، وكيف سيواجهون التحديات القادمة باستخدام الذكاء الاصطناعي.🔥

  • إذا كنت مهتمًّا بتقييم الشركات الريادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ننصحك بالاطلاع على تقرير «VC Valuation in MENA A Reality Check». يقدم التقرير مقابلات مع خبراء، ويحلل اتجاه التقييمات في المنطقة مقارنةً بالولايات المتحدة، مع معلومات وأرقام دسمة تهم المؤسسين والمستثمرين والمستشارين الماليين.🤑

  • كيف تبني مشروعك الريادي بدون تمويل ولا موظفين؟ في مقابلة ملهمة مع فريدمان، يشارك بيتر ليفلز تجاربه في بناء مشاريع ناجحة، حققت له أرباحًا سنوية تتجاوز 600 ألف دولار، وكل هذا بدون توظيف أي شخص! إذا عندك موارد محدودة وتطمح إلى تحقيق نتائج رهيبة في مشروعك، هذه المقابلة مصدر إلهام رهيب لك.🚀

نشرة القروش
نشرة القروش
أسبوعية، الاثنين منثمانيةثمانية

إن لم تكن قرشًا، انضمّ لنشرة القروش. نشرة تصلك صباح كلّ اثنين لتغوص بك في عالم الشركات التقنية ودهاليز الاستثمار الجريء، مع تحليلات دقيقة تساعدك في فهم تحدّيات السوق.

+450 مشترك في آخر 7 أيام