أقدم مهرجان سينمائي في العالم 🎬
خياراتنا لأفلام فازت بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي وتستحق المشاهدة.
ليونيل ميسي في نظري أعظم لاعب كرة قدم رأيته، وإن كان هذا الرأي سيثير غضب البعض😂.
لكن أتذكر ميسي عندما كان فتى يحمل الرقم 19 في برشلونة، وفي أولى مبارياته كان على دكة البدلاء. لكن بعد الوقت والتدريب والتجربة والمباريات الكثيرة، وأكيد مع موهبته الهائلة، استطاع أن يصبح أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ.
هذا النموذج نستطيع إسقاطه على صنّاع الأفلام الموهوبين. أن تمنح نفسك كصانع أفلام الوقت والتجربة والاختيارات السليمة، وفرصة صناعة عدد أكبر من الأفلام، هو الخيار الوحيد لتطورك ووصولك إلى المصاف الأول؛ وبنظري هذه هي القاعدة.
الاستثناء من القاعدة أنك تصنع شيء عظيم من أول تجربة، وهذا الاستثناء لا يتكرر كثيرًا.
أنا مقتنع أننا باستعجالنا رؤية النتائج المبهرة، نتجاهل التفاصيل الصغيرة الجيدة في البداية. وهذا التجاهل من الممكن أن يدمّر أي صانع أفلام.
نايف العصيمي
فاصل ⏸️
بدأت الدورة الحادية والثمانون من مهرجان البندقية السينمائي الدولي يوم الأربعاء 28 أغسطس، ويستمر المهرجان حتى 9 سبتمبر 2024. يتضمن المهرجان أيضًا مجموعة من الفعاليات الجانبية مثل عروض الأفلام الخاصة، والورش، والندوات التي تجمع بين صناع الأفلام والنقاد والجمهور.
تشارك ستة أفلام مدعومة من صندوق البحر الأحمر في مهرجان البندقية السينمائي الدولي لعام 2024: «عائشة» من إخراج مهدي البرصاوي، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» للمخرج خالد منصور، و«عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج مراد مصطفى، و«حتى بالعتمة بشوفك» للمخرج نديم تابت، و«سودان يا غالي» للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب، و«قتل حصان منغولي» للمخرجة الصينية شياوشوان جيانق.
يُعرَض اليوم الخميس، على شاشات ڤوكس سينما في السعودية، فِلم «Beetlejuice Beetlejuice» وهو الجزء الثاني من فِلم «Beetlejuice» الصادر عام 1988. تدور أحداث الفلم حول ابنة «ليديا» التي تستدعي «بيتلجوس» عن غير قصد، فيتعيّن على «ليديا» وابنتها وأشباح عائلة «ديتز» التغلب على تحدياتٍ جديدة خارقة للطبيعة، والتعامل مع الفوضى التي يجلبها «بيتلجوس».
تجاوزت إيرادات فِلم الكوميديا السوداء والإثارة «Blink Twice» الثلاثين مليون دولار، منذ طرحه يوم 23 أغسطس في شباك التذاكر العالمي.
أطلقت منصة نتفليكس فلم «Apollo 13: Survival». وتتحدث قصة الفِلم عن بعثة أبولو 13، مركّزة على الجانب الإنساني منها، وعلى المصاعب التي واجهها روّاد الفضاء للبقاء على قيد الحياة أثناء قيامهم بتلك الرحلة التاريخية.
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فلم «The Wrestler» الصادر عام 2008 للمخرج دارين أرونوفسكي وبطولة ميكي رورك. يُصاب «روبن»، المصارع المحترف الذي تجاوز أوج عطائه في الثمانينيات، بنوبة قلبية تجعل من المستحيل عليه الاستمرار في المصارعة الحرة. وتضطره المشاكل المالية إلى قبول وظيفة في أحد منافذ بيع الأطعمة، تتناقض بشكل صارخ مع الحياة التي عاشها ذات يوم على حلبة المصارعة.
في هذا المشهد، يستعد «روبن رامزينسكي» -المعروف بـ«راندي "ذا رام" روبنسون»- لوظيفته الجديدة في البقالة، وفي كل خطوة نجد صدىً لحياته السابقة يتوازى على نحوٍ مؤلم بالحياة التي يعيشها بعيدًا عن الحلبة. كأنما يخلع عنه هويته القديمة في تحوّله إلى شخصٍ عادي، بدءًا بالزي الذي يرتديه والمكون من قميص ومرلية بيضاء وشبكة شعر، على خلاف زي المصارعة المبهرج.
يظهر تعلقه بشخصية «راندي "ذا رام" روبنسون» بعد طلبه من مدير عمله تغيير الاسم على البطاقة إلى «راندي» بدل «روبن»، ويظهر المدير عدم اكتراثه عند سؤال «روبن» عن إلزامية وضع البطاقة، إذ يرد عليه بتهكّم: «لا، فأنت مميّز». هذه اللحظة الصغيرة تعكس كيف لم يعد لقب«راندي ذا رام» يحمل الثقل والاحترام الذي اعتادهما في الماضي.
في لقطة مستمرة، تتبع الكاميرا «روبن» من الخلف وهو يعبر ممرات شبه مظلمة، شبيهة بكواليس مسرح المصارعة، يعزز هذا الشبه صدى صيحات الجماهير من ماضٍ برّاق، تقطعها ضوضاء المتجر من الواقع البارد. وتعكس لغة جسد «روبن»، في أثناء عبوره، حالته العاطفية: كتفاه منحنيتان، حركاته بطيئة، أنفاسه ثقيلة، تبين تردده وعدم ارتياحه.
وحين يقف أخيرًا أمام الساتر البلاستيكي، ترتفع ضجة الجماهير المنتظرة صعود بطلها الحلبة، ويتمثَّل جسد «روبن» الهيئة الظليّة للمصارع المستعد للمواجهة مع اختفاء زيه الحالي في الظلمة، وما أن يدخل تتلاشى الصيحات، ويظهر بزيه الجديد، لينتقل من الحنين للمجد إلى الواقع المرير.
يضفي هذا التصميم الصوتي مع حركة الكاميرا لمسة من الواقعية الوثائقية، ويزيد من شعور المُشاهِد بالعزلة والملل والإحباط الذي يواجهه «روبن» في وظيفته الجديدة، وربما حتى الخوف. كأنَّ هذه المواجهة هي الأصعب من كل المباريات التي واجهها في حياته.
لم يفت أحد الذكاء في اختيار المخرج دارين أرونوفسكي الممثل ميكي رورك لأداء هذا الدور، وكان دومًا الاختيار الأول (مع احتمال عرضه على نيكولاس كيج كخيار ثانٍ). إذ عدا أنَّ ميكي رورك أدَّى بنفسه كل الحركات الخطرة، مما جعل إسناد البطولة له مخاطرة مالية عالية بسبب التأمين، فهو أيضًا نجم عاش شهرته في زمنٍ مضى قبل أن يخبو نجمه ويصبح منسيًّا.
نال الفلم في 2008 جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، ونال ميكي رورك في 2009 ترشيحًا لأوسكار أفضل ممثل... والفلم والممثل يستحقان الجائزة والترشيح بكل جدارة.
إذا كنت تتوقع إن توصيتنا اليوم ستكون عن فلم فاز بجائزة الأسد الذهبي، وإن اختيارنا سيقع على فلم كوري من بين كل الأفلام اللي فازت بالجائزة على مدار تاريخها: عليك نور، توقعك في محله! 😎
فِلم «Pietà» الصادر عام 2012، للمخرج الكوري كيم كي دوك، ما وصل لهذا الإنجاز بالصدفة، ولا يمكن وصفه بأنه تحفة سينمائية بصرية فقط. أولًا، كيم كي دوك استخدم أسلوبه الفريد المعتاد في السرد. وثانيًا، طرح بعمق المواضيع المعقدة مثل العنف والندم. وأحد أبرز الأمثلة على أسلوبه الإخراجي المميز في سرد المواضيع المعقدة، فِلم «Spring, Summer, Fall, Winter... and Spring»، في هذا الفِلم يوظف كيم كي دوك الطبيعة في جعلها رمز للتغيّرات اللي تطرأ على الإنسان في فترات حياته، وهذا يبرز قدرته على التعامل مع مواضيع عميقة بطرق مبتكرة.
لكن نرجع إلى فلم توصيتنا. في «Pietà» يتبع الفلم قصة «كانق دو»، الشاب المنعزل الذي يعيش حياة وحشية لا يعرف عنها إلا القسوة والعنف. يقضي أيامه في تعذيب المديونين بوحشية لاسترداد الديون منهم. تبدو حياته محكومة بالظلام، إلى أن يأتي يوم تظهر في طريقه امرأة غامضة اسمها «مي سون»، وتدّعي أنها والدته المفقودة منذ زمن طويل، وتحاول بكل الطرق استعادة حبه واهتمامه، وتعتذر على تركه وحيدًا في العالم.
تتطوّر العلاقة بينهما، وتبدأ قسوة «كانق دو» بالذوبان تدريجيًّا بتأثير من عطف الأم، وتصل هذه العلاقة المعقدة بين الأم وابنها لذروتها في النهاية. لكن قبل ما تتحمَّس للنهايات السعيدة، ضع في بالك أنَّ في عالم كيم كي دوك الأمور دائمًا تأخذ منحًى غير متوقع. وفي اللحظة اللي تظن إنك توقعت مسار القصة، يترك لك المخرج مفاجأة تغير كل شيء 😳.
مثل أغلب الأفلام الفائزة بالأسد الذهبي، فالموضوعات اللي تمس النفس البشرية تكون حاضرة بشكل كبير، أو تكون هي المحور الأساسي للفلم. وفلم «Pietà» دعوة للتفكير في طبيعة الرحمة والإنسانية في عالم قاسٍ. مشاهدة الفلم لن تكون سهلة، لكنها بلا شك تستحق كل لحظة من التشويق والتوتر (ووجب التنويه أنَّ التوتر سيظل معك فترة حتى بعد نهاية الفلم 😰).
يُعَد مهرجان البندقية السينمائي في نسخته الحادية والثمانين أقدم مهرجان سينمائي في العالم، وما زال يحتفظ بجاذبيته الخاصة بصفته محفلًا رئيسًا لاستكشاف أفق السينما وتأثيرها، (ومصدر اللقطات الرائعة لاستعراض النجوم جاذبيتهم على سجادتها الحمراء مثل براد بيت وجورج كلوني قبل كم يوم😎)، وبالطبع أحد أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية عالمية إلى جانب «كان» وبرلين.
ومع هذه المعلومة عن عمر الأسد الذهبي، نستهل فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن هذا المهرجان العريق. 🎬🏆
أُسِّس المهرجان في عام 1932، وكان جزءًا من معرض البندقية الدولي للفنون (La Biennale di Venezia)، الذي يُعَد بدوره من أقدم المعارض الفنية في العالم.
المهرجان في بداياته لم يضم لجان تحكيم أو جوائز، كان فقط يعرض الأفلام. لكن مع مرور الوقت أصبح يضم لجان تحكيم تمنح جوائز مرموقة أشهرها جائزة الأسد الذهبي، التي تُعدّ واحدة من أرفع الجوائز السينمائية عالميًا. 🦁
في فترته الأولى، كان مهرجان البندقية السينمائي يخضع بشكل كبير للتأثيرات السياسية في إيطاليا، خصوصًا خلال الحقبة الفاشية من حكم موسوليني. فمنذ تأسيسه عام 1932، وحتى أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، كانت قرارات المهرجان وجوائزه تخضع لتأثير الحكومة الفاشية، حيث سعى موسوليني إلى استخدام المهرجان أداةً دعائية لتعزيز الأفلام التي تدعم الأيديولوجية الفاشية. ✂️
يمنح مهرجان البندقية السينمائي الدولي مجموعة من الجوائز المرموقة للأفلام وللمخرجين وللممثلين، وتتضمن أكثر من أسد واحد! جائزة الأسد الفضي (Leone d'Argento) تُمنَح لأفضل فِلم بعد الفِلم الحائز على جائزة الأسد الذهبي. وكأس فولبي (Coppa Volpi) يُمنَح على التوالي لأفضل أداء رجالي، ولأفضل أداء نسائي. وجائزة «مارسيلو ماستروياني» (Premio Marcello Mastroianni) لأفضل موهبة واعدة شابة. وأما جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر «Golden Lion for Lifetime Achievement» فلا تُمنَح إلا لشخصية بارزة في عالم السينما، تكريمًا لمسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة. 🏆
عُرض فِلم «Rebecca» لألفريد هيتشكوك في مهرجان البندقية عام 1940، وكان هذا العرض أول عرض في المهرجان لفِلم ناطق بالإنقليزية.🗣️
في عام 1968، اتخذ المهرجان منحًى سياسيًّا آخر، عندما رفض عرض أيّ فلم أمريكي في الدورة الخامسة والثلاثين احتجاجًا على التدخل الأمريكي في فيتنام. هذه الخطوة كانت ضمن موجة احتجاجات اجتاحت العالم في ذلك الحين.🙅🏻♂️
يشتهر المهرجان بكونه المكان الأمثل لعرض الأفلام التي تطمح للجوائز، وصانعو الأفلام يستبشرون بها خيرًا. مثلًا «لا لا لاند» كان فلم الافتتاح في مهرجان البندقية في عام 2016 وفازت إيما ستون بأوسكار أفضل ممثلة، وفي 2023 فاز فلم «Poor Things» بجائزة الأسد الذهبي وإيما ستون فازت بأوسكار أفضل ممثلة.😁
في عام 1982، استقبل المهرجان أول فِلم مُنتَج بالكامل بتقنية الرسوم المتحركة الرقمية، وهو فلم «Tron»، في سابقة هي الأولى من نوعها، وكانت خطوة تشير إلى المستقبل الواعد للصناعة الرقمية في السينما. 🚀
إذا كنت من عشاق المسلسلات ذات القصة القوية المفعمة بالمشاعر🥺، تحتاج تضيف مسلسل «Unbelievable» إلى قائمة مشاهداتك.
يستند هذا المسلسل القصير إلى أحداث حقيقية، ومقتبس من مقالة فازت بجائزة بوليتزر نُشِرت في عام 2015 بعنوان: «قصة اغتصاب لا تُصدَّق» (An Unbelievable Story of Rape).
في عام 2008 تتعرَّض «ماري أدلر» للاغتصاب، وبدل ملاحقة المغتصب، تُتَّهم «ماري» بتزوير الإفادة التي قدّمتها بشأن الاعتداء عليها.
تصوَّر بعد التعرُّض لجريمة فادحة، تستهلك وقتك وطاقتك في إقناع القانون بصدق روايتك. هذا تمامًا ما حصل مع «ماري» التي أُجبرَت على مواجهة نظام قضائي يجد صعوبة في تصديق قصتها. ورغم معاناتها، فلم تكن تجربتها مفهومة عند السلطات، مما أدى في النهاية إلى اتهامها بتزوير التقرير. ولكن أُعيد فتح قضيتها بفضل محققتين اكتشفتا نمط من الاعتداءات المشابهة لحادثتها.
المسلسل لا يكتفي بالتركيز على الجريمة فقط، بل يتعمّق في التحقيقات وفي الأخطاء التي أدت إلى تشويه سمعة «ماري»، ويقدم صورة شاملة عن الصعوبات التي واجهتها في أثناء محاولتها الحصول على العدالة.
مسلسل «Unbelievable» مميَّز بأسلوب روايته للقصة، وبطريقة تصويره للشخصيات. ويعكس السرد الجذّاب والمفصّل طبيعة التعقيدات الإنسانية التي تحيط بالقضية.
وإذا كنت من عشاق الممثلة توني كوليت، ومشهدها الشهير وهي تصيح في وجه ابنها في فلم «Hereditary»، ستسعد بوجودها في هذا المسلسل الذي أبدعت أيضًا فيه، وترشّحت لجائزة الإيمي لأفضل ممثلة مساعدة.
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.