كيف نوظف في ثمانية؟ 👨‍💻

كل من دخل مكتب ثمانية، أو قابل موظفيها، ينتبه أن بيئة وثقافة ثمانية… غير.

أكيد لكل شركة ثقافتها الخاصة، ولكل شركة معايير وآلية معينة في التوظيف، لكن نؤمن أن ما صنعناه في ثمانية يفتح الشهية للعمل معنا😄. لا أقولها تحيزًا كوني جزءًا منها، حاشا لله، لكن هذا الإيمان نابع من خلال خبرتي في شركات سابقة، أو زيارتي مكاتب عمل أخرى. 

وفي هذا السياق، كثيرًا ما يطرح علينا سؤال: كيف نعرف أنَّ مرشحًا معينًا يتناسب مع ثقافة ثمانية ومعاييرها دون الآخر؟ 

ببساطة، العبرة في التفاصيل. ففي مقابلاتنا مع المرشّح، نتطلّع إلى خمس خصال، ولا نتفرد بإحداها عن الأخرى:

1. فضوليّ ويتحدَّى نفسه، ولا يغرق في منطقة الراحة، بل يبحث ويسعى للتطوير. هنا يُظهِر المرشَّح اهتمامه بمختلف المواضيع حتى لو لم تتعلق بمجال عمله، فيذكر إنجازاته الشخصية وأهدافه التي يطمح إلى تحقيقها مهنيًّا وشخصيًّا، كما يحضر مطَّلعًا على ما تقدمه ثمانية، سواء فيما يخص الشاغر أو خارجه.

2. يبادر إلى حل المشاكل وخلق حلول من تحت الأرض. لا ينتظر مهام معينة تُسنَد إليه ليبدأ العمل، وهنا أستشهد بمقولتنا الشهيرة: «لا شيء هنا ليس من شأنك». قد تتساءل «كيف يمكن توضيح ذلك في مقابلة شخصية؟» من الممكن عكس هذه الصفة بالنقاش حول مشاريع خارج مجال الشاغر الوظيفي في أثناء المقابلة، كما يمكن استعراض المهارات بأسلوب مميز خلال تقديم التكليف المطلوب مع إضافة غير متوقعة مثلًا، لكنها قيّمة. 

3. مسؤول ولديه استقلالية، ولا يحتاج إلى متابعة فهو مدير نفسه؛ يقول لك «ازهلها» وتزهلها فعلًا. من مهام المرشّح الخفية متابعته المحتوى أو المجال الذي سيعمل به، ودراسة تفاصيله لكي يعرف كيف يتناقش بها، مما يعكس مسؤوليته في التحضير للمقابلة. 

4. يستغل وقته صح، فتشعر أن وقته مبارك من كثرة المهام التي ينجزها مع أنك قد لا تراه (بالأخص في حالة العمل عن بعد). منضبط، ولا يخشى رفض مهام جديدة لكي يركز على أولوياته، لأنه يدرك حدود طاقته ووقته. وتظهر مهارة إدارة الوقت لدى المرشح في التواصل منذ البداية، وفي حديثه عن إدارة وقته، وهل لديه منجزات خارج عمله مثلًا؟ كما يظهر الالتزام بالوقت بتقديم تكليف رائع في مدة محدودة. 

5. مُحسِن في كل أعماله. والإحسان في المقابلة حضور المرشَّح مستعدًا للمقابلة، متشبعًا بالمحتوى ودارسًا لتفاصيله ليظهر حرصه، بل يمكن أن يقترح فكرة أو يناقش منتجًا. 

وكما نقول في دستور ثمانية: نبحث عمّن سيضيف إلى الفريق، ويساهم في تغيير شكل الفريق والشركة. سنقابل الكثيرين، وسيكون من بينهم الجيدون والممتازون، والتحدّي الحقيقي أمامنا كيف نقول «لا» للممتاز، لكي نقول «نعم» للرائع.

طيب، كيف الآلية؟

لا نحب التعقيد، ونثق أن مدير الشاغر الوظيفي يعرف كيف ومن يوظف، ويفهم ثقافة ثمانية ومعاييرها. 

آليتنا في التوظيف واضحة:

1. مقابلة الموارد البشرية: لمعاينة التواؤم الثقافي.

2. تكليف: لمعرفة قدرات المرشّح تقنيًّا وفنيًّا، ومدى إحسانه في العمل.

3. مقابلة مدير الشاغر للتعارف: فمن المهم وجود تجانس وتناسب ما بين فكر المرشح والمدير، وتوقع منطقي لمدى سلاسة التعامل بينهما.

في النهاية، قد تُقبَل في ثمانية أو تُرفَض، ولكنها ليست نهاية مسيرتك المهنية أو حتى محاولاتك للانضمام إلى فريق يشبهك، تتناغم معه وتنجح بنجاحه. بل يمكنك من خلال تجربتك في التقديم أن تعرف كيف تطور نفسك وتحسن مهاراتك العملية أو الاجتماعية، وأن تكمل رحلتك بمعرفة أكبر ويقينًا أعمق بالفرص الرائعة التي ستجد دومًا طريقها إليك. 

إذا وصلت هنا، وترغب في الانضمام إلى فريق ثمانية، سنعلن عن شواغر قريبًا في العدد القادم من النشرة السرية.