الفعالية السعودية اللي غيرت القرود

في هذه السياقة نسرد لكم قصة قرود البابون منذ الأزل.

عودتنا للذاكرة الاجتماعية السعودية تعني بالضرورة تذكّرنا للمتنفس الصيفي الفريد من نوعه، الذي يتذكره، بل عاشه، الكثير من الشعب السعودي، وهي مصايف الطائف والجنوب، الوجهات الباردة لأي أحد يريد الهرب من أجواء الحر الساخنة في مناطق المملكة والخليج عامةً، بخاصة في فصل الصيف. 

لكن عند عودتنا لهذا النمط من التصييف، سواء أكان ذلك قبل 50 عامًا أو في يومنا هذا، لا يغيب عنّا مشهد «قرود البابون» التي لها النصيب الأكبر من نشاط أي سائح يريد التصييف بالجنوب أو المرور بطريق الهدا، سواء أكان ذلك بمشاهدتها أم ملاعبتها، حتى إطعامها من بقايا أكله الثقيل والدسم «العالي السعرات الحرارية»، الذي يعد شكلًا شاذًا ومغايرًا من الغذاء المعتاد والمتوازن لأي حيوان يعيش في الطبيعة كقرود البابون. 

فهذي الفعالية الصيفية (إطعام القرود من الأكل البشري) وعلى مدار 50 عامًا، استطاعت أن تحوّل قرود البابون بشكل جذري وصادم على صعُدٍ عدة:

  • أولها الصعيد الاجتماعي؛ فهي تخلصت من مخاوفها من البشر واستأنست بهم. 

  • أما الصعيد الثاني فكان متعلقًا بتغير أجسامها من داخل، فتسارعت مراحل بلوغها وتكاثرها بشكل يزيد على عشرة أضعاف؛ نتيجة الأكل العالي السعرات. 

  • أما الصعيد الثالث و الأغرب فهو متعلق بتغيّر تنظيمها الاجتماعي من طريق تكوينها لجماعات «الإناث الهائمات»، وهي جماعات تتشكل من إناث القرود فقط، وتتحرك بشكل حر ومستقل بعيدًا عن اعتمادها على الذكور. 

في هذه السياقة نسرد لكم قصة قرود البابون منذ الأزل، بدايةً من كونها حيوانات مقدسة ومهمة للبشر، إلى مرحلة كونها حيوانات بعيدة تخاف من البشر، وصولاً إلى تغيرها الأخير الذي أصبح مشكلة تضايق سكان مناطق الجنوب. 

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.