هل شمس أوربا أقوى من الرياض

هل فعلًا الشمس في أوربا أقوى من الرياض؟ ولماذا لا نموت من الحر مثلهم؟

في سياق من ثمانية

في السنين الأخيرة أصبح الصيف مقترنًا بأخبار موجات الحر في أوربا، التي حطمت الأرقام القياسية في درجات الحرارة وأعداد الوفيات. 

حين بحثت عن درجات الحرارة في دول أوربا ظننت أني سأجد رقمًا مفاجئًا، ولكني اكتشفت أنها تجاوزت الأربعين فحسب. فتحت تطبيق الطقس لأجد أن درجة الحرارة في الرياض 43، تساءلت حينها عن الأسباب التي تجعل حرارة يوم اعتيادي بالرياض تشكّل أزمة في أوربا!

عند الحديث عن الأسباب يتسابق الجميع للإجابة بجملة «شمسهم عمودية» وكأنها إحدى المسلمات، وهنا بدأت رحلة البحث لمعرفة إذا كانت الشمس فعلًا عمودية والشعور بالحر مختلفًا بين دول أوربا والرياض.

توصّلت إلى أن هذا التفسير خاطئ، وأن هناك عدة عوامل مؤثرة أهمها مفهوم «درجة الحرارة المحسوسة» التي تقيس الإحساس الحقيقي بالحرارة بعد أخذ نسبة الرطوبة بعين العناية، فزيادة الرطوبة من العوامل التي تضاعف شعور الأوربيين بالحرارة، إضافةً إلى كون معظم الأماكن غير مكيّفة لديهم.

طوال فترة البحث كنت أتجوّل بين مدن أوربا عبر مواقع الطقس باحثة عن الفروقات المناخية بيننا وبينهم، ولكني اكتشفت أن الفرق كامنٌ فينا، فتعرضنا المستمر للحرارة جعلنا أكثر تكيفًا معها. 

تواصلت مع عدد من المختصين واكتشفت أن أسئلتي تشكّل هاجسًا يتجلى في الأبحاث التي يعملون عليها الآن، وتوصّلت لبعض الأسباب التي تعزز مقاومة الحرارة لدينا، أهمها زيادة إفراز «صبغة الميلانين» التي تقينا ضرر الأشعة فوق البنفسجية، والتي ترتبط بإفراز ما يسمى «Heat shock protein» الذي يصلح الضرر الناتج من الحرارة، وربما هذا ما يجعلنا أكثر تصالحًا مع حر الصيف مقارنة بما يحدث للأوربيين الآن.

سياق
سياق
منثمانيةثمانية

نتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.