هل لديك خيار سوى أن تكون فزاعة؟ 🐦‍⬛

الفزّاعة اليابانية لا الغربية تذكّرنا بألا نسمح لألمنا من عجزنا التصرف أمام أغلب ما يجري في العالم أن ينسينا واجبنا الأخلاقي.

بما أنَّ التجربة خير برهان، ننصحك بعدم ممارسة «الإجازة الصامتة». 😑🏖️

إما أن تأخذ إجازة حقيقية من العمل، أو وفِّر مصاريف التذكرة والسفر وخلك في بيتك ومكتبك، ولا تنجرف مع هبة «ترندات» بيئة العمل في تك توك. 😏


الفزاعة / Imran Creative
الفزاعة / Imran Creative

هل لديك خيار سوى أن تكون فزاعة؟

إيمان أسعد

بعد أسبوعين من المماطلة والتأجيل، جلست أخيرًا إلى مكتبي، في فستان صيفي جميل وخفيف وموشَّى بالزهور، لأشاهد سياق «كارثة مواقع الملابس الرخيصة» من إنتاج ثمانية على يوتيوب. الفستان، وكل الفساتين العشرين الصيفية الجميلة الخفيفة الموشّاة بالزهور التي حملتها معي من الكويت، اشتريتها من «شي إن». لذا لك أن تتخيَّل إحساسي بالألم من قرصة الذنب التي شعرت بها.

وإذا أردنا مدّ نطاق الإحساس بالذنب، فكل صناعة نستفيد منها في ملبسنا ومشربنا وأكلنا وأثاثنا وسياراتنا وحواسيبنا وجوّالاتنا وتطبيقاتها (وحتى المنتجات العضوية التي تتفاخر بتفوقها الأخلاقي حيث الدجاج والغنم يسرح ويمرح في المروج الخضراء والمحاصيل نضرة لا تمسّها المبيدات) تتضمن أفعالًا غير أخلاقية سواء على مد سلسلة الإنتاج أو في محطات معينة دون غيرها.

المهم، هل قرصة الذنب بعد مشاهدتي حلقة سياق ستمنعني حاليًّا من الشراء من «شي إن»؟ لا، وهذه الإجابة تؤلمني.

والآن ننتقل إلى الجزء المشوِّق من التدوينة.

هذا المزيج من ألم قرصة الذنب وكونك مستهلكًا للمنتجات التي تصنعها مؤسسات يعاني فيها أناسٌ آخرون، له مسمى ياباني: «كوبيكو» (Kuebiko). عرفته من خلال قراءتي مقالًا قصيرًا على دورية «قرانتا» للكاتبة ديزي هلدايرد ضمن سلسلة «أنت المنتَج» (You Are the Product).

كما الحال مع المصطلحات اليابانية الفلسفية، المصطلح عتيق وهو اسم آلهة المعرفة والزراعة والحكمة الشعبية التي تتجسَّد على هيئة فزاعة واقفة في منتصف الحقل، حكيمة وتتمتع بمعرفة لا حدَّ لها لكنها عاجزة عن إبداء أي ردة فعل. فهي تعي كل ما يجري أمام عينيها وحولها ومن أسفلها ومن أعلاها، وتمر عليها المواسم بكل أحوالها وتبدلاتها، لكنها عاجزة عن تغيير أيّ شيء، لتصبح في الثقافة اليابانية مثالًا على الحكمة المكتسبة من التسليم بالأقدار وتقبُّل عجزك عن تغييرها.

وكما الحال مع المصطلحات اليابانية الفلسفية، اختطف جيل الألفية الأمريكي هذا المصطلح وأضفى عليه التأويل الغربي الرأسمالي، بحيث بات يصف حالة الإرهاق النفسي من الإحساس بالذنب تجاه تمتعه بامتيازات استهلاكية، وألمه المتأتي من الحزن المتراكم إثر عجزه التصرف إزاء كل ما يجري في العالم حوله (والذي لا مجال لنسيانه مع محاولات الجميع في منصات التواصل إشعارك بالذنب تجاه كل شيء). وفي هذا التأويل لا وجود للحكمة المكتسبة، فقط الهشاشة النفسية.   

لكن ديزي هلدايرد لا تتركنا فحسب مع مشاركتنا بصيرتها حول «استعمار المصطلحات» الذي تواصل مجتمعات اللغة الإنقليزية ممارسته مع الثقافات غير الغربية، لا سيما اليابانية، لإثراء فقر المصطلحات لديها، بل تتركنا مع بصيرة أخرى بعدما تفكَّرتْ مليًّا في «الفزاعة» وهي: من قال إنَّ الفزاعة لا تفعل شيئًا؟

لو لم يكن للفزاعة فعلٌ تؤديه، لماذا يكترث المزارع بنصبها؟

صحيح الفزاعة عاجزة عن منع الريح العاصفة من الهبوب ومنع اللصوص من سرقة المحصول ومنع النار من الانتشار وحرق كل شيء بما فيها هي، ومنع الجرافات من جرف الحقول واقتلاع الأشجار بما فيها هي، ومنع السيول من إغراق القرية وأهلها بما فيها هي، لكن الفزاعة لم تُصنَع لهذا، هي صُنعت لكي تخيف الطيور فلا تلتقط البذور بعد نثرها. هذه هي ردة فعلها على الحدث الوحيد الذي بيدها تغييره.

كل إنسان لديه مسؤولية أخلاقية تجاه مجتمعه والعالم الذي يعيش فيه، وقدرة على تغييره للأفضل، والفزّاعة اليابانية لا الغربية تذكّرنا بألا نسمح لألمنا من عجزنا التصرف أمام أغلب ما يجري في العالم أن ينسينا واجبنا الأخلاقي الذي نستطيع أداءه وخلقنا لأجل أدائه.

كذلك تذكّرنا الفزاعة بأهمية اكتساب المعرفة ورفع وعينا عمّا يجري من حولنا، حتى إن لم تؤدِّ هذه المعرفة إلى تغيير حقيقي فوري في سلوكياتنا، لأنَّ المعرفة أساس الحكمة، والحكمة تأخذ وقتها.

فشكرًا فريق سياق في ثمانية. ❤️


فاصل ⏸️


خبر وأكثر 🔍📰

عمليات رياضية / Giphy
عمليات رياضية / Giphy

«قوقل ديب مايند» تنافس طلبة أولمبياد الرياضيات!

  • بعدما تفوقت شركة «قوقل ديب مايند» على البشر في كل شيء، قالت إنها الآن على وشك التفوق على أفضل الطلاب في العالم في حل مسائل الرياضيات. وأعلنت في 25 يوليو أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها حلَّت أربعًا من أصل ست مسائل طُرحَت على طلاب المدارس في الأولمبياد الدولي للرياضيات 2024 في باث بالمملكة المتحدة هذا الشهر، وحصلت على درجة 28 من 42 بفرق نقطة واحدة فقط عن نقاط الميدالية الذهبية.🎖️🧮

  • تسعى «ديب مايند» إلى تطوير تقنيات تمكِّن الآلات من تقديم براهين تحل مسائل بحثية مهمة في الرياضيات، وقد أصبحت مسائل الأولمبياد الدولي للرياضيات معيارًا لهذا التقدم. وقال بوشميت كوه، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي للعلوم في «ديب مايند»: إن تحقيق مستوى الميدالية خطوة مهمة نحو بناء براهين نظرية متقدمة 🤖🧠.

  • سبق أن حققت إحدى تقنيات «ديب مايند» أداءً متميزًا في الهندسة الإقليدية، والآن تعمل الشركة على تطوير تقنية «ألفا بروف» (AlphaProof) لحل مسائل في الجبر ونظرية الأعداد. وعلى الرغم من أن التقنية لم تتمكن من حل بعض المسائل في التركيبات فإنها أظهرت أداءً قويًا في بقية الأنواع. ➗🪛

  • نموذج اللغة والذكاء الاصطناعي لا يزالان يواجهان تحديات في تقديم براهين دقيقة، وقد نجح فريق من شركات البرمجيات في تحقيق تقدم محدود باستخدام نماذج اللغة. ويتطلب تدريب النماذج كميات هائلة من البيانات، ولتجاوز هذا التحدي طوَّرت «ديب مايند» طرائق جديدة لترجمة المشكلات الرياضية إلى لغات رسمية، مثل «Lean»، لكن ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من التحليل والتطوير قبل أن تحقق المركز الأول على طلبة الرياضيات. 🦾🏆

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل جربت السعي إلى أسلوب حياة «الميدالية البرونزية»؟ 🥉 من وحي روح الأولمبياد (ويقينًا ليس من وحي حفل افتتاح الأولمبياد 😳) نشاركك كيف تؤسس لحياة تنافسية صحية ومثرية. 

  • في دراسة أجريت على اللاعبين الأمريكيين الفائزين بمختلف الميداليات الأولمبية منذ 1904 إلى 1936، تبيَّن أنَّ أقصى سن وفاة عند الفائزين بالميدالية الذهبية بلغ 76 عامًا، وعند الفائزين بالميدالية الفضية 72 عامًا، أما الفائزين بالبرونزية فقد تفوقوا على الذهبية والفضية ببلوغ سن 78 عامًا. 🏃🏻👨‍🦳

  • الصورة المجازية التي يمثلها الفرق بين الفائز بالميدالية الفضية والفائز بالبرونزية، أنَّ صاحب الفضية يعيش متحسرًا على النتيجة لأنه يقارنها بالذهبية، بينما الفائز بالبرونزية يعيش سعادة خطف الجائزة لأنه يقارن وضعه بكل من خسر من بعده. فلا تقارن إنجازاتك بالمتفوق عليك، قارنها بمن تتفوق عليه، وستعيش حياتك دون ندم. 😌🏆

  • نافس في بركتك الصغيرة لا في محيط العالم الشاسع. فمع تفاخر آلاف الناس بإنجازاتهم على منصات التواصل الاجتماعي كل ساعة على مدار اليوم، وفي شتى مجالات الحياة، يسهل عليك الإحساس بالتأخر عن الجميع. بينما إذا ركزت إنجازاتك في محيطك الوظيفي المباشر وفي مجتمعك المحليّ، ستشعر بقيمة إنجازاتك وتقدمك. 🐠🌏

  • لا تحصر منافساتك في «حدث واحد مهم». فالتنافس سيعكّر سعادتك على المدى الطويل إذا حصرته في تحقيق هدف واحد أو بطولة واحدة أو مشروع واحد يتركك خائب الأمل متى فشلت فيه، بدل التعامل معه على أنه رحلة حياة بمحطات متعددة ونتائج مختلفة تتعلَّم منها وتنضج وتتطور. حتى إن فزت في حدثك الواحد المهم، لن تشعر بالسعادة لأنَّها ستختفي بعد لحظة وتصبح من الماضي السحيق. 🚂🚥

  • تنافس ضد نفسك لا الآخرين. في دراسة أجريت على مجموعتين تتنافسان في تركيب الأحاجي، تبيّن أن الذي يلعبون ضد منافسين تقل متعة المنافسة لديهم مع مرور الوقت، بينما الذين يتنافسون ضد الساعة تزداد متعتهم باللعبة. السر: المجموعة الثانية لا تشعر بلذة الانتصار على الآخر بل بلذة التطور الذاتي، والإحساس الثاني يترك أثرًا أعمق. ⏱️🤩   

  • إن كنت ترى نفسك من اللاعبين الأولمبيين الذي لم يصلوا حتى منصة التتويج فأنت تستحق ميدالية «الحياة» لأنك حاولت وشاركت ولم تستسلم لخوفك من الفشل، وهذه الميدالية هي الأثمن على الإطلاق متى أدركت قيمتها الحقيقية. ❤️🥇

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • لم أتخيل يومًا أنني بفضل التك توك قد أتابع بشغف ناديًا لم أكن أعلم عنه شيئًا قبل عام واحد، أتحدث هنا عن نادي أبها السعودي. ⚽️

  • في مقدمات المسلسلات، قد تجد ما يرتبط بالعمل ويضيف إليه، إن لم يكن معرفيًّا فعلى الأقل فنيًّا أو أدبيًّا؛ ما يجعل حضور المقدمة أمرًا مرغوبًا فيه. 📺

نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+180 متابع في آخر 7 أيام