بيبي محقَّة: عيناك ليستا للتحديق إلى وجهك

أعيننا لم تُخلق لكي ترى وجوهنا طيلة اليوم، بل لحظات معدودة متباعدة. عدا ذلك تتحول أعيننا إلى قاتل خفي لثقتنا بأنفسنا.

لا تريد «متا» للأصوات السياسية أن تكون عالية في منصتها «ثريدز»؛ فإن كنت ممن ينشرون محتوى يتضمن مواضيع وآراء سياسية، لن تصادر شركة «متا» حقَّك في كتابة ما تريد، لكن الخوارزميات لن توصي بمنشورك ولا حسابك بأكمله لأي شخص خارج دائرة متابعينك. 

إن أردت للخوارزميات أن تعود وترضى عنك، بإمكانك حذف بعض المنشورات، أو الأسهل، عدم التحدث نهائيًّا عن أي موضوع سياسي. (المعيار سيطبَّق قريبًا في إنستقرام).

الصحفيون غاضبون من هذا التقييد، لا سيما الذين خرجوا من «إكس» إلى «ثريدز» آملين في منصة أفضل. المفارقة الساخرة أنَّ الصحافة هي من وضعت «متا» في هذا الموقف بعد اتهامها بتأثيرها السلبي في نتائج الانتخابات الأمريكية وترويجها للمحتوى السياسي في 2016 و2020 بكل حرية ولا قيد! 🤷🏻‍♀️

في عددنا اليوم 📨 نعرف مغبة التحديق الطويل إلى وجوهنا، ولماذا يصعب مقاضاة جرائم التحرش في المتافيرس، وما نصائح الرؤساء التنفيذيين للتعامل مع الاحتراق الوظيفي، ونشاركك رسالة لطيفة ترسلها إلى من يعاني الحبسة الإبداعية. ❤️


تقييم النفس في المرآة / Imran Creative
تقييم النفس في المرآة / Imran Creative

بيبي محقَّة: عيناك ليستا للتحديق إلى وجهك

إيلاف محمد

صادفت قبل أسبوع مقطعًا في تك توك مقتصًا من بودكاست «أريكة» للمؤثرَيْن بيبي عبدالمحسن وطلال سام، تحدثت فيه بيبي عن نظريتها تجاه تحديق المرء في وجهه؛ فهي تؤمن بأن العينين خُلقتا في وجه الإنسان في موضع يستطيع به أن يرى جميع أجزاء جسده إلا وجهه! فكرتُ حينها أنَّ نظرية بيبي البسيطة تكمن فيها تعقيدات الأسطورة التاريخية التي أدت إلى نشوء مصطلح «النرجسية»، حين قتلت عينان صاحبهما الذي ظل يحدِّق في وجهه.

انبثق مصطلح النرجسية (Narcissism) من الشخصية الأسطورية «ناركيسوس» الذي وقع في حب صورته. يومًا ما، في أثناء رحلته في الغابة، رأى بركة ماء، وعندما نظر إليها أبصر انعكاس وجهه، وأُعجب بصورته إلى درجة عجز فيها عن الانصراف عنها، ولم يعد يرغب في العيش إلا معها، وحين حاول لمسها سقط غارقًا في بركة الماء! 

في عصرنا الحالي، من الصعب جدًا تجاهل مرورك أمام مرآة عابرة دون التفات إلى كاميرة جوالك الأمامية للنظر إلى نفسك والتأكد من شكلك الذي لم يتغير عما كان عليه قبل ساعة، لكنك على رغم ذلك تحرص على أن تلُقي نظرة تشخيصية متكررة. في علم النفس يطلق على هذا التصرف «اضطراب الهوس القهري بالجسد» (Body dysmorphic disorder) وهو الهوس المطلق بالصورة الخارجية؛ فالمصابون بذلك يحدقون ساعات طويلة في انعكاساتهم على المرآة بتدقيق في العيوب الصغيرة وعدم اقتناع بصورتهم ولو كانت جميلة. 

يشمل هذا الاضطراب تركيز المصابين به على التقريب والتحديق إلى الصور الدقيقة للوجه؛ وهذا يجعلهم في قلق دائم مما يظهرون عليه أمام العالم. وقد يؤدي هذا الهوس في كثير من الأحيان إلى سلوك شتّى الطرائق والوسائل لإخفاء هذه العيوب أو تحسينها، مع أن من المحتمل ألّا يراها أحدٌ سواهم، ويفسِّر هذا الإقبال على عمليات تجميل ممن ليسوا في حاجة إليها.

وعلى خلاف الأسطورة، حيث ظل الوجه الذي يحدق فيه «ناركيسوس» جميلًا حتى بعد أيام متواصلة من التحديق، فهذا الأثر لا يتحقق بالضرورة لدى البشر. ففي دراسة نُشرت بعنوان «الرؤى التصورية خلال التحديق إلى المرآة لمرضى الاكتئاب» (Visual Perception during Mirror-Gazing at One’s Own Face in Patients with Depression) وبُنِيَت على تجربة التحديق إلى المرآة سبع دقائق، في الضوء الخافت، بدأ المشاركون يلاحظون تشوهات في الوجه على المرآة بعد الدقيقة الأولى، وكلما طالت المدة زادت التشوهات وتحولت إلى صورة وحشية لدى 48% من المشاركين، وإلى وجه غير معروف لدى 28% منهم. 

يحدث ذلك لأن دماغك يبدأ معالجة وجهك من منظور مختلف؛ فعندما تركز على ملامح وجهك لفترة طويلة يحاول دماغك تقليل العبء من خلال التلاشي والتقليل من تركيزه في بعض المناطق؛ ولهذا تفترض أن وجهك مشوَّه أو أقرب إلى شاكلة الوحوش والحيوانات المريضة.

ثقافة «السيلفي» ونشر صورنا على حسابات منصات التواصل الاجتماعي لا تبتعد عن تجربة التحديق إلى «مرآة» يحدق فيها الآخرون أيضًا؛ وهذا يسهم أكثر في زعزعة الثقة بالنفس وتشويه وجوهنا في أعيننا. في هذا المقطع الصوتي الذي شاركته جوليا روبرتس في تك توك، تتحدث عن تجربتها في نشر صورة طبيعية لها لتُصدم بالعدد الهائل من التعليقات الساخرة من وجهها. بعضهم شبّهها برجُل وآخرون عابوا عليها تقدمها في السن وفقدانها جمالها. وعلى رغم ثقتها بنفسها آلمتها التعليقات، وعلَّقت بأنها لو كانت شابة في هذا العصر لما وثقت بجمال وجهها. 

لسنا محصَّنين من هذا الهوس بالوجه، إذ فكِّر كم مرةٍ تعيد تصوير نفسك، بأن تلتقط صورتك بالكاميرا الأمامية أو الخلفية، وما حدة الإضاءة وزاوية الصورة ودقّتها وغيرها من عوامل تؤثر في حقيقة نظرنا إلى وجوهنا! 

بيبي محقَّة؛ فأعيننا لم تُخلق لكي ترى وجوهنا طيلة اليوم، بل لحظات معدودة متباعدة. عدا ذلك تتحول أعيننا إلى قاتل خفي لثقتنا بأنفسنا، يدفعنا إلى الغرق في حب الذات (المعادل لكره الذات) وهوس «التشويه الجمالي». وحينها لن نتحوَّل إلى أسطورة مثل «ناركيسوس»، بل إلى قصة اعتيادية من آلاف القصص المكررة في عصرنا هذا.


خبر وأكثر 🔍 📰

الخوف من التقنية / Giphy
الخوف من التقنية / Giphy

جرائم التحرُّش في المتافيرس تستدعي تدخُّل الإنتربول!

  • ارتفاع معدل الجريمة في الواقع الافتراضي! مع تطوُّر أدوات اللعب مثل نظارة «متا كويست» ارتفع الإقبال على ألعاب الواقع الافتراضي من مختلف الفئات العمرية، وارتفعت معها الممارسات العنيفة والاعتداءات الجنسية. ويعمل الإنتربول على تقرير يحث الشرطة في مختلف أنحاء العالم على تطوير بروتوكولات تعالج الجرائم المرتكبة في الميتافيرس. لكن تردد المؤسسات وتفادي أخذ التحرش الافتراضي بجدية يصعب هذه المهمة.👾 👮🏼‍♀️

  • هل للجرائم الافتراضية تأثير واقعي؟ وفق استبيان أجري عام 2018، قالت 49% من النساء إنهن تعرضن للتحرش الجنسي افتراضيًا. ويقول جو فريمان، مؤلف دراسة عن التحرش في الواقع الافتراضي، إنَّ «أدوات اللعب مثل النظارات المعززة للواقع الافتراضي تخلق تجربة غامرة تتماهى فيها خطوط المتافيرس بالعالم الواقعي مما يشعر اللاعب بأن التجربة الافتراضية حقيقية.» وهذا بدوره يعود بتأثير نفسي سلبي على المستخدمين. 🤔 🫥

  • آراء متضاربة حول محاكمة الجريمة الافتراضية! انتشرت عام 2014 ظاهرة عرفت بمسمى «Gamergate»: حملة نظمها لاعبون رجال لمضايقة اللاعبات، ويبدو أن الأمر يزداد سوءًا اليوم. ورغم التأثير النفسي الذي يسببه التحرُّش، إلا أن قوانين الاعتداءات الجنسية تتطلب دليلًا على وقوع حادث جسدي، وهذا لا يحصل في المتافيرس، وبالتالي لا يرتقي للمستوى الإجرامي. وبرأي آيا قروبر، أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا: «يقتل الناس بعضهم بعضًا طوال الوقت في ألعاب الفيديو ولا نسميهم قتلة.» 😨❓

  • الوحوش الافتراضية تهدد الأطفال! مع انتشار ألعاب الواقع الافتراضي، سيصعب السيطرة على ما يطَّلع عليه الأطفال. وأعدّ دان باري، محقق في مشروع «Zero Abuse» لمكافحة الاعتداء ، ملف شخصية لفتاة تبلغ الثالثة عشرة في برنامج «VRChat»، وعلى الفور بدأت صور الشخصيات الرجالية تتحدث معها بأسلوب جنسي وطلبوا محادثتها على انفراد. 🧒☢️

  • من الصعب مقاضاة مرتكبي جرائم التحرُّش في العالم الواقعي، وسيكون أصعب بكثير في المتافيرس، لأنه حينها سيتطلب إعادة تعريف «التحرش» في غياب الأجساد الحقيقية من المعادلة. 👨🏻‍⚖️

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تطمح إلى منصب رئيس تنفيذي؟ مناصب الإدارة العليا تأتي مع راتب مرتفع ومزايا ووجاهة، لكن عليك الالتفات أولًا إلى رسالة التحذير: الضغوط الناجمة عن المنصب قد تقصِّر عمرك! إليك بعض النصائح من رؤساء تنفيذيين تقيك من الخطر المحيط بكونك مديرًا تنفيذيًّا على مدار الساعة. 🤯🪦

  • صحّتك أولوية على رأس الأولويات! لا تستثقل قول «لا» للطلبات الشخصية والمهنية، فهذه الطلبات تزيد التوتر لديك وتستقطع من وقتك الخاص. تأثرت صحة الرئيسة التنفيذية نيكي باروا أثناء قيادتها لمشروع وتجاهلها لأوجاعها ومعاناتها الصحية، إلى أن قررت أخيرًا خسارة 70 رطلاً في 18 شهرًا من خلال الحمية والتمارين الرياضية، وتعهدت بأخذ وقت منتظم للاستراحة. من بعدها رفضت العديد من الطلبات الشخصية والمهنية، وتتبع جدولًا يوميًا صارمًا توازن فيه بين مهام عملها وصحتها. 🧑🏻‍💼🧘🏻‍♀️

  • لا تفتِ برأيك الشخصي! يقول الرؤساء التنفيذيون الحاليون والسابقون إنَّ وظائف المناصب العليا تخبئ المزيد من الألغام. فالموظفون يتوقعون من رؤسائهم ومدرائهم التعليق على الأحداث المتداولة، وإذا أخطأت في الكلام، ستكون على بُعد منشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي من التورُّط في جدل لا يحمد عقباه. لست بحاجة إلى هذا النوع من ممارسة «الرئاسة» على أحداث العالم. 🤐🔊

  • اسرق لحظات استمتاع متفرقة! بالنسبة لهاري كريمر، كان مفتاح نجاحه الاستفادة من كونه «الرئيس»، لأن بوسعه كسب وقت حر لدى إلغاء أي اجتماع في جدول الأعمال لأي ظرف. ينطلق على سيارته المكشوفة، ويسمع أغاني بروس سبرينقستين، ويتوجه إلى نافذة طلب الطعام للاستمتاع بوجبة لذيذة! لا تنس أن تفعل ذلك في المرة القادمة التي تضطر فيها لإلغاء أي اجتماع. 🚗🍔

  • المغادرة والعودة... ببطء. عند التنقل المستمر بين إدارة المشاريع المكثفة ستجد أن القلق والاكتئاب والهلع يطاردونك. توقف، لا تضغط على نفسك، حاول اللجوء إلى حلول أقل انخراطًا في العمل حتى تستعيد لياقتك الرئاسية. عندما تحولت الأفكار السلبية في رأس ماثيو كوبر إلى انتحارية استقال ونشر مقالًا عن قراره؛ أخذ استراحة لثلاث سنوات من المسؤوليات اليومية واكتفى بتقديم نصائح بشكل منتظم للفريق التنفيذي. عاد الصيف الماضي بصفته رئيسًا، بدورٍ جزئي، يركز فيه على شراكات الأعمال وثقافة الشركة. 😰😌

  • إذا كنت مسؤولًا عن إدارة فريق وخط إنتاج مشاريع وتعمل طيلة اليوم، فعلى الأغلب تتفهم معاناة الرؤساء التنفيذين، فتعلّم منهم كيف تحافظ على نفسك. 😎🤝

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • تعد الخبرة في سيرتك الذاتية هي أحد الجوانب التي تميزك في الدراسات العليا، بل قد تزيد من احتمالية قبولك في بعض برامج الدراسات العليا. 🎓

  • من حقك أن تخشى على اللغة العربية وتبجّلها من بشاعة الأخطاء اللغوية، لكن ليس من حقك أن «تقبِّح» اللغة العربية ببشاعة تنمّرك على الآخرين. 😈

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام