من الذي خرَّب تجربتي مع الإنترنت؟
متخصصي تحسين نتائج البحث يتوارون خلف المعرفة العميقة والخبرة الواسعة وكُعيكات المواقع؛ ليخدعوا هذه الخوارزميات وإيانا كمستخدمين، ويهدموا على الجميع روعة الإنترنت.


باعتباري أحد «هوامير» تويتر الصاعدين في الوقت الحالي، يجعلني ذلك أعي أنَّ الأفكار التي يؤثر بها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد أمرًا عشوائي النشر، وعلى من ركب موجة الشهرة اتخاذ اللقب الذي أطلقه على نفسه أو أطلقه عليه الجمهور «مؤثر أو مؤثرة على أسلوب الحياة» بالجدية التي تستدعي اختيار ما يناسب عرضه من الأفكار على المجتمع الذي ينتمي إليه.
لذا ليس من الغريب أن تغرِّم هيئة تنظيم الإعلام مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي لمخالفتها القوانين العامة للمحتويات المرئية والمسموعة في السعودية وسحب رخصة الإعلان منها بعدما شاركت محتوىً يتضمن أفكارًا قد تؤثر سلبيًّا في أسلوب الحياة الزوجية وترابط الأسرة. والإشادة الكبيرة التي نالها خبر التغريم في منصات التواصل الاجتماعي دليل على وعي «جمهور المؤثر» بهذه المسؤولية.
إيلاف محمد

من الذي خرَّب تجربتي مع الإنترنت؟
أتذكر عندما كنت أستخدم قوقل للبحث عن شيءٍ ما في سِنِيِّ الإنترنت الأولى في حياتي. كنت على استعداد لقضاء عدة ساعات حتى أصل إلى النتيجة التي أبتغيها متصفحًا عشرات الصفحات لعملية البحث نفسها. هل تذكر يا صديقي، أسفل صفحة البحث في قوقل، تكرار حرف (O) في كلمة (Google) للدلالة على عدد الصفحات الموجودة من النتائج؟
عدم وجودها معنا يذكرني كيف تغيَّر سلوكنا في البحث على الإنترنت، للأسوأ!
الآن، عند بحثي عن شيء معيَّن، إذا لم تظهر النتيجة التي أريدها على الصفحة الأولى في أول ثلاثة روابط، آخذًا حذري لاتِّقاء الضغط على روابط الإعلانات التي تسبِقُها، فإني ألجأ إلى استخدام عبارات بحث أخرى أو استخدام مصادر بحث مختلفة غير قوقل؛ لمعرفتي بأن بقية النتائج لا صلة لها بعملية البحث لا من قريب ولا من بعيد.
إن ما أتحدث عنه هو من أقدم الوظائف الموجودة على الإنترنت ومع ذلك لا يزال تأثيرها جسيمًا في تشكيل الإنترنت الذي نستخدمه اليوم. عندما تُبحر في الإنترنت هناك الملايين من القراصنة الذين يتحيَّنون الفُرص لسرقة انتباهك واهتمامك وكذلك محفظتك، مُستخدمين في كثيرٍ من الأحيان طُعم عبارات وعناوين مُضللة أو مكذوبة (Clickbait)، ومحتوى رديء الجودة، أو على الأقل، هذا ما أصف به بعض مَن يتخصص في إنتاج ما يُستخدم لتقنين نتائج البحث المعروف باسم (SEO) اختصار (Search Engine Optimizatio).
فطنت قوقل لهذا الأمر الذي يعد العمود الفقري للخوارزميات التي تحدد نتائج البحث التي تظهر للمستخدم وترتيبها، خصوصًا أن قوقل تُهيمن على 90% من سوق محرّكات البحث، فبدأت بحقن عمليات البحث بالإعلانات سنة 2000. وما زال نموذج عمل البقرة الحلوب لقوقل يدر عليها ذهبًا.
فقد حققت 162.45 مليار دولار سنة 2022 من قطاع البحث والإعلانات فقط الذي شكّل 58% من مجموع أرباحها. ولذلك فإن قوقل تعرض أحيانًا إعلانات في نتائج البحث أكثر من الروابط الحقيقية.
تذكر أماندا تشيكاقو في تقريرها أن بعض من اشتغل في سوق (SEOs) كان يُدفع له ثلاثة آلاف دولار يوميًا لكي يحسِّن نتائج البحث للشركات، خصوصًا التقنية منها. وبالرغم من أن جيل «زِد» أصبح يستخدم تِك توك وإنستقرام كمحرك بحثٍ أساسي، إلا أن متوسط راتب متخصص (SEO) ما زال في حالة لا بأس بها في أمريكا، إذ يبلغ 5,809 دولار في الشهر. إضافة إلى أن مبدأ عمل (SEOs) يُمكن تطبيقه على كل المنصات: يوتيوب وتك توك وإنستقرام وغيرها؛ لذلك حتى إن تغير المكان يظل المفهوم هو نفسه.
يلومُ البعضُ خوارزميات قوقل على انحدار مستوى المحتوى الذي يُدفع إلى الأمام، خصوصًا مع وجود حافز الأرباح الفلكية، لكن لا تقف المشكلة على مجرَّد محتوى رديء. ففي كثير من الأحيان تُظهِر لك الخوارزميات نتائج تهدف إلى الاحتيال سواء أكانت إعلانات أم نتائج بحث. ويلوم البعضُ الآخر موظف الـ(SEOs) الذي يكتب هذا المحتوى أو يستغله.
أما أنا فألوم الاثنين معًا. من جانب، فإن خوارزميات قوقل لم تعد مُجدية للتعرف إلى جودة المحتوى أو التفرقة بين الرديء منها والجيّد. ومن جانبٍ آخر، فإن متخصصي تحسين نتائج البحث يتوارون خلف المعرفة العميقة والخبرة الواسعة وكُعيكات المواقع؛ ليخدعوا هذه الخوارزميات وإيانا كمستخدمين، ويهدموا على الجميع روعة الإنترنت.
خبر وأكثر 🔍 📰

تحديات يوتيوب تشعل صناعة الصلصة الحارة!
رقائق بطاطس مفلفلة! انتشر في الآونة الأخيرة تحدي «One Chip Challenge»؛ يتناول المتسابق رقاقة بطاطس واحدة شديدة الحرارة ويعيِّر الوقت الذي يحتمله قبل التقاطه كأس ماء أو حليب. رقاقة البطاطس تصنعها شركة «Paqui» وتبعثها في علبة على شكل تابوت صغير عليها صورة جمجمة حمراء تلف حولها أفعى خضراء. 🐍💀
حرارة تفوق المقاييس. لا تملك شركة «Paqui» مقياسًا واضحًا لمدى حرارة منتجاتها، أو تعرف تصنيفها تبعًا لوحدة قياس «Scoville Heat Unit». تستخدم الشركة في صنع الرقاقة نوعي فلفل: «Carolina Reaper» و«Naga Viper»، ويبلغ تصنيفهما نحو 1.6 مليون و1.4 مليون «SHU». في المقابل، تتراوح حرارة فلفل الهلابينو من 2500 إلى 8000 «SHU»! 🌶️ 🔥
الصلصة الحارة صناعة مليونية. سجلت أمريكا ارتفاعًا مطردًا في استهلاك الفلفل الحار بين عامي «1980» و«2020»: من كيلو وربع تقريبًا للشخص الواحد إلى 3 كيلو وفق ورقة بحثية نشرتها جامعة ولاية «نيو مكسيكو». وفي عام 2022، بلغت قيمة سوق الفلفل في أمريكا 100 مليون دولار.🤷🏽♀️💰
رقاقة البطاطس تقتل طالبًا في المدرسة؟ سُجلت حالة وفاة لطالب يبلغ 14 عامًا بعد ساعات من تناوله رقاقة البطاطس كتحدٍّ في من زملائه. ورغم عدم ثبوت سبب وفاته، إلا أن الأطباء حذروا من الأعراض الجانبية للرقاقة ومنها التقيُّؤ وآلام حادة في البطن وصعوبات التنفس والسكتة القلبية. وشارك الكثير في يوتيوب وصفهم لأعراض مشابهة بعد تناولهم رقاقة البطاطس لكن لم تؤدِّ أيّها إلى حالة وفاة.🤯🫀
المتسابقون قلائل لكن المشاهدات مليونية. دائرة الزبائن من الأشخاص الداخلين في التحدي محدودة، لكن المشاهدات المليونية التي تجذبها في يوتيوب جعلت خيار الطعام المبهَّر بالفلفل الحار مطلبًا في المطاعم؛ حتى إن لم تكن الوجبة بحرارة رقاقة البطاطس، أصبح رائجًا تجربة الإحساس بطعم حرارة الفلفل! 😋🍲
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️

نشيِّد في عقولنا أحلامًا نسعى إلى أن تكون واقعنا الحي، مثلما تفعل «ساندرا» في فلم «هير سيلف» (Herself). ومثلها، تتبعثر عوالمنا، لنقف بعدها مشدوهين من اختلاف الواقع عمّا نريد. قد يكون هذا هو مغزى تحوُّل مسارنا، فكيف سنتعامل الآن مع حياتنا بعدما فقدنا الحلم وشيئًا من الواقع؟
دائرة قابلة للكسر. تجد «ساندرا» نفسها مع طفلتين وزوج مُسيء. لم تكن هكذا البداية، كانت حياتها مع «قاري» كما تمنت، لكنه تغير، وكما تقول: «لا أشتاق إليه، أشتاق لمن كان عليه». يعنفها جسديًا ونفسيًا، ثم يعود بوعود وهدايا في دائرة عنف شرسة، والتي يصعب على من يعيشها أن يراها أو أن يخرج منها. وفي مرحلة ما تقرر «ساندرا» كسر الدائرة، بعد أن كسر زوجها يدها.
حياتك على عاتقك. بعد معاناة وخوف، تدرك «ساندرا» أنها المسؤولة الوحيدة عن نفسها وطفلتيها، ولا أحد يمكنه دفعها للخروج من المنزل. يذكرني هذا بمواقف صعبة لم ينقذني منها إلا نفسي، وبالأشخاص الذين لم يعرف أحدٌ معاناتهم إلا عندما قرروا الإفصاح عنها. ليس الأمر بتلك السهولة ولكن عليك أن تدرك أولًا ما يحصل لك، لتتمكن من تغييره.
الناس للناس. تقرر «ساندرا» بناء منزل بسعر زهيد لكنها لا تملك الموارد الكافية. تطلب المساعدة ممن حولها، فيرفض البعض ويوافق الكثيرون في موقفٍ يعيد فينا الإيمان برأفة الآخرين ورغبتهم في المساعدة. يقول مشرف البناء أن عملهم يذكره بالكلمة الإيرلندية «MEITHEAL» وتعني تآزر الجيران لمساعدة بعضهم بعضًا. فإذا كنت في موقف صعب لا تتحرج وتشعر بالعار، واطلب المساعدة مهما كانت صعبة، غالبًا لن تكون أصعب من موقفك.
تفقَّد من حولك. يطرح الفلم قصة معتادة (للأسف)، إلا أنه يذكرنا بما ننساه دائمًا: أن الظاهر خدّاع وأن الناس العاديين ممثلون بارعون يمكنهم التظاهر بعكس ما يعيشون تمامًا. اسأل من حولك عن أحوالهم بصدق، تفقَّد القريب والغريب، مُد يد المساعدة ولو بشيء بسيط. وتذكَّر دائمًا أن «من يده في الماء ليس كمن يده في النار»، فلا تقسُ بأحكامك.
🧶 المصدر
إعداد شهد راشد
لمحات من الويب
نعيٌ فريد في رثاء تويتر الذي مات 2023.
أكثر المواضيع بحثًا في محرك قوقل عام 2023.
ما قصة صورة القرد التي ألهمت نابوكوف روايته «لوليتا»؟
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
اللغة مهما كانت دقيقة وتوصيفية، إلا أن هناك فجوة تظل غير مردومة، وبإمكانها أن تكون عائقًا أمام إيصال الصورة المرادة عند قائلها. 🗣️
اعتراف الشركة وموظفيها بطبيعة العلاقات المؤقتة جزء من خلق بيئة احترافية. بيئة تقوم على أداء كلٍّ لمهامه وواجباته تجاه الفريق. 👩🏻💻


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.