انتعاشة في الجولات قبل إغلاق دفاتر العام
جمعت منصة «ريتيلو» (Retailo) السعودية 15 مليون دولار في جولة جديدة تهدف منها إلى التوسع في السوق السعودي وتطوير نموذج العمل التقني.
«ريتيلو» تجمع 15 مليون دولار
جمعت منصة «ريتيلو» (Retailo) السعودية 15 مليون دولار في جولة جديدة تهدف منها إلى التوسع في السوق السعودي وتطوير نموذج العمل التقني. «ريتيلو» منصة توزيع رقميَّة لصغار تجار التجزئة والمطاعم، تضم شبكتها الآلاف من شركاء البيع بالتجزئة ولديها أكثر من 200 شريك من العلامات التجارية المحلية والعالمية. وتزامنت الجولة مع تعاون «ريتيلو» الاستراتيجي مع شركة «دي تونك» (Dtonic) الكورية الجنوبية التقنيَّة والرائدة في حلول البيانات.
معاذ خليفاوي:
شهد قطاع التوزيع الرقمي على تجار التجزئة ذروة عزِّه في أثناء الجائحة، لكنه اليوم يعاني محليًّا وعالميًّا. فمن أهم الشركات التي كان يحتذى بها عالميًّا في القطاع هي الشركة الهندية «أودان» (Udaan) التي جمعت ما يزيد على 1.6 مليار دولار من جولات التمويل وبلغ تقييمها في ذروة القمة 7.5 مليار دولار، لكنها سجَّلت في الربع الأول من عام 2023 انخفاضًا في إيراداتها بنسبة 43%. وتحاول «أودان» جمع جولة جديدة على تقييم 1.5 مليار دولار، مما يعطينا انطباعًا عن أداء القطاع بشكل عام.
أغلب جولات هذه الشركات ستكون على تقييمات منخفضة عن تقييمها السابق. فالمشكلة الرئيسة التي تعانيها أنَّ في قوانين سوق المال اليوم (ما بعد ارتفاع أسعار الفائدة) تحوَّل تركيز المستثمرين من حجم المبيعات إلى الربحيَّة. والسبب الآخر الذي جعل هذا القطاع غير مغرٍ للاستثمار أنه مع الوقت تبيَّن عدم اعتماده على تقنية حقيقية. فأغلب هذه المنصات تجري فيها العمليات من خلال الواتساب، لأن أصحاب المتاجر الصغيرة لا يفضلون التطبيقات، مما يجعل من الصعب على المستثمرين التعامل معها على أنها شركات تقنيَّة.
لذا السؤال: ما الخطة الآن؟ الجواب هو أنَّ استمرارية تلك الشركات مرهونة بقدرتها على ابتكار حل تقني حقيقي وتحقيق تغيير فعلي في السوق، أما ملاحقة حجم التداولات الذي كان مقبولًا في السابق لدى المستثمرين سيضرُّها وقد لا يعود عليها بالربحيَّة المقبولة. لهذا فإنَّ تعاون «ريتيلو» مع شركة «دي تونك» الكورية التقنيَّة قد تكون خطوة في الطريق الصحيح.
شركة «Flow48» تجمع 25 مليون دولار
جمعت شركة «فلو48» (Flow48) الإماراتية 25 مليون دولار من جولة ما قبل (أ) ما بين ملكية أسهم ودين. تأسست الشركة في 2022، وتهدف إلى توفير التمويل إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن شروط مرنة لمساعدتها على تحقيق النمو.
عبدالله سعيدان ومعاذ خليفاوي:
تعاني الشركات الصغيرة والمتوسطة من مشكلة الحصول على حلول تمويلية. وحتى إذا تمكنت بعض تلك الشركات من الحصول على موافقة مبدئية للتمويل فليس كل المنشآت المالية التقليدية (البنوك مثلًا) تملك منتج التمويل المناسب للشركة الصغيرة والمتوسطة، وفي حال كان المنتج موجودًا فالكلفة قد لا تكون مناسبة.
لكن الآن لدينا طلب كبير على الحلول التمويلية، فعدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في ازدياد، وبلغ في السعودية وحدها مليون ومئتين وسبعين ألف شركة، مع نمو بنسبة 3.5% في الربع الثالث الحالي عن الربع الثالث من العام الماضي. ويتبيَّن التحدي الحقيقي هنا إذا صنفنا هذه الشركات إلى تقسيماتها الأدق. مليون ومئة ألف شركة منها هي شركات «متناهية الصغر» و150 ألف شركة صغيرة، و18 ألف شركة متوسطة. يبيِّن هذا التوزيع مشكلة وصول هذه الشركات إلى التمويل واستعداد المنشآت المالية التمويلية إلى المخاطرة معها، مع الأخذ بالحسبان المركز المالي لتلك الشركات وإيراداتها المحدودة.
نقطة أخرى لافتة فيما يخص «فلو48»، أنَّ رغم كونها شركة إماراتية فهي لا تستهدف الأسواق المحلية. فهدف الجولة الحالية التوسع في جنوب إفريقيا أحد أهم وأكبر الأسواق الإفريقية بشكل عام وأيضًا أكبرها في القطاع التقني، وأصبحنا نرى هذا السعي نحو السوق الإفريقية يتكرَّر في شركات محلية أخرى.
شركة «Immensa» تجمع 20 مليون دولار
تأسست «إيمينسا» (Immensa) في دبي عام 2016، وتركز نشاطها على تأمين قطع الغيار في قطاع توليد الطاقة من خلال تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. خلال ست سنوات أنتجت الشركة 15 ألف قطعة وساهمت في إنتاج ما يزيد على مليون قطعة. بدأت عملياتها في الإمارات والكويت قبل توسعها إلى السوق السعودية، وتخدم حاليًّا عملاء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتخطط للتوسُّع إلى السوق الأمريكي.
عبدالله سعيدان ومعاذ خليفاوي:
تمثل المنطقة 35% من سوق قطع غيار الطاقة العالمي البالغ حجمه 90 مليار دولار بحكم وجود كبرى شركات الطاقة فيها، وما تهدف إليه شركة «إيمينسا» أن تسد الفجوة في السوق المحلي من خلال تأمين قطع الغيار في وقت سريع لا يتجاوز أيامًا وبتكلفة مخفضة.
هذه خدمة حسَّاسة. فأي شركة كبيرة في توليد الطاقة، مثل مؤسسة الكهرباء مثلًا، ستحتاج في حال وقوع عطل إلى تأمين قطع الغيار في أسرع وقت. لكن ما يجري في واقع الأمر، أنَّ مصانع قطع الغيار لا تصنِّع القطع وتخزِّنها لديها في انتظار الطلب وذلك لارتفاع التكلفة. لهذا يجري التصنيع فور قدوم الطلب، ما يعني أنَّ العملية سوف تستغرق وقتًا طويلًا في التصنيع والخضوع إلى اختبارات الجودة والدخول في عمليات الشحن والجمارك. الحل الذي تعتمده شركات الطاقة الكبرى اليوم هو شراء قطع الغيار بشكل مسبق بمبالغ باهظة تصل مليار دولار وتخزينه للحالات الطارئة.
يُعد هذا القطاع صعب الدخول فيه لعدة أسباب. أولها أنَّ كلًّا من شركات الطاقة وشركات تصنيع قطع الغيار بيروقراطية وبطيئة الحركة. كذلك، من الصعب على أي شركة الدخول في نظام شركات الطاقة كمورِّد معتمَد إلا بعد تخطي اختبارات الجودة وإجراءات الأمن والسلامة. أيضًا دائرة العملاء في هذه السوق محدودة، وإذا فقدتَ أحد العملاء لأي مشكلة سيؤثر في تعامل البقيَّة. فإذا نجحت «إيمينسا» في كسب ثقة عملاء السوق المحلي قد تحقق ربحية مضاعفة.
معجم السوق:
الشركات الصغيرة والمتوسطة: هي شركات مستقلة، وتوظف أقل عدد ممكن من الموظفين، وتحقق إيرادات أقل من الشركات الكبيرة. يختلف تصنيف تلك الشركات باختلاف البلدان، وفي السعوديَّة أقرَّ مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تصنيفها على هذا النحو:
متناهية الصغر: تضم عمالة من 1 - 5 موظفين أو بمبيعات لا تزيد عن 3 مليون ريال.
صغيرة: تضم عمالة من 6 - 49 أو بمبيعات أكثر من 3 ملايين وأقل من 40 مليون ريال.
متوسطة: تضم عمالة ما بين 50 - 249 أو بمبيعات تزيد عن 40 مليون ريال ولا تتجاوز 200 مليون ريال.
موجز أخبار ريادة الأعمال، وقراءة لأهم تحوّلات الأسواق العالمية والمحلية. اشترك فيها الآن.