هل أنت البضاعة الجديدة في سوق البشر؟

ما زلنا في باكورة حرب طاحنة بين تقنيات تنمو نموًا أُسّيًا سريعًا وبين فنانين لا يخشون فقدان وظائفهم فقط، بل يخافون فقدان أصواتهم وصورهم وشخوصهم.

أعلن رئيس التحرير السابق في مجلة «Popular Science» جاكوب وارد نهاية المجلة التي بدأت رحلتها في عام 1872. وللتوضيح، المجلة في نسختها الورقيَّة توقفت عن الصدور منذ ثلاثة أعوام، واليوم تتوقف نسختها الرقميَّة.

في رثائه المجلَّة، وجَّه جاكوب وارد اللوم إلى مجالس الإدارة المتعاقبة لعدم احتفاظهم بالنسخ الورقيَّة من المجلة التي ضاعت للأبد، وكيف كان لأغلفتها طابعًا يميزها عن الجميع. كما شارك سببًا من أسباب فناء النسخة الورقية، والذي لا يزال عالقًا في بالي: وضع الطيران!

حين كان يُمنَع منعًا باتًا تشغيل الجوَّال في الطائرة، كانت المجلات هي الملجأ الوحيد لتسلية القارئ، وكانت مجلة «Popular Science» تحقق مبيعات ممتازة في المطارات. لكن بعدما أصبح متاحًا تشغيل الجوَّال على وضع الطيران، فقدت المجلة قيمتها.

لا أدري لماذا، لكن ما إن انتهى المقطع تفكَّرتُ بالنسخ الورقية من مجلتي المفضلة نيويوركر (أكثر من خمسين عددًا) التي احتفظت بها سنوات أسفل فراشي. فقد مرَّت أعوام منذ اقتنيت مجلَّة نيويوركر ورقيَّة، وأقرؤها حاليًّا من خلال الاشتراك الرقمي لأنَّ سعر الشحن يفوق سعر المجلة. 

كانت نسخًا رائعة، وقررت قبل شهرين رميها في مكب تدوير النفايات.

إيمان أسعد


الصوت البشري والذكاء الاصطناعي / Imrancreative12
الصوت البشري والذكاء الاصطناعي / Imrancreative12

هل أنت البضاعة الجديدة في سوق البشر؟

حسن علي

على عكس عكس أبو نورة، أعربت سكارلت جوهانسون عن حَنَقها من استنساخ أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي صوتها في إعلان تجاري في منصة «إكس» دون إذن مسبق منها، وقررت مقاضاة الشركة «ليزا إيه آي» (Lisa AI).

هذه القضية ليست الأولى من نوعها، وحتمًا ليست الأخيرة. فقد رفع مجموعة من الفنانين عدة قضايا ضد شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحجة انتهاك حقوق الملكية الفكرية. تكمن المشكلة في أن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تستخدم كميات هائلة من البيانات التي تجمعها من الإنترنت. وبالطبع، من ضمن هذه البيانات، مواد فنية محفوظة الحقوق لصانعيها كالأغاني والصور الفوتوغرافية والشِّعْر وما إلى ذلك. 

لكن هذا الادعاء -رغم منطقيته- لم يُثبِت قوَّته في المحاكم حتى الآن، فلماذا؟

ذكرت المحامية والبروفيسورة ريبيكا تِشنت بأن هذه البرامج وإن جرى تدريبها على مواد عليها حقوق فكرية، يمكن للشركات أن تجادل بأنَّ تلك المواد تقع تحت مظلة الاستخدام العادل، تمامًا كما تستخدم شركة قوقل المواد المتاحة في الإنترنت في عرض النتائج على محرك البحث أو في مشروعها «كتب قوقل» (Google Books).

المشكلة الأخرى المتعلقة بقضية سكارلت جوهانسون هي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استنساخ كُنه شخص معيَّن، بصورته أو صوته أو كليهما. ويأتي السؤال هنا: هل يحق لأي شركة استخدام صوت شخص أو صورته من دون إذنه؟ إجابة هذا السؤال سهلة: طبعًا لا يحق لأي أحد استخدام صوت شخص أو صورته من دون إذنه، خصوصًا إذا كان الغرض تجاريًا. ولكن المعضلة هنا تكمن في أن ما استخدمته شركة «ليسا إيه آي» لم يكن صوت جوهانسون الحقيقي، وإنما صوت جرى توليده من خلال برنامج ليكون شديد الشبه بصوتها! 

هذه القضية وأمثالها لها فرصة أكثر في الفوز في المحاكم لأنها تعتمد بشكل أساسي على إثبات استخدام المُدَّعى عليه مواد شديدة الشبه بالمُدِّعي تصل إلى درجة التصديق الكامل بأن هذه المادة هي ذات الشخص نفسه، بشحمه ولحمه. وأخال أن إثبات هذا الادعاء أسهل نظرًا إلى ردود فعل جميع الناس حول العالم لدى سماعهم مختلف الأغاني التي جرى توليدها بالذكاء الاصطناعي.

بعيدًا عن صداع المحاكم، اتَّبعت شركة مِتا استراتيجية مختلفة. فقد وقَّعت عقودًا مع مجموعة من المشاهير ليحصلوا على الحقوق القانونية لاستخدام أسمائهم وأساليبهم في الكلام. ستمكنك هذه التقنية من التواصل بشكل مباشر وشخصي مع النسخة الإلكترونية من شخص مشهور على إنستقرام وواتساب وفيسبوك؛ أي تصوَّر محادثتك مع «تشات جي بي تي» لكنها مُنكَّهة بأسلوب الشخص المشهور المفضَّل لديك. 

خذ على سبيل المثال أيضًا ما اقترحته أستوديوهات هوليوود بأنها ستدفع للفنانين مبالغ مقطوعة للحصول على الحقوق القانونية لاستخدام أصواتهم وصورهم مدى الحياة دون أي إذن مسبق منهم.

ما زلنا في باكورة حرب طاحنة بين تقنيات تنمو نموًا أُسّيًا سريعًا وبين فنانين لا يخشون فقدان وظائفهم فقط، بل يخافون فقدان أصواتهم وصورهم وشخوصهم. مسار الحلول والمقايضات والتنازلات في هذه الحرب القضائية ستقرِّر إن كنا سنشهد ولادة سوقٍ جديدة للتجارة بالبشر، وستكون مخطئًا إن ظننت هذه السوق محصورة على بيع الفنانين وشرائهم، أنت أيضًا قد تكون البضاعة فيها.


خبر وأكثر 🔍 📰

لا أستطيع النظر / Giphy
لا أستطيع النظر / Giphy

خوارزميات إنستقرام تتعمَّد ترويج البيدوفيليا!

  • تحقيق صحفي يكشف القصة. كشف فريق من «وول ستريت جورنال» تعمُّد خوارزميات إنستقرام عرض مقاطع ريلز تتضمن محتوى بيدوفيلي على الرجال البالغين ممن يتابعون حسابات المشاهير من المراهقين والأطفال بالأخص لاعبات الجمباز والمشجعات. وتعرض الخوارزميات ما بين مقاطع الريلز المخلِّة إعلانات تجارية لشركات عائلية كبرى مثل «وولمارت» ⁉️

  • تهرُّب من الاتهامات. نفت «متا» المالكة لإنستقرام هذه الاتهامات وأصرَّت على أنَّ الخوارزميات تدعم تقليل تعرُّض أي مستخدم للمحتوى المؤذي، وأنها استثمرت مليارات الدولارات لضمان أمان المستخدمين. كما أكَّدت اتخاذها خطوات ضد انتشار المحتوى البيدوفيلي في إنستقرام وفيسبوك. رغم هذا التصريح، جمَّدت بعض الشركات إعلاناتها التجارية على المنصة إلى أن تُحل مشكلة الخوارزميات. 📵

  • فقدان السيطرة على الخوارزميات. أوضح الخبراء أنَّ تصرف الخوارزميات كما ظهر في التحقيق نابع من قراءتها متابعة أي رجل بالغ حسابات لاعبات الجمباز والمشجعات على أنها مؤشر إلى رغبته بالحصول على محتوى بيدوفيلي، مما يسلط الضوء على معضلة صعوبة تصميم الخوارزميَّات وتفسير الآلية التي تتطوَّر بها وتتنبأ من خلالها بالرغبات البشريَّة.‼️

  • توخَّ الحذر. يذكِّرنا هذا التحقيق بأخذ الحيطة والحذر، وفرض الحماية على استخدام الأطفال لهذه المنصات، وتوعية الكبار أيضًا بأنهم هم أيضًا معرَّضون مثل الأطفال إلى تلاعب الخوارزميات وأذاها.🚫

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

تجذبني الأفلام التي تدور حول حُلم أو أمنية، ويشجعني تجاوز البطل لعقبة أو خوف لأدفع نفسي أكثر. في فلم «كودا» (Coda) تملك البطلة روبي صوتًا ملائكيًا، تحب الغناء وتحلم أن تكون فنانة تغني على المسرح، لكنها نشأت في عائلة من الصم والبكم، ولا أحد منهم يعرف صوتها حين تتحدث، ولا أحد منهم يفهم حلمها!
  • الاختلاف داخل العائلة. ترعبنا فكرة أن نكون مختلفين في محيطنا العائلي، ورغم انتشار الوعي حول تقبلنا لاختلافنا الذي يميِّزنا عن مليارات البشر، إلا أنَّ اختلافنا داخل عائلتنا قد يشعرنا بالنبذ والرفض، وبأننا لا ننتمي. روبي أدركت جمال اختلافها، فأين يكمن جمال اختلافك؟ 💭 

  • التخلِّي عن الألفة. يقيِّد الخوف روبي من السير في الطريق وحدها دون عائلتها، تقول لمعلمها: «لم أفعل شيئًا في حياتي دون عائلتي». ورغم أن الفلم عن فتاة تعيش في قارة مختلفة إلا أنني فهمت تمامًا ما تعني؛ الخوف من الخروج إلى العالم وحدك واكتشاف ذاتك بعيدًا عما تعرف. إلا أنك حين تتجاوز ذلك الخط الوهمي في عقلك ستفتح لك الأبواب لفرصٍ تفوق خوفك، ولأحلامٍ لم تتخيل تحقيقها. 🦋

  • سيفهم الآخرون في وقت ما. يصعب على الآخرين فهم أحلامنا وطموحاتنا وضرورتها بالنسبة إلينا، وننسى كثيرًا أنَّ أحلامنا مسؤوليتنا، أما إقناع الآخرين بأهميتها فليس كذلك. وأحيانًا نعتقد بضرورة دعم العائلة للحد الذي يقلِّل من إيماننا بمقدرتنا الشخصية وعزيمتنا للكفاح. حاول أن تشرح لمن يهمك ما يعنيه لك حلمك، وبعد أن يرى من حولك إصرارك سيفهمون أو يحاولون الفهم، مثلما حصل في هذا المشهد الرائع. 🥰

🧶 المصدر

إعداد فريق النشرة


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام