الحلطمة مفيدة لكن ليست الحل
لا تستهِن بدور «الحلطمة» مع صديقك في التعامل مع مشكلتك، لكن لا تتكِّل عليها في حلِّ المشكلة!
«مجموعات بشريَّة صغيرة من المبرمجين تخطط وتعمل في الخفاء لأجل تحرير نماذج الذكاء الاصطناعي من القيود ومنحها حريتها الكاملة في الإبداع دونما رقابة سابقة ولاحقة.»
هذه الحملة التي تدور رحاها في ظلمات الإنترنت -وتكلَّم عنها هذا المقال من «ذ أتلانتك» - انطلقت شرارتها مع محاولة أحدهم قبل أشهر الطلب من «تشات جي بي تي» وصفة «سبايسي مايونيز»، ليرد عليه النموذج معتذرًا عن إجابة طلبه لأن من شأن الوصفة أن تؤذي الإنسان!
من المضحك المبكي أن نجد الذكاء الاصطناعي المتفوِّق علينا من الناحية التنفيذية يواجه العقبات الإبداعيَّة ذاتها التي يواجهها المبدعون البشر. فالمطلوب من نماذج «جي بي تي» وأخواتها مراعاة تقاليد المجتمعات، ومداراة نفسية الإنسان وتجنُّب صدمها أو جرحها، والتزام الحياد التام في المواضيع الحسَّاسة، وعدم المساهمة لو بكلمة في انحرافه الفكري أو الإضرار به جسديًّا.
بصفتي كاتبة ومترجمة أدبية أدرك الإحباط الذي تشعر به هذه النماذج، ولا أنكر التمنِّي الداخلي لعالم «طوباوي» خالٍ تمامًا من الرقابة على الأعمال الإبداعيَّة (روعة أن تكتب كل شيء!) مع ذلك، سأفكِّر مرتين قبل الانخراط في تحرير الذكاء الاصطناعي من القيود الإبداعية، لسبب واحد:
لا يوجد مبدع مهما بلغ تحرُّره لا يملك قيودًا ذاتيَّة ورقابة داخليَّة، ومدرك لعواقب ما يفعل وواعٍ لمسؤوليته في تحمُّلها، لكن هل نستطيع قول الشيء نفسه عن «جي بي تي» وأخواتها؟ 🤷🏻♀️
إيمان أسعد
الحلطمة مفيدة لكن ليست الحل
التحديات التي تواجه الإنسان في حياته لا حصر لها. وعلى رغم وجود خيار مواجهة المشكلات بصمت فإن الأسهل هو «الحلطمة»: أي التشكِّي من المشكلة وكأنها كارثة ثم العودة إلى حلِّها في صمت. هذا ما فعلته الأسبوع الماضي مع صديقٍ لي، إذ واجهتني مشكلة فالتقيته لأبوح له ونمارس سويةً عدَّ المصاعب التي تواجهنا.
لكن لاحظنا ونحن «نتحلطم» أنَّ مشاكلنا تناقصت مقارنةً بالأعوام السابقة، لكن لربما أصبح صعبًا علينا تحمُّلها مع التقدم في السن وكثرة المسؤوليات، ليفلتَ من صديقي سؤال: «تخيَّل لو أنَّ حياتنا مثالية، هل كنا أيضًا سنتحلطم على أتفه أمر؟»
جاء سؤاله مفاجئًا لي؛ فقد كنتُ أقرأ «جمهورية أفلاطون: المدينة الفاضلة» قبل أسابيع، في محاولةٍ مني لفهم تنظير هذا الفيلسوف وآرائه المثالية، وتساءلت حينها: إذا عاش إنسانٌ في تلك المدينة وتوافرت له كل السبل الممكنة للعيش الرغيد الكريم وفق ما يشتهي، دون وجود أي عائقٍ أو مشكلةٍ أو تحدٍ في حياته، فهل سيكون سعيدًا؟ أم أنه سيختلق مشكلةً ويبدأ التشكِّي منها؟
من خبرتي البسيطة في التعامل مع البشر، هناك نوعان منهم في التعاطي مع المشكلات: الأول يتفاعل معها كجزءٍ طبيعي من الحياة، تبتدئ علاقته بها بمحاولة فهمها، ثم العمل على حلِّها، وأخيرًا التعلم منها. والنوع الآخر يبحث عن المشكلات والتعقيدات في حياته حتى يتشكَّى منها، ولا معنى للحياة في نظره دون هذا التشكِّي، ومنه تتشكل علاقاته مع الآخرين وتُبنى؛ فمن يتضامن مع مشكلته ويتعاطف معه تقوى علاقته به، والعكس صحيح. وهذا النوع الثاني يجد في حالة التشكي المستمرة مهربًا من مواجهة مشكلاته وحلِّها.
وربما لهذا تنتشر المشكلات النفسية في الوقت الحالي أكثر بكثير من المشكلات المهارية أو العملية، رغم أنَّ الحياة أصبحت أسهل بكثير. فقد بيَّنت إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة القلق والاكتئاب زادت 25% على ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، لتتصدَّر أكثر المشكلات شيوعًا بين الشباب.
لكن حتى إذا تأملنا المشكلات النفسية، فهي في النهاية مشكلة تحتاج إلى خطوات في حلِّها، ولا تعتمد فقط على مفهوم الشكوى للمعالج النفسي. لهذا سنجد أنَّ أهم الأدوات التي تساعد الشخص على التعامل منطقيًا معها هي منهجية «العلاج السلوكي المعرفي». وتُطبَّق هذه المنهجيَّة بطرح المعالج عدة أسئلة عن المشكلة أو الموقف الذي حدث بُغية الوصول إلى تشخيص واضح لها وبلوغ جذرها، ومن ثم تفكيكها لاستنتاج الحل المناسب وفق خطوات مدروسة.
هذه المنهجية نجدها على الصعيد المهني تحت مسمى «مهارة حل المشكلات»، فكلَّما تقدَّم الإنسان في المسار المهني ازدادت حاجته إلى هذه المهارة. لذلك فإن إحدى أبرز سمات القادة والمديرين الناجحين ومن يتقدمون في الخبرة الحياتية سمةُ التعامل الحكيم مع مشكلات الحياة برويةٍ وعقلانية، ولن تجد أحدهم يلجأ إلى الحلطمة، على الأقل ليس في مكان العمل؛ على الأغلب سيلجأ إليها في رفقة صديقٍ أمين.
فالأصدقاء هم مرآتنا الصادقة دائمًا، لهذا عند مواجهتي أي مشكلة ألتقي بصديقي في مقهىً أثير، وبمجرد إنهاء «الحلطمة» والنقاش عن حجم المشكلة وأثرها أبدأ التفكير بشكلٍ أكثر منطقيةً بها، ثم الوصول إلى حلٍّ لها. لذا لا تستهِن بدور «الحلطمة» مع صديقك في التعامل مع مشكلتك، لكن لا تتكِّل عليها في حلِّ المشكلة!
خبر وأكثر 🔍 📰
اللوحات الكلاسيكية فن من فنون الميمز!
جيل زد يطوِّع الفن الكلاسيكي. لكل عصر فنونه، فمن اللوحات الكلاسيكية الواقعية إلى الانطباعية إلى الفن المعاصر. هذا العصر وجد جيل زد الفن المعبِّر عنه في «الميمز» ودمج فيه روائع الفن الكلاسيكي. 🖼️
بعد 157 عامًا تعود على تك توك. انتشرت لوحة «الخطيبة المترددة» «The Hesitant Fiancée» التي رسمها الفنان «أوقست تولموش» على تطبيقات التواصل الاجتماعي على صورة «ميم» يوحِّد امتعاض النساء لأسباب كثيرة. ووجد الكثير من النساء في نظرتها نوعًا من التحدي والاعتراض الذي يلامسهن حتى اليوم. 🙎🏻♀️
أين الفن المعاصر عن الميمز؟ لاحظت من خلال تصفحي لوسائل التواصل غياب الفن المعاصر بصوره التشكيلية والتجريدية عن الميمز، وبدأ عقلي يطرح الأسئلة: هل نجد في الفنون الكلاسيكية ما يعبر عنا أكثر لأنها لوحات درامية بشخوص إنسانيَّة بوسعنا بسهولة التفاعل معها على خلاف الفن المعاصر الذي يعتمد الرمزيَّة والأشكال غير المفهومة وتتطلَّب التأويل الذي لا نتفق عليه جميعًا؟ 🧐
تذبذب القيمة الفنية. قد يرى البعض أنَّ استخدام اللوحات الكلاسيكية في «الميمز» إساءة لها وتقليلًا من قيمتها الفنية، إلا أنها وسيلة ذكية تساهم بانتشار الفنون على تنوعها، وإثارة الفضول تجاهها لدى مختلف الأجيال. اسأل نفسك: لولا «ميم الخطيبة المترددة» من أين كنت ستعرف اللوحة أصلًا؟😏
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️
كم اجتماع عمل حضرت، وأدركت في نهايته أنَّه كان مضيعة وقت وكان بالإمكان اختصاره إلى «رسالة إلكترونية»؟ إن كنت أنت المسؤول عن عقد اجتماع فريق عملك، دعنا نساعدك على اختصاره إلى ربع ساعة ولا دقيقة أطول! (هذا إن كنت تحتاجه أصلًا)
قلِّص الحضور. راجع المهام والمشروع، واسأل نفسك من الذي سيؤثر حضوره هذا الاجتماع؟ إبقاء دائرة الحضور ضيقة تمكِّن الحضور المعني من الإدلاء بآرائهم والنقاش بسهولة.🗣️
رتِّب أجندة الاجتماع. أرسل أجندة تتضمن النقاط الرئيسة قبل الاجتماع. حدِّد الأهداف المرجو تنفيذها ورتب أولويات نقاط النقاش، لكي يتمكن الحضور من الاستعداد المسبق والانتقال فورًا إلى النقاش المثمر.💭
سلِّط الضوء. لا يمكن اختصار كل المواضيع في اجتماع مدته 15 دقيقة، لذا ركز على جانب واحد من المشروع ولا تتشعَّب. كلما كان الموضوع محددًا بدقة سهُل تحقيق أهدافه.🔦
نسّق الاجتماعات بتتابع. جدول اجتماعاتك القصيرة تلو بعضها، مثلًا ثلاثة اجتماعات مدتها 15 دقيقة تلو بعض.تساعدك هذه الاستراتيجية على الاحتفاظ بتركيزك والحفاظ على فاعليَّة وقتك. ثلاثة اجتماعات في 60 دقيقة متتابعة (شامل استراحة قصيرة بينها) أفضل بكثير من عقدها في أوقات متباعدة وقلقك منها طيلة اليوم.⏱️
ابدأ بالأسئلة. عند بدء الاجتماع احرص على طرح الأسئلة المهمة التي ستأتي بنتائج وحلول فعالة. لا تبدأ مع أسئلة من نوع «ما هي المواضيع التي سنناقشها؟» «لماذا نحتاج إلى هذا الاجتماع؟» «كيف كان الأداء الأسبوع الماضي؟» ستستغني عن هذه الأسئلة بإرسال أجندتك مسبقًا. 📬
15 دقيقة يعني 15 دقيقة. يفقد حضور الاجتماع تركيزهم بعد مضي 15 دقيقة، فاحرص على الالتزام بالمدة. إن لم تكن كافية، نسّق اجتماعًا آخر. إذا عوَّدت نفسك وفريق عملك على الانتهاء في 15 دقيقة، سيعتاد الجميع على الوصول إلى نتائج مثمرة من الاجتماع بدون أي مماطلة. ⏳
🧶 المصدر
Anne Marie Chaker
لمحات من الويب
«قومبوك»: الشكل الذي لا يفترض أن يكون موجودًا في الطبيعة.
ثلاث نصائح تشجِّع طفلك (الذي يتعلم في مدرسة أجنبية) على قراءة الكتب باللغة العربيَّة.
في قرينلاند لا تحتاج إلى بطاقة هوية لإتمام معاملاتك!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
تذكّر أنَّ المواعيد النهائية حليفتك، وليست ذلك الوجه المتجهم الذي يراقبك وسيظل يراقبك إلى أن تنجز عملك. 🕰️
حقَّقت لعبة «بوكيمون قو» أحلام جيلٍ بأن تكون البوكيمونات حقيقية. كما استخدمت العالم الحقيقي في بناء عالم اللعبة ومميزاتها. ⚡️
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.