لو ألغت «إتش بي أو» مسلسل «قيم أوف ثرونز»

ألغت معظم المنصات عددًا كبيرًا من العروض -بما فيها تلك المملوكة لها- بهدف «خفض التكاليف» وتخليص المنصات من المحتوى الذي لم يتابعه المشتركون بنسبة مشاهدة مقبولة.

أنا وأنت، وكل العالم من أقصاه إلى أقصاه، يعرف من الأفلام والمسلسلات مشهد تدافع الأمريكيين العنيف على البضائع في «بلاك فرايداي» ما قبل موسم أعياد الكريسماس، والذي استحضرناه لدينا تحت مسمى «الجمعة البيضاء» في صورة أقل تدافعًا بكثير عن أصله الأمريكي. (حدنا الازدحام الطبيعي في الطابور والتأفف من انتظار دورنا دونما أي عنف أو شد للشعر والضرب المتبادل.) 

لكن المستهلك الأمريكي هذا العام قرَّر مقاطعة «بلاك فرايداي» بأكمله، وما عليك سوى الدخول على وسم «boycottblackfriday» في تك توك -الوسم نال حتى اللحظة 10 ملايين مشاهدة- لترى اكتساح المطالبات بالمقاطعة. (بالمقارنة مع إنستقرام، 30 ألف منشور تضمَّن هذا الوسم.)

ما يستحق الانتباه ليس خلو المتاجر الكبرى من الزبائن، بل التداخل الذي جرى لدى المستهلك الأمريكي بين الوعي المفاجئ بالقضية الفلسطينية والوقوف في وجه كبرى الشركات التي تغذي نمط الحياة الاستهلاكي لديه وتخدعه بهذه التنزيلات الموسمية.

هذا التداخل ليس غريبًا. كلنا قرأنا عن سياسة الشركات الكبرى في استغلال العمالة الفقيرة والأطفال والاعتداء السافر على البيئة وسرعة التخلي عن موظفيها بتسريح عشرات الآلاف لضمان الحفاظ على أرباح المساهمين نهاية العام، وسيطرة منتجاتها على الأسواق وغَلَبتها الجبَّارة على المنتج المحلي والتاجر المحلي (هذه الغلبة تنطبق حتى على مستوى أسواق الولايات المحليَّة في أمريكا.)

ربما،  لهذا السبب، لم يصعب على المستهلك الأمريكي تصوُّر هذه الشركات ضمن إطار «الاحتلال الاستهلاكي». 

إيمان أسعد


جودة التقييم / Imrancreative12
جودة التقييم / Imrancreative12

لو ألغت «إتش بي أو» مسلسل «قيم أوف ثرونز»

محمود عصام

هناك دومًا فلم أو مسلسل جديد ينتظرك لتشاهده نهاية الأسبوع، لكن أي الأعمال تحديدًا ستشاهد الليلة؟ مع وفرة المعروض عبر المنصات الرقمية المختلفة وحرصي على انتقاء الأفضل حتى لا تضيع السهرة التي أكافئ بها نفسي بعد أسبوع مجهد، أستعين بنظرة سريعة على حسابات النقاد والمشاهدين المحنَّكين في منصات التواصل. 

والحق يُقال، إذا وجدت أكثر من رأي سلبي فالاحتمال الأكبر أني لن أختار مشاهدته والحكم عليه بنفسي. لهذا لم أستغرب حين اعترف الرئيس التنفيذي لـ«إتش بي أو» (HBO) كيسي بلويز أنه يكلِّف الموظفين في شركته بإنشاء حسابات وهمية (جيوش كما أطلق عليها) على منصة «إكس» لمهاجمة النقاد والآراء التي تقلل من أعمال «إتش بي أو» قبيل إطلاقها أو بعد أيام محدودة من الإطلاق. 

قد تتساءل، وسيكون سؤالك منطقيًّا، كيف تخاف شركة مبدعة أنتجت أعمالًا أيقونية مثل «قيم أوف ثرونز» (Game of Thrones) و«سكسشن» (Succession) من النقد إلى حد تجييش حسابات مزيفة دفاعًا عن أعمالها الإبداعية؟ 

والإجابة ستكون: أنَّ صناعة البث الرقمي ذاتها تعاني أزمة وجودية فيما يتعلق بالإبداع أمام حسابات الربح والخسارة.

فقد كان الوعد الذي قدمته منصات البث الرقمي مثل «إتش بي أو» و«نتفلكس» بداية وجودها أن تتيح مكتبة ضخمة متنوعة من الأعمال للمشاهدة في أي وقت وللأبد. تلك المزيَّة تحديدًا تعني أنَّ الانتقادات الموجهة للأعمال الفنيَّة لن تنجح في النيل من عمل جيد، حيث إن الوقت كفيلٌ دومًا بإثبات جودته. (أكبر مثال على هذا الصبر، النجاح الهائل الذي ناله مسلسل «سوتس» «Suits» فجأة في نتفلكس بعد أعوام من انتهاء موسمه الأخير.)

لكن هذا الوعد أصبح محالًا الآن. فقد ألغت معظم المنصات عددًا كبيرًا من العروض -بما فيها تلك المملوكة لها- بهدف «خفض التكاليف» وتخليص المنصات من المحتوى الذي لم يتابعه المشتركون بنسبة مشاهدة مقبولة، حتى إن كانت تلك الأعمال على مستوى عالٍ من الفنيَّة.

فبقاء تلك الأعمال في المكتبة يعني مزيدًا من التكلفة، إذ يتعيّن على المنصات دفع المبالغ المتبقية للممثلين وأطقم الإنتاج ما دامت هذه العروض متاحة للمشاهدة، حيث يستخدم البث التلفزيوني نموذج «المكافأة مقابل النجاح»، ما يعني أن الكُتّاب والممثلين يمكنهم كسب المزيد من المال إذا حقق عرضهم نجاحًا أكبر.

لكن بحسبة اقتصادية بسيطة فلا مجال للرهان على نجاح هذا العمل الإبداعي مع الوقت، لهذا يصبح قرار إلغائه وإزالته من المنصة حلًا أسهل وأوفر في حالة عدم تحقيق العمل النجاح الفوري.

لذا مع كل عمل جديد لا يملك كيسي بلويز إلا أن يخاف من عزوف المشاهدين بسبب رأي ناقد لاذع أو تغريدة تنتشر تشير إلى خيبة أمل بسبب سوء مستوى العمل الجديد، لأنه ببساطة لا يملك رفاهية الرهان على نجاح العمل مع الوقت.

هذا لا يعطي مبررًا للفعل غير الأخلاقي من كيسي بلويز تجاه منتقدي عروضه، بل يعكس لنا صورةً حقيقيةً عن الأجواء التي تُدار بها تلك الشركات، وكيف أن حسابات الربح والخسارة هي الأولوية بغض النظر عن العنصر الإبداعي.

أتصوَّر لو أن مسلسل «قيم أوف ثرونز» لم يحظ برد الفعل المناسب منذ حلقته الأولى، وشاهدت أنا تلك التعليقات وعزفت عن مشاهدته، وقررت «إتش بي أو» بعدها ضرورة إلغائه. ما كنا سنخسره حينها ليس المسلسل فحسب، بل متعة إبداء رأينا المستقل على عمل كنا سنحبه قبل أن يحبه الجميع. 


خبر وأكثر 🔍 📰

عالم مجنون / Giphy
عالم مجنون / Giphy

فوضى ألتمان تحيي مخاوف نهاية العالم

  • بين طرد فاضح وعودة مخيفة. عاش «العقلاء» -لقب العلماء الذين يخشون من نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي- ثلاثة أيام عصيبة ما بين طرد مجلس إدارة «أوبن إيه آي» سام ألتمان وبين عودته إليه وتغيير أعضاء المجلس. فالتسريبات تقول إنَّ سبب الطرد من الأساس منبعه مخاوف مجلس الإدارة من استعجال ألتمان الدفع بالذكاء الاصطناعي تجاريًّا دون الاكتراث للمخاطر الحقيقية المحتملة. 💀

  • المشكلة ليست في الوعي. على خلاف ما يظنه أغلب الناس، مخاوف العقلاء ليست في اكتساب الذكاء الاصطناعي الوعي وتحوُّله إلى إنسان، بل في تنفيذه الأوامر «حرفيًّا» وبمنتهى الدقة، واعتماده على مقاييس رقميَّة في اتخاذ القرار، دون إدراك للعواقب الوخيمة.🤯

  • المخاوف ليست سخيفة، اسأل إيلون مسك! من السهولة السخرية من هذه المخاوف، لكن «أوبن إيه آي» نفسها تأسست كمؤسسة غير ربحية لكي تضمن كبح جماح الذكاء الاصطناعي، وإيلون مسك كان ضمن المؤسسين الأوائل، والذي قال«إذا تركنا الذكاء الاصطناعي يتطور، فنحن نستدعي الشيطان.» مسك خرج من «أوبن إيه آي» في 2018 على يد انقلاب ناعم قاده سام ألتمان! 😈

  • نهاية العالم على يد الربحيَّة. كان يفترض بمجلس الإدارة أن يقوم بدور الحامي الذي يملك الحق في طرد الرئيس التنفيذي إذا تحوَّلت بوصلته من الحفاظ على الإنسانية وقيمها إلى استغلال الذكاء الاصطناعي لزيادة الإيرادات. ودراما طرد سام ألتمان بينت في ثلاثة أيام أنَّ الربحية الرأسمالية انتصرت على «العقلانيَّة».🫰🏻💰

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

كم مرة دخلت على «إكس» وكتبت منشورًا وأغلقت التطبيق، لتجد العالم الافتراضي حين عودتك منقلبًا على رأسه؟ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للإساءة ومكانًا ملغمًا بأشخاص يراقبون الآخرين بانتظار أبسط زلّاتهم ليشنُّوا هجومهم الشرس، فكيف نتعامل مع التنمر الإلكتروني الذي لم يعد مجرد تعليقات سخيفة أو اختلاف في وجهات النظر؟
  • ذكِّر نفسك بالاختلاف. نحن البشر نختلف قبل أن نتفق، لكن في العالم الافتراضي يطغى صوت الاختلاف على محاولات الاتفاق لأنَّ الكل متخفٍّ خلف الشاشة، وابتعاد المسافة الشخصية بين الطرفين يسهِّل التمسك بالنبرة الهجوميَّة. 🤬

  • اسأل قبل اندفاعك. من طبيعتنا أن نتخذ وضعية الدفاع حين نتعرض للهجوم، لكن قبل أن تقفز لاستنتاجات تفترض السوء في الطرف الآخر، اسأله عن وجهة نظره بالموقف وتريث، غالبًا سيمنحه سؤالك وقتًا للتفكير وربما إعادة النظر بأسلوبه أو رأيه. 💭

  • تحرَّر من افتراضاتك. تقيِّدنا افتراضاتنا عن الناس ونرسم صورًا ربما تخالف حقيقتهم، وننسى أن الأشخاص مختلفين. لذا تريَّث، وافترض حسن نية الطرف الآخر ما دام لم يتعدَّ عليك.🌱

  • إقناع الآخرين ليس دورك. عندما تقرأ ردًّا مسيئًا على منشورك، أو اتهامًا فجًّا لك، تذكَّر أنك في المنصة لكتابة مشاعرك وأفكارك بأسلوبٍ محترم ومراعٍ للآداب العامة، وأن إقناع الآخرين برأيك أو قناعاتك ليس هدفك. 📌

  • بادر باللطف. في معظم الأحيان يتعمَّد من يسيء إليك إثارة غضبك واستفزازك للرد عليه بأسلوب بذيء يشابه أسلوبه، لذا فاجئه بردك بأسلوب محترم. قد يجعله ردك يتراجع وربما يخجل من نفسه. في الحالتين يترك ردك أثرًا طيبًا خلفك، وتحتفظ بأخلاقك في الخلاف. ⛄️

  • اكتب بوعي. إن كنت تكتب وتنشر عن قضية حساسة، فتحلَّ بالصبر ودعِّم آراءك بمصادر موثوقة. اتخذ أسلوبًا رسميًا في الحديث وابتعد عن التهكم الذي قد يوقعك في فخ الإساءة للآخرين. كن منفتحًا للحوار وفي الوقت نفسه واعيًا بالاختلافات والدوافع.🎯

  • آخر الحلول. قد تفشل جميع النصائح أعلاه بالتعامل مع متنمر مُصر وممعن في تنمره، حاول أن تتجاهله، فالتجاهل سيدفعه للتوقف إذا لم يجد منك رد الفعل المتوقع. احرص على توثيق ما يصلك من إساءات إن استمرت ووصلت للتهديد والمضايقة فقد تستفيد منها لاحقًا. وبلِّغ عن حسابه في المنصة لمخالفته شروط الاستخدام، واحظره لتنعم براحة البال.😌

🧶 المصدر

لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • لا أريد لوجودي في تويتر أن يكون أشبه بالفقاعة، لذا عدت إلى بعض الحسابات التي ألغيتها، والتي تحتوي على المعلومات التي لا تتوافق مع أفكاري. 🫵

  • أتذكر التعقيب الساخر الذي قرأته في ورقة بحثية حول هيمنة أفلام الأبطال الخارقين على الإيرادات؛ بأنها تعكس رغبة الشعب الأمريكي بإنقاذه. 🦸‍♂️

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام